المؤلف:: ابن أبي الدنيا
الناشر:: دار أطلس الخضراء
سنة النشر:: 2012
الصفحات:: 28
الغلاف:: https://images-na.ssl-images-amazon.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1420396513i/24292753.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/24292753
ISBN::
الحالة:: مكتمل
التسميات:: خير_جليس
المعرفة:: ,
التدريب:: ,
تاريخ القراءة:: 2025-01-14
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::


  1. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ, عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ, عَنْ ثَعْلَبَةَ الْبَصْرِيِّ قَالَ: قَالَ لَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ: لأُحَدِّثَنَّكُمْ بِحَدِيثٍ لاَ يُحَدِّثُكُمُ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جُلُوسًا فَضَحِكَ فَقَالَ: أَتَدْرُونَ مِمَّ ضَحِكْتُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ: عَجِبْتُ لِلْمُؤْمِنِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لَمْ يَقْضِي لَهُ, إِلاَّ كَانَ خَيْرًا لَهُ.

  2. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ الْمَدَائِنِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ (1)، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ، قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ, أَوْصِنِي وَلاَ تُكْثِرْ عَلَيَّ, قَالَ: لاَ تَتَّهِمِ اللَّهَ فِي شَيْءٍ قَضَاهُ لَكَ.

  3. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ عَلْقَمَةَ، {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ} قَالَ: هِيَ الْمُصِيبَةُ تُصِيبُ الرَّجُلَ فَيَعْلَمُ أَنَّهَا مِنْ عِنْدِ اللهِ فَيُسَلِّمُ لَهَا وَيَرْضَى.

  4. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، عَنْ زُهَيْرِ بْنِ عَبَّادٍ، عَنِ السَّرِيِّ بْنِ حَيَّانَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ: الرِّضَا بَابُ اللهِ الأَعْظَمُ، وَجَنَّةُ الدُّنْيَا، وَمُسْتَرَاحُ الْعَابِدِينَ.

  5. حَدَّثَنِي الْمُفَضَّلُ بْنُ غَسَّانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ أَبِي زَيْدٍ الْعَنَزِيِّ (1)، [عَنْ سِمَاكٍ، عَنِ الأَغَرِّ] (2) قَالَ: نَظَرَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ كَئِيبًا فَقَالَ: يَا عَدِيُّ، مَا لِيَ أَرَاكَ كَئِيبًا حَزِينًا؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي, وَقَدْ قُتِلَ ابْنَايَ, وَفُقِئَتْ عَيْنِي؟ فَقَالَ: يَا عَدِيُّ، إِنَّهُ مَنْ رَضِيَ بِقَضَاءِ اللهِ جَرَى عَلَيْهِ وَكَانَ لَهُ أَجْرٌ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ بِقَضَاءِ اللهِ جَرَى عَلَيْهِ وَحَبِطَ عَمَلُهُ.

  6. حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: إِذَا سَلاَ الْعَبْدُ عَنِ الشَّهَوَاتِ فَهُوَ رَاضٍ.

  7. حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو الْكِنْدِيُّ، قَالَ: أَغَارَتِ الرُّومُ عَلَى جَوَامِيسَ لِبَشِيرٍ الطَّبَرِيِّ, نَحْوٌ مِنْ أَرْبَعِمِئَةِ جَامُوسٍ, قَالَ: فَاسْتَرْكَبَنِي, فَرَكِبْتُ مَعَهُ, أَنَا وَابْنٌ لَهُ, قَالَ: فَلَقِيَنَا عَبِيدُهُ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ الْجَوَامِيسِ, مَعَهُمْ عِصِيُّهُمْ, فَقَالُوا: يَا مَوْلاَنَا, ذَهَبَتِ الْجَوَامِيسُ, فَقَالَ: وَأَنْتُمْ أَيْضًا فَاذْهَبُوا مَعَهَا, فَأَنْتُمْ أَحْرَارٌ لِوَجْهِ اللهِ، فَقَالَ لَهُ ابْنُهُ: يَا أَبَتِ أَفْقَرْتَنَا, فَقَالَ: اسْكُتْ أَيْ بُنَيَّ, إِنَّ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ اخْتَبَرَنِي, فَأَحْبَبْتُ أَنْ أَزِيدَهُ.

  8. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي قَادِمٌ الدَّيْلَمِيُّ الْعَابِدُ، قَالَ: قُلْتُ لِلْفُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ: مَنِ الرَّاضِي عَنِ اللهِ تَعَالَى؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ عَلَى غَيْرِ مَنْزِلَتِهِ الَّتِي جُعِلَ فِيهَا.

  9. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ أَبِي السَّوْدَاءِ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ لاَحِقِ بْنِ حُمَيْدٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَا أُبَالِي عَلَى أَيِّ حَالٍ أَصْبَحْتُ, عَلَى مَا أُحِبُّ, أَوْ عَلَى مَا أَكْرَهُ، لأَنِّي لاَ أَدْرِي، الْخِيَرَة فِيمَا أُحِبُّ, أَوْ فِيمَا أَكْرَهُ؟.

  10. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ الْبَرَاثِيَّ يَقُولُ: مَنْ وُهِبَ لَهُ الرِّضَا, فَقَدْ بَلَغَ أَفْضَلَ الدَّرَجَاتِ.

  11. حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: مَنْ رَضِيَ مِنَ اللهِ بِالرِّزْقِ الْيَسِيرِ, رَضِيَ اللَّهُ مِنْهُ بِالْعَمَلِ الْقَلِيلِ.

  12. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ دَاوُدَ، قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: إِنَّ لِلَّهِ عِبَادًا اسْتَقْبَلُوا الْمَصَائِبَ بِالْبِشْرِ، فَقَالَ آخَر: أُولَئِكَ الَّذِينَ صَفَتْ مِنَ الدُّنْيَا قُلُوبُهُمْ.

  13. حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمَدِينِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي مَالِكٌ، أَنَّهُ بَلَغَهُ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ دَخَلَ عَلَى رَجُلٍ وَهُوَ يَمُوتُ, وَهُوَ يَحْمَدُ اللَّهَ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: أَصَبْتَ, إِنَّ اللَّهَ إِذَا قَضَى قَضَاءً أَحَبَّ أَنْ يُرْضَى بِهِ.

  14. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: قَالَ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا رَبِّ، مَنِ الأُمَّةُ الْمَرْحُومَةُ؟ قَالَ: أُمَّةُ أَحْمَدَ يَرْضَوْنَ بِالْقَلِيلِ مِنَ الْعَطَاءِ, وَأَرْضَى مِنْهُمْ بِالْقَلِيلِ مِنَ الْعَمَلِ, وَأُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ بِأَنْ يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.

  15. حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمَانَ, قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ الْمَدِينِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى بْنِ حَبَّانَ، عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ, خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ, وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ, وَاحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلاَ تَعْجِزْ, فَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا, وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ اللهُ فَعَلَ, فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ

  16. حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُجَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو الْعَلاَءِ بْنُ الشِّخِّيرِ حَدِيثًا رَفَعَهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا رَضَّاهُ بِمَا قَسَمَ لَهُ, وَبَارَكَ لَهُ فِيهِ, وَإِذَا لَمْ يُرِدْ بِهِ خَيْرًا لَمْ يُرْضِهِ بِمَا قَسَمَ لَهُ, وَلَمْ يُبَارِكْ لَهُ فِيهِ.

  17. حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ، قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، قَالَ: أَخْبَرَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مَرْثَدٍ الْهَمْدَانِيُّ، أَنَّ أَبَا الدَّرْدَاءِ قَالَ: ذِرْوَةُ الإِيمَانِ أَرْبَعُ خِلاَلٍ: الصَّبْرُ لِلْحُكْمِ, وَالرِّضَا بِالْقَدَرِ, وَالإِخْلاَصُ لِلتَّوَكُّلِ, وَالاِسْتِسْلاَمُ لِلرَّبِّ عَزَّ وَجَلَّ.

  18. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: اشْتَكَى عِمْرَانُ بْنُ حُصَيْنٍ, فَدَخَلَ عَلَيْهِ جَارٌ لَهُ, فَاسْتَبْطَأَهُ فِي الْعِيَادَةِ, فَقَالَ لَهُ: يَا أَبَا نُجَيْدٍ, إِنَّ بَعْضَ مَا يَمْنَعُنِي عَنْ عِيَادَتِكَ مَا أَرَى بِكَ مِنَ الْجَهْدِ، قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ, فَإِنَّ أَحَبَّ ذَاكَ إِلَيَّ, أَحَبُّهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ, وَلاَ تَبْتَئِسْ لِي بِمَا تَرَى، أَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ مَا تَرَى مُجَازَاةً بِذُنُوبٍ قَدْ مَضَتْ, وَأَنَا أَرْجُو عَفْوَ اللهِ عَلَى مَا بَقِيَ, فَإِنَّهُ قَالَ: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ}.

  19. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي الْقَاسِمِ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ, وَكَانَ قَدْ قَارَبَ الْمِئَةَ, قَالَ: وَعَظَ عَابِدٌ جَبَّارًا, فَأَمَرَ بِهِ فَقُطِعَتْ يَدَاهُ وَرِجْلاَهُ, وَحُمِلَ إِلَى مُتَعَبَّدِهِ, فَجَاءَ إِخْوَانُهُ يُعَزُّونَهُ, فَقَالَ: لاَ تُعَزُّونِي, وَلَكِنْ هَنِّئُونِي بِمَا سَاقَ اللَّهُ إِلَيَّ, ثُمَّ قَالَ: إِلَهِي أَصْبَحْتُ فِي مَنْزِلَةِ الرَّغَائِبِ, أَنْظُرُ إِلَى الْعَجَائِبِ، إِلَهِي أَنْتَ تَتَوَدَّدُ بِنِعْمَتِكَ إِلَى مَنْ يُؤْذِيكَ، فَكَيْفَ تَوَدُّدُكَ إِلَى مَنْ يُؤْذَى فِيكَ؟.

  20. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا أَشْعَثُ بْنُ شُعْبَةَ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: ارْضَ بِقَضَاءِ اللهِ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عُسْرٍ وَيُسْرٍ, فَإِنَّ ذَلِكَ أَقَلُّ لِهَمِّكَ, وَأَبْلَغُ فِيمَا تَطْلُبُ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِكَ, وَاعْلَمْ أَنَّ الْعَبْدَ لَنْ يُصِيبَ حَقِيقَةَ الرِّضَا, حَتَّى يَكُونَ رِضَاهُ عِنْدَ الْفَقْرِ، كَرِضَاهُ عِنْدَ الْغِنَاء وَالْبَلاَءِ، كَيْفَ تَسْتَقْضِي اللَّهَ فِي أَمْرِكَ, ثُمَّ تَسْخَطُ إِنْ رَأَيْتَ قَضَاءَهُ مُخَالِفًا لِهَوَاكَ, وَلَعَلَّ مَا هَوَيْتَ مِنْ ذَلِكَ لَوْ وُفِّقَ لَكَ لَكَانَ فِيهِ هَلَكَتُكَ, وَتَرْضَى قَضَاءَهُ إِذَا وَافَقَ هَوَاكَ, وَذَلِكَ لِقِلَّةِ عِلْمِكَ بِالْغَيْبِ, وَكَيْفَ تَسْتَقْضِيهِ إِنْ كُنْتَ كَذَلِكَ مَا أَنْصَفْتَ مِنْ نَفْسِكِ وَلاَ أَصَبْتَ بَابَ الرِّضَا.

  21. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَسْلَمَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مُعَاوِيَةَ الأَسْوَدَ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} قَالَ: الرِّضَا وَالْقَنَاعَةُ.

  22. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْحَرَّانِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا خُلَيْدُ بْنُ دَعْلَجٍ، عَنِ الْحَسَنِ، قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ أَنْ قُلَ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ يَحْفَظُوا عَنِّي حَرْفَيْنِ: أَنْ يَرْضَوْا بِدَنِيءِ الدُّنْيَا مَعَ سَلاَمَةِ دِينِهِمْ, كَمَا أَنَّ أَهْلَ الدُّنْيَا رَضُوا بِدَنِيءِ الدِّينِ لِسَلاَمَةِ دُنْيَاهُمْ.

  23. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ عَبْدَةَ بن سليمان, عَنْ مُصْعَبِ بْنِ مَاهَانَ، عَنْ سُفْيَانَ، فِي قَوْلِهِ: {وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ} قَالَ: الْمُطْمَئِنِّينَ الرَّاضِينَ بِقَضَائِهِ, الْمُسْتَسْلِمِينَ لَهُ.

  24. حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ الصُّدَائِي، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ لَفَتْحٍ الْمَوْصِلِيِّ: ادْعُ اللَّهَ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ هَبْنَا عَطَاءَكَ, وَلاَ تَكْشِفْ عَنَّا غِطَاءَكَ, وَرَضِّنَا بِقَضَائِكَ.

  25. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الآدَمِيُّ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ رَجُلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، أَنَّ بَعْضَ أَهْلِهِ اشْتَكَى, فَوَجَدَ عَلَيْهِ, ثُمَّ أُخْبِرَ بِمَوْتِهِ فَسُرِّيَ عَنْهُ, فَقِيلَ لَهُ, فَقَالَ: نَدْعُو اللَّهَ فِيمَا نُحِبُّ, فَإِذَا وَقَعَ مَا نَكْرَهُ لَمْ نُخَالِفِ اللَّهَ فِيمَا أَحَبَّ.

  26. قَالَ نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ شَدَّادِ بْنِ سَعِيدٍ الرَّاسِبِيِّ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ، قَالَ: مَنْ أُعْطِيَ الرِّضَا وَالتَّوَكُّلَ وَالتَّفْوِيضَ, فَقَدْ كُلِئَ.

  27. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ، قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْعُلَمَاءِ: بِمَا يَبْلُغُ أَهْلُ الرِّضَا؟ قَالَ: بِالْمَعْرِفَةِ، وَإِنَّمَا الرِّضَا غُصْنٌ مِنْ أَغْصَانِ الْمَعْرِفَةِ

Generated at: 2025-01-14-22-45-45


تعليق الشيخ مصعب بن صلاح

قبل أن تعرف الرضا لابد أن تعرف أنواعه. وأن تفرق بينه وبين الصبر.

أنواع الرضا وحكمه الشرعي

الرضا أنواع من حيث الحكم الشرعي، منه واجب ومنه مستحب.

ومنه نوعٌ يتعلق بقضاء الله الشرعي الذي هو الأوامر والنواهي، افعل ولا تفعل. كما تقدم معنا ارضَ عن الله بترك نواهيه، أو كما سبق. 

ومنه نوعٌ يتعلق بقضاء الله الكوني، وهو الذي يتكلم عنه أكثر العلماء، القضاء الذي فيه الإيمان بالقدر خيره وشره، لا يد لك فيه ولا لك أمرٌ ولا نهي.

فلا بد أن تعرف هذا حتى تعرف بعد ذلك أحكامه.

ولابد أن تفرق بينه وبين الصبر. لأن الصبر واجبٌ على كل حال، على كل الأحوال. ويأثم تاركه. ولكن أحيانًا يطلق الرضا على الصبر. ويقال رضا ويريدون به الصبر. فإذا عرفت هذه الأمور أو هذه المسائل، عرفت حينئذٍ ما هو الرضا بكل تفاصيله.

تعريف الصبر وحكمه

الصبر هو حبس النفس عن ما لا يرضي الله.

مثل حبس اللسان عن اللعن أو الشتم أو نحو ذلك، حبس الجوارح عن الجزع و.. إلى آخره. فحبس النفس عن قولٍ أو فعلٍ لا يرضي الله. 

هذا بالنسبة إلى أمرين:

  • الأول عن المعاصي فتحبس نفسك عن ارتكابها.

  • الثاني عن الأقدار المؤلمة فتحبس نفسك عن الجزع والتسخط. الرضا بهذا المقدار واجبٌ على الجميع في كل الأحوال. فلو رأيت هذه المسألة، ويسميها بعض العلماء الرضا، فانظُر، هل هو يتكلم عن هذا التفصيل؟ فإن كان فالمقصود هنا الرضا بمعنى الصبر فهذا واجب في كل الأحوال.

الرضا أعلى من الصبر

إذا عرفنا الصبر بهذه الطريقة، نعرف الرضا. الرضا يكون حينئذٍ درجةً أعلى من الصبر. والرضا في هذا السياق يكون مستحبًا، لماذا؟ لأن الصبر واجب فالرضا مستحب. طيب وما معنى الرضا، في هذا السياق؟ انشراح الصدر بالعمل، سواءٌ كان في الأوامر والنواهي فيكون انشراح الصدر بالتسليم والرضا.

فإذا قُمت الصلاة فصلِّ، إذا جاء الحرام فاتركه. ويكون في قضاء الله المؤلم بماذا؟ بأن تنشرح نفسك للمصيبة. وهنا يُقال الرضا مستحب. يُفهم هذا من بعض الأدلة، منها قوله تعالى: {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ ۖ} {وَعَسَىٰ أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ} إلى آخره. فهنا الكره الذي يقابل الرضا أما الذي يقابل الصبر فلا، هذا حرام، لابد أن تصبر.

ومن هنا تفهم أن الرضا لا ينافي الشكوى ولا ينافي التداوي إن كان البلاء مثلًا مرضًا أو نحوه. ولا ينافي تحسين الحال إن كان البلاء في أمرٍ متعلق بالمعيشة أو نحو ذلك. والرضا هنا كما قلنا مستحب.

مراتب ودرجات الرضا

وعلى هذا نفهم آثار السلف الذين طلبوا عدم أن يتحولوا من بلائهم، وهي أن الرضا بهذه الدرجة المستحبة على مراتب ودرجات.

وكيف أفرق بينها؟ تفرق بينها باعتبار الحال، حالك مع البلاء. فإن كان أحدنا يعلم من نفسه، أو رأى نتيجة وثمرة البلاء المعين أن حاله قد حسن وصلح، فحينئذٍ لا يطلب إزالة البلاء. فلا يطلب البلاء بنفسه، لكن يرضى بهذه الحال لما رأى من ثمراتها وفوائدها.

لذلك هذا يختلف من أحد إلى أحد. ولذلك يُخطئ بعضهم فيطلبون البقاء على الابتلاء ويزعمون أنه الرضا، فتسوء حالهم. يا أخي هذا من البلاء الذي أراد الله أن يزجرك به عن أمرٍ ما. يريد الله عز وجل أن تتوب إليه.

ولابن القيم رحمه الله كلامٌ رائع في هذه المسألة في كتابه عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، تكلم فيه عن الصبر والرضا ودرجاتها بتفاصيل واسعة جميلة.