المؤلف:: صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي
الناشر::
سنة النشر:: 2021
الصفحات:: 41
الغلاف:: https://images-na.ssl-images-amazon.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1608879082i/56406195.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/56406195
ISBN::
الحالة:: مكتمل
التسميات:: مهمات_العلم
المعرفة:: العقيدة,
التدريب:: ,
تاريخ القراءة:: 2025-04-09
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ

اَلْمُقَدِّمَةُ

  • اَلْبَدْءُ بِالتَّسْمِيَةِ وَالِاقْتِصَارُ عَلَيْهَا هُوَ الْمُوَافِقُ لِلسُّنَّةِ فِي الْكِتَابَةِ إِلَى الْمُلُوكِ وَالتَّصَانِيفُ تُجْرَى مَجْرَاهَا.
  • اَلْوَلِيُّ: الْمُتَصَرِّفُ فِي خَلْقِهِ عَامَّةً بِتَدْبِيرِهِمْ وَفِي الْمُؤْمِنِينَ خَاصَّةً بِمَا يَنْفَعُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
  • مُبَارَكًا أَيْنَمَا كَانَ: سَبَبًا لِكَثْرَةِ الْخَيْرِ وَدَوَامِهِ.
  • السَّعَادَةُ: اَلْحَالُ الْمُلَائِمَةُ لِلْعَبْدِ.

اَلْأَحْوَالُ الَّتِي يَتَقَلَّبُ بَيْنَهَا الْعَبْدُ

  1. نِعْمَةٌ وَاصِلَةٌ وَاجِبٌ شُكْرُهَا.
  2. مُصِيبَةٌ فَاصِلَةٌ وَاجِبٌ الصَّبْرُ عَلَيْهَا.
  3. سَيِّئَةٌ حَامِلَةٌ وَاجِبٌ الِاسْتِغْفَارُ وَالتَّوْبَةُ مِنْهَا.

فَمَنِ اسْتَعْمَلَ فِيهِنَّ الْمَأْمُورَ بِهِ شَرْعًا نَالَ السَّعَادَةَ.

عُنْوَانُ السَّعَادَةِ

  1. إِذَا أُعْطِيَ شَكَرَ.
  2. إِذَا ابْتُلِيَ صَبَرَ.
  3. إِذَا أَذْنَبَ اسْتَغْفَرَ.

مَعْنَى الْحَنِيفِيَّةِ

  1. عَامٌّ: الْإِسْلَامُ.
  2. عَمَلٌ: الْإِقْبَالُ عَلَى اللَّهِ بِالتَّوْحِيدِ وَلَازِمُهُ الْمَيْلُ عَنْ كُلِّ مَا سِوَاهُ.
  • مَقْصُودُ الْحَنِيفِيَّةِ وَلُبُّهَا الْمُحَقَّقُ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ، مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ.

  • لَا تُسَمَّى عِبَادَةُ اللَّهِ تَعَالَى عِبَادَةً إِلَّا مَعَ التَّوْحِيدِ.

مَعْنَى الْعِبَادَةِ شَرْعًا

  1. عَامٌّ: امْتِثَالُ خِطَابِ الشَّرْعِ الْمُقْتَرِنِ بِالْحُبِّ وَالْخُضُوعِ.
  2. خَاصٌّ: التَّوْحِيدُ.

مَعْنَى التَّوْحِيدِ شَرْعًا

  1. عَامٌّ: إِفْرَادُ اللَّهِ بِحَقِّهِ لَهُ فِي الْإِرَادَةِ وَالطَّلَبِ وَفِي الْمَعْرِفَةِ وَالْإِثْبَاتِ.
    وَيَنْشَأُ مِنْ هَذَيْنِ الْحَقَّيْنِ: تَوْحِيدُ الرُّبُوبِيَّةِ - الْأُلُوهِيَّةِ - الْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ.
  2. خَاصٌّ: إِفْرَادُ اللَّهِ بِالْعِبَادَةِ.

مُفْسِدُ الْعِبَادَةِ الْأَعْظَمُ: الشِّرْكُ وَهُوَ أَعْظَمُ النَّجَاسَاتِ

  1. عَامٌّ: جَعْلُ شَيْءٍ مِنْ حَقِّ اللَّهِ لِغَيْرِهِ.
  2. خَاصٌّ: جَعْلُ شَيْءٍ مِنَ الْعِبَادَةِ لِغَيْرِ اللَّهِ.

وَهُوَ نَوْعَانِ:

  1. أَكْبَرُ: جَعْلُ شَيْءٍ مِنْ حَقِّ اللَّهِ لِغَيْرِهِ يَزُولُ بِهِ أَصْلُ الْإِيمَانِ.
  2. أَصْغَرُ: جَعْلُ شَيْءٍ مِنْ حَقِّ اللَّهِ لِغَيْرِهِ يَزُولُ بِهِ كَمَالُ الْإِيمَانِ.

غَايَةُ الْقَوَاعِدِ الْأَرْبَعَةِ

التَّفْرِيقُ بَيْنَ دِينِ الْمُسْلِمِينَ وَدِينِ الْمُشْرِكِينَ، وَمَرَدُّهَا إِلَى أَمْرَيْنِ:

  1. مَعْرِفَةُ الدِّينِ الَّذِي جَاءَ بِهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
  2. مَعْرِفَةُ حَالِ الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ بُعِثَ فِيهِمْ.
  • اسْتِمْدَادُ هَذِهِ الْقَوَاعِدِ مِنَ الْقُرْآنِ وَمَا فِيهَا مِنْ أَدِلَّةِ السُّنَّةِ تَابِعٌ لَهُ.
  • الْمُرَادُ بِالْقَاعِدَةِ هُنَا أَعَمُّ مِنْ إِطْلَاقِ الْفُقَهَاءِ فَهِيَ أَلْصَقُ بِمَعْنَاهَا اللُّغَوِيِّ. فَكُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا أَسَاسٌ مِنْ أُسُسِ الدِّينِ وَأَصْلٌ مِنْ أُصُولِهِ.

مَقْصُودُ الْقَاعِدَةِ الْأُولَى

  1. بَيَانُ إِقْرَارِ الْكُفَّارِ بِتَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ وَهُوَ إِفْرَادُ اللَّهِ فِي ذَاتِهِ وَأَفْعَالِهِ.
  2. بَيَانُ أَنَّ إِقْرَارَهُمْ لَمْ يُدْخِلْهُمُ الْإِسْلَامَ وَلَمْ يَعْصِمْ دِمَاءَهُمْ، فَمُطَالَبَتُهُمْ بِتَوْحِيدِ الْأُلُوهِيَّةِ بُرْهَانٌ عَلَى عَدَمِ انْتِفَاعِهِمْ بِمَا آمَنُوا بِهِ مِنَ الرُّبُوبِيَّةِ.
  • أَشَارَ الْمُصَنِّفُ إِلَى تَوْحِيدِ الرُّبُوبِيَّةِ بِذِكْرِ الْخَلْقِ وَالتَّدْبِيرِ لِأَنَّهُمَا مِنْ أَعْظَمِ أَفْعَالِ اللَّهِ فِي الرُّبُوبِيَّةِ.

مَقْصُودُ الْقَاعِدَةِ الثَّانِيَةِ

بَيَانُ أَنَّ الْحَامِلَ لِلْمُشْرِكِينَ عَلَى دَعْوَةِ غَيْرِ اللَّهِ وَالتَّوَجُّهِ لِغَيْرِهِ شَيْئَانِ:

  1. طَلَبُ الْقُرْبَةِ، إِحْرَازًا لِلرِّفْعَةِ وَالْكَمَالَاتِ.
  2. طَلَبُ الشَّفَاعَةِ، لِدَفْعِ النَّقَائِصِ الْمُعِيبَةِ.
  • أَبْطَلَ اللَّهُ تَعَالَى طَلَبَ الْقُرْبَةِ بِنَفْيِ الْوَلِيِّ النَّاصِرِ ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ﴾ [الزمر: 3]، أَمَّا الْوَلِيُّ الْمَنْصُورُ فَهُوَ ثَابِتٌ فِي غَيْرِ آيَةٍ مِثْلِ قَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ﴾ [الإسراء: 111].

  • وَأَبْطَلَ الشَّفَاعَةَ مِنْ آلِهَتِهِمْ بِأَرْبَعَةِ مَسَالِكَ:

  1. نَفْيُ وُقُوعِهَا مِنْ آلِهَتِهِمْ ﴿وَلَمْ يَكُن لَّهُم مِّن شُرَكَائِهِمْ شُفَعَاءُ﴾ [الروم: 13].
  2. نَفْيُ مِلْكِ آلِهَتِهِمُ الشَّفَاعَةَ وَتَحْقِيقُ أَنَّهَا لِلَّهِ وَحْدَهُ ﴿قُل لِّلَّهِ الشَّفَاعَةُ جَمِيعًا﴾ [الزمر: 44].
  3. امْتِنَاعُ الشَّفَاعَةِ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَرِضَاهُ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ﴾ [سبأ: 23]، وَقَوْلِهِ: ﴿وَكَم مِّن مَّلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَن يَشَاءُ وَيَرْضَىٰ﴾ [النجم: 26].
  4. إِبْطَالُ انْتِفَاعِ الْكَافِرِينَ بِشَفَاعَةِ الشَّافِعِينَ ﴿فَمَا تَنفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ﴾ [المدثر: 48].

مَعْنَى الشَّفَاعَةِ شَرْعًا وَأَنْوَاعُهَا

سُؤَالُ الشَّافِعِ اللَّهَ حُصُولَ نَفْعٍ لِلْمَشْفُوعِ لَهُ، وَالنَّفْعُ يَتَضَمَّنُ جَلْبَ خَيْرٍ لَهُ أَوْ دَفْعَ شَرٍّ عَنْهُ، وَهِيَ نَوْعَانِ:

  1. شَفَاعَةٌ مَنْفِيَّةٌ: الْخَالِيَةُ مِنْ إِذْنِ اللَّهِ وَرِضَاهُ.
    1. مِنَ الشَّافِعِ مِثْلُ آلِهَةِ الْمُشْرِكِينَ.
    2. مِنَ الْمَشْفُوعِ مِثْلُ الْكَافِرِ.
  2. شَفَاعَةٌ مُثْبَتَةٌ: الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى إِذْنِ اللَّهِ وَرِضَاهُ.
    1. لِلشَّافِعِ مِثْلُ شَفَاعَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
    2. لِلْمَشْفُوعِ مِثْلُ الشَّفَاعَةِ لِأَهْلِ الْكَبَائِرِ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ.
  • وَالْمَنْفِيَّةُ: مَا كَانَتْ تُطْلَبُ مِنْ غَيْرِ اللَّهِ فِيمَا لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ إِلَّا اللَّهُ.
  • وَالْمُثْبَتَةُ: الَّتِي تُطْلَبُ مِنَ اللَّهِ.

مَقْصُودُ الْقَاعِدَةِ الثَّالِثَةِ

بَيَانُ أَنَّ مَنَاطَ الْكُفْرِ عِبَادَةُ غَيْرِ اللَّهِ دُونَ نَظَرٍ إِلَى مَنْزِلَةِ الْمَعْبُودِ، فَمُوجِبُ الْكُفْرِ عِبَادَةُ غَيْرِ اللَّهِ وَلَا يَخْتَصُّ بِالْأَصْنَامِ أَوْ غَيْرِهَا، فَكُلُّ مَنْ عَبَدَ غَيْرَ اللَّهِ فَهُوَ حَقِيقٌ بِالتَّكْفِيرِ وَالْقِتَالِ ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ﴾ [الأنفال: 39].

فَأَعْظَمُ الْفِتْنَةِ عِبَادَةُ غَيْرِ اللَّهِ تَعَالَى، وَأَصْلُ الدِّينِ تَوْحِيدُ اللَّهِ تَعَالَى.

مَقْصُودُ الْقَاعِدَةِ الرَّابِعَةِ

  • بَيَانُ غِلَظِ شِرْكِ الْمُتَأَخِّرِينَ وَأَنَّهُمْ أَغْلَظُ شِرْكًا مِنَ الْأَوَّلِينَ.
  • وَمَنْفَعَةُ تَقْرِيرِ ذَلِكَ فِي تَحْقِيقِ أَنَّهُمْ أَوْلَى بِالتَّكْفِيرِ وَالْقِتَالِ كَمَا صَرَّحَ بِهِ الْمُصَنِّفُ فِي كِتَابِهِ (كَشْفُ الشُّبُهَاتِ).

شِرْكُ الْمُتَأَخِّرِينَ أَغْلَظُ مِنَ الْأَوَّلِينَ مِنْ اثْنَيْ عَشَرَ وَجْهًا

يَدُلُّ عَلَيْهَا مَجْمُوعُ الْأَدِلَّةِ الشَّرْعِيَّةِ وَالْوَقَائِعِ الْقَدَرِيَّةِ:

  1. الْأَوَّلُونَ يُشْرِكُونَ فِي الرَّخَاءِ وَيُخْلِصُونَ فِي الشِّدَّةِ، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَيُشْرِكُونَ فِي الرَّخَاءِ وَالشِّدَّةِ.
  2. الْأَوَّلُونَ كَانُوا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ خَلْقًا مُقَرَّبِينَ أَوْ جَمَادَاتٍ لَا تَعْصِي، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَيَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ الْفُجَّارَ وَالْفُسَّاقَ.
  3. الْأَوَّلُونَ يَعْتَقِدُونَ مُخَالَفَةَ دَعْوَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ بِمَا هُمْ عَلَيْهِ، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَيَدَّعُونَ مُوَافَقَةَ فِعْلِهِمْ لِدَعْوَةِ الْأَنْبِيَاءِ وَالرُّسُلِ.
  4. الْأَوَّلُونَ كَانُوا لَا يُشْرِكُونَ بِاللَّهِ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمُلْكِ وَالتَّصَرُّفِ الْكُلِّيِّ الْعَامِّ، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَيَجْعَلُونَ لِمَنْ يُعَظِّمُونَ مُلْكًا وَتَصَرُّفًا فِي الْكَوْنِ وَقَصَدُوهُمْ عَلَى أَنَّ لَهُمْ تَدْبِيرَ الْعَالَمِ وَمَا يَجْرِي فِيهِ.
  5. كَثِيرٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرِينَ قَصَدُوا مَعْبُودَاتِهِمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ عَلَى جِهَةِ الِاسْتِقْلَالِ، أَمَّا الْأَوَّلُونَ فَقَصَدُوهُمْ لِتَقَرُّبِهِمْ إِلَى اللَّهِ فَهِيَ عِنْدَهُمْ شُفَعَاءُ وَوُسَطَاءُ.
  6. عَامَّةُ شِرْكِ الْأَوَّلِينَ فِي الْأُلُوهِيَّةِ وَهُوَ فِي غَيْرِهَا قَلِيلٌ، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَشِرْكُهُمْ كَثِيرٌ فِي الْأُلُوهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ وَالْأَسْمَاءِ وَالصِّفَاتِ جَمِيعًا.
  7. أَنَّ الْمُتَأَخِّرِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّ قَصْدَ الصَّالِحِينَ وَدُعَائَهُمْ وَالتَّوَجُّهَ لَهُمْ مِنْ حَقِّهِمْ وَأَنَّ تَرْكَهُمْ جَفَاءٌ لَهُمْ وَإِزْرَاءٌ بِهِمْ، أَمَّا الْأَوَّلُونَ فَلَمْ يَكُونُوا يَذْكُرُونَ هَذَا.
  8. الْأَوَّلُونَ كَانُوا مُقِرِّينَ بِشِرْكِهِمْ كَمَا فِي تَلْبِيَتِهِمُ الْمَذْكُورَةِ وَيُسَمُّونَ رَغْبَتَهُمْ إِلَى مُعَظَّمِيهِمْ عِبَادَةً، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ غَيْرُ مُشْرِكِينَ وَيُسَمُّونَ رَغْبَتَهُمْ مَحَبَّةً وَهُمْ كَاذِبُونَ.
  9. الْأَوَّلُونَ كَانُوا يُرِيدُونَ آلِهَتَهُمْ فِي قَضَاءِ حَوَائِجِ الدُّنْيَا فَقَطْ، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَيُرِيدُونَ مِنْ مُعَظَّمِيهِمْ قَضَاءَ حَوَائِجِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
  10. الْأَوَّلُونَ كَانُوا يُعَظِّمُونَ اللَّهَ وَشَعَائِرَهُ فَيُعَظِّمُونَ الْيَمِينَ بِاللَّهِ وَيُعِيذُونَ مَنْ عَاذَ بِاللَّهِ وَبَيْتِهِ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ الْبَيْتَ الْحَرَامَ أَعْظَمُ مِنْ بُيُوتِ أَصْنَامِهِمْ، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَأَحَدُهُمْ يَقْسِمُ بِاللَّهِ كَذِبًا وَلَا يَقْسِمُ بِمُعَظَّمِهِ وَيَعْتَقِدُونَ أَنَّ الْعُكُوفَ فِي الْمَشَاهِدِ أَعْظَمُ مِنَ الْمَسَاجِدِ وَأَكْثَرُهُمْ يَعْتَقِدُ أَنَّ الِاسْتِغَاثَةَ بِمُعَظَّمِهِ فِي الْقَبْرِ أَنْفَعُ مِنَ الِاسْتِغَاثَةِ بِاللَّهِ فِي الْمَسْجِدِ.
  11. الْأَوَّلُونَ لَمْ يَكُونُوا يَطْلُبُونَ مِنْ آلِهَتِهِمْ كُلَّ مَا يُطْلَبُ مِنَ الرَّحْمَٰنِ فَلَهُمْ مَطَالِبُ يَطْلُبُونَهَا مِنَ اللَّهِ وَحْدَهُ، أَمَّا الْمُتَأَخِّرُونَ فَعَكَسُوا الْأَمْرَ، فَهُمْ يَطْلُبُونَ مِنْ آلِهَتِهِمْ كُلَّ مَا يُطْلَبُ مِنَ الرَّحْمَٰنِ وَلَهُمْ مَطَالِبُ لَا يَطْلُبُونَهَا إِلَّا مِنْ آلِهَتِهِمْ.
  12. الْمُتَأَخِّرُونَ فِيهِمْ مَنْ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى فِي صُوَرِ مَعْبُودَاتِهِمْ مِنَ الْمَخْلُوقَاتِ، وَلَمْ يَكُنِ الْأَوَّلُونَ يَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ يَتَجَلَّى فِي صُوَرِ خَلْقِهِ.

الخاتمة

فالواجب على طالب العلم: أن يجعل عِظَمَ دعوته وأكثر نِيَاطَ قلبه هو إصلاح النَّاسِ في دعوتهم إلى توحيد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى، والتَّحذير من الشِّرك؛ لئلا يُخلَّف هو في بيته بِمَنْ يكون من ذُرِّيَّته من المشركين إذا أهمل دعوة النَّاسِ إلى توحيد الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى وضَعُفَ فيها.

وقد رأينا هذا في أُناسٍ كان أجدادُهم من أهل التَّوحيد السَّاعين في طباعة كُتُبه، ثُمَّ صار من الأحفاد مَنْ هو من دُعاة الشِّرك! والإنسانُ يُحفَظُ في نفسه وذُرِّيَّته بقَدْرِ ما يحفظُ من أمرِ ربِّه.

نسألُ الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أن يحفظنا وإيَّاكم بتوحيده وأن يحفظ بلاد المسلمين بالتَّوحيد والسُّنَّة.