المؤلف:: صالح بن عبد الله بن حمد العصيمي الناشر:: سنة النشر:: 2017 الصفحات:: 130 الغلاف:: https://i.gr-assets.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1547457783l/43560654._SX318_.jpg الصيغة:: PDF الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/43560654 ISBN:: الحالة:: مكتمل التسميات:: مهمات_العلم الغرض:: طلب العلم المعرفة:: , التدريب:: , المؤثر:: , تاريخ القراءة:: 2025-02-03 معالج:: 1 تقييم الفائدة المستقبلية::


المقدمة

أَدَبُ التَّصْنِيفِ

الْبَدْءُ بِـ

  1. الْبَسْمَلَةِ وَهِيَ أَكَدُ هَذِهِ الْآدَابِ تَبَعًا لِلْوَارِدِ فِي السُّنَّةِ
  2. الْحَمْدَلَةِ
  3. الشَّهَادَتَيْنِ
  4. الصَّلَاةُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

مَعْنَى السَّيْرِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى

  • لُزُومُ طَرِيقِهِ، وَهُوَ الصِّرَاطُ الْمُسْتَقِيمُ كَمَا ذَكَرَ ابْنُ رَجَبٍ.
  • يَكُونُ بِتَنْقِيلِ الْقَلْبِ فِي مَنَازِلِ الْعُبُودِيَّةِ، قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْفَوَائِدِ: (فَاعْلَمْ أَنَّ الْعَبْدَ إِنَّمَا يَقْطَعُ مَنَازِلَ السَّيْرِ إِلَى اللَّهِ بِقَلْبِهِ وَهِمَّتِهِ لَا بِبَدَنِهِ).

معاني الغريب

  • الشَّرَكُ: حِبَالَةُ الصَّائِدِ

  • الشّرِكُ: حِبَالَةُ الشَّيْطَانِ الَّتِي يَنْصِبُهَا لِلنَّاسِ بِمَا يُزَيِّنُ لَهُمْ مِنْ أَقْوَالٍ وَأَفْعَالٍ الشِّرْكِ، يُقَالُ: (الْبِدْعَةُ شَرَكُ الشِّرْكِ).

  • اللَّجَجُ: التَّمَادِي فِي الْخُصُومَةِ.

  • الْغَوْرُ: مَا نَزَلَ وَاطْمَأَنَّ مِنَ الْأَرْضِ

  • النَّجْدُ: مَا ارْتَفَعَ مِنْهَا

  • الْحِلْيَةُ: مَا يُتَزَيَّنُ بِهَا

    • ظَاهِرَةٌ: مَحَلُّهَا مَا عَلَا مِنَ الْبَدَنِ
    • بَاطِنَةٌ: مَحَلُّهَا الْقَلْبُ
  • وَالْعِلْمُ مِنْ حِلْيَةِ الْبَاطِنِ وَيُرَى أَثَرُهُ عَلَى الْبَدَنِ

  • الْعَكْفُ: الْحَبْسُ وَاللُّبْثُ، وَلَا يُقَالُ فِي وَصْفِ حَرَكَةِ الرُّكْبَةِ عَكَفَ بَلْ ثَنَى

  • النَّثْلُ: الِاسْتِخْرَاجُ

فَوَائِدِ

  • مِنَ الْإِحْسَانِ إِلَى مُلْتَمِسِ الْعِلْمِ إِرْشَادُهُمْ إِلَى سِرِّ مُبَارَكَتِهِ وَهُوَ: تَعْظِيمُ الْعِلْمِ.

  • أَعْوَنُ شَيْءٍ لِلْوُصُولِ إِلَى تَعْظِيمِ الْعِلْمِ مَعْرِفَةُ مَعَاقِدِ تَعْظِيمِهِ.

  • وَالْمُرَادُ بِمَعَاقِدِ تَعْظِيمِ الْعِلْمِ: الْأُصُولُ الْمُحَقِّقَةُ عَظَمَةَ الْعِلْمِ فِي الْقَلْبِ.

  • الْعِلْمُ يُمْدَحُ بِالنَّفْعِ وَالِانْتِفَاعِ لَا بِالْبَسْطِ وَالِاتِّسَاعِ. فَقَلِيلٌ يُتَلَقَّى فَيَنْفَعُ خَيْرٌ مِنْ كَثِيرٍ يُلْقَى فَيُرْفَعُ.

  • الْعِلْمُ النَّافِعُ مَا حَصَلَ لِلْعَبْدِ بِهِ الْهِدَايَةُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.

المَعْقِدُ الأَوَّلُ: تَطْهِيرُ وِعَاءِ العِلْمِ

  • الْمَحَلُّ الَّذِي يُحْفَظُ فِيهِ الْعِلْمُ هُوَ الْقَلْبُ.

حَالُ الْقَلْبِ مَعَ الْعِلْمِ

  1. أَنْ يَكُونَ طَاهِرًا فَيَنْتَفِعُ بِالْعِلْمِ.
  2. أَنْ يَكُونَ مُتَلَطِّخًا بِشَيْءٍ مِنَ النَّجَاسَاتِ الْقَلْبِيَّةِ فَيَحْصُلُ لَهُ مِنْ نَقْصِ الْعِلْمِ بِقَدْرِ مَا أَصَابَهُ مِنْ نَجَاسَةٍ.
  • مَثَلُ الْعِلْمِ فِي الْقَلْبِ كَنُورِ الْمِصْبَاحِ، إِنْ صَفَا زُجَاجُهُ شَعَّتْ أَنْوَارُهُ وَإِنْ لَطَّخَتْهُ الْأَوْسَاخُ كَسَفَتْ أَنْوَارُهُ.

  • الْعِلْمُ جَوْهَرٌ لَطِيفٌ، لَا يَصْلُحُ إِلَّا لِلْقَلْبِ النَّظِيفِ.

طَهَارَةُ الْقَلْبِ تَصْلُحُ تَرْجِعُ إِلَى أَصْلَيْنِ عَظِيمَيْنِ

  1. طَهَارَتُهُ مِنْ نَجَاسَةِ الشُّبُهَاتِ.
  2. طَهَارَتُهُ مِنْ نَجَاسَةِ الشَّهَوَاتِ.

تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾

  • تَفْسِيرُ قَوْلِهِ تَعَالَى ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ بِالْأَعْمَالِ الْمُلَابِسَاتِ أَصَحُّ مِنْ تَفْسِيرِهِ بِالْأَعْمَالِ بِالثِّيَابِ الْمَلْبُوسَاتِ لِدَلَالَةِ السِّيَاقِ، حَيْثُ تَقَدَّمَهَا الْأَمْرُ بِالْإِيمَانِ بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَتَوْحِيدِهِ ثُمَّ جَاءَ بَعْدَهَا الْأَمْرُ بِالْكُفْرِ بِالطَّاغُوتِ وَاجْتِنَابِ الشِّرْكِ. وَذَكَرَ الطَّبَرِيُّ أَنَّ هَذَا الْمَعْنَى هُوَ قَوْلُ جُمْهُورِ السَّلَفِ.

أُصُولُ نَجَاسَةِ الْقَلْبِ: ذَكَرَهَا ابْنُ الْقَيِّمِ فِي الْفَوَائِدِ

  1. نَجَاسَةُ الشِّرْكِ
  2. نَجَاسَةُ الْبِدْعَةِ
  3. نَجَاسَةُ الْمَعْصِيَةِ

مَحَلُّ نَظَرِ اللَّهِ تَعَالَى إِلَى الْعَبْدِ

  1. قَلْبُهُ
  2. عَمَلُهُ

فَالتَّقْوَى مُؤَلَّفَةٌ مِنْ قَلْبٍ تَقِيٍّ طَاهِرٍ وَعَمَلٍ صَالِحٍ ظَاهِرٍ، وَبِحَسَبِ كَمَالِ حَالِ الْعَبْدِ فِي قَلْبِهِ وَعَمَلِهِ يَكُونُ كَمَالُ حَالِهِ عِنْدَ رَبِّهِ.

  • قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ فِي النُّونِيَّةِ:

وَاحْذَرْ كَمَائِنَ نَفْسِكَ اللَّاتِي مَتَى … خَرَجَتْ عَلَيْكَ كَسَرَتْكَ كَسْرَ مُهَانِ

  • النُّورُ: الْعِلْمُ النَّافِعُ مِنْ كَلَامِ اللَّهِ وَكَلَامِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.

المَعْقِدُ الثَّانِي: إِخْلَاصُ النِّيَّةِ فِيهِ

حَقِيقَةُ الْإِخْلَاصِ

تَصْفِيَةُ الْقَلْبِ مِنْ إِرَادَةِ غَيْرِ اللَّهِ.

مَدَارُ الْإِخْلَاصِ عَلَى أَمْرَيْنِ

  1. تَصْفِيَةُ الْقَلْبِ وَهُوَ تَطْهِيرُهُ مِنْ كُلِّ شَائِبَةٍ تُكَدِّرُهُ.
  2. تَعَلُّقُ تِلْكَ التَّصْفِيَةِ بِإِرَادَةِ اللَّهِ، فَلَا يُزَاحِمُهَا بِشَيْءٍ كَطَلَبِ مَحْمَدَةٍ أَوْ ثَنَاءٍ أَوْ حَظٍّ مِنَ الدُّنْيَا.

إِخْلَاصُنَا لِلَّهِ صَفِّ الْقَلْبَ مِنْ … إِرَادَةِ سِوَاهُ فَاحْذَرْ يَا فَطِنْ

يَقُومُ الْإِخْلَاصُ فِي الْعِلْمِ عَلَى أَرْبَعَةِ أُصُولٍ

  1. رَفْعُ الْجَهْلِ عَنْ نَفْسِهِ
  2. رَفْعُ الْجَهْلِ عَنِ الْخَلْقِ
  3. إِحْيَاءُ الْعِلْمِ وَحِفْظُهُ مِنَ الضَّيَاعِ
  4. الْعَمَلُ بِالْعِلْمِ

مِنْ أَحْوَالِ النِّيَّةِ أَنَّهَا تَتَقَلَّبُ

  • مِنْ أَحْوَالِ النِّيَّةِ أَنَّهَا تَتَقَلَّبُ وَذَلِكَ أَنَّ مَحَلَّهَا الْقَلْبُ، فَيَحْتَاجُ الْعَبْدُ إِلَى رَدِّ نِيَّتِهِ إِلَى قَصْدِهَا الْحَسَنِ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِ كُلَّمَا تَعَرَّضَتْ لِلتَّغْيِيرِ (تَصْحِيحُ النِّيَّةِ).

تَصْحِيحُ النِّيَّةِ

رَدُّهَا إِلَى الْمَأْمُورِ بِهِ شَرْعًا إِذَا عَرَضَ لَهَا مَا يُغَيِّرُهَا.

الْعَوَارِضُ الَّتِي تَهْجُمُ عَلَى النِّيَّةِ نَوْعَانِ

  1. عَوَارِضُ تَفْسُدُهَا: فَتَنْقُلُهَا مِنَ الْمَأْذُونِ بِهِ شَرْعًا إِلَى الْمُحَرَّمِ كَتَعَلُّمِ الْعِلْمِ لِنَيْلِ الرِّئَاسَةِ.
  2. عَوَارِضُ تُغَيِّرُهَا: فَتَنْقُلُهَا مِنَ الْمَأْذُونِ بِهِ شَرْعًا إِلَى الْمُبَاحِ كَتَعَلُّمِ الْعِلْمِ لَذَّةً أَوْ نُزْهَةً أَوْ تَرْوِيْحًا لِلنَّفْسِ.

المَعْقِدُ الثَّالِثُ: جَمْعُ هِمَّةِ النَّفْسِ عَلَيْهِ

  • جَمْعُ هِمَّةِ النَّفْسِ عَلَى الْعِلْمِ يَكُونُ بِأَنْ يَتَوَجَّهَ إِلَيْهِ بِإِرَادَتِهِ فَلَا يَشْتَغِلُ بِغَيْرِهِ.

جَمْعُ هِمَّةِ النَّفْسِ عَلَيْهِ يَكُونُ بِتَطَلُّبِ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ

ذَكَرَهَا ابْنُ الْقَيِّمِ فِي مِفْتَاحِ دَارِ السَّعَادَةِ

  1. الْحِرْصُ عَلَى مَا يَنْفَعُ
  2. الِاسْتِعَانَةُ بِاللَّهِ فِي تَحْصِيلِهِ
  3. عَدَمُ الْعَجْزِ عَنْ بُلُوغِ الْبُغْيَةِ فِيهِ

وَهَذِهِ الْأُمُورُ مَجْمُوعَةٌ فِي الْحَدِيثِ: (احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَلَا تَعْجِزْ)

الْعِلْمُ أَصْلُ كُلِّ خَيْرٍ

ذَكَرَ ابْنُ الْقَيِّمِ رَحِمَهُ اللَّهُ: (أَصْلُ كُلِّ خَيْرٍ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ هُوَ الْعِلْمُ وَالْعَدْلُ، وَأَصْلُ كُلِّ شَرٍّ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ الْجَهْلُ وَالظُّلْمُ، وَالْعَدْلُ مَرْجِعُهُ إِلَى الْعِلْمِ، لِأَنَّ مَنْ لَمْ يَعْلَمْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَعْدِلَ)

الْمَعْقِدُ الرَّابِعُ: صَرْفُ الهِمَّةِ فِيهِ إِلَى عِلْمِ القُرْآنِ وَالسُّنَّةِ

الْعُلُومُ غَيْرُ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ لَهَا حَالَان

  1. خَادِمَةٌ لَهَا وَهِيَ آلَاتُ فَهْمِهَا (الضَّالَّةُ الْمَطْلُوبَةُ)
  2. أَجْنَبِيَّةٌ عَنْهَا (الضَّارَّةُ الْمَغْلُوبَةُ)

[تَسْمِيَةُ ابْنِ حَجَرٍ لَهُمَا فِي فَتْحِ الْبَارِي]

مَعْانَى الغريب

  • يَثورُ الْقُرْآنَ: أَيْ لِيَبْحَثَ عَنْ فَهْمِهِ بِإِجَالَةِ الْقَلْبِ لِلنَّظَرِ فِي مَعَانِيهِ.
  • اللَّاحِبُ: الْوَاضِحُ

فَائِدَةً

  • الشَّأْنُ فِي إِصَابَةِ الْخَيْرِ الَّذِي يَكُونُ فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ مِنَ الْعِلْمِ وَالْفَهْمِ هُوَ بِحَسَبِ صِدْقِ الْعَبْدِ فِي التَّجَرُّدِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ تَوْحِيدًا، وَلِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اتِّبَاعًا، فَمَنْ وَحَّدَ اللَّهَ وَصَدَقَ فِي اتِّبَاعِهِ النَّبِيَّ حَصَلَ لَهُ خَيْرٌ كَثِيرٌ مِنَ الْعِلْمِ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ.

أَعْلَى الْهِمَمِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ

هِمَّةُ الْعَبْدِ الَّذِي يَكُونُ طَلَّابًا لِـ (عِلْمِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْفَهْمِ عَنِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ نَفْسِ الْمُرَادِ) (أَيْ مَا يُرِيدُهُ الشَّرْعُ مِنَ الْعَبْدِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ) وَ الْعِلْمِ بِحُدُودِ الْمُنَزَّلِ مِنَ الْأَحْكَامِ.

الْعِلْمُ فِيمَا تَقَدَّمَ أَكْثَرُ

  • أَيْ فِيمَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَالتَّابِعُونَ، فَمَعْرِفَتُهُمْ بِالْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَعْظَمُ مِنَ الْحَالِ الَّتِي انْتَهَى إِلَيْهَا الْمُتَأَخِّرُونَ، لَكِنْ تَفْرِيغُ النَّاسِ فِي الْكَلَامِ فِي الْعِلْمِ أَكْثَرُ.

  • قِيلَ لِحَمْدُونِ الْقَصَّارِ: مَا بَالُ كَلَامِ السَّلَفِ أَنْفَعُ مِنْ كَلَامِنَا؟ فَقَالَ: لِأَنَّهُمْ تَكَلَّمُوا لِعِزِّ الْإِسْلَامِ وَنَجَاةِ النُّفُوسِ وَرِضَا الرَّحْمَنِ، وَنَحْنُ نَتَكَلَّمُ لِعِزِّ النَّفْسِ وَطَلَبِ الدُّنْيَا وَرِضَا الْخَلْقِ. رَوَاهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الْإِيمَانِ وَأَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ

المَعْقِدُ الخَامِسُ: سُلُوكُ الجَادَّةِ المُوصِلَةِ إِلَيْهِ

  • الْجَادَّةُ: الطَّرِيقُ

مَنْ عَدَلَ عَنْ طَرِيقِ الْعِلْمِ عَرَضَتْ لَهُ حَالَان

  1. أَنْ يَضِلَّ فَلَا يَنَالَ مَقْصُودَهُ
  2. أَنْ يُصِيبَ فَائِدَةً قَلِيلَةً مَعَ تَعَبٍ كَثِيرٍ

وَمَنْشَأُ ذَلِكَ مِنْ أَحَدِ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ ذَكَرَهَا ابْنُ الْقَيِّمِ:

  1. الْجَهْلُ بِالطَّرِيقِ: فَيَلْتَمِسُ الْعِلْمَ جَاهِلًا طَرِيقَ الْوُصُولِ إِلَيْهِ.
  2. الْجَهْلُ بِآفَاتِ الطَّرِيقِ: وَهِيَ الشُّرُورُ الَّتِي تَعْرِضُ لِلْعَبْدِ فِيهِ.
  3. الْجَهْلُ بِالْمَقْصُودِ: أَيِ الْمُرَادِ الْأَعْظَمِ مِنْ طَلَبِ الْعِلْمِ وَهُوَ الرِّفْعَةُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى.

طَرِيقُ الْعِلْمِ مَبْنِيَّةٌ عَلَى أَمْرَيْنِ

  1. حِفْظُ مَتْنٍ جَامِعٍ لِلرَّاجِحِ، فَلَا بُدَّ مِنْ حِفْظٍ لِلْمُعْتَمَدِ عِنْدَ أَهْلِ الْفَنِّ. وَيُعِلُّ حِفْظَ الْمَتْنِ آفَتَانِ:
    1. الْحِفْظُ مِنْ نُسَخٍ غَيْرِ مُتْقَنَةٍ.
    2. الْحِفْظُ مِنْ نُسَخٍ دَخَلَهَا الْإِصْلَاحُ - أَيْ تُصُرِّفَ فِيهَا غَيْرُ الْمُصَنِّفِ بِالتَّعْدِيلِ.
  2. أَخْذُ الْمَتْنِ عَلَى مُفِيدٍ نَاصِحٍ، أَيْ شَيْخٍ يُفْهَمُ مِنْهُ مَعَانِي الْمَتْنِ يَتَّصِفُ بِـ:
    1. الْإِفَادَةِ وَهِيَ الْأَهْلِيَّةُ فِي الْعِلْمِ، فَالْأَصْلُ فِي الْعَالِمِ التَّلَقِّي.
    2. النَّصِيحَةِ وَتَجْمَعُ مَعْنَيَيْنِ:
      1. صَلَاحِيَةُ الشَّيْخِ لِلِاقْتِدَاءِ بِهِ وَالِاهْتِدَاءِ بِهَدْيِهِ وَدَلِّهِ وَسَمْتِهِ.
      2. مَعْرِفَتُهُ بِطَرَائِقِ التَّعْلِيمِ أَيْ مَسَالِكِ إِيصَالِهِ لِلْمُتَعَلِّمِينَ.

الْهَدْيُ والدَّلِّ وَالسَّمْتِ

  • الْهَدْيُ: اسْمٌ لِلطَّرِيقَةِ الَّتِي يَكُونُ عَلَيْهَا الْعَبْدُ وَهُوَ جَامِعٌ لِلدَّلِّ وَالسَّمْتِ.
  • الدَّلُّ: الْهَدْيُ الْمُتَعَلِّقُ بِالصُّورَةِ الظَّاهِرَةِ (حُسْنُ الصُّورَةِ).
  • السَّمْتُ: الْهَدْيُ الْمُتَعَلِّقُ بِالْأَفْعَالِ اللَّازِمَةِ وَالْمُتَعَدِّيَةِ الصَّادِرَةِ مِنَ الْعَبْدِ (انْضِبَاطُ الْحَرَكَاتِ).

المَعْقِدُ السَّادِسُ: رِعَايَةُ فُنُونِهِ فِي الْأَخْذِ، وَتَقْدِيمُ الْأَهَمِّ فَالْمُهِمْ

  • رِعَايَةُ فُنُونِهِ فِي الْأَخْذِ: أَيْ فِي الْإِقْبَالِ عَلَى تَلَقِّيهَا.

  • تَقْدِيمُ الْأَهَمِّ فَالْمُهِمِّ: تَقْدِيمُ مَا تَشْتَدُّ إِلَيْهِ حَاجَتُهُ وَتَتَأَكَّدُ فِي حَقِّهِ طِلْبَتُهُ.

  • مَنْ أَخَذَ طَرَفًا مِنَ الْعِلْمِ فِي كُلِّ فَنٍّ رَأَى جَمَالَ الْعِلْمِ أَكْثَرَ مِمَّنْ قَصَرَ نَفْسَهُ عَلَى بَعْضِ فُنُونِهِ أَوْ فَنٍّ وَاحِدٍ مِنْهُ. فَمَنْ رَعَى فُنُونَهُ بِالْأَخْذِ وَأَصَابَ مِنْ كُلِّ فَنٍّ حَظًّا كَمُلَتْ آلَتُهُ فِي الْعِلْمِ.

وَصِيَّتَيْنِ لِابْنِ مَانِعٍ

  1. لَا يَنْبَغِي لِلْفَاضِلِ أَنْ يَتْرُكَ عِلْمًا مِنَ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ، وَشَرْطُ ذَلِكَ: إِنْ كَانَ يَعْلَمُ مِنْ نَفْسِهِ قُوَّةً عَلَى تَعَلُّمِهِ، وَتَقْدِيرُ الْقُوَّةِ يَكُونُ بِإِرْشَادِ الْمُعَلِّمِينَ.
  2. أَلَّا يَعِيبَ الْعِلْمَ الَّذِي يَجْهَلُهُ وَيُزْرِيَ بِعَالِمِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَقْصٌ وَرَذِيلَةٌ.
  • الْكَلَامُ يَمْدَحُ إِذَا كَانَ يُعْلَمُ وَالسُّكُوتُ يَقْبَحُ إِذَا كَانَ يُجْهَلُ.

رِعَايَةُ فُنُونِ الْعِلْمِ تَنْفَعُ بِاعْتِمَادِ أَصْلَيْنِ

  1. تَقْدِيمُ الْأَهَمِّ فَالْمُهِمِّ فَالْمُرَادُ مِنْ أَخْذِ الْعِلْمِ أَنْ تَعْرِفَ مَا تَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ بِهِ.
  2. أنْ يَكُونَ الْقَصْدُ فِي أَوَّلِ الطَّلَبِ تَحْصِيلَ مُخْتَصَرٍ فِي كُلِّ فَنٍّ، ثُمَّ إِذَا اسْتَكْمَلَ أَنْوَاعَ الْعُلُومِ النَّافِعَةِ نَظَرَ إِلَى مَا وَافَقَ طَبْعَهُ مِنْهَا وَآنَسَ مِنْ نَفْسِهِ قُدْرَةً عَلَيْهِ بِإِرْشَادِ شَيْخِهِ.

ثُمَّ ذُكِرَ بَعْدَ ذَلِكَ أَنَّ التَّعَلُّمَ يُنَظَّمُ فِيمَا يُمْكِنُهُ مِنْ تَحْصِيلِ الْعُلُومِ:

  • إِفْرَادًا لِلْفُنُونِ وَمُخْتَصَرَاتِهَا وَاحِدًا بَعْدَ وَاحِدٍ
  • أَوْ جَمْعًا لَهَا
  • وَالْإِفْرَادُ هُوَ الْمُنَاسِبُ لِعُمُومِ الطَّلَبَةِ

فَيَعْمِدُ إِلَى مَتْنٍ فَيَتَلَقَّاهُ، فَإِذَا اسْتَوْفَاهُ حِفْظًا وَفَهْمًا انْتَقَلَ إِلَى مَتْنٍ آخَرَ فِي فَنٍّ آخَرَ ثُمَّ يَنْتَقِلُ إِلَى آخَرَ فِي فَنٍّ آخَرَ مِمَّا يَحْتَاجُهُ وَيَفْتَقِرُ إِلَيْهِ. وَلَا يَحْبِسُ نَفْسَهُ عَلَى عِلْمٍ وَاحِدٍ حَتَّى يَبْلُغَ غَايَتَهُ، فَإِنَّ هَذَا يَطُولُ وَيُضَيِّعُ بِهِ مَا يَلْزَمُهُ.

  • الْبَيْتُ الطَّيَّارُ: الشَّائِعُ الَّذِي لَا يُعْرَفُ صَاحِبُهُ.
  • الْأَصْلُ فِي الطَّلَبِ: الْإِفْرَادُ.

مِنْ نَوَاقِضِ هَذَا الْمَعْقِدِ

  1. الْإِحْجَامُ عَنْ تَنَوُّعِ الْعُلُومِ.
  2. الِاسْتِخْفَافُ بِبَعْضِ الْمَعَارِفِ.
  3. الِاشْتِغَالُ بِمَا لَا يَنْفَعُ مَعَ الْوَلَعِ بِالْغَرَائِبِ.

المَعْقِدُ السَّابِعُ: المُبَادَرَةُ إِلَى تَحْصِيلِهِ، وَاغْتِنَامِ سِنِّ الصَّبَا وَالشَّبَابِ

  • مِمَّا يَضُرُّ الشَّبَابَ كَثِيرًا فِي أَخْذِ الْعِلْمِ: التَّسْوِيفُ

  • التَّأْمِيلُ: طُولُ الْأَمَلِ

  • الِاشْتِغَالُ بِأَحْلَامِ الْيَقَظَةِ: أَيْ مَا لَا حَقِيقَةَ لَهُ.

  • الْحَالُ الْمُشَاهَدُ فِي وَاقِعٌ النَّاسِ فِي طَلَبِ الْعِلْمِ أَنَّ مَنْ كَبُرَتْ سِنُّهُ كَثُرَتْ شَوَاغِلُهُ وَعَظُمَتْ قَوَاطِعُهُ مَعَ ضَعْفِ الْجِسْمِ وَوَهْنِ الْقُوَى فَإِذَا اسْتَقْبَلْتَ أَيَّامًا مِنْ عُمُرِكَ فَإِنَّكَ تَسْتَقْبِلُ شُغُلًا وَقَطْعًا أَكْثَرَ مِمَّا أَنْتَ فِيهِ الْآنَ.

طَلَبُ الْعِلْمِ كَبِيرًا لَهُ حَالَان

  1. طَلَبُهُ مَعَ التَّقَلُّلِ مِنَ الشَّوَاغِلِ وَمُدَافَعَةِ الْعَوَائِقِ وَقَطْعِ الْعَلَائِقِ، فَيُرْجَى لَهُ إِدْرَاكُهُ وَبُلُوغُ بُغْيَتِهِ مِنْهُ.
  2. طَلَبُهُ مَعَ الِاسْتِسْلَامِ لِلْوَارِدَاتِ مِنَ الْقَوَاطِعِ وَالْعَلَائِقِ وَقَطْعِ الْعَوَائِقِ وَقَطْعِ الْعَلَائِقِ وَالْمَلَاهِي فَيَعْسُرُ عَلَيْهِ إِدْرَاكُهُ وَإِحْرَازُ أَمَلِهِ مِنْهُ.
  • فَالْكَبِيرُ إِذَا تَقَلَّلَ مِنْ شَوَاغِلِهِ وَدَافَعَ الْعَوَائِقَ الَّتِي تَعْرِضُ فِي طَرِيقِ الْعِلْمِ وَحَسَمَ الْعَلَائِقَ الَّتِي تَجْذِبُهُ إِلَى غَيْرِهِ أَمْكَنَهُ أَنْ يَطْلُبَ.
  • وَفِي الْقَدِيمِ وَالْحَدِيثِ مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ كَبِيرًا فَصَارَ فِيهِ مُشَارًا إِلَيْهِ بِالْعِلْمِ.

المَعْقِدُ الثَّامِنُ: لُزُومُ التَّأَنِّي فِي طَلَبِهِ، وَتَرْكِ العَجَلَةِ

  • كَمَا أَنَّ الْأَبْدَانَ تَكِلُّ مِنْ حَمْلِ الثَّقِيلِ فَكَذَلِكَ الْقُلُوبُ تَكِلُّ مِنْ حَمْلِ الْعِلْمِ الثَّقِيلِ دُفْعَةً وَاحِدَةً، فَلَا بُدَّ مِنَ التَّرَفُّقِ فِي تَحْصِيلِ الْعِلْمِ لِلنَّفْسِ.

  • قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا﴾ هَذِهِ الْآيَةُ أَصْلٌ فِي لُزُومِ التَّأَنِّي فِي طَلَبِ الْعِلْمِ وَالتَّدَرُّجِ فِيهِ وَتَرْكِ الْعَجَلَةِ كَمَا ذَكَرَهُ الْخَطِيبُ الْبَغْدَادِيُّ وَالرَّاغِبُ الْأَصْفَهَانِيُّ.

مُقْتَضَى لُزُومِ التَّأَنِّي وَالتَّدَرُّجِ يَكُونُ بِأَمْرَيْنِ

  1. الْبَدْءُ بِالْمُتُونِ الْقِصَارِ الْمُصَنَّفَةِ فِي فُنُونِ الْعِلْمِ حِفْظًا وَاسْتِشْرَاحًا.
  2. الْمَيْلُ عَنْ مُطَالَعَةِ الْمُطَوَّلَاتِ الَّتِي لَمْ يَرْتَفِعِ الطَّالِبُ بَعْدُ إِلَيْهَا.

طَعَامُ الْكِبَارِ سُمُّ الصِّغَارِ

لِهَذِهِ الْجُمْلَةِ مَعْنَيَيْنِ:

  1. مُرَاعَاةُ التَّدَرُّجِ فِي الْعِلْمِ وَهَذَا صَحِيحٌ.
  2. عَدَمُ التَّلَقِّي مِنَ الْعُلَمَاءِ الْكِبَارِ عِلْمًا وَسِنًّا وَهَذَا مَعْنًى فَاسِدٌ.

المَعْقِدُ التَّاسِعُ: الصَّبْرُ فِي العِلْمِ تَحَمَّلًا وَأَدَاءَ

  • التَّحمُّلُ: التَّلَقِّي
  • الْأَدَاءُ: الْبَذْلُ
  • الصَّبْرُ: حَبْسُ النَّفْسِ عَلَى حُكْمِ اللَّهِ.
  • الْمُصَابَرَةُ: الصَّبْرُ عِنْدَ وُجُودِ الْمُنَازَعَةِ.

مِنْ مَنْفَعَةِ الصَّبْرِ فِي الْعِلْمِ أَمْرَانِ

  1. يَخْرُجُ بِهِ مِنْ مَعَرَّةِ الْجَهْلِ، فَعَيْبُ الْجَهَالَةِ لَا يَخْرُجُ مِنْهُ الْعَبْدُ إِلَّا إِذَا صَبَرَ.
  2. يُدْرِكُ بِصَبْرِهِ لَذَّةَ الْعِلْمِ، فَذَوْقُ حَلَاوَةِ الْعِلْمِ لَا يَكُونُ إِلَّا بِالصَّبْرِ.

صَبْرُ الْعِلْمِ نَوْعَانِ

  1. صَبْرٌ فِي تَحَمُّلِهِ وَأَخْذِهِ:
    1. فَالْحِفْظُ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ.
    2. وَالْفَهْمُ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ.
    3. وَحُضُورُ مَجَالِسِ الْعِلْمِ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ.
    4. وَرِعَايَةُ حَقِّ الشَّيْخِ تَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ.
  2. صَبْرٌ فِي أَدَائِهِ وَبَثِّهِ وَتَبْلِيغِهِ إِلَى أَهْلِهِ:
    1. فَالْجُلُوسُ لِلْمُتَعَلِّمِينَ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ.
    2. وَإِفْهَامُهُمْ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ.
    3. وَاحْتِمَالُ زَلَّاتِهِمْ يَحْتَاجُ إِلَى صَبْرٍ.

وَفَوْقَ هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ، الصَّبْرُ عَلَى الصَّبْرِ فِيهِمَا وَالثَّبَاتُ عَلَيْهِمَا.

المَعْقِدُ العَاشِرُ: مُلَازَمَةُ آدَابِ العِلْمِ

  • لَا يَكُونُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ إِلَّا الْمُتَأَدِّبُ فِيهِ.

مِنْ مَظَاهِرِ قِلَّةِ الْأَدَبِ

  1. الْاِتِّكَاءُ بِحَضْرَةِ الشَّيْخِ.
  2. مَدُّ الرِّجْلَيْنِ إِلَيْهِ دُونَ ضَرُورَةٍ.
  3. رَفْعُ الصَّوْتِ عِنْدَهُ.
  4. إِجابَةُ الْهَاتِفِ أَوْ غَيْرِهِ.

الْمَعْقِدُ الْحَادِيَ عَشَرَ: صِيَانَةُ العِلْمِ عَمَّا يَشِينُ، مِمَّا يُخَالِفُ المُرُوءَةَ وَيَخْرِمُهَا

  • عَنِ الشَّافِعِيِّ: “مَنْ لَمْ يَصُنِ الْعِلْمَ لَمْ يَصُنْهُ الْعِلْمُ”، فَمَنْ لَمْ يَحْفَظِ الْعِلْمَ فَالْعِلْمُ لَا يَحْفَظُهُ.
  • وَمُقْتَضَى ذَلِكَ أَنَّ مَنْ حَفِظَ الْعِلْمَ فِي نَفْسِهِ وَفِي النَّاسِ فَأَقَامَهُ وَفْقَ الْهَدْيِ شَرْعًا وَعَظَّمَهُ فِي نَفْسِهِ وَفِي الْخَلْقِ نَالَ مِنَ الْعِلْمِ بُغْيَتَهُ.

مَدَارُ الْمُرُوءَةِ عَلَى أَمْرَيْنِ

  1. اسْتِعْمَالُ مَا يُجَمِّلُ وَيُزَيِّنُ.
  2. اجْتِنَابُ مَا يُقَبِّحُ وَيُشِينُ.

مِنْ أَلْزَمِ أَدَبِ النَّفْسِ لِلطَّالِبِ

  1. تَحَلِّيهِ بِالْمُرُوءَةِ وَمَا يَحْمِلُ عَلَيْهَا.
  2. تَنَكُّبُهُ خَوَارِمَهَا - الَّتِي تُخِلُّ بِهَا.
  • الْخَوَارِمُ أَيِ الْمُفْسِدَاتُ وَفِي الْأَصْلِ هِيَ جَمْعُ خَرْمٍ أَيِ الشَّقِّ.

المَعْقِدُ الثَّانِيَ عَشَرَ: انْتِخَابُ الصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ لَهُ

  • الْغَوَائِلُ: الْعَوَادِي الْمُفْسِدَةُ لَهَا.

الْأَوَامِرُ الَّتِي تَنْعَقِدُ بِهَا الصُّحْبَةُ

  1. الْفَضِيلَةُ
  2. الْمَنْفَعَةُ
  3. اللُّذَّةُ

فَانْتَخِبْ صَدِيقَ الْفَضِيلَةِ زَمِيلًا فَإِنَّكَ تُعْرَفُ بِهِ.

يَنْبَغِي لِلْمَرْءِ أَنْ يَتَخَيَّرَ مِنَ الصُّحْبَةِ

  1. مَنْ يَحْمِلُهُ فِي أَخْذِ الْعِلْمِ.
  2. وَيُعِينُهُ عَلَيْهِ.
  3. وَيُقَرِّبُهُ مِنْهُ.
  4. وَيُصِيبُهُ فِيهِ.
  • فَصُحْبَةُ مِثْلِ هَذَا مِمَّا يُعِينُ عَلَى قَطْعِ الطَّرِيقِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
  • فَالنَّفْسُ يَثْقُلُ عَلَيْهَا السَّيْرُ وَحْدَهَا، وَتَجِدُ مَشَقَّةً فِي ذَلِكَ، وَتَجْذِبُهَا أَنْوَاعٌ مِنَ الْوَارِدَاتِ مِنَ الْعَلَائِقِ وَالْعَوَائِقِ وَالْعَوَائِدِ.
  • فَلَا مُخَلِّصَ لَهَا إِلَّا بِأَسْبَابٍ مِنْ جُمْلَتِهَا أَنْ يَتَّخِذَ الْمَرْءُ خِلًّا وَاقْتِدَاءً نَاصِحًا، يَصْفِيهِ يُقَارِنُهُ فِي طَلَبِ مَا يَبْتَغِيَانِ مِنَ الْعُلَا، وَأَعْظَمُهُ الْعِلْمُ.

المَعْقِدُ الثَّالِثَ عَشَر: بَذْلُ الجُهْدِ فِي تَحَفُّظِ العِلْمِ، وَالمُذَاكَرَةِ بِهِ، وَالسُّؤَالِ عَنْهُ

الْأُصُولُ الثَّلَاثَةُ فِي أَخْذِ الْعِلْمِ

  1. حِفْظُهُ.
  2. مُدَارَسَتُهُ مَعَ الْأَقْرَانِ.
  3. الِاسْتِفْهَامُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِهِ.

مَنْفَعَةُ الْحِفْظِ

  • بِهِ يَثْبُتُ الْعِلْمُ فِي الْقَلْبِ وَيَكُونُ رَاسِخًا.

يُسْتَجْلَبُ الْحِفْظُ بِأَمْرَيْنِ

  1. الْعَيْنُ: بِإِمْضَاءِ الْبَصَرِ فِي الْمَحْفُوظِ.
  2. الْأُذُنُ: بِرَفْعِ الصَّوْتِ حَتَّى يَصِلَ إِلَى الْأُذُنِ فَيَصِلَ إِلَى الْقَلْبِ.

خَفْضُ الصَّوْتِ أَنْفَعُ لِلْفَهْمِ

  • فَلَا يُمْكِنُ جَمْعُ الْقَلْبِ لِلتَّفَهُّمِ إِلَّا بِخَفْضِ الصَّوْتِ لِأَنَّ رَفْعَهُ يُشَوِّشُ عَلَى الْقَلْبِ.

الْقُدْرَةُ عَلَى الْحِفْظِ لَا تَتَعَطَّلُ إِلَّا بِزَوَالِ الْعَقْلِ

  • لَكِنَّهَا تَحْتَاجُ إِلَى رِيَاضَةٍ شَدِيدَةٍ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ مُعْتَادًا لِلْمَحْفُوظِ مِنْ قَبْلُ.

يَحُولُ بَيْنَ مُلْتَمِسِ الْعِلْمِ وَالْحِفْظِ آفَتَانِ عَظِيمَتَانِ

  1. تَرْكُ رِيَاضَةِ الْقَلْبِ فِي الْحِفْظِ
    • فَمِنْ رَذِيلِ الْأَفْعَالِ الْمُبَادَرَةُ بِالْهُجُومِ عَلَى الْقَلْبِ بِتَكْثِيرِ الْمَحْفُوظِ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ يَتَعَاطَى الْحِفْظَ.
    • وَمِنْ حُسْنِ الْفِعَالِ الْمُقَرِّبَةِ لِلْمَنَالِ أَنْ تُدَرِّجَ نَفْسَكَ إِذَا أَبْتدأت الْحِفْظَ، فَتَبْدَأَ بِشَيْءٍ يَسِيرٍ ثُمَّ تَرْقَى نَفْسَكَ، فَيَتَهَيَّأُ بَعْدَ مُدَّةٍ من قُوَّةُ الْحِفْظِ لَكَ مَا لَمْ يَكُنْ لَكَ مِنْ قَبْلُ.
  2. اسْتِطَالَةُ الطَّرِيقِ وَالِاسْتِعْجَالُ: فَتَجِدُ أَحَدَهُمْ فَبَعْضَهُمْ يَتَنَقَّلُ مِنْ شَيْءٍ إِلَى آخَرَ دَائِمًا لِأَنَّهُ اسْتَطَالَ الطَّرِيقَ.

الْمُذَاكَرَةُ والمُدَارَسَةُ

  • الْمُذَاكَرَةُ: مُدَارَسَةُ الْأَقْرَانِ أَيِ الِاجْتِمَاعُ مَعَهُمْ فِي مُدَارَسَةِ مَا تُلُقِّيَ مِنَ الْعُلُومِ حِفْظًا أَوْ فَهْمًا.
  • وَأَصْلُ الْمُدَارَسَةِ الْأَمْرُ بِتَعَاهُدِ الْقُرْآنِ.

مَنْفَعَةُ السُّؤَالِ

اسْتِخْرَاجُ كُنُوزِ الْعِلْمِ مِنَ الْأَشْيَاخِ.

الْمَعْقِدُ الرَّابِعَ عَشَرَ: إِكْرَامُ أَهْلِ الْعِلْمِ وَتَوْقِيرُهُمْ

مِنَ الْآدَابِ اللَّازِمَةِ لِلشَّيْخِ عَلَى الْمُتَعَلِّمِ

  1. التَّوَاضُعُ لَهُ.
  2. الْإِقْبَالُ عَلَيْهِ.
  3. عَدَمُ الِالْتِفَاتِ عَنْهُ.
  4. مُرَاعَاةُ أَدَبِ الْحَدِيثِ مَعَهُ.
  5. تَعْظِيمُهُ فِي غَيْرِ الْغُلُوِّ فِيهِ.
  6. شُكْرُ تَعْلِيمِهِ وَالدُّعَاءُ لَهُ.
  7. أَلَّا يُظْهِرَ الِاسْتِغْنَاءَ عَنْهُ.
  8. أَلَّا يُؤْذِيَهُ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ.
  9. يَتَلَطَّفُ فِي تَنْبِيهِهِ عَلَى خَطَئِهِ إِذَا وَقَعَتْ مِنْهُ زَلَّةٌ.

المَعْقِدُ الخَامِسَ عَشَرَ: رَدُّ مُشْكِلِهِ إِلَى أَهْلِهِ

  • مُشْكِلُ الْعِلْمِ: مَا غَمُضَ مِنْهُ وَتَعَارَضَتْ فِيهِ الْبَيِّنَاتُ.
  • الدَّهَاقِنَةُ: قُوَّى التَّصَرُّفِ فِي حِدَّةٍ.
  • الْجَهَابِذَةُ: النُّقَّادُ الْخَبِيرُ بِبَوَاطِنِ الْأُمُورِ.

النَّاسُ فِي الْفِتَنِ وَالْوَقَائِعِ أَصْنَافٌ ثَلَاثَةٌ

  1. مَنْ أَعْرَضَ عَنِ الْعُلَمَاءِ وَفَزِعَ إِلَى الْأَهْوَاءِ وَالْآرَاءِ.
  2. مَنْ يَعْرِضُ عَلَى الْعُلَمَاءِ لِيَظْفَرَ بِمَا يُوَافِقُ مَا فِي نَفْسِهِ وَإِذَا لَمْ يَجِدُوا مَا يُوَافِقُهُمْ مَالُوا عَنْهُمْ.
  3. النَّاجُونَ مِنْ نَارِ الْفِتَنِ مَنْ فَزِعَ إِلَى الْعُلَمَاءِ وَلَزِمَ قَوْلَهُمْ وَإِنِ اشْتَبَهَ عَلَيْهِ شَيْءٌ مِنْ قَوْلِهِمْ أَحْسَنَ الظَّنَّ بِهِمْ فَطَرَحَ هَوَاهُ وَأَخَذَ بِقَوْلِهِمْ وَإِذَا اخْتَلَفُوا أَخَذَ بِقَوْلِ جُمْهُورِهِمْ، فَالسَّلَامَةُ لَا يَعْدِلُهَا شَيْءٌ.
  • الْغُمْرُ الْجَاهِلُ الَّذِي لَمْ يُجَرِّبِ الْأُمُورَ وَلَمْ يَطَّلِعْ عَلَى حَقَائِقِهَا.

المَعْقِدُ السَّادِسَ عَشَرَ: تَوْقِيرُ مَجَالِسِ العِلْمِ، وَإِجْلَالُ أَوْعِيَتِهِ

  • مَجَالِسُ الْعُلَمَاءُ كَمَجَالِسِ الْأَنْبِيَاءِ فإِنَّ الْعِلْمَ مِيرَاثُ النُّبُوَّةِ.

المَعْقِدُ السَّابِعَ عَشَرَ: الذَّبُّ عَنِ العِلْمِ، وَالدَّوْدُ عَنْ حِيَاضِهِ

مِنْ مَظَاهِرِ انْتِصَارِ أَهْلِ الْعِلْمِ لَهُ

  1. الرَّدُّ عَلَى الْمُخَالِفِ.
  2. هَجْرُ الْمُبْتَدِعِ فَلَا يُؤْخَذُ عَنْهُ الْعِلْمُ إِلَّا لِمَنِ اضْطُرَّ.
  3. زَجْرُ الْمُتَعَلِّمِ إِذَا اعْتَدَى فِي بَحْثِهِ أَوْ سَاءَ أَدَبُهُ.

المَعْقِدُ الثَّامِنَ عَشَرَ: التَّحَفُظُ فِي مَسْأَلَةِ العَالِمِ

الْمُفْلِحُ فِي السُّؤَالِ الْمَحْفُوظِ فِيهِ مَنْ أَعْمَلَ أَرْبَعَةَ أُصُولٍ

  1. الْفِكْرُ فِي سُؤَالِهِ لِمَاذَا يَسْأَلُ؟
  2. التَّفَطُّنُ لِمَا يَسْأَلُ عَنْهُ.
  3. الِانْتِبَاهُ إِلَى صَلَاحِيَةِ حَالِ الشَّيْخِ لِلْإِجَابَةِ عَنْ سُؤَالِهِ.
  4. تَيَقُّظُ السَّائِلِ إِلَى كَيْفِيَّةِ سُؤَالِهِ.

المَعْقِدُ التَّاسِعَ عَشَرَ: شَغَفُ القَلْبِ بِالعِلْمِ، وَغَلَبَتُهُ عَلَيْهِ

يُعْطَى الْمَرْءُ لَذَّةَ الْعِلْمِ بِتَحْقِيقِ ثَلَاثَةِ أُمُورٍ

  1. بَذْلُ الْوُسْعِ فِيهِ.
  2. صِدْقُ الطَّلَبِ.
  3. صِحَّةُ النِّيَّةِ وَالْإِخْلَاصِ.

ذَكَرَهَا ابْنُ الْقَيِّمِ فِي مِفْتَاحِ دَارِ السَّعَادَةِ.

وَلَا تَتِمُّ هَذِهِ الْأُمُورُ الثَّلَاثَةُ إِلَّا بِتَحَقُّقِ مَعَ دَفْعِ كُلِّ مَا يَشْغَلُ عَنِ الْقَلْبِ.

المَعْقِدُ العِشْرُونَ: حِفْظُ الوَقْتِ فِي العِلْمِ

مَعَالِمُ رِعَايَةِ الْوَقْتِ عِنْدَ السَّلَفِ

  1. كَثْرَةُ دُرُوسِهِمْ.
  2. كَثْرَةُ مَدْرُوسِهِمْ.
  3. كَثْرَةُ مَكْتُوبِهِمْ.
  4. كَثْرَةُ مَقْرُوءَاتِهِمْ.
  5. كَثْرَةُ شُيُوخِهِمْ.
  6. كَثْرَةُ مَسْمُوعَاتِهِمْ وَمَقْرُوءَاتِهِمْ عَلَى شُيُوخِهِمْ.
  7. كَثْرَةُ مُصَنَّفَاتِهِمْ.
  • الشَّادَي فِي الْعِلْمِ: الْآخِذُ طَرَفًا مِنْهُ.

الْخِصَالُ الَّتِي يَنْبَغِي أَنْ يَتَحَلَّى بِهَا طَالِبُ الْإِمَامَةِ فِي الدِّينِ وَالْعِلْمِ مَرَدُّهَا إِلَى أَمْرَيْنِ

  1. هَجْرُ الْعَوَائِدِ: تَرْكُ مَا جَرَتْ عَلَيْهِ عَادَةُ النَّاسِ.
  2. قَطْعُ الْعَلَائِقِ: الصِّلَاتُ الْحَائِلَةُ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ مَطْلُوبِهِ.
  3. رَفْضُ الْعَوَائِقِ: الْأُمُورُ الْخَارِجِيَّةُ الَّتِي تَعْرِضُ لِلْعَبْدِ مِنْ غَيْرِهِ.