المؤلف:: ابن الأعرابي
الناشر:: دار الصحابة للتراث
سنة النشر:: 1986-01-01
الصفحات:: 59
الغلاف:: https://images-na.ssl-images-amazon.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1581791788i/51297828.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/51297828
ISBN::
الحالة:: مكتمل
التسميات:: خير_جليس الغرض::
المعرفة:: ,
التدريب:: ,
المؤثر:: ,
تاريخ القراءة:: 2024-11-15
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::


التعليقات من مجالس الشيخ مصعب بن صلاح ضمن برنامج خير جليس https://t.me/Khierjlees/59

أنواع تعريفات الزهد التي ذكرها الأئمة رحمهم الله:

  1. التعريف الجامع المانع (الحد المطابق): وهو تعريف دقيق وشامل لمعنى الزهد، مثل تعريف ابن تيمية: “الزهد: ترك ما لا ينفع في الآخرة”.
  2. التعريف بالمثال: إعطاء أمثلة على الزهد دون حصرها، مثل قول أحدهم: “الزهد هو التقلل من الدنيا” أو “الزهد هو خشية الله”.
  3. التعريف بجزء من المعنى: شرح جزء من معنى الزهد، كأن يشرح 30% من معناه مثلاً، مع إمكانية جمع هذه الأجزاء من مصادر متعددة للوصول إلى فهم أشمل.
  4. التعريف بالتقريب: تبسيط معنى الزهد وتقريبه للفهم، خاصة لمن يصعب عليه فهم المعنى الحقيقي مباشرة.
  5. التعريف ببعض أنواعه أو أفراده: ذكر بعض جوانب الزهد أو أنواعه، كأن يذكر نوعًا واحدًا أو اثنين من عشرة أنواع مثلاً، مثل تعريف الحج بعرفة، مع العلم أن الحج ليس عرفة فقط.
  6. التعريف بلوازمه: ذكر الأمور اللازمة لوجود الزهد، سواء كانت شروطًا خارجية أو أمورًا داخلة فيه.
  7. التعريف بالنقيض: تعريف الزهد بما يخالفه أو يناقضه، كأن يقول: “الزهد هو ألا تفعل كذا”.

أنواع الزهد من حيث الحكم الشرعي:

  • واجب:
    • الصبر عن الحرام وتركه
    • الزهد في الواجبات (الثبات على فعلها)
    • الشكر على الحلال
  • مستحب: ترك المباحات والتقلل منها
  • محرم:ترك الواجبات
  • مكروه

تنبيهات:

  • الزهد ليس مُستحبًّا مُطلقًا، بل قد يكون واجبًا أو مُستحبًّا أو محرَّمًا أو مكروهًا.
  • الزهد لا يكون في الترك فقط، بل يكون في الفعل أيضًا.

بعض الأخطاء الشائعة:

  • ظنُّ بعض الناس أن الزهد أمر مُستحب مُطلقًا.
  • ظنُّ بعض الناس أن الزهد يكون في الترك فقط.

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ زَيْدِ بْنِ الْحُبَابِ قَالَ: حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ الْحَسَنِ الزُّهْدُ، فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اللِّبَاسُ وَقَالَ بَعْضُهُمُ: الْمَطْعَمُ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: كَذَا، فَقَالَ الْحَسَنُ: ” لَسْتُمْ فِي شَيْءٍ، الزَّاهِدُ الَّذِي إِذَا رَأَى أَحَدًا قَالَ: هَذَا أَفْضَلُ مِنِّي ” قَالَ أَبُو سَعِيدِ بْنُ الْأَعْرَابِيِّ: «وَهَذَا دَاخِلٌ فِي بَابِ التَّوَاضُعِ، وَإِسْقَاطِ الْجَاهِ»
    الحديث: 2 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 18

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُعَاوِيَةَ الْأَزْرَقِ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْحَسَنِ: عَلِّمْنِي وَأَوْجِزْ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ الْحَسَنُ: «أَمَّا مُصْلِحُكَ وَمُصْلَحٌ بِهِ عَلَى يَدَيْكَ الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا، وَإِنَّمَا الزُّهْدُ فِي الْيَقِينِ، وَالْيَقِينُ بِالتَّفَكُّرِ، وَالتَّفَكُّرُ بِالِاعْتِبَارِ، وَإِذَا أَنْتَ فَكَّرْتَ فِي الدُّنْيَا لَمْ تَجِدْهَا أَهْلًا أَنْ تَبِيعَ بِهَا نَفْسَكَ، وَوَجَدْتَ نَفْسَكَ أَهْلًا أَنْ تَكْرَهَهَا بِهَوَانِ الدُّنْيَا، فَإِنَّ الدُّنْيَا دَارُ بَلَاءٍ، وَمُنْزِلُ قُلْعَةٍ»
    الحديث: 3 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ قَالَ: قَالُوا لِلزُّهْرِيِّ5 - وَحَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ الْفَزَارِيُّ، يَعْنِي عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَرْوَانَ بْنِ مُعَاوِيَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ قَالَ: قَالُوا لِلزُّهْرِيِّ: مَا الزُّهْدُ؟ قَالَ: «مَنْ لَمْ يَغْلِبِ الْحَرَامُ صَبْرَهُ، وَلَمْ يَمْنَعِ الْحَلَالُ شُكْرَهُ» مَعْنَاهُ: الصَّبْرُ عَنِ الْحَرَامِ، وَالشُّكْرُ عَلَى الْحَلَالِ، وَالِاعْتِرَافُ لِلَّهِ بِهِ، وَاسْتِعْمَالُ النِّعْمَةِ فِي الطَّاعَةِ.
    الحديث: 4 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 19

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ الْحَرَّانِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ بُكَيْرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُهَاجِرِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسٍ الْجُبْلَانِيِّ قَالَ: «لَيْسَ الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا بِتَحْرِيمِ الْحَلَالِ، وَلَا إِضَاعَةُ الْمَالِ، وَلَكِنَّ الزَّهَادَةَ فِي الدُّنْيَا أَنْ تَكُونَ بِمَا فِي يَدِ اللَّهِ أَوْثَقَ مِنْكَ بِمَا فِي يَدِكَ، وَأَنْ يَكُونَ حَالُكَ فِي الْمُصِيبَةِ، وَحَالُكَ إِذَا لَمْ تُصَبْ بِهَا سَوَاءً، وَأَنْ يَكُونَ ذَامُّكَ وَمَادِحُكَ فِي الْحَقِّ سَوَاءً»
    الحديث: 6 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ قَالَ: قَالَ وُهَيْبٌ الْمَكِّيُّ: «الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا أَنْ لَا تَأْسَى عَلَى مَا فَاتَكَ مِنْهَا، وَلَا تَفْرَحَ بِمَا أَتَاكَ مِنْهَا»
    الحديث: 7 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْعَبَّاسِ قَالَ: حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ قَالَ: «الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا قِصَرُ الْأَمَلِ، لَيْسَ بِأَكْلِ الْغَلِيظِ، وَلَا بِلُبْسِ الْعَبَاءِ»
    الحديث: 8 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 20

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍالسَّلُولِيُّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى دَاوُدَ الطَّائِيِّ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي وَهُوَ عَلَى التُّرَابِ، فَقُلْتُ لِصَاحِبِي: هَذَا رَجُلٌ زَاهِدٌ، فَقَالَ دَاوُدُ: «إِنَّمَا الزَّاهِدُ مَنْ قَدَرَ فَتَرَكَ»
    الحديث: 9 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ أَنَّهُ قَالَ: «إِنَّ الزُّهْدَ الرِّضَا عَنِ اللَّهِ تَعَالَى»
    الحديث: 10 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 21

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ: حَدَّثَنَا مِسْكِينُ بْنُ عُبَيْدٍ الصُّوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُتَوَكِّلُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْعَابِدُ قَالَ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ: ” الزُّهْدُ ثَلَاثَةُ أَصْنَافٍ: فَزُهْدُ فَرْضٍ، وَزُهْدُ فَضْلٍ، وَزُهْدُ سَلَامَةٍ، قَالُوا: هَذَا الْفَرْضُ الزُّهْدُ فِي الْحَرَامِ، وَالزُّهْدُ الْفَضْلُ الزُّهْدُ فِي الْحَلَالِ، وَالزُّهْدُ فِي السَّلَامَةِ الزُّهْدُ فِي الشُّبُهَاتِ “
    الحديث: 12 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ قَالَ: قِيلَ لِسُفْيَانَ: مَا حَدُّ الزُّهْدِ؟ قَالَ: «أَنْ يَكُونَ شَاكِرًا فِي الرَّخَاءِ، صَابِرًا فِي الْبَلَاءِ، فَإِذَا كَانَ كَذَلِكَ فَهُوَ زَاهِدٌ» , قِيلَ لِسُفْيَانَ: مَا الشُّكْرُ؟ قَالَ: «أَنْ تَجْتَنِبَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ»
    الحديث: 13 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22
    جليس النعمة أي من لم يبتلى

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: قُلْتُ لِسُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ: مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: «مَنْ إِذَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ شَكَرَ، وَإِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ» قُلْتُ: يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، قَدْ أُنْعِمَ عَلَيْهِ فَشَكَرَ، وَابْتُلِيَ فَصَبَرَ، وَجَلِيسُ النِّعْمَةِ كَيْفَ يَكُونُ زَاهِدًا؟ فَضَرَبَنِي بِيَدِهِ، وَقَالَ: «اسْكُتْ، مَنْ لَمْ تَمْنَعْهُ النَّعْمَاءُ مِنَ الشُّكْرِ، وَلَا الْبَلْوَى عَنِ الصَّبْرِ، فَذَلِكَ الزَّاهِدُ»
    الحديث: 14 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 22

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: «لَا يَجُوزُ أَنْ يُظْهِرَ لِلنَّاسِ الزُّهْدَ، وَالشَّهَوَاتُ فِي قَلْبِهِ، فَإِذَا لَمْ يَبْقَ فِي قَلْبِهِ شَهْوَةٌ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا كَانَ لَهُ أَنْ يُظْهِرَ الزُّهْدَ؛ لِأَنَّ الْغِنَى عَلَمٌ مِنْ أَعْلَامِ الزُّهْدِ، فَإِذَا زَهِدَ بِقَلْبِهِ، وَأَظْهَرَ الْغِنَى كَانَ مُسْتَوْجِبًا لِزُهْدِهِ، وَإِنْ سَتَرَ زُهْدَهُ بِثَوْبَيِ الْبَصَرِ، يَرْفَعُ أَبْصَارَ النَّاسِ عَنْهُ، كَانَ أَسْلَمَ لِزُهْدِهِ»
    الحديث: 15 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23
    تكلف الزهد المنافي للباطن من الكذب. ومكروه إظهار الزهد الظاهر مثل الثياب ونحوه.

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: سَمِعْتُ مَضَاءً يَقُولُ: «إِنَّمَا أَرَادُوا بِالزُّهْدِ أَنْ تَفْرُغَ قُلُوبُهُمْ لِلْآخِرَةِ» . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْأَعْرَابِيُّ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى أَنْ يَزْهَدَ فِي كُلِّ مَا شَغَلَهُ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
    الحديث: 16 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 23

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى بْنِ كَثِيرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا خُزَيْمَةُ أَبُو مُحَمَّدٍ قَالَ: كَانَتْ دَعْوَةُ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيِّ لِمَنْ لَقِيَ مِنْ إِخْوَانِهِ أَنْ يَقُولَ لَهُ: «زَهَّدَنَا اللَّهُ وَإِيَّاكَ زَهَادَةَ مَنْ أَمْكَنَهُ الْحَرَامُ وَالذُّنُوبُ فِي الْخَلَوَاتِ فَعَلِمَ أَنَّ اللَّهَ يَرَاهُ فَتَرَكَهَا»
    الحديث: 17 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24
    من الزهد أن تسأل الله أن تكون من الزاهدين.

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ قَالَ حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْبَرَاثِيَّ يَقُولُ: «مَنْ زَهِدَ على الحَقِيقَةٍ كَانَتْ مُؤْنَتُهُ فِي الدُّنْيَا خَفِيفَةً، وَمَنْ لَمْ يَعْرِفْ ثَوَابَ الْأَعْمَالِ ثَقُلَتْ عَلَيْهِ فِي جَمِيعِ الْأَحْوَالِ»
    الجزء: 1 ¦ الصفحة: 24
    من الزهد أن تعرف ثواب الأعمال، ويرجع لكتب مثل الترغيب والترهيب والمتجر الرابح في ثواب العمل الصالح، وكتب فضائل الأعمال.

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمَ قَالَ: سَأَلْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: «هُوَ الْقُنُوعُ، هُوَ الزُّهْدُ، هُوَ الْغِنَى»
    الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا الثِّقَةُ عَنْ بِشْرِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: ” حُبُّ الدُّنْيَا: حُبُّ لِقَاءِ النَّاسِ، وَالزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا: الزُّهْدُ فِي لِقَاءِ النَّاسِ “
    الحديث: 22 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 25
    اللقاء الذي ليس فيه مصلحة دينية أو دنيوية. قال المبارك بن عبد الجبّار بمدينة السّلام في هذا المعنى:
    لِقَاءُ النَّاسِ لَيْسَ يُفِيدُ شَيْئًا … سِوَى الهَذيَانِ مِنْ قِيلِ وَقَالِ
    فَأَقْلِلْ مِنَ لِقَاءِ النَّاسِ إلاَّ … لأَخْذِ العِلْمِ أَوْ لِصَلاَحِ حَالِ
    فمَنْ يَبْغِي سِوَى هَذَيْنِ أَخْطَأ … وَكَلَّفَ نَفْسَهُ طَلَبَ المحَالِ

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ الدَّارَانِيَّ يَقُولُ: ” اخْتَلَفُوا عَلَيْنَا فِي الزُّهْدِ فِي الْعِرَاقِ، فَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: تَرْكُ لِقَاءِ النَّاسِ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَالَ: تَرْكُ الشَّهَوَاتِ “. قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ: «وَقَوْلُهُمْ قَرِيبٌ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ» قَالَ أَحْمَدُ: «مَنْ تَرَكَ لِقَاءَ النَّاسِ فَهُوَ لِلشَّهَوَاتِ أَتْرَكُ»
    الحديث: 24 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26

  • قَالَ ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ: سَمِعْتُ أُمَّ الْقَاسِمِ الْكَبِيرَةَ تَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عِسَارٍ الْقَسْمَلِيَّ يَقُولُ: «الدُّنْيَا هِيَ النَّفْسُ» . قُلْتُ: فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا الزُّهْدُ فِي النَّفْسِ، وَمَعْنَاهُ فِي شَهَوَاتِهَا وَمَحْبُوبِهَا، كَأَنَّهُ إِذَا كَانَ يَشْغَلُ عَنِ اللَّهِ، وَرَاحَاتِهَا
    الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: «الْقَنَاعَةُ مِنَ الرِّضَا بِمَنْزِلَةِ الْوَرَعِ مِنَ الزُّهْدِ» ، قَالَ: فَهَذَا أَوَّلُ الرِّضَا، يَعْنِي الْقَنَاعَةَ، وَهُوَ أَوَّلُ الزُّهْدِ، يَعْنِي الْوَرَعَ”
    الجزء: 1 ¦ الصفحة: 26

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، عَنْ أَحْمَدَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي هَاشِمِ عَبْدِ الْمَلِكِ الْمَغَازِلِيُّ: أَيُّ شَيْءٍ الزُّهْدُ؟ قَالَ: «قَطْعُ الْآمَالِ، وَإِعْطَاءُ الْمَجْهُودِ، وَخَلْعُ الرَّاحَةِ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَمَنْ تَرَكَ الدُّنْيَا لِرَاحَةِ قَلْبِهِ وَسَلَامَةِ دِينِهِ، وَصِيَانَةِ نَفْسِهِ فَحَسَنٌ، وَلَيْسَ بِزَاهِدٍ حَتَّى يَزْهَدَ فِي قِيَامِ الْجَاهِ بِالصِّيَانَةِ، وَيَزْهَدَ فِي الرَّاحَةِ، فَلْيَسْتَعْمِلِ الدَّأَبَ فِي الطَّاعَةِ.
    الحديث: 25 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَمِّي إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ: أَنَّ أَيُّوبَ بْنَ شَبِيبٍ، حَدَّثَهُ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ، عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ، وَلَيْسَ صَاحِبَ الرَّأْيِ، عَنْ أَبِي السَّحْمَاءِ قَالَ: «بَيْنَا أَنَا أَسِيرُ بَيْنَ الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ، وَالْفُسْطَاطِ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ عَلَى فَرَسٍ» ، فَقَالَ: يَا أَبَا السَّحْمَاءِ، مَا تَعُدُّونَ الزُّهْدَ فِيكُمْ؟ قُلْتُ «تَرْكُ هَذَا الْحُطَامِ» قَالَ: لَا، وَلَكِنْ هُوَ أَنْ يَلْتَجِئَ الرَّجُلُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي يَرْجُو أَنْ يَرَاهُ اللَّهُ تَعَالَى فِيهِ فَيَرْحَمَهُ وَكَانَ أَبُو السَّحْمَاءِ أَحَدَ النُّسَّاكِ.
    الحديث: 26 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 27

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ قَالَ: كَانَ أَبُو السَّحْمَاءِ الْكَلْبِيُّ قَدْ بَلَغَ مِنَ الدُّنْيَا وَالسُّلْطَانِ مَبْلَغًا، ثُمَّ عَزَمَ لَهُ عَلَى الزُّهْدِ فِيهَا فَتَرَكَ ذَلِكَ أَجْمَعَ، وَأَقْبَلَ عَلَى الْعِبَادَةِ وَالنُّسُكِ فَأَخْبَرَنِي الْحَارِثُ بْنُ مِسْكِينٍ أَنَّهُ خَرَجَ مَرَّةً إِلَى الْإِسْكَنْدَرِيَّةِ فَنَزَلَ مَنْزِلًا فَقَالَ: «الْحَمْدُ لِلَّهِ اسْتَرَحْنَا مِنْ صُحْبَةِ الْمُلُوكِ، هَذَا رَحْلُنَا إِذَا شِئْنَا، نَتَّكِئُ إِذَا شِئْنَا، وَنَعْمَلُ مَا أَرَدْنَا»
    الحديث: 27 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ قَالَ: قَالَ سَلَامُ بْنُ أَبِي مُطِيعٍ: ” الزُّهْدُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ وَاحِدٌ أَنْ تُخْلِصَ الْعَمَلَ لِلَّهِ وَالْقَوْلَ، فَلَا يُرَادَ بِشَيْءٍ مِنْهُ الدُّنْيَا، وَالثَّانِي: تَرْكُ مَا لَا يَصْلُحُ، وَالْعَمَلُ بِمَا يَصْلُحُ، وَالثَّالِثُ: الْحَلَالُ أَنْ تَزْهَدَ فِيهِ، وَهُوَ تَطَوُّعٌ، وَهُوَ أَدْنَاهُ”
    الحديث: 28 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ غُزَيَّةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَجُلًا، سَأَلَ رَبِيعَةَ فَقَالَ: يَا أَبَا عُثْمَانَ، مَا رَأْسُ الزَّهَادَةِ؟ قَالَ: «جَمْعُ الْأَشْيَاءِ لِحِلِّهَا» قَالَ: لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ: «وَوَضْعُهَا فِي حَقِّهَا»
    الحديث: 29 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 28
    فسر الزهد ببعض أنواعه وهو الزهد في أمور الحقوق والوجبات ونحوها.

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الرَّقِّيِّ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ: «مَنْ صَبَرَ عَلَى الْأَذَى، وَتَرَكِ الشَّهَوَاتِ، وَأَكَلَ الْخُبْزَ مِنْ حَلَالِهِ، فَقَدْ أَخَذَ بِأَصْلِ الزُّهْدِ»
    الحديث: 30 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29

أصل الزهد في أمور الدنيا

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ يَحْيَى قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: «الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا أَنْ يَغْتَمَّ الرَّجُلُ عَلَى رَاحَةٍ تَسْتَرِيحُ إِلَيْهَا نَفْسُهُ» . قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَهَذَا أَرْفَعُ مَا مَرَّ مِنْ ذِكْرِنَا، وَهُوَ مَعْنَى مَا قَالَهُ أَبُو عِسَارٍ الْقَسْمَلِيُّ أَنَّ الدُّنْيَا هِيَ النَّفْسُ
    الحديث: 31 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29
    يعمي أرفع ما مر في ذكر معاني الزهد أو أقدمه

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ يَقُولُ: «مَنْ رَضِيَ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ حَظًّا فَقَدْ أَخْطَأَ حَظَّ نَفْسِهِ، وَالصَّبْرُ عَلَى الدُّنْيَا رَأْسُ الزُّهْدِ فِيهَا»الحديث: 32 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ [ص: 30] قَالَ: سُئِلَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ عَنِ الزُّهْدِ فَقَالَ: «مِنْ أَدْنَى الزُّهْدِ أَنْ يَقْعُدَ أَحَدُكُمْ فِي مَنْزِلِهِ، فَإِنْ كَانَ قُعُودُهُ لِلَّهِ رِضًا وَإِلَّا خَرَجَ، وَيَخْرُجُ فَإِنْ كَانَ خُرُوجُهُ لِلَّهِ رِضًا وَإِلَّا رَجَعَ، فَإِنْ كَانَ رُجُوعُهُ لِلَّهِ رِضًا وَإِلَّا سَاحَ، وَيُخْرِجُ دِرْهَمَهُ، فَإِنْ كَانَ إِخْرَاجُهُ لِلَّهِ رِضًا وَإِلَّا حَبَسَهُ، وَيَحْبِسُهُ، فَإِنْ كَانَ حَبْسُهُ لِلَّهِ رِضًا وَإِلَّا رَمَى بِهِ، وَيَتَكَلَّمُ، فَإِنْ كَانَ كَلَامُهُ لِلَّهِ رِضًا وَإِلَّا سَكَتَ، فَإِنْ كَانَ سُكُوتُهُ لِلَّهِ رِضًا، وَإِلَّا تَكَلَّمَ،» فَقِيلَ: هَذَا صَعْبٌ، فَقَالَ: «هَذَا الطَّرِيقُ إِلَى اللَّهِ فَلَا تَتْعَبُوا»
    الحديث: 33 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 29
    المعنى أن تحاسب نفسك

  • وَفِيهِ قَوْلٌ تَاسِعٌ وَعِشْرُونَ لِمَنْ لَا يُحِبُّ ذِكْرَهُ قَالَ: الزُّهْدُ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِي مِنَ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا، وَاسْتِعْمَالُ مَا يَعْنِي، وَالَّذِي أَمَرَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ، أَوْ نَهَى عَنْهُ، أَوْ رَغَّبَ، أَوْ زَهَّدَ فِيهِ، أَوْ ذَمَّهُ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لِخِدْمَةٍ، فَكُلُّ مَا كَانَ مِنْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَهُوَ مِمَّا لَا يَعْنِي، وَالزُّهْدُ تَرْكُهُ، فَإِذَا عَرَضَ لَهُ أَمْرَانِ كَانَا عَمَلَ أَوْلَاهُمَا بِهِ فِي وَقْتِهِ مِنْ كَلَامٍ، أَوْ سُكُوتٍ، أَوْ حَرَكَةٍ، أَوْ سُكُونٍ فِي الطَّاعَةِ وَالْمَعْصِيَةِ، وَجُمْلَةُ ذَلِكَ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِي، وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا قَبْلَ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ
    الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30
    يقصد أن صاحب القول يكره أن يذكر باسمه.
    المقصود بالخدمة طاعة الله.

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ رَجَاءٍ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ السَّمَّاكِ يَقُولُ: ” النَّاسُ ثَلَاثَةٌ: زَاهِدٌ، وَصَابِرٌ، وَرَاغِبٌ، فَأَمَّا الزَّاهِدُ فَأَصْبَحَ قَدْ خَرَجَتِ الْأَفْرَاحُ وَالْأَحْزَانُ مِنْ قَلْبِهِ عَنِ اتِّبَاعِ هَذَا الْغُرُورِ، وَهُوَ لَا يَفْرَحُ بِشَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا أَتَاهُ، وَلَا يَحْزَنُ عَلَى شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا فَاتَهُ، لَا يُبَالِي عَلَى عُسْرٍ أَوْ يُسْرٍ، فَهَذَا الْمُبَرَّزُ فِي زُهْدِهِ “
    الحديث: 34 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 30

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِيِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي صَفْوَانَ الرُّعَيْنِيِّ: أَيُّ شَيْءٍ الدُّنْيَا الَّتِي ذَمَّهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ يَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ أَنْ يَجْتَنِبَهَا؟ قَالَ: «كُلُّ مَا عَمِلْتَهُ فِي الدُّنْيَا تُرِيدُ بِهِ الدُّنْيَا فَهُوَ مَذْمُومٌ، وَكُلُّ مَا أَصَبْتَ فِيهَا تُرِيدُ بِهِ الْآخِرَةَ فَلَيْسَ مِنْهَا» قَالَ أَحْمَدُ: فَحَدَّثْتُ بِهِ مَرْوَانَ فَقَالَ: الْفِقْهُ عَلَى مَا قَالَ أَبُو صَفْوَانَ
    الحديث: 35 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31
    الدنيا تمدح وتذم بحسب ما تؤدي إليه وليس مطلقا. قال الناظم:
    حب الدنا الأحكام تعتريه … فهو بحسب ما يعين فيه
    فحب ما منها إعانة على … شيء من المحرمات حولا
    وهكذا وذمها مقيد … بغير ما على النجاة يرفد
    وقيده فيد لذم حبها … لذا نهى خير الورى عن سبها
    وإنما تمدح الأشياء وتذم … لما تجر من شفاء وسقم

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْعُلَمَاءِ: «أَيُّ شَيْءٍ أَدْفَعُ لِلْفَاقَةِ؟» قَالَ: «الزُّهْدُ» ، قِيلَ: «وَمَا الزُّهْدُ؟» قَالَ: «الْعِلْمُ» ، قُلْتُ: «وَمَا بَيْنَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ لِمَنْ طَلَبَ الرَّفِيعَ بِالْخَسِيسِ» ، قِيلَ: «فَآيَةٌ أُخْرَى» ، قَالَ: «تَرْكُ إِعْمَالِ الْفِكْرِ فِي شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا»
    الحديث: 36 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 31
    أي طلب العلم الذي تصل بها للزهد

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الرَّازِيُّ قَالَ: قَالَ لِي بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «الزُّهْدُ تَرْكُ مَا يَشْغَلُكَ عَنِ اللَّهِ» وَقَالَ بَعْضُهُمُ: «الزُّهْدُ تَرْكُ الشَّهَوَاتِ»
    الحديث: 37 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ السَّرْحِ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ أَبِي عَلِيٍّ إِسْمَاعِيلَ الْغَافِقِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَامِرٍ الْيَحْصُبِيَّ يَقُولُ: كَانَ أَبُو أُمَيَّةَ يَقُولُ: «أَزْهَدُ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهَا مُكِبًّا حَرِيصًا، مَنْ لَمْ يَرْضَ فِيهَا إِلَّا بِكَسْبِ الْحَلَالِ الطَّيِّبِ، وَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا وَإِنْ كَانَ مُعْرِضًا عَنْهَا مَنْ لَمْ يُبَالِ بِمَا كَانَ كَسَبَهُ فِيهَا حَلَالٌ أَوْ حَرَامٌ؟، وَإِنَّ أَجْوَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا مَنْ جَادَ بِحُقُوقِ اللَّهِ تَعَالَى، وَإِنْ رَآهُ النَّاسُ جَوَادًا فِيمَا سِوَى ذَلِكَ»
    الحديث: 39 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 32
    وهذا عكس الفهم الخطأ الشائع

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُوسَى قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ، يَعْنِي فِي الزُّهْدِ، قَالَ: «هُوَ الَّذِي لَمْ يَنَلْ فِي الدُّنْيَا حَرَامًا»
    الحديث: 40 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الرَّوَّاسُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو مُسْهِرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: سَمِعْتُ عَقِيلَ بْنَ مُدْرِكٍ السُّلَمِيَّ، وَسُلَيْمَانَ بْنَ سُلَيْمٍ الْكِنَانِيَّ، يَقُولَانِ: «مِنْ حُبِّكَ لِلدُّنْيَا أَخْذُكَ مِنْهَا مَا يُصْلِحُكَ مِنْهَا، وَمِنْ زُهْدِكَ فِيهَا تَرْكُكَ كُلَّ حَاجَةٍ يَسُدُّهَا تَرْكُهَا»
    الحديث: 41 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُسَيِّبُ قَالَ سَأَلْتُ يُوسُفَ بْنَ أَسْبَاطٍ عَنِ الزُّهْدِ مَا هُوَ؟ قَالَ: «تَزْهَدُ فِيمَا أَحَلَّ اللَّهُ، فَأَمَّا مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَإِنِ ارْتَكَبْتَهُ عَذَّبَكَ اللَّهُ» يَعْنِي أَنَّ تَرْكَهُ فَرْضٌ
    الحديث: 42 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 33

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: ” الزَّاهِدُ لَا يَقُولُ لِأَحَدٍ: اسْقِنِي شَرْبَةَ مَاءٍ “
    الحديث: 43 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: «لَيْسَ الزَّاهِدُ مَنْ أَلْقَى غَمَّ الدُّنْيَا وَاسْتَرَاحَ فِيهَا، إِنَّمَا تِلْكَ رَاحَةٌ، إِنَّمَا الزَّاهِدُ مَنْ أَلْقَى غَمَّهَا وَتَعِبَ فِيهَا لِآخِرَتِهِ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: يَقُولُ: كَمَا زَهِدَ فِيهَا يَزْهَدُ فِي الرَّاحَةِ فِيهَا، قَالَ: الرَّاحَةُ فِي الدُّنْيَا مِنَ الدُّنْيَا وَنَعِيمِهَ
    االحديث: 44 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ، وَسَأَلْتُ أَبَا صَفْوَانَ، يَعْنِي الرُّعَيْنِيَّ، «أَيُّ شَيْءٍ أَوَّلُ حُدُودِ الزُّهْدِ؟» ، فَقَالَ لَهُ أَبُو صَفْوَانَ: «اسْتِصْغَارُ الدُّنْيَا» ، فَقَالَ لَهُ أَبُو سُلَيْمَانَ: «إِذَا كَانَ هَذَا عِنْدَكَ أَوَّلَ الْحُدُودِ، وَهُوَ عِنْدِي آخِرُ حُدُودِ الزُّهْدِ أَنْ يَسْتَصْغِرَهَا» ، وَقَامَ عَنْهُ وَتَرَكَهُ، ثُمَّ قَالَ: «خُذْ مِنِّي، فَإِنِّي خَبَرْتُ مَعْنَى الْوَصَّافِينَ أَنَّهُ لَيَزْهَدُ فِي الشَّيْءِ مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ يُتْبِعُهَا نَفْسَهُ بَعْدُ، فَإِذَا بَلَغَ الْغَايَةَ اسْتَصْغَرَهَا» قَالَ أَبُو سُلَيْمَانَ لِلرَّجُلِ: «مَا أَعْرِفُ لِلرِّضَا حَدًّا، وَلَا لِلزُّهْدِ حَدًّا، وَلَا لِلْوَرَعِ حَدًّا، وَمَا أَعْرِفُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِلَّا طَرَفًا» ، فَحَدَّثْتُ بِهِ سُلَيْمَانَ فَقَالَ: «لَكِنِّي أَعْرِفُ حَدَّ الرِّضَا مَنْ رَضَّ‍ى اللَّهَ فِي كُلِّ شَيْءٍ [ص: 35] فَقَدْ بَلَغَ الرِّضَا، وَأَعْرِفُ حَدَّ الزُّهْدِ، وَمَنْ زَهِدَ فِي كُلِّ شَيْءٍ فَقَدْ بَلَغَ حَدَّ الزُّهْدِ، وَأَعْرِفُ حَدَّ الْوَرَعِ مَنْ وَرِعَ فِي كُلِّ شَيْءٍ فَقَدْ بَلَغَ حَدَّ الْوَرَعِ» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: سَمِعْتُ جَمَاعَةً مِمَّنْ تُنْسَبُ إِلَى عِلْمِ ذَلِكَ تَقُولُ: أَوَّلُ الزُّهْدِ إِخْرَاجُ قَدْرِهَا مِنَ الْقَلْبِ، وَآخِرُهُ خُرُوجُ قَدْرِهَا حَتَّى لَا يَقُومَ لَهَا فِي الْقَلْبِ قَدْرٌ، وَلَا يَخْطُرَ بِبِالٍ رَغْبَةٌ فِيهَا، وَلَا زُهْدٌ فِيهَا؛ لِأَنَّ الرَّغْبَةَ وَالزُّهْدَ لَا يَكُونَانِ إِلَّا فِيمَا قَامَ قَدْرُهُ فِي الْقَلْبِ
    الحديث: 45 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 34

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَاصِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: قُلْتُ لِأَبِي مُوسَى: مَا الزُّهْدُ فِي الدُّنْيَا؟ قَالَ: «لَا تَأْسَ عَلَى مَا فَاتَكَ مِنْهَا، وَلَا تَفْرَحْ بِمَا أَتَاكَ مِنْهَا» قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: أَحْسَبُهُ: أَبَا مُوسَى الدَّنِيلِيَّالحديث: 46 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ يَزِيدَ، بِدِمَشْقَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي الْحَوَارِي قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا سُلَيْمَانَ يَقُولُ: ” أَهْلُ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا عَلَى طَبَقَتَيْنِ، فَمِنْهُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَلَا يُفْتَحُ لَهُ فِيهَا رَوْحُ الْآخِرَةِ، فَهُوَ فِي الدُّنْيَا مُقِيمٌ قَدْ يَئِسَتْ نَفْسُهُ مِنْ شَهَوَاتِ الدُّنْيَا، وَلَمْ يُفْتَحْ لَهُ فِيهَا رَوْحُ الْآخِرَةِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ؛ لِمَا يَرْجُو مِنْ رَوْحِ الْآخِرَةِ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَزْهَدُ فِي الدُّنْيَا وَيُفْتَحُ لَهُ فِيهَا رَوْحُ الْآخِرَةِ، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الْبَقَاءِ لِلتَّمَتُّعِ بِذِكْرِ اللَّهِ تَعَالَى , قَالَ اللَّهُ: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28][ص: 36] , وَرَغْبَةً فِي أَنْ يَذْكُرَ اللَّهَ فَيَذْكُرُهُ اللَّهُ؛ لِأَنَّ الْمَيِّتَ يَنْقَطِعُ عَمَلُهُ، وَقَدْ قَالَ: {فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} [البقرة: 152] وَيُقَالُ مَعْنَاهُ: اذْكُرُونِي بِطَاعَتِي أَذْكُرْكُمْ بِرَحْمَتِي وَثَوَابِي “
    الحديث: 47 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 35

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَكَرِيَّا الْغَلَابِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُتْبِيُّ قَالَ: تَذَاكَرُوا الزُّهْدَ عِنْدَ أَبِي، وَفِيهِمْ أَبُو وَائِلٍ النَّهْشَلِيُّ، فَقَالَ: «إِنَّ الزَّاهِدَ لَا يَذُوقُ طَعْمَ الْقَرَارِ وَلَا يُذِيقُهُ أَهْلَهُ، إِنَّمَا يَعِيشُونَ فِي لَيْلٍ، ويُطِيقُونَ فِي نَهَارٍ فَيُوشِكُ شَاهِدُ الدُّنْيَا أَنْ يَغِيبَ فِي شَاهِدِ الْآخِرَةِ أَنْ يَشْهَدَ» . يَعْنِي أَنَّ أَشْغَالَهُ وَعِبَادَتَهُ وَأَذْكَارَهُ لِلَّهِ سَرْمَدًا رَاتِبَةً
    الجزء: 1 ¦ الصفحة: 36

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: قَالَ عَامِرُ بْنُ قَيْسٍ: «وَاللَّهِ لَئِنِ اسْتَطَعْتُ لَأَجْعَلَنَّ الْهَمَّ هَمًّا وَاحِدًا» . قَالَ الْحَسَنُ: فَفَعَلَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ. وَهَذَا عَلَى مَا قِيلَ فِي الزُّهْدِ أَنْ يَكُونَ الْهَمُّ هَمًّا وَاحِدًا لِلَّهِ وَحْدَهُ، لَيْسَ ذِكْرَ دُنْيَا وَلَا آخِرَةٍ، وَهُوَ غَايَةُ الزُّهْدِ، وَهُوَ خُرُوجُ قَدْرِ الدُّنْيَا، وَقَلْيُهَا أَنْ تَزْهَدَ فِيهَا، وَخُرُوجُ قَدْرِ غَيْرِهَا فَيَغْرُبَ فِيهَا إِذَا كَانَ دُونَ اللَّهِ، هَذَا لِمَنْ كَانَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحْدَهُ خَالِصًا
    الحديث: 50 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 37

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا بِذَلِكَ ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْمَدِينِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرُ بْنُ حَمَّادِ بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ، سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: يَقُولُونَ: مَالِكٌ زَاهِدٌ، «أَيُّ زُهْدٍ عِنْدَ مَالِكٍ وَلَهُ جُبَّةٌ وَكِسَاءٌ، إِنَّمَا الزَّاهِدُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ؛ أَتَتْهُ الدُّنْيَا فَاغِرَةً فَاهَا فَتَرَكَهَا» . وَفِيهِ قَوْلٌ آخَرُ قَالَهُ أَبُو سَعِيدٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ: وَهُوَ تَرْكُ الْمَحْظُورِ كُلِّهِ، وَتَرْكُ الْحَلَالِ، وَالْمُبَاحِ قَبْلَ الْحَاجَةِ وَالضَّرُورَةِ إِلَيْهِ قَالُوا: فَإِنْ أَكَلَ قَبْلَ أَنْ يَجُوعَ، أَوْ شَرِبَ قَبْلَ أَنْ يَعْطَشَ، أَوْ رَقَدَ قَبْلَ أَنْ يَنْعَسَ، أَوْ جَامَعَ قَبْلَ حُلُولِ الْحَاجَةِ إِلَيْهِ، فَقَدْ مَالَ إِلَى التَّلَذُّذِ، وَالتَّلَذُّذُ مِنَ الدُّنْيَا، ثُمَّ الزُّهْدُ فِي الرَّاحَةِ؛ لِتَكُونَ كُلُّ أَوْقَاتِهِ مُسْتَغْرِقَةً الشُّغْلَ بِالْعِبَادَةِ وَالذِّكْرِ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَقَدْ بَقِيَ عَلَيْهِ بَقِيَّةٌ مِنَ الزُّهْدِ، وَكَذَلِكَ فِي مُعَاشَرَةِ النَّاسِ، وَالْحَدِيثِ، وَالْكَلَامِ، وَكُلُّ مَا فَعَلَ مِنْ ذَلِكَ قَبْلَ وُجُوبِهِ عَلَيْهِ أَوْ حَاجَتِهِ إِلَيْهِ فَهُوَ مَيْلٌ إِلَى الدُّنْيَا، وَهُوَ مِنَ الْفُضُولِ، وَالدُّنْيَا بِأَسْرِهَا مِنَ الْفُضُولِ، إِلَّا مَا اسْتُعِينَ بِهِ مِنْهَا عَلَى الْآخِرَةِ، قَالُوا: كَيْفَ ذَلِكَ؟ لَوْ تَنَفَّلَ بِشَيْءٍ مِنْ أَعْمَالِ الْبِرِّ وَغَيْرِهَا إِذْ لَا بُدَّ مِنْهَا فِي الْوَقْتِ، كَرَجُلٍ عَلَيْهِ دَيْنٌ يُمْكِنُهُ قَضَاؤُهُ، فَيُؤَخِّرُهُ إِلَى وَقْتٍ يَأْتِي، أَوْ صَلَاةٍ قَدْ وَجَبَ فَرْضُهَا بِدُخُولِ الْوَقْتِ، أَوْ حَجٍّ قَدْ وَجَبَ لِلِاسْتِطَاعَةِ، وَاخْتَلَفُوا فِيهِ إِذَا تَعَالَجَ مِنْ عِلَّةٍ، فَقَالَ قَائِلُونَ: إِنَّمَا ذَلِكَ رَغْبَةٌ فِي الصِّحَّةِ وَالْحَيَاةِ فِي الدُّنْيَا [ص: 39] ، وَقَالَ آخَرُونَ: ذَلِكَ قَدْرُ نِيَّتِهِ، إِنْ نَوَى بِهِ حُبَّ الْبَقَاءِ وَالصِّحَّةِ وزَوَالِ الْأَمْرِ، فَهُوَ مِنْ حُبِّ الدُّنْيَا، وَإِنْ كَانَ فَعَلَ ذَلِكَ؛ لِيَتَقَوَّى عَلَى أَمْرِ اللَّهِ وَطَاعَتِهِ فَذَلِكَ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ، وَقَالُوا: لَوْ أَنَّ رَجُلًا طَلَبَ الدُّنْيَا؛ لِيَأْكُلَ وَيَشْرَبَ وَيَلْبَسَ وَيَتَمَتَّعَ فِيهَا، وَآخَرَ تَرَكَهَا لِرَاحَةِ قَلْبِهِ وَجِسْمِهِ، وتَلَذَّذَ بِالْفَرَاغِ وَالرَّاحَةِ كَانَا جَمِيعًا غَيْرَ زَاهِدَيْنِ حَتَّى يَنْوِيَ التَّارِكُ لَهَا بِنِيَّةٍ غَيْرِ هَذِهِ، إِمَّا لِيَفْرُغَ مِنْهَا؛ لِئَلّا تَشْغَلُهُ عَنِ الْآخِرَةِ، وَإِمَّا لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ذَمَّهَا وَزَهَّدَ فِيهَا، فَذَلِكَ عَلَى قَدْرِ نِيَّتِهِ أَيْضًا، وَقَالُوا: لَوْ تَرَكَهَا وَجَانَبَهَا وَلَهَا فِي قَلْبِهِ قَدْرٌ وَمَوْضِعٌ كَانَ بِذَلِكَ فَاضِلًا مُعَامِلًا مُجَاهِدًا، وَلَمْ يَكُنْ بِالتَّرْكِ زَاهِدًا، وَإِنَّمَا الزُّهْدُ عِنْدَهُمْ خُرُوجُ قَدْرِهَا إِذْ هِيَ لَا شَيْءَ، قَالُوا: فَذَلِكَ الزُّهْدُ، وَمِنَ الزُّهْدِ أَيْضًا الزُّهْدُ فِي الرِّئَاسَةِ، وَالْمُحَاسَنَةِ، وَالْمُحَادَثَةِ، وَالْمُعَاشَرَةِ، وَأَوَّلُ الزُّهْدِ الزُّهْدُ فِي الْحَرَامِ، ثُمَّ الزُّهْدُ فِي الْمُبَاحِ، وَأَعْلَى مَرَاتِبِ الزُّهْدِ أَنْ يُزْهَدَ فِي الْفُضُولِ، وَالْفُضُولُ كُلُّ مَا لَكَ عَنْهُ غِنًى، فَكَأَنَّكَ تَزْهَدُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، إِلَّا فِيمَا أَمَرَكَ اللَّهُ، أَوْ فِيمَا نَدَبَكَ إِلَيْهِ مِمَّا يُقَرِّبُكَ إِلَيْهِ، أَوْ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ، وَكُلُّ مَا كَانَ سِوَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الْفُضُولِ، وَهُوَ تَرْكُ مَا لَا يَعْنِي، وَقَالَ قَوْمٌ: النِّسَاءُ كَهَذِهِ الْأَشْيَاءِ، وَإِنْ كَانَ يُحِبُّهَا وَيُرِيدُهَا إِذَا تَرَكَهَا مُجَاهِدًا لِنَفْسِهِ صَابِرًا عَنْهَا إِنَّهُ زَاهِدٌ [ص: 40] ، وَقَالَ آخَرُونَ: لَا يُسَمَّى زَاهِدًا حَتَّى يَكُونَ مَعَ تَرْكِهِ لَهَا غَيْرَ مُرِيدٍ لَهَا، وَذَلِكَ خُرُوجُ قَدْرِهَا مِنَ الْقَلْبِ وَاخْتَلَفُوا إِذَا خَرَجَ قَدْرُهَا مِنَ الْقَلْبِ وَلَمْ تُحِبَّهَا النَّفْسُ، فَتَتَنَاوَلُ مِنْهَا شَيْئًا عَلَى جِهَةِ الْمُبَاحِ، فَقَالَ قَوْمٌ: قَدْ تَمَّ زُهْدُهُ بِخُرُوجِ قَدْرِهَا مِنْ قَلْبِهِ، وَإِنْ تَنَاوَلَ مِنْهَا، وَقَالَ آخَرُونَ: إِذَا خَرَجَ قَدْرُهَا، فَتَنَاوَلَ مِنْهَا شَيْئًا، فَهُوَ نَاقِصٌ إِلَّا أَنْ يَكُونَ الْمُتَنَاوَلُ مِنْهَا يُعِينُ عَلَى طَاعَةٍ، أَوْ مَا لَا بُدَّ مِنْهُ مِمَّا لَوْ تَرَكَهُ لَمْ يَأْمَنْ نَفْسَهُ الْخُرُوجَ إِلَى غَيْرِهِ، مِثْلَ مَا يَكُفُّ بِهِ طَبْعَهُ وَبَشَرِيَّتَهُ مِنَ الْغِذَاءِ وَالنَّوْمِ وَاللِّبَاسِ وَالنِّسَاءِ، إِذْ كَانَتِ الْبَشَرِيَّةُ مَطْبُوعَةً عَلَى ذَلِكَ، وَإِنَّمَا الْمَذْمُومُ أَنْ يَتَعَاطَى الْإِنْسَانُ الزِّيَادَةَ عَلَى مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ ذَلِكَ بَعْدَ تَسْكِينِ الْبَشَرِيَّةِ مُتَلَذِّذًا مُتَمَتِّعًا، وَإِنْ كَانَ مُبَاحًا، وَقَالَ آخَرُونَ: لَا يَكُونُ خَارِجًا مِنَ الزُّهْدِ مَنْ يَتَنَاوَلُ مُبَاحًا، كَمَا لَا يَكُونُ زَاهِدًا مَنْ تَنَاوَلَ مَحْظُورًا، وَقَالَ آخَرُونَ: كُلُّ مَا يَتَنَاوَلُهُ أَوْ يَدْخُلُ فِيهِ لَا بُدَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ مُحَرَّمًا مَنْهِيًّا عَنْهُ، أَوْ مُحَلَّلًا مَأْمُورًا بِهِ، أَوْ مُبَاحًا مَسْكُوتًا عَنْهُ، فَأَمَّا الْحَرَامُ فَلَا مَعْنَى لِلْكَلَامِ فِيهِ، وَأَمَّا الْحَلَالُ وَالْمُبَاحُ فَلَا يَدْخُلُ فِيهِ إِلَّا بِنِيَّةٍ، وَلَا تَخْلُو النِّيَّةُ مِنْ أَنْ تَكُونَ مَحْصُورَةً يُرَادُ بِهَا الطَّاعَةُ، أَوْ مَذْمُومَةً تَؤُولُ إِلَى الْمَعْصِيَةِ، أَوْ مَسْكُوتًا عَنْهَا، فَمَنْ دَخَلَ الْأَشْيَاءَ بِلَا نِيَّةٍ لَمْ يُقْطَعْ عَلَيْهِ اسْمُ حَمْدٍ وَلَا ذَمٍّ، وَمَا دَخَلَ فِيهَا بِنِيَّةٍ، رُدَّ إِلَى نِيَّتِهِ، وَقَدْ قَالَ قَوْمٌ: إِذَا دَخَلَ بِلَا نِيَّةٍ فَهُوَ نَاقِصٌ؛ لِأَنَّهُ عَبْدٌ مَأْمُورٌ مَنْهِيٌّ، فَكُلُّ مَا دَخَلَ فِيهِ مِمَّا لَا يُوَافِقُ أَمْرًا وَلَا نَهْيًا فَهُوَ فُضُولٌ لَا يَعْنِي، وَتَرْكُهُ [ص: 41] أَفْضَلُ، وَإِذَا كَانَ تَرْكُهُ أَفْضَلَ، فَتَنَاوُلُهُ أَنْقَصَ
    الحديث: 51 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 38

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ يَخْطُبُ النَّاسَ بِمِصْرَ يَقُولُ: «مَا أَبْعَدَ هَدْيَكُمْ مِنْ هَدْيِ نَبِيِّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَمَّا هُوَ فَكَانَ أَزْهَدَ النَّاسِ فِي الدُّنْيَا، وَأَمَّا أَنْتُمْ فَأَرْغَبُ النَّاسِ فِيهَا»
    الحديث: 53 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 41

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الدَّقِيقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ قَالَ: قَالَ أَبُو وَاقِدٍ اللَّيْثِيُّ: «تَابَعْنَا الْأَعْمَالَ فَلَمْ نَجِدْ شَيْئًا أَبْلَغَ فِي طَلَبِ الْآخِرَةِ مِنَ الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا»
    الحديث: 57 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ الرَّوَّاسُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ حُجْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: «مَا رَأَيْتُ شَيْئًا يُقَوَّى بِهِ عَلَى الْعِبَادَةِ مِثْلَ الْجُوعِ، وَالزَّهَادَةِ»
    الحديث: 59 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 42

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ قَالَ: سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ يَقُولُ: «جُعِلَ الشَّرُّ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ حُبَّ الدُّنْيَا، وَجُعِلَ الْخَيْرُ كُلُّهُ فِي بَيْتٍ، وَجُعِلَ مِفْتَاحُهُ الزُّهْدَ فِي الدُّنْيَا»
    الحديث: 61 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ بَحْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَارَةَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «الْوَرَعُ يَبْلُغُ بِالْعَبْدِ إِلَى الزُّهْدِ فِي الدُّنْيَا، وَالزُّهْدُ يَبْلُغُ بِهِ حُبَّ اللَّهِ»
    الحديث: 62 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ الْقُرَشِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ الثَّوْرِيَّ يَقُولُ: «عَلَيْكَ بِالزُّهْدِ يُبَصِّرْكَ اللَّهُ عَوْرَاتِ الدُّنْيَا، وَعَلَيْكَ بِالْوَرَعِ يُخَفِّفِ اللَّهُ حِسَابَكَ، وَدَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لَا يَرِيبُكَ، وَادْفَعِ الشَّكَّ بِالْيَقِينِ يَسْلَمْ لَكَ دِينُكَ»
    الحديث: 63 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 43

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّبَرِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ، عَنْ ثَوْرٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَ: «الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ إِلَّا ذِكْرَ اللَّهِ تَعَالَى، وَمَا آوَى إِلَيْهِ»
    الحديث: 68 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 46

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الرِّيَاحِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ يَقُولُ: ” أَرْبَعٌ مِنْ عِلْمِ الشَّقَاوَةِ: قَسْوَةُ الْقَلْبِ، وَجُمُودُ الْعَيْنِ، وَطُولُ الْأَمَلِ، وَالْحِرْصُ عَلَى الدُّنْيَا “
    الحديث: 71 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 47

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّائِغُ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا مَسْعُودُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” إِنَّ أَشَدَّ مَا أَتَخَوَّفُ عَلَى أُمَّتِي ثَلَاثٌ: زَلَّةُ عَالِمٍ، وجِدَالُ مُنَافِقٍ بِالْقُرْآنِ، وَدُنْيَا تَقْطَعُ أَعْنَاقَكُمْ، فَاتَّهِمُوهَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ “
    الحديث: 78 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا قَالَ: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: كَانَ ابْنُ السَّمَّاكِ يَقُولُ: «مَنْ أَذَاقَتْهُ الدُّنْيَا حَلَاوَتَهَا لِمَيْلِهِ إِلَيْهَا جَرَّعَتْهُ الْآخِرَةُ مَرَارَتَهَا بِمُجَانَبَتِهِ عَنْهَا»
    الحديث: 79 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 49

التَّقَلُّلُ مِنَ الدُّنْيَا وَأَخْذُ الْكَفَافِ

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى الْحَارِثِ بْنِ مِسْكِينٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْقَاسِمِ قَالَ: قَالَ مَالِكٌ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ يُقَالَ: ” مَنْ كَانَ لَهُ بَيْتٌ يَأْوِي إِلَيْهِ، وَخَادِمٌ يَخْدُمُهُ، وَزَوْجَةٌ فَهُوَ مِنَ الْمُلُوكِ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ: {وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا} [المائدة: 20] الْآيَةَ “الحديث: 86 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 53

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الصَّائِغُ قَالَ: حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: حَدَّثَنَا حُرَيْثُ بْنُ السَّائِبِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ حُمْرَانَ، عَنْ عُثْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كُلُّ شَيْءٍ فَضُلَ عَنْ ظِلِّ بَيْتٍ، وجِلْفِ الْخُبْزِ، وَثَوْبٍ يُوَارِي عَوْرَةَ ابْنِ آدَمَ، فَلَيْسَ لِابْنِ آدَمَ فِيهِ حَقٌّ» . قَالَ الْحَسَنُ: فَقُلْتُ لِحُمْرَانَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَأْخُذَ بِهَذَا؟ وَكَانَ يُحِبُّ الْكَمَالَ، فَقَالَ: الدُّنْيَا تُقَاعِدُنِي. رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ حُرَيْثٍ، عَنِ الْحَسَنِ مُرْسَلًا.

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ خَلَفٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زَائِدَةُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: دَخَلَ سَعْدٌ عَلَى سَلْمَانَ يَعُودُهُ، فَقَالَ: أَبْشِرْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ، مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَنْكَ رَاضٍ قَالَ: كَيْفَ يَا سَعْدُ؟ وَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «لِيَكُنْ بُلْغَةُ أَحَدِكُمْ مِنَ الدُّنْيَا كَزَادِ الرَّاكِبِ حَتَّى يَلْقَانِي».
    الحديث: 87 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 54

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ الْقَعْقَاعِ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا»
    الحديث: 92 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الْعُطَارِدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ أَبِي دَاوُدَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْ ذِي غِنًى إِلَّا سَيَوَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَوْ كَانَ أَنَّ مَا أُوتِيَ مِنَ الدُّنْيَا قُوتٌ»
    الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّائِغُ قَالَ: حَدَّثَنَا الْمُقْرِئُ قَالَ: حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُرَحْبِيلُ بْنُ شَرِيكٍ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وقَنَّعَهُ اللَّهُ بِمَا آتَاهُ»
    الحديث: 93 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56

  • وَحَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أُسَامَةُ، عَنِ ابْنِ لَبِيبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ مَالِكٍ، وَقَالَ يَزِيدُ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ سَعْدٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ الذِّكْرِ الْخَفِيُّ، وَخَيْرُ الرِّزْقِ مَا يَكْفِي».
    الحديث: 94 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 56

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ بِشْرِ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْأَعْلَى، عَنْ هِشَامٍ، عَنْ حَوْشَبٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: دَخَلَ سَلْمَانُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: أَوْصِنِي، فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الدُّنْيَا، فَلَا تَأْخُذَنَّ مِنْهَا إِلَّا بَلَاغًا»
    الحديث: 100 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 58

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ عَفَّانَ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ، عَنْ خَيْثَمَةَ قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ: «إِنَّا جَرَّبْنَا لِينَ الْعَيْشِ وَشَدِيدَهُ، فَوَجَدْنَا إِنَّمَا يَكْفِي مِنَ الْعَيْشِ أَدْنَاهُ»
    الحديث: 101 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 59

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ الْعَلَاءِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي قَالَ: حَدَّثَنَا هِلَالُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبِي عُمَرُ بْنُ هِلَالٍ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «أَغْبَطُ النَّاسِ عِنْدِي مُؤْمِنٌ خَفِيفُ الْحَاذِ، ذُو حَظٍّ مِنْ صَلَاةٍ، وَكَانَ رِزْقُهُ كَفَافًا، وَصَبَرَ عَلَيْهِ حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ، وَأَحْسَنَ عُبَادَةَ رَبِّهِ، وَكَانَ غَامِضًا فِي النَّاسِ، عُجِّلَتْ مَنِيَّتُهُ، وَقَلَّ تُرَاثُهُ، وَقَلَّتْ بَوَاكِيهِ».
    الحديث: 104 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 60

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا التَّرْقُفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا رَوَّادُ بْنُ الْجَرَّاحِ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «خَيْرُكُمْ فِي النَّاسِ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ كُلُّ خَفِيفِ الْحَاذِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا خَفِيفُ الْحَاذِ؟ قَالَ: «لَا أَهْلَ لَهُ وَلَا مَالٌ»
    الحديث: 106 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 61

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُتْبَةَ الْكِنْدِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ النُّعْمَانِ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ سَالِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَبِي ذَرٍّ: «إِنَّ بَيْنَ أَيْدِينَا عَقَبَةً كَئُودًا لَا يُجَاوِزُهَا إِلَّا الْمُخِفُّونَ» قَالَ أَبُو ذَرٍّ: أَنَا مِنْهُمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَكَ قُوتُ يَوْمٍ أَوْ لَيْلَةٍ؟» قَالَ: لَا، قَالَ: «أَنْتَ مِنَ الْمُخِفِّينَ»
    الحديث: 109 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ بِنْتِ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ هِلَالِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ قَالَتْ: قُلْتُ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: أَلَا تَبْتَغِي لِأَضْيَافِكَ مَا يَبْتَغِي الرِّجَالُ لِأَضْيَافِهِمْ؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَئُودًا لَا يَجُوزُهَا الْمُثْقَلُونَ» فَأُحِبُّ أَنْ أَتَخَفَّفَ لِتِلْكَ الْعَقَبَةِ.[ص: 63]
    الحديث: 110 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 62

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الدَّقِيقِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مَنْصُورٍ أَبُو مَنْصُورٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ: «فُضُولُ الدُّنْيَا رِجْسٌ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ»
    الحديث: 113 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 63

  • حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَقَفْتُ عَلَى بَابِ الْجَنَّةِ فَإِذَا أَكْثَرُ مَنْ يَدْخُلُهَا الْفُقَرَاءُ، وَإِذَا أَصْحَابُ الْجَدِّ مَحْبُوسُونَ» لَفْظُ يَزِيدَ
    الحديث: 115 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 64

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا الصَّائِغُ، وَابْنُ أَبِي مَسَرَّةَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يَزِيدَ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَيْوَةُ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو هَانِئٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عَمْرَو بْنَ حُرَيْثٍ، وَغَيْرَهُ يَقُولُونَ: ” إِنَّمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي أَصْحَابِنَا، أَصْحَابِ الصُّفَّةِ {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ} [الشورى: 27] لِأَنَّهُمْ قَالُوا: لَوْ أَنَّ لَنَا، فَتَمَنَّوُا الدُّنْيَا “
    الحديث: 121 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 66

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ أَبُو بَكْرٍ الْوَاسِطِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ طَلَبَ عَمَلَ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الْآخِرَةِ فَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ» أَبُو سَلَمَةَ يُقَالُ: هُوَ الْمُغِيرَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخُرَاسَانِيُّ.[ص: 68]
    الحديث: 124 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 67

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبَّاسٌ التَّرْقُفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيَجِيئَنَّ أَقْوَامٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَعْمَالُهُمْ كَجِبَالِ تِهَامَةَ، فَيُؤْمَرُ بِهِمْ إِلَى النَّارِ» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَمُصَلُّونَ؟ قَالَ: «نَعَمْ، كَانُوا يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ، وَيَأْخُذُونَ هَنَةً مِنَ اللَّيْلِ، وَإِذَا عَرَضَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا وَثَبُوا عَلَيْهِ»
    الحديث: 131 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 69

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَصْرِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ، وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ، وَعَبْدُ الْخَمِيصَةِ، وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ، إِنْ أُعْطِيَ رَضِيَ، وَإِنْ مُنِعَ سَخِطَ، تَعِسَ وانْتَكَسَ، وَإِذَا شِيكَ فَلَا انْتُقِشَ»
    الحديث: 134 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْحَارِثِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا حُسَيْنٌ الْجُعْفِيُّ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بُرْقَانَ قَالَ: بَلَغَنِي عَنِ ابْنِ مُنَبِّهٍ أَنَّهُ قَالَ: ” إِنَّ مِنْ أَعْوَانِ الْأَخْلَاقِ عَلَى الدِّينِ: الزَّهَادَةُ فِي الدُّنْيَا، وَأَوْشَكُهَا رَدْءًا اتِّبَاعُ الْهَوَى، وَمِنَ اتِّبَاعِ الْهَوَى الرَّغْبَةُ فِي الدُّنْيَا، وَمِنَ الرَّغْبَةِ فِي الدُّنْيَا حُبُّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ، وَإِنَّ مِنْ حُبِّ الْمَالِ وَالشَّرَفِ اسْتِحْلَالُ الْحَرَامِ، وَغَضَبُ اللَّهِ الدَّاءُ الَّذِي لَا دَوَاءَ لَهُ إِلَّا رِضًا مِنَ اللَّهِ، وَرِضْوَانُ اللَّهِ الدَّوَاءُ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَهُ دَاءٌ , [ص: 72] فَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُرْضِيَ رَبَّهُ يُسْخِطْ نَفْسَهُ، وَمَنْ لَا يُسْخِطُ نَفْسَهُ لَا يُرْضِي رَبَّهُ، وَإِنْ كَانَ كُلَّمَا ثَقُلَ عَلَى الرَّجُلِ شَيْءٌ مِنْ دِينِهِ تَرَكَهُ، أَوْشَكَ أَنْ لَا يَبْقَى مَعَهُ شَيْءٌ
    الحديث: 135 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 71

  • حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَحْمَدَ الدِّهْقَانُ الْكُوفِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ قَالَ: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ صُبَيْحٍ، عَنْ عِيسَى الْمُرَادِيِّ قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ: ” إِنْ كُنْتُمْ أَصْحَابِي وَإِخْوَانِي فَوَطِّنُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى الْعَدَاوَةِ وَالْبَغْضَاءِ مِنَ النَّاسِ، فَإِنَّكُمْ إِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَلَسْتُمْ مِنْ إِخْوَانِي، إِنَّمَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْلَمُوا، وَلَا أُعَلِّمُكُمْ لِتَعْجَبُوا، إِنَّكُمْ لَا تَبْلُغُونَ مَا تَأْمَلُونَ إِلَّا بِصَبْرِكُمْ عَلَى مَا تَكْرَهُونَ، وَلَا تَنَالُونَ مَا تُرِيدُونَ إِلَّا بِتَرْكِكُمْ مَا تَشْتَهُونَ، إِيَّاكُمْ وَالنَّظْرَةَ، فَإِنَّهَا تَزْرَعُ فِي الْقَلْبِ شَهْوَةً، وَكَفَى بِهَا لِصَاحِبِهَا فِتْنَةً، طُوبَى لِمَنْ كَانَ بَصَرُهُ فِي قَلْبِهِ، وَلَمْ يَكُنْ قَلْبُهُ فِي بَصَرِ عَيْنِهِ، مَا أَبْعَدَ مَا فَاتَ، وَمَا أَدْنَى مَا هُوَ آتٍ، وَيْلٌ لِصَاحِبِ الدُّنْيَا، كَيْفَ يَمُوتُ وَيَتْرُكُهَا وَيَبْقَى بِهَا؟ وَتَغُرُّهُ وَيَأْمَنُهَا وَتَمْكُرُ بِهِ، وَيْلٌ لِلْمُغْتَرِّينَ قَدْ أَتَاهُمْ مَا يَكْرَهُونَ، وَجَاءَهُمْ مَا يُوعَدُونَ، وَفَارَقُوا مَا يُحِبُّونَ، فِي طُولِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، فَوَيْلٌ لِمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، وَالْخَطَايَا عَمَلَهُ، كَيْفَ يَفْتَضِحُ غَدًا لِرَبِّهِ، لَا تُكْثِرُوا الْكَلَامَ بِغَيْرِ ذِكْرِ اللَّهِ فَتَقْسُوَ قُلُوبُكُمْ، وَإِنْ كَانَتْ لِيِّنَةً فَإِنَّ الْقَلْبَ الْقَاسِيَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَى، وَلَكِنْ لَا تَعْلَمُونَ، وَلَا تَنْظُرُوا فِي ذُنُوبِ النَّاسِ كَهَيْئَةِ الْأَرْبَابِ، وَانْظُرُوا فِي ذُنُوبِكُمْ كَهَيْئَةِ الْعَبِيدِ، إِنَّمَا النَّاسُ رَجُلَانِ: مُعَافًى وَمُبْتَلًى، فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَلَى الْعَافِيَةِ، وَارْحَمُوا أَهْلَ الْبَلَاءِ، مِثْلَ مَا نَزَلَ الْمَاءُ عَلَى الْجَبَلِ لَا يَلِينُ لَهُ، وَمُنْذُ مَتَى تَدْرُسُونَ الْحِكْمَةَ وَلَا تَلِينُ لَهَا قُلُوبُكُمْ، بِقَدْرِ مَا تَوَاضَعُونَ كَذَلِكَ تُرْحَمُونَ، وَبِقَدْرِ مَا تَحْرُثُونَ كَذَلِكَ تَحْصُدُونَ، عُلَمَاءُ السُّوءِ مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ شَجَرَةِ الدِّفْلَى، تُعْجِبُ مَنْ يَنْظُرُ إِلَيْهَا، وَتَقْتُلُ مَنْ يَأْكُلُهَا، كَلَامُكُمْ شِفَاءٌ يُبْرِئُ [ص: 73] الدَّاءَ، وَأَعْمَالُكُمْ دَاءٌ لَا يُبْرِئُهُ شِفَاءٌ، جَعَلْتُمُ الدُّنْيَا فَوْقَ رُءُوسِكُمْ، وَجَعَلْتُمُ الْعِلْمَ تَحْتَ أَقْدَامِكُمْ، مِثْلَ عَبِيدِ السُّوءِ، بِحَقٍّ أَقُولُ، وَكَيْفَ أَرْجُو أَنْ تَنْتَفِعُوا بِمَا أَقُولُ وَأَنْتُمُ الْحِكْمَةُ تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، وَلَا تَدْخُلُ آذَانَكُمْ، وَإِنَّمَا بَيْنَهُمَا أَرْبَعَةُ أَصَابِعَ، وَلَا تَعِيهَا قُلُوبُكُمْ، فَلَا إِخْوَانَ كِرَامٌ، وَلَا عَبِيدَ أَتْقِيَاءُ.
    الحديث: 136 ¦ الجزء: 1 ¦ الصفحة: 72