المؤلف:: الآجري
الناشر:: دار اللؤلؤة
سنة النشر:: 2020
الصفحات:: 27
الغلاف::
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/25793273
ISBN::
الحالة:: مكتمل
التسميات::
المعرفة:: التزكية,
التدريب:: ,
تاريخ القراءة:: 2025-04-04
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::


ذِكْرُ الْحَذَرِ مِنَ النَّفْسِ

تَحْذِيرُ اللَّهِ تَعَالَى لَنَا مِنَ النَّفْسِ

١ - اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِكْرُهُ ذَكَرَ النَّفْسَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ مِنْ كِتَابِهِ، مُنَبِّهًا بِمَعَانٍ كَثِيرَةٍ، كُلُّهَا تَدُلُّ عَلَى الْحَذَرِ مِنَ النَّفْسِ. أَخْبَرَنَا مَوْلَانَا الْكَرِيمُ أَنَّهَا تَمِيلُ إِلَى مَا تَهْوَاهُ مِمَّا لَهَا فِيهِ مِنَ اللَّذَّةِ، وَقَدْ عَلِمَتْ أَنَّهَا قَدْ نُهِيَتْ عَنْهُ. ثُمَّ أَعْلَمَنَا مَوْلَانَا الْكَرِيمُ أَنَّهُ مَنْ نَهَى نَفْسَهُ عَمَّا تَهْوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ مَأْوَاهُ.

ص ٧٣٤

النَفْسُ المَرْحُومَة

فَإِنْ تَابَعَتْهُ نَفْسُهُ إِلَى مَا زَجَرَهَا عَنْهُ، فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِبَالٍ، وَأَنَّ هَذِهِ نَفْسٌ مَرْحُومَةٌ، فَلْيُشْكِرِ اللَّهَ الْكَرِيمَ عَلَى ذَلِكَ.

ص ٧٣٥

النَّفْسَ قَاطِعَةٌ بَيْنَ الْقَلْبِ وَبَيْنَ الْوُصُولِ إِلَى الرَّبِّ

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي «إِغَاثَةِ اللَّهْفَانِ» (١/ ١٢٥): اتَّفَقَ السَّالِكُونَ إِلَى اللَّهِ - عَلَى اخْتِلَافِ طُرُقِهِمْ وَتَبَايُنِ سُلُوكِهِمْ - عَلَى أَنَّ النَّفْسَ قَاطِعَةٌ بَيْنَ الْقَلْبِ وَبَيْنَ الْوُصُولِ إِلَى الرَّبِّ، وَأَنَّهُ لَا يُدْخَلُ عَلَيْهِ سُبْحَانَهُ وَلَا يُوصَلُ إِلَيْهِ إِلَّا بَعْدَ تَرْكِهَا، وَإِمَاتَتِهَا بِمُخَالَفَتِهَا، وَالظَّفَرِ بِهَا.

فَإِنَّ النَّاسَ عَلَى قِسْمَيْنِ:

١ - قِسْمٌ ظَفِرَتْ بِهِ نَفْسُهُ؛ فَمَلَكَتْهُ وَأَهْلَكَتْهُ، وَصَارَ طَوْعًا لَهَا تَحْتَ أَوَامِرِهَا.

٢ - وَقِسْمٌ ظَفِرُوا بِنُفُوسِهِمْ؛ فَقَهَرُوهَا، فَصَارَتْ طَوْعًا لَهُمْ، مُنْقَادَةً لِأَوَامِرِهِمْ.

كَمَا قَالَ بَعْضُ الْعَارِفِينَ: انْتَهَى سَفَرُ الطَّالِبِينَ إِلَى الظَّفَرِ بِأَنْفُسِهِمْ، فَمَنْ ظَفِرَ بِنَفْسِهِ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ، وَمَنْ ظَفِرَتْ بِهِ نَفْسُهُ خَسِرَ وَهَلَكَ. قَالَ تَعَالَى: ﴿فَأَمَّا مَن طَغَىٰ﴾ الْآيَاتِ.

فَالنَّفْسُ تَدْعُو إِلَى الطُّغْيَانِ وَإِيثَارِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَالرَّبُّ تَعَالَى يَدْعُو الْعَبْدَ إِلَى خَوْفِهِ وَنَهْيِ النَّفْسِ عَنِ الْهَوَى، وَالْقَلْبُ بَيْنَ الدَّاعِيَيْنِ، يَمِيلُ إِلَى هَذَا الدَّاعِي مَرَّةً، وَإِلَى هَذَا مَرَّةً، وَهَذَا مَوْضِعُ الْمِحْنَةِ وَالِابْتِلَاءِ. اهـ

الحاشية ص ٧٣٥

سَبَبُ الْخَوْفِ مِنَ النَّفْسِ أَشَدُّ مِنَ الْخَوْفِ مِنَ الْعَدُوِّ الَّتِي ظَهَرَتْ عَدَاوَتُهُ

ثُمَّ اعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - أَنَّ النَّفْسَ إِذَا رَكِبَتْ مَا تَهْوَى مِمَّا قَدْ نُهِيَتْ عَنْهُ، فَإِنَّهَا سَتَلُومُ صَاحِبَهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، تَقُولُ: لِمَ فَعَلْتَ؟ لِمَ قَصَّرْتَ؟ لِمَ بَلَّغْتَنِي مَا أُحِبُّ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ فِيهِ عَطَبِي؟!

أَلَمْ تَسْمَعُوا - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - إِلَى قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿لَا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ ١ وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢﴾ [الْقِيَامَةِ] الْآيَةَ ١.

فَالْوَاجِبُ عَلَى مَنْ سَمِعَ هَذَا مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يَحْذَرَ مِنْ نَفْسِهِ أَشَدَّ حَذَرًا مِنْ عَدُوٍّ يُرِيدُ قَتْلَهُ، أَوْ أَخْذَ مَالِهِ، أَوِ انْتِهَاكَ عِرْضِهِ.

٢ - فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ:

لِمَ أَلْزَمْتَنِي هَذَا الْحَذَرَ مِنَ النَّفْسِ حَتَّى جَعَلْتَهُ أَشَدَّ حَالًا مِنْ عَدُوٍّ قَدْ تَبَيَّنَتْ عَدَاوَتُهُ؟!

قِيلَ لَهُ:

إِنَّ عَدُوَّكَ الَّذِي يُرِيدُ قَتْلَكَ، أَوْ أَخْذَ مَالِكَ، أَوِ انْتِهَاكَ عِرْضِكَ، إِنْ ظَفِرَ مِنْكَ بِمَا يُؤَمِّلُهُ مِنْكَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُكَفِّرُ عَنْكَ بِهِ السَّيِّئَاتِ، وَيَرْفَعُ لَكَ بِهِ الدَّرَجَاتِ، وَلَيْسَ النَّفْسُ كَذَلِكَ؛ لِأَنَّ النَّفْسَ إِنْ ظَفِرَتْ مِنْكَ بِمَا تَهْوَى مِمَّا قَدْ نُهِيتَ عَنْهُ، كَانَ فِيهِ هَلَكَتُكَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ أَمَّا فِي الدُّنْيَا: فَالْفَضِيحَةُ مَعَ شِدَّةِ الْعُقُوبَةِ، وَسُوءِ الْمَنْزِلَةِ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، مَعَ سُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْآخِرَةِ.

فَالْعَاقِلُ ـ يَرْحَمُكُمُ اللَّهُ ـ يُلْزِمُ نَفْسَهُ الْحَذَرَ وَالْجِهَادَ لَهَا أَشَدَّ مِنْ مُجَاهَدَةِ الْأَقْرَانِ مِمَّنْ يُرِيدُ مَالَهُ وَنَفْسَهُ، فَجَاهَدَهَا عِنْدَ الرِّضَا وَالْغَضَبِ.

ص ٧٣٦ - ٧٣٧


فِي «مَحَاسَبَةِ النَّفْسِ» لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا (٤) عَنِ الْحَسَنِ: ﴿وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ﴾، قَالَ: لَا يُلْقَى الْمُؤْمِنُ إِلَّا يُعَاتِبُ نَفْسَهُ؛ مَاذَا أَرَدْتُ بِكَلِمَتِي؟ مَاذَا أَرَدْتُ بِأَكْلَتِي؟ مَاذَا أَرَدْتُ بِشَرْبَتِي؟ وَالْعَاجِزُ يَمْضِي قُدُمًا لَا يُعَاتِبُ نَفْسَهُ.

الحاشية ص ٧٣٦

الْمُجَاهِدُ مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ

٣ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدٌ، قَالَ: ثَنَا أَبُو بَكْرٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفِرْيَابِيُّ، قَالَ: ثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ وَاضِحٍ، قَالَ: ثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حَيْوَةَ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَالِكٍ، عَنْ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «الْمُجَاهِدُ: مَنْ جَاهَدَ نَفْسَهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ».

ص ٧٣٧


رَوَاهُ أَحْمَدُ (٢٣٩٥١)، وَالتِّرْمِذِيُّ (١٦٢١)، وَقَالَ: وَفِي الْبَابِ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ، وَجَابِرٍ، وَحَدِيثُ فَضَالَةَ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. اهـ

الحاشية ص ٧٣٧

الشَّدِيدُ مَنْ يَغْلِبُ نَفْسَهُ

٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ صَاعِدٍ، ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ لُوَيْنُ الْمِصِّيصِيُّ، ثَنَا أَبُو الْأَحْوَصِ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَسْرُوقٍ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِنَّ الشَّدِيدَ لَيْسَ الَّذِي يَغْلِبُ النَّاسَ؛ وَلَكِنَّ الشَّدِيدَ مَنْ غَلَبَ نَفْسَهُ».

ص ٧٣٨


رَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي «الْكُبْرَى» (١٠١٥٦)، وَهَنَّادٌ فِي «الزُّهْدِ» (١٣٠٢)، وَهُوَ حَدِيثٌ صَحِيحٌ.

الحاشية ص ٧٣٨

عَلَى أَيِّ شَيْءٍ يُجَاهِدُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ حَتَّى يَغْلِبَهَا؟

٨ - فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: فَعَلَى مَا أُجَاهِدُ نَفْسِي حَتَّى أَغْلِبَهَا؟

قِيلَ لَهُ: تُجَاهِدُهَا حَتَّى تُلْزِمَهَا أَدَاءَ فَرَائِضِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَتَنْتَهِيَ عَنْ مَعَاصِيهِ.

ص ٧٣٩

مَنْ مَقَتَ نَفْسَهُ أَمَّنَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ

إِنَّ النَّفْسَ أَهْلٌ أَنْ تُمْقَتَ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَنْ مَقَتَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ رَجَوْتُ أَنْ يُؤَمِّنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مَقْتِهِ، كَذَا رُوِيَ عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ.

١٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُفَيْرٍ الْأَنْصَارِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَبَّادَانِيُّ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: مَنْ مَقَتَ نَفْسَهُ فِي ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ أَمَّنَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ مَقْتِهِ.

ص ٧٣٩

ذِكْرُ أَوْصَافِ النَّفْسِ الْقَبِيحَةِ الَّتِي يَجِبُ الْحَذَرُ مِنْهَا

١١ - فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ:

فَبَيِّنْ لِي أَخْلَاقَهَا الْقَبِيحَةَ.

قِيلَ لَهُ:

هِيَ الْأَخْلَاقُ الَّتِي قَدِ اسْتَوْطَنَتْهَا النَّفْسُ، وَلَيْسَ تُحِبُّ مُفَارَقَتَهَا، وَهِيَ أَخْلَاقٌ كَثِيرَةٌ إِذَا تَصَفَّحَ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَجَدَهَا كَذَلِكَ.

• فَإِنَّهَا نَفْسٌ مُتَّبِعَةٌ لِلْهَوَى.

• مُنْهَمِكَةٌ فِي لَذَّةِ الدُّنْيَا.

• بَاسِطَةٌ لِطُولِ أَمَلٍ عَنْ قَلِيلٍ يَنْقَضِي.

• قَلِيلَةُ الِاكْتِرَاثِ لِأَجَلٍ لَا بُدَّ أَنْ يُغْشَى.

• رَاغِبَةٌ فِي حُبِّ دُنْيَا إِذَا أَحَبَّهَا قَلْبُ عَبْدٍ قَسَى.

• زَاهِدَةٌ فِي دَارٍ نَعِيمُهَا لَا يَفْنَى.

• مُحِبَّةٌ لِأَخْلَاقٍ تَعْلَمُ أَنَّهَا مُضِرَّةٌ بِهَا غَدًا.

• ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ نَاعِمَةٌ بِمَا عَنْهُ مَوْلَاهَا نَهَى.

• نَفْسٌ تَحْزَنُ عَلَى مَا لَمْ يَجْرِ لَهَا بِهِ الْمَقْدُورُ مِمَّا أَمَّلَتْهُ مِنَ الدُّنْيَا صَبَاحَهَا وَالْمَسَا.

• نَفْسٌ يَخِفُّ عَلَيْهَا السَّعْيُ وَالْكَدُّ فِي طَلَبِ الدُّنْيَا.

• نَفْسٌ تَلَذُّ بِالْفُتُورِ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي إِلَيْهِ مَوْلَاهَا دَعَا.

• نَفْسٌ تَهُمُّ بِالنَّفَقَةِ فِي طَاعَةِ اللَّهِ، فَيُوعِدُهَا الشَّيْطَانُ الْفَقْرَ، فَتَمِيلُ إِلَى مَا إِلَيْهِ دَعَا.

• نَفْسٌ وَعَدَهَا اللَّهُ الْمَغْفِرَةَ وَالْفَضْلَ فَلَمْ تَثِقْ وَلَمْ تَرْضَ.

• نَفْسٌ تَثِقُ بِوَعْدِ مَخْلُوقٍ، وَعِنْدَ وَعْدِ مَوْلَاهَا تَتَلَكَّأُ.

• نَفْسٌ تُرْضِي الْمَخْلُوقِينَ بِسُخْطِ رَبِّهَا، وَعَنْ رِضَا مَوْلَاهَا تَتَوَانَى.

• نَفْسٌ نَدَبَهَا اللَّهُ إِلَى الصَّبْرِ عِنْدَ الْمَصَائِبِ تَعْزِيَةً مِنْهُ لَهَا، فَلَا تَقْبَلُ الْعَزَا.

• نَفْسٌ تَتَصَنَّعُ لِلْمَخْلُوقِينَ بِوَفَاءِ الْوَعْدِ، وَفِيمَا عَهِدَ اللَّهُ الْكَرِيمُ إِلَيْهَا قَلِيلَةُ الْوَفَا.

• نَفْسٌ تَتْرُكُ الْمَعَاصِيَ بَعْدَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهَا حَيَاءً مِنَ الْمَخْلُوقِينَ، وَعِنْدَ نَظَرِ اللَّهِ الْعَظِيمِ إِلَيْهَا قَلِيلَةُ الْحَيَا.

• نَفْسٌ قَلِيلَةُ الشُّكْرِ لِلَّهِ الْكَرِيمِ عَلَى نِعَمٍ لَا تُحْصَى.

• نَفْسٌ تَسْتَعِينُ بِنِعَمِ اللَّهِ الْكَرِيمِ عَلَى مَعَاصِيهِ فِي صَبَاحِهَا وَالْمَسَا.

• نَفْسٌ يَخِفُّ عَلَيْهَا مُجَالَسَةُ الْبَطَّالِينَ، وَيَثْقُلُ عَلَيْهَا مُجَالَسَةُ الْعُلَمَا.

• نَفْسٌ تُطِيعُ الْغَاشَّ، وَتَعْصِي أَنْصَحَ النُّصَحَا.

• نَفْسٌ تُسَارِعُ فِيمَا تَهْوَى، وَهِيَ تَتَعَلَّلُ بِالتَّسْوِيفِ لِلتَّوْبَةِ الْيَوْمَ وَغَدًا.

ص ٧٣٩ - ٧٤١

وَأَنَا أَزِيدُكَ فِي فَضِيحَتِهَا:

• هِيَ جَامِعَةٌ لِكُلِّ بَلَاءٍ، وَخِزَانَةُ إِبْلِيسَ، وَإِلَيْهَا يَأْوِي وَيَطْمَئِنُّ.

• تُظْهِرُ لَكَ الزُّهْدَ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، وَتُظْهِرُ لَكَ الْخَوْفَ وَهِيَ آمِنَةٌ.

• تَفْرَحُ بِحُسْنِ ثَنَاءٍ مِنْ جَهْلِهَا بِبَاطِلٍ؛ فَتَحْمَدُهُ وَتُدْنِيهِ، وَيَثْقُلُ عَلَيْهَا صِدْقُ مَنْ ذَمَّهَا بِحَقٍّ، نُصْحًا مِنْهُ لَهَا؛ فَتُبْغِضُهُ وَتُقْصِيهِ.

ص ٧٤٤

قَالَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ:

مَنْ عَرَفَ مِنْ نَفْسِهِ هَذِهِ الْأَخْلَاقَ وَغَيْرَهَا؛ سَارَعَ إِلَى رِيَاضَتِهَا بِحُسْنِ الْأَدَبِ لَهَا؛ لِيَرُدَّهَا إِلَى مَا هُوَ أَوْلَى بِهَا مِنْ تَقْوَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ، بِالنَّدَمِ الشَّدِيدِ، وَالنُّزُوعِ مِنْ قَبِيحِ مَا صَحَّ عِنْدَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَخْلَاقِ إِنْ [كَانَ] فِيهِ شَيْءٌ مِنْهَا، وَإِصْلَاحِ مَا يَسْتَأْنِفُهُ فِي طُولِ عُمْرِهِ، وَاللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُوَفِّقُ لِذَلِكَ.

ص ٧٤١

ذِكْرُ أَدَبِ النُّفُوسِ

مَا دَلَّ عَلَى تَأْدِيبِ النَّفْسِ

١٢ ـ فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ: مَا دَلَّ عَلَى تَأْدِيبِ النَّفْسِ؟

قِيلَ لَهُ: الْقُرْآنُ، وَالسُّنَّةُ، وَقَوْلُ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ.

فَإِنْ قَالَ: فَاذْكُرْهُ؟

قِيلَ: نَعَمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾ [التَّحْرِيمِ: ٦].

قُلْتُ: فَمَنْ سَمِعَ هَذَا وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يَطْلُبَ عِلْمَ هَذَا، وَلَا يَغْفُلَ عَنْهُ.

ص ٧٤٢

مَا يَقِي بِهِ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ النَّارِ

فَإِنْ قَالَ: فَاذْكُرْ مَعْنَى مَا يَقِي بِهِ الْإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ النَّارِ.

قِيلَ: نَعَمْ.

١٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَامِرِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ نَهْشَلٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾، قَالَ: يَكُونُ الرَّجُلُ الْمُسْلِمُ فِي أَهْلِ الْبَيْتِ، فَيَعْمَلُ بِالْأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ، يُصَلِّي فَيُصَلُّونَ، وَيَصُومُ فَيَصُومُونَ، وَيَتَصَدَّقُ فَيَتَصَدَّقُونَ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾.

١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا أَبُو صَالِحٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، ثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾، يَقُولُ: اعْمَلُوا بِطَاعَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَاتَّقُوا مَعَاصِيَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمُرُوا أَهْلِيكُمْ بِالذِّكْرِ؛ يُنْجِيكُمْ مِنَ النَّارِ.

١٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثَنَا حَمُّ بْنُ نُوحٍ، ثَنَا أَبُو مُعَاذٍ، ثَنَا أَبُو مُصْلِحٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ فِي قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾، يَقُولُ: اعْمَلُوا بِطَاعَتِي، وَتَعَلَّمُوا، وَعَلِّمُوا أَهْلِيكُمْ مَا افْتَرَضْتُ عَلَيْكُمْ وَعَلَيْهِمْ.

١٦ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مِهْرَانَ، ثَنَا عَامِرُ بْنُ الْفُرَاتِ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾، قَالَ: أَدِّبُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.

١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ، ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنِي ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَطَاءَ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ: ﴿قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾، يَعْنِي: الْأَدَبَ الصَّالِحَ.

١٨ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، وَثَنَا ابْنُ أَبِي دَاوُدَ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيُّ، ثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي قَوْلِ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا﴾، قَالَ: عَلِّمُوهُمْ، أَدِّبُوهُمْ.

ص ٧٤٢ - ٧٤٣

يَجِبُ عِلْمُ كَيْفِيَّةِ سِيَاسَةِ النُّفُوسِ وَرِيَاضَتِهَا

١٩ - ثُمَّ اعْلَمُوا ـ رَحِمَكُمُ اللَّهُ ـ أَنَّهُ يَلْزَمُكُمْ عِلْمُ حَالَيْنِ لَا بُدَّ مِنْهُمَا:

أ - عِلْمُ مَعْرِفَةِ النَّفْسِ، وَقَبِيحِ مَا تَدْعُوكُمْ إِلَيْهِ مِمَّا تَهْوَاهُ وَتَلَذُّهُ، مُضْمِرَةً لِذَلِكَ، وَقَائِلَةً وَفَاعِلَةً، فَوَاجِبٌ عَلَيْكُمْ أَنْ تَزْجُرُوهَا عَنْهُ حَتَّى لَا تُبْلِغُوهَا ذَلِكَ.

ب - وَالْحَالُ الثَّانِي: عِلْمُ كَيْفَ السِّيَاسَةُ لَهَا؟ وَكَيْفَ تُرَاضُ؟ وَكَيْفَ تُؤَدَّبُ؟ فَهَذَانِ الْحَالَانِ لَا بُدَّ لِكُلِّ مُسْلِمٍ عَاقِلٍ أَنْ يَطْلُبَ عِلْمَهُ حَتَّى يَعْرِفَ نَفْسَهُ، وَيَعْرِفَ كَيْفَ يُؤَدِّبُهَا.

ص ٧٤٤

تَشْبِيهُ النَّفْسِ فِي رِيَاضَتِهَا بِالْمُهْرِ

اعْلَمْ أَنَّ النَّفْسَ مِثْلُهَا كَمِثْلِ الْمُهْرِ الْحَسَنِ مِنَ الْخَيْلِ، إِذَا نَظَرَ إِلَيْهِ النَّاظِرُ أَعْجَبَهُ حُسْنُهُ وَبَهَاؤُهُ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْبَصِيرَةِ بِهِ: لَا يُنْتَفَعُ بِهَذَا حَتَّى يُرَاضَ رِيَاضَةً حَسَنَةً، وَيُؤَدَّبَ أَدَبًا حَسَنًا، فَحِينَئِذٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، فَيَصْلُحُ لِلطَّلَبِ وَالْهَرَبِ، وَيَحْمَدُ رَاكِبُهُ عَوَاقِبَ تَأْدِيبِهِ وَرِيَاضَتِهِ.

فَإِنْ لَمْ يُؤَدَّبْ لَمْ يُنْتَفَعْ بِحُسْنِهِ وَلَا بِبَهَائِهِ، وَلَا يَحْمَدُ رَاكِبُهُ عَوَاقِبَهُ عِنْدَ الْحَاجَةِ.

ص ٧٤٤

ضَرَرُ إِهْمَالُ النَّفْسِ

قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ «إِغَاثَةِ اللَّهْفَانِ» (١ / ٨٢): وَأَضَرُّ مَا عَلَيْهِ: الْإِهْمَالُ، وَتَرْكُ الْمُحَاسَبَةِ، وَالِاسْتِرْسَالُ، وَتَسْهِيلُ الْأُمُورِ، وَتَمْشِيَتُهَا؛ فَإِنَّ هَذَا يَؤُولُ بِهِ إِلَى الْهَلَاكِ، وَهَذِهِ حَالُ أَهْلِ الْغُرُورِ: يُغْمِضُ عَيْنَيْهِ عَنِ الْعَوَاقِبِ، وَيُمَشِّي الْحَالَ، وَيَتَّكِلُ عَلَى الْعَفْوِ، فَيُهْمِلُ مُحَاسَبَةَ نَفْسِهِ وَالنَّظَرَ فِي الْعَاقِبَةِ، وَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ سَهُلَ عَلَيْهِ مُوَاقَعَةُ الذُّنُوبِ، وَأَنِسَ بِهَا، وَعَسُرَ عَلَيْهِ فِطَامُهَا، وَلَوْ حَضَرَهُ رُشْدُهُ لَعَلِمَ أَنَّ الْحِمْيَةَ أَسْهَلُ مِنَ الْفِطَامِ وَتَرْكِ الْمَأْلُوفِ وَالْمُعْتَادِ. اهـ

الحاشية ص ٧٤٦

مَنْ لَمْ يُؤَدِّبْ نَفْسَهُ لَا يَصْلُحُ أَنْ يُؤَدِّبَ غَيْرَهُ

٢٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ، ثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْجُمَيْدِ الْوَاسِطِيُّ، قَالَ: ثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ، ثَنَا أَبُو مُقَاتِلٍ - يَعْنِي: حَفْصَ بْنَ سَلْمٍ -، ثَنَا عَوْنُ بْنُ أَبِي شَدَّادٍ، عَنِ الْحَسَنِ، فِي وَصِيَّةِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ: يَا بُنَيَّ، لَا تَنْتَفِعُ بِالْإِيمَانِ إِلَّا بِالْعَقْلِ، فَإِنَّ الْإِيمَانَ قَائِدٌ، وَالْعَمَلَ سَائِقٌ، وَالنَّفْسُ حَرُونٌ، فَإِنْ فَتَرَ سَائِقُهَا؛ ضَلَّتْ عَنِ الطَّرِيقِ، فَلَمْ تَسْتَقِمْ لِصَاحِبِهَا، وَإِنْ فَتَرَ قَائِدُهَا؛ حَرَنَتْ، فَلَمْ يَنْتَفِعْ سَائِقُهَا، فَإِذَا اجْتَمَعَ ذَلِكَ اسْتَقَامَتْ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَلَا يَسْتَقِيمُ الدِّينُ إِلَّا بِالتَّطَوُّعِ وَالْكُرْهِ، إِنْ كَانَ الْإِنْسَانُ كُلَّمَا كَرِهَ مِنَ الدِّينِ شَيْئًا تَرَكَهُ، أَوْشَكَ أَنْ لَا يَبْقَى مَعَهُ شَيْءٌ مِنْ دِينِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، فَلَا تَقْنَعْ لِنَفْسِكَ بِقَلِيلٍ مِنَ الْإِيمَانِ، وَلَا تَقْنَعْ لَهَا بِضَعِيفٍ مِنَ الْعَمَلِ، وَلَا تُرَخِّصْ لَهَا فِي قَلِيلٍ مِنْ مَعْصِيَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَلَا تَعِدْهَا بِشَيْءٍ مِنِ اسْتِحْلَالِ الْحَرَامِ، فَإِنَّ النَّفْسَ إِذَا أُطْمِعَتْ طَمِعَتْ، وَإِذَا أُيِسَتْهَا أَيِسَتْ، وَإِذَا أَقْنَعْتَهَا قَنِعَتْ، وَإِذَا أَرْخَيْتَ لَهَا طَغَتْ، وَإِذَا زَجَرْتَهَا انْزَجَرَتْ، وَإِذَا عَزَمَتْ عَلَيْهَا أَطَاعَتْ، وَإِذَا فَوَّضْتَ إِلَيْهَا أَسَاءَتْ، وَإِذَا حَمَلْتَهَا عَلَى أَمْرِ اللَّهِ صَلَحَتْ، وَإِذَا تَرَكْتَ الْأَمْرَ إِلَيْهَا فَسَدَتْ.

فَاحْذَرْ نَفْسَكَ، وَاتَّهِمْهَا عَلَى دِينِكَ، وَأَنْزِلْهَا مَنْزِلَةَ مَنْ لَا حَاجَةَ لَهُ فِيهَا، وَلَا بُدَّ لَكَ مِنْهَا، فَإِنَّهُ لَا حَاجَةَ لَكَ فِي بَاطِلِهَا، وَلَا بُدَّ لَكَ مِنْ تُهْمَتِهَا، وَلَا تَغْفُلْهَا عَنِ الزَّجْرِ فَتَفْسُدَ عَلَيْكَ، وَلَا تَأْمَنْهَا فَتَغْلِبَكَ، فَإِنَّهُ مَنْ قَوَّمَ نَفْسَهُ حَتَّى تَسْتَقِيمَ، فَبِالْحَرِيِّ أَنْ يَنْفَعَ نَفْسَهُ وَغَيْرَهَا، وَمَنْ غَلَبَتْهُ نَفْسُهُ فَأَنْفُسُ النَّاسِ أَحْرَى أَنْ تَغْلِبَهُ.

وَكَيْفَ لَا يَضْعُفُ عَنْ أَنْفُسِ النَّاسِ، وَقَدْ ضَعُفَ عَنْ نَفْسِهِ؟

وَكَيْفَ يُؤْمَنُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الْأَنْفُسِ، وَهُوَ مُتَّهَمٌ عَلَى نَفْسِهِ؟

وَكَيْفَ يَهْتَدِي بِمَنْ قَدْ أَضَلَّ نَفْسَهُ؟

وَكَيْفَ يُرْجَا مَنْ قَدْ حَرَمَ حَظَّ نَفْسِهِ؟

يَا بُنَيَّ ثَقِّفْهُمْ بِالْحِكْمَةِ، وَاسْتَعِنْ بِمَا فِيهَا، فَإِنْ وَافَقَكَ الْهَوَى أَوْ خَالَفَكَ فَاصْبِرْ نَفْسَكَ لِلْحَقِّ، وَكُنْ مِنْ أَهْلِ الْحِكَمِ، فَإِنَّ الْحَكِيمَ يُذِلُّ نَفْسَهُ بِالْمَكَارِهِ حَتَّى تَعْتَرِفَ بِالْحَقِّ، وَإِنَّ الْأَحْمَقَ يُخَيِّرُ نَفْسَهُ فِي الْأَخْلَاقِ؛ فَمَا أَحَبَّتْ مِنْهَا أَحَبَّ، وَمَا كَرِهَتْ مِنْهَا كَرِهَ.

ص ٧٤٧ - ٧٤٨

قَالَ أَبُو بَكْرٍ: اعْقِلُوا - رَحِمَكُمُ اللَّهُ - عَنْ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ مَا تَسْمَعُونَ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يَكُونَ طَبِيبًا لِنَفْسِهِ، لَمْ يَصْلُحْ أَنْ يَكُونَ طَبِيبًا لِنَفْسِ غَيْرِهِ، وَمَنْ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يُؤَدِّبَ نَفْسَهُ لَمْ يُحْسِنْ أَنْ يُؤَدِّبَ نَفْسَ غَيْرِهِ. وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ لَمْ يَعْرِفْ مَا لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ فِي نَفْسِهِ مِمَّا أَمَرَهُ بِهِ، وَنَهَاهُ عَنْهُ، وَلَمْ يَأْخُذْ نَفْسَهُ بِعِلْمِ ذَلِكَ، كَيْفَ يَصْلُحُ أَنْ يُؤَدِّبَ زَوْجَتَهُ وَوَلَدَهُ، قَدْ أَخَذَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ تَعْلِيمَهُمْ مَا جَهِلُوهُ. مَا أَسْوَأَ حَالَ مَنْ تَوَانَى عَنْ تَأْدِيبِ نَفْسِهِ وَرِيَاضَتِهَا بِالْعِلْمِ، وَمَا أَحْسَنَ حَالَ مَنْ عُنِيَ بِتَأْدِيبِ نَفْسِهِ، وَعَلِمَ مَا أَمَرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ، وَمَا نَهَاهُ عَنْهُ، وَصَبَرَ عَلَى مُخَالَفَةِ نَفْسِهِ، وَاسْتَعَانَ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ عَلَيْهَا.

ص ٧٤٩

الْإِيمَانُ قَائِدٌ وَالْعَمَلُ سَائِقٌ وَالنَّفْسُ حَرُونٌ

فِي «مَحَاسَبَةِ النَّفْسِ» لِابْنِ أَبِي الدُّنْيَا

  • (٨٣): عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ: الْإِيمَانُ قَائِدٌ، وَالْعَمَلُ سَائِقٌ، وَالنَّفْسُ بَيْنَهُمَا حَرُونٌ، فَإِذَا قَادَ الْقَائِدُ وَلَمْ يَسُقِ السَّائِقُ لَمْ يُغْنِ ذَلِكَ شَيْئًا، وَإِذَا سَاقَ السَّائِقُ وَلَمْ يَقُدِ الْقَائِدُ لَمْ يُغْنِ ذَلِكَ شَيْئًا، وَإِذَا قَادَ الْقَائِدُ وَسَاقَ السَّائِقُ، اتَّبَعَتْهُ النَّفْسُ طَوْعًا وَكَرْهًا، وَطَابَ الْعَمَلُ.

  • وَفِيهِ (٨٧) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: الْإِيمَانُ قَائِدٌ، وَالْعَمَلُ سَائِقٌ، وَالنَّفْسُ حَرُونٌ، فَإِذَا وَنِيَ قَائِدُهَا لَمْ تَسْتَقِمْ لِسَائِقِهَا، وَإِذَا وَنِيَ سَائِقُهَا لَمْ تَسْتَقِمْ لِقَائِدِهَا، فَلَا يَصْلُحُ هَذَا إِلَّا مَعَ هَذَا حَتَّى يَقُومَ عَلَى الْخَيْرِ، الْإِيمَانُ بِاللَّهِ مَعَ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالْعَمَلُ لِلَّهِ مَعَ الْإِيمَانِ بِاللَّهِ.

  • وَفِيهِ (٨٥) عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: إِذَا أَصْبَحَ الرَّجُلُ اجْتَمَعَ هَوَاهُ وَعَمَلُهُ، فَإِنْ كَانَ عَمَلُهُ تَبَعًا لِهَوَاهُ؛ فَيَوْمُهُ يَوْمُ سُوءٍ، وَإِنْ كَانَ هَوَاهُ تَبَعًا لِعَمَلِهِ؛ فَيَوْمُهُ يَوْمٌ صَالِحٌ.

الحاشية ص ٧٤٧

الْمُؤْمِنَ هُوَ الْمُتَشَدِّدُ

٢٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ، ثَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْوَاسِطِيُّ، ثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، ثَنَا سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْأَسْوَدِ الْقَسْمَلِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ قَتَادَةَ يَقُولُ: يَا ابْنَ آدَمَ، إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ لَا تَأْتِيَ الْخَيْرَ إِلَّا عَلَى نَشَاطٍ، فَإِنَّ نَفْسَكَ إِلَى السَّآمَةِ وَالْفُتُورِ وَالْكَلَلِ أَقْرَبُ؛ وَلَكِنَّ الْمُؤْمِنَ هُوَ الْعَجَّاجُ، وَالْمُؤْمِنَ هُوَ الْمُتَوَقِّي، وَالْمُؤْمِنَ هُوَ الْمُتَشَدِّدُ، وَإِنَّ الْمُؤْمِنِينَ هُمُ الْجَأْرُونَ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَاللَّهِ مَا زَالَ الْمُؤْمِنُونَ يَقُولُونَ: رَبَّنَا، رَبَّنَا، فِي السِّرِّ وَالْعَلَانِيَةِ حَتَّى اسْتَجَابَ لَهُمْ.

ص ٧٤٩


وَفِي «مَحَاسَبَةِ النَّفْسِ» (١١٤) عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَالَ: أَفْضَلُ الْأَعْمَالِ مَا أَكْرَهَتْ عَلَيْهِ النُّفُوسُ.

وَفِيهِ (١٤٥) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، قَالَ: إِنَّ الصَّالِحِينَ فِيمَا مَضَى كَانَتْ أَنْفُسُهُمْ تُوَاتِيهِمْ عَلَى الْخَيْرِ عَفْوًا، وَإِنَّ أَنْفُسَنَا لَا تَكَادُ تُوَاتِينَا إِلَّا عَلَى كُرْهٍ؛ فَيَنْبَغِي لَنَا أَنْ نُكْرِهَهَا.

الحاشية ص ٧٤٩

مُلحَقُ الكِتَاب

حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا

٢٦ / ٣ - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الْآجُرِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا بَنَانُ بْنُ أَحْمَدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ الْحَجَّاجِ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا، وَزِنُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُوزَنُوا، فَإِنَّهُ أَهْوَنُ عَلَيْكُمْ فِي الْحِسَابِ غَدًا أَنْ تُحَاسِبُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ: ﴿يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَىٰ مِنكُمْ خَافِيَةٌ ١٨﴾ [الْحَاقَّةِ].

ص ٧٥٢

«أَمَالِي» ابْنِ بِشْرَانَ (١٤٥٥).

تَصَبَّرُوا وَتَشَدَّدُوا فَإِنَّمَا هِيَ لَيَالٍ تُعَدُّ

٢٧ / ٤ - حَدَّثَنَا الْآجُرِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ النَّاجِيُّ، أَنَّهُ سَمِعَ الْحَسَنَ يَقُولُ: حَادِثُوا هَذِهِ الْقُلُوبَ فَإِنَّهَا سَرِيعَةُ الدُّثُورِ، وَاقْرَعُوا هَذِهِ الْأَنْفُسَ، فَإِنَّهَا طَلِعَةٌ، وَإِنَّهَا تَنَازَعُ إِلَى شَرِّ غَايَةٍ، وَإِنَّكُمْ إِنْ تُقَارِبُوهَا لَمْ تُبْقِ لَكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا، فَتَصَبَّرُوا وَتَشَدَّدُوا، فَإِنَّمَا هِيَ لَيَالٍ تُعَدُّ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ رَكْبٌ وُقُوفٌ، يُوشِكُ أَنْ يُدْعَى أَحَدُكُمْ فَيُجِيبَ وَلَا يَلْتَفِتَ، فَانْقَلِبُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضْرَتِكُمْ، إِنَّ هَذَا الْحَقَّ أَجْهَدَ النَّاسَ، وَحَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ شَهَوَاتِهِمْ، وَإِنَّمَا صَبَرَ عَلَى هَذَا الْحَقِّ مَنْ عَرَفَ فَضْلَهُ، وَرَجَا عَاقِبَتَهُ.

ص ٧٥٢

«ذَمُّ الْهَوَى» لِابْنِ الْجَوْزِيِّ (ص ٤٠)

مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ

٢٨ / ٥ - حَدَّثَنَا الْآجُرِّيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَنْبَأَنَا وَرْقَاءُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ: ﴿وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ ٢﴾ [الْقِيَامَةِ]، قَالَ: تَنْدَمُ عَلَى مَا فَاتَ، وَتَلُومُ نَفْسَهَا.

٢٩ / ٦ - وَقَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَاوُدَ، وَثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: ثَنَا وَكِيعٌ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ، قَالَ: لَا يَكُونُ الرَّجُلُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ مُحَاسَبَتَهُ لِشَرِيكِهِ.

ص ٧٥٣


قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي «إِغَاثَةِ اللَّهْفَانِ» (١ / ١٤٠ / بِاخْتِصَارٍ): مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ نَوْعَانِ: نَوْعٌ قَبْلَ الْعَمَلِ، وَنَوْعٌ بَعْدَهُ.

  • فَأَمَّا النَّوْعُ الْأَوَّلُ: فَهُوَ أَنْ يَقِفَ عِنْدَ أَوَّلِ هِمَّتِهِ وَإِرَادَتِهِ، وَلَا يُبَادِرَ بِالْعَمَلِ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُجْحَانُهُ عَلَى تَرْكِهِ.

    • قَالَ الْحَسَنُ: رَحِمَ اللَّهُ عَبْدًا وَقَفَ عِنْدَ هَمِّهِ، فَإِنْ كَانَ لِلَّهِ مَضَى، وَإِنْ كَانَ لِغَيْرِهِ تَأَخَّرَ.
  • النَّوْعُ الثَّانِي: مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ بَعْدَ الْعَمَلِ، وَهُوَ ثَلَاثَةُ أَنْوَاعٍ:

    1. أَحَدُهَا: مُحَاسَبَتُهَا عَلَى طَاعَةٍ قَصَرَتْ فِيهَا مِنْ حَقِّ اللَّهِ؛ فَلَمْ تُوقِعْهَا عَلَى الْوَجْهِ الَّذِي يَنْبَغِي. وَحَقُّ اللَّهِ فِي الطَّاعَةِ بِمُرَاعَاةِ سِتَّةِ أُمُورٍ قَدْ تَقَدَّمَتْ، وَهِيَ: الْإِخْلَاصُ فِي الْعَمَلِ، وَالنَّصِيحَةُ لِلَّهِ فِيهِ، وَمُتَابَعَةُ الرَّسُولِ ﷺ فِيهِ، وَشُهُودُ مَشْهَدِ الْإِحْسَانِ فِيهِ، وَشُهُودُ مِنَّةِ اللَّهِ عَلَيْهِ فِيهِ، وَشُهُودُ تَقْصِيرِهِ فِيهِ بَعْدَ ذَلِكَ كُلِّهِ. فَيُحَاسِبُ نَفْسَهُ: هَلْ وَفَّى هَذِهِ الْمَقَامَاتِ حَقَّهَا؟ وَهَلْ أَتَى بِهَا فِي هَذِهِ الطَّاعَةِ؟

    2. الثَّانِي: أَنْ يُحَاسِبَ نَفْسَهُ عَلَى عَمَلٍ كَانَ تَرْكُهُ خَيْرًا لَهُ مِنْ فِعْلِهِ.

    3. الثَّالِثُ: أَنْ يُحَاسِبَ نَفْسَهُ عَلَى أَمْرٍ مُبَاحٍ أَوْ مُعْتَادٍ: لِمَ فَعَلَهُ؟ وَهَلْ أَرَادَ بِهِ اللَّهَ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ؛ فَيَكُونَ رَابِحًا فِيهِ، أَوْ أَرَادَ بِهِ الدُّنْيَا وَعَاجِلَهَا؟ فَيَخْسَرَ ذَلِكَ الرِّبْحَ وَيَفُوتَهُ الظَّفَرُ بِهِ. اهـ.

الحاشية ص ٧٥٣

مَهْرُ الْجَنَّةِ فِطَامُ النَّفْسِ مِنْ حُبِّ الشَّهَوَاتِ

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ: يُقَالُ: مَهْرُ الْجَنَّةِ فِطَامُ النَّفْسِ مِنْ حُبِّ الشَّهَوَاتِ، وَإِيثَارُ حُبِّ اللَّهِ عَلَى مَحَبَّتِكَ لِنَفْسِكَ.

ص ٧٥٤

«ذَمُّ الْهَوَى» لِابْنِ الْجَوْزِيِّ (ص ٤٣)

مراجع للاستزادة

وَلِابْنِ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي هَذَا الْبَابِ كَلَامٌ مَتِينٌ حَسَنٌ مَبْثُوثٌ فِي مُصَنَّفَاتِهِ، فَإِنْ أَرَدْتَ الْوُقُوفَ عَلَيْهِ لِلْإِفَادَةِ مِنْهُ فَانْظُرْ: «إِغَاثَةِ اللَّهْفَانِ» (١ / ١٢٤ - ١٥٤)، وَ(٢ / ٩٥٠)، وَ«الْوَابِلِ الصَّيِّبِ» (ص١٤٢)، وَ«طَرِيقِ الْهِجْرَتَيْنِ» (١ / ٨٠)، وَ(٢ / ٥٥١)، وَ«كِتَابِ الرُّوحِ» (٢ / ٥١١) وَمَا بَعْدَهَا فَقَدْ أَطَالَ فِي الْكَلَامِ عَنِ النَّفْسِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مِنْ مَسَائِلَ وَمَبَاحِثٍ.

الحاشية ص ٧٥٩

Generated at: 2025-04-04-19-46-22