المؤلف:: أحمد بن يوسف السيد
الناشر::
سنة النشر:: 2024
الصفحات:: 102
الغلاف:: https://images-na.ssl-images-amazon.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1727878333i/219866427.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/219866427
ISBN:: 9786259488516
الحالة:: مكتمل
التسميات::
المعرفة:: ,
التدريب:: ,
تاريخ القراءة:: 2024-12-08
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::
حَديثُ: «فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيْرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ»(۱). وهَذَا تَحْرِيرٌ مُفِيدٌ مِنَ الشَّيْخِ(۲).
وَيُؤْخَذُ مِنْ عَامَّةِ أَحَادِيثِ فَضَائِلِ الشَّامِ: التَّفَاؤُلُ لِمُسْتَقْبَلِ هَذِهِ الْبِلَادِ الْمُبَارَكَةِ، الَّتِي هِيَ عَلَى عَيْنِ اللَّهِ، وَتَحْتَ أَجْنِحَةِ مَلَائِكَتِهِ، فَإِنَّهُ مَهْمَا غَشِيَهَا مِنَ الْأَهْوَالِ وَالْفَسَادِ، فَإِنَّ رَحْمَةَ اللَّهِ سَتُدْرِكُهَا وَلَا شَكَّ.
الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ: قَالَ أَبُو دَاوُدَ (۳): حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ، حَدَّثَنِي بَحِيرٌ، عَنْ خَالِدٍ يَعْنِي ابْنَ مَعْدَانَ، عَنْ أَبِي قُتَيْلَةَ، عَنِ ابْنِ حَوَالَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «سَيَصِيرُ الْأَمْرُ إِلَى أَنْ تَكُونُوا جُنُودًا مُجَنَّدَةً، جُنْدٌ بِالشَّامِ وَجُنْدٌ بِالْيَمَنِ وَجُنْدٌ بِالْعِرَاقِ»، قَالَ ابْنُ حَوَالَةَ: خِرْ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنْ أَدْرَكْتُ ذَلِكَ فَقَالَ: «عَلَيْكَ بِالشَّامِ فَإِنَّهَا خِيرَةُ اللَّهِ مِنْ أَرْضِهِ يَجْتَبِي إِلَيْهَا خِيْرَتَهُ مِنْ عِبَادِهِ، فَأَمَّا إِنْ أَبَيْتُمْ فَعَلَيْكُمْ بِيَمَنِكُمْ وَاسْقُوا مِنْ غُدُرِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَوَكَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ».
ص ٤٠
عَنْ سُفْيَانَ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ خَيْثَمَةَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: «يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لَا يَبْقَى فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلَّا لَحِقَ بِالشَّامِ».
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ عَنْ هَذَا الْأَثَرِ: (خَرَّجَهُ أَبُو الْقَاسِمِ الدِّمَشْقِيُّ الْحَافِظُ فِي «تَارِيخِهِ») وَقَالَ: رَوَاهُ ابْنُ مُبَارَكٍ وَابْنُ مَهْدِي وَقَبِيصَةُ وَأَبُو حُذَيْفَةَ، عَنْ سُفْيَانَ فَوَقَفُوهُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، وَهُوَ الْمَحْفُوظُ).
قُلْتُ: وَالَّذِي يَبْدُو أَنَّ هَذَا الْكَلَامَ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه يَقْصِدُ بِهِ مَرْحَلَةَ أَحْدَاثِ آخِرِ الزَّمَانِ، حِينَ تَكُونُ الشَّامُ مَعْقِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَمَوْئِلَهُمْ.
ص ٥٣
الحَديثُ الثَّامِنُ: وَخَرَّجَ الإِمَامُ أَحْمَدُ وَالنِّسَائِيُّ مِنْ حَدِيثِ سَلَمَةَ بْنِ نُفَيْلٍ رضي الله عنه سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ، يُزِيغُ اللَّهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، وَيَرْزُقُهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ، حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، أَلَا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ»(۱).
قَالَ ابْنُ رَجَبٍ رحمه الله: (وَأَمَّا مَنْ قَالَ مِنْ الْعُلَمَاءِ، إِنَّ هَذِهِ الطَّائِفَةَ الْمَنْصُورَةَ: هُمْ أَهْلُ الْحَدِيثِ، كَمَا قَالَهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ وَيَزِيدُ بْنُ هَارُونَ وَأَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَعَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ وَالْبُخَارِيُّ وَغَيْرُهُمْ، فَإِنَّهُ غَيْرُ مُنَافٍ لِمَا ذَكَرْنَاهُ، لِأَنَّ الشَّامَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ بِهَا يَسْتَقِرُّ الْإِيمَانُ، وَمُلْكُ الإِسْلَامِ، وَهِيَ عُقْرُ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ، فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهَا مِنْ مِيرَاثِ النُّبُوَّةِ مِنَ الْعِلْمِ مَا يَحْصُلُ بِهِ سِيَاسَةُ الدِّينِ وَالدُّنْيَا، وَأَهْلُ الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ بِالشَّامِ هُمُ الطَّائِفَةُ الْمَنْصُورَةُ الْقَائِمِينَ بِالْحَقِّ الَّذِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ)(۲).
ص ١٠١