المؤلف:: ابن أبي الدنيا
الناشر:: دار أطلس الخضراء
سنة النشر:: 2022-12-01
الصفحات:: 165
الغلاف:: https://i.gr-assets.com/images/S/compressed.photo.goodreads.com/books/1281874588l/8874263.jpg
الصيغة:: PDF
الرابط:: https://www.goodreads.com/book/show/8874263
ISBN:: 9953349231
الحالة:: مكتمل
التسميات::
الغرض::
المعرفة:: التزكية,
التدريب:: ,
المؤثر:: ,
تاريخ القراءة:: 2025-02-07
معالج:: 1
تقييم الفائدة المستقبلية::


بَابُ حِفْظِ اللِّسَانِ وَفَضْلِ الصَّمْتِ

  1. حَدَّثَنِي أَبِي، وَعُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلاَمِ بِأَمْرٍ لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ، قَالَ: قُلْ: آمَنْتُ بِاللَّهِ ثُمَّ اسْتَقِمْ، قُلْتُ: فَمَا أَتَّقِي؟ فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ

  2. حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، وَسَعْدَوَيْهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ زَحْرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا النَّجَاةُ؟ قَالَ: أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ، وَابْكِ عَلَى خَطِيئَتِك.

  3. حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ، أَخْبَرَنِي أَبِي, وَعَمِّي، عَنْ جَدِّي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ الْجَنَّةَ؟ قَالَ: تَقْوَى اللهِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَسُئِلَ عَنْ أَكْثَرِ مَا يُدْخِلُ النَّاسَ النَّارَ، قَالَ: الأَجْوَفَانِ: الْفَمُ, وَالْفَرْجُ.

  4. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ، وَحَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنُؤَاخَذُ بِمَا نَقُولُ؟ قَالَ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا ابْنَ جَبَلٍ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟.

  5. حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ النَّاقِدُ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَاهِلِيُّ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ، عَنْ أَنَسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ يَسْتَقِيمُ إِيمَانُ عَبْدٍ حَتَّى يَسْتَقِيمَ قَلْبُهُ، وَلاَ يَسْتَقِيمُ قَلْبُهُ حَتَّى يَسْتَقِيمَ لِسَانُهُ، وَلاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ.

  6. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَمْرٍو، وَعَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: مَنْ صَمَتَ نَجَا.

  7. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، وَسَعْدَوَيْهِ، وَغَيْرُهُمَا، وَهَذَا لَفْظُ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ نَعُودُهُ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ، فَقَالَ سُفْيَانُ: الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي بِهِ عَنْ أُمِّ صَالِحٍ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ كَلاَمِ ابْنِ آدَمَ هُوَ عَلَيْهِ, إِلاَّ أَمْرًا بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهْيًا عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ ذِكْرًا لِلَّهِ, قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: مَا أَشَدَّ هَذَا الْحَدِيثَ؟ , قَالَ: فَقَالَ سُفْيَانُ: وَأَيْنَ شِدَّتُهُ؟ أَلَيْسَ يَقُولُ: {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفًّا لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا}؟ أَلَيْسَ يَقُولُ اللَّهُ: {لاَ خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ}؟ , أَلَيْسَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: {وَلاَ تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ

  8. حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُسْلِمٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَفَّ لِسَانَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ مَلَكَ غَضَبَهُ وَقَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَذَابَهُ، وَمَنِ اعْتَذَرَ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَبِلَ عُذْرَهُ

  9. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ وَاصِلٍ, أَبُو عُبَيْدَةَ الْحَدَّادُ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: دَعْ مَا لَسْتَ مِنْهُ فِي شَيْءٍ، وَلاَ تَنْطِقْ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ، وَاخْزِنْ لِسَانَكَ كَمَا تَخْزِنُ وَرِقَكَ.

  10. حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنْ هِلاَلٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ, عَنْ أَبِي سَعِيدٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَسَبَ طَيِّبًا، وَعَمِلَ فِي سُنَّةٍ، وَأَمِنَ النَّاسُ بَوَائِقَهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ.

  11. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ.

  12. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أَبِي الأَغَرِّ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ، قَالَ فِي حِكَمِ آلِ دَاوُدَ: حَقٌّ عَلَى الْعَاقِلِ أَنْ يَكُونَ عَارِفًا بِزَمَانِهِ، حَافِظًا لِلِسَانِهِ، مُقْبِلاً عَلَى شَأْنِهِ

  13. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: كَتَبَ إِلَيْنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ بِرِسَالَةٍ لَمْ يَحْفَظْهَا غَيْرِي وَغَيْرُ مَكْحُولٍ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ مَنْ أَكْثَرَ ذِكْرَ الْمَوْتِ رَضِيَ مِنَ الدُّنْيَا بِالْيَسِيرِ، وَمَنْ عَدَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ فِيمَا لاَ يَنْفَعُهُ.

  14. حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْحِكْمَةُ عَشَرَةُ أَجْزَاءٍ: فَتِسْعَةٌ مِنْهَا فِي الصَّمْتِ، وَالْعَاشِرَةُ عُزْلَةُ النَّاسِ

  15. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الطَّالْقَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: قَالَ بَعْضُهُمْ فِي تَفْسِيرِ الْعُزْلَةِ: هُوَ أَنْ يَكُونَ مَعَ الْقَوْمِ، فَإِنْ خَاضُوا فِي ذِكْرِ اللهِ، فَخُضْ مَعَهُمْ، وَإِنْ خَاضُوا فِي غَيْرِ ذَلِكَ, فَاسْكُتْ.

  16. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنِي سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ الأَسْلَمِيُّ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ, فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ.

  17. حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ: إِنْ كَانَ الْكَلاَمُ مِنْ فِضَّةٍ، فَالصَّمْتُ مِنْ ذَهَبٍ.

  18. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، قَالَ: قَالَ وُهَيْبُ بْنُ الْوَرْدِ رَحِمَهُ اللَّهُ: إِنَّ الرَّجُلَ لِيَصْمُتْ، فَيَجْتَمِعُ إِلَيْهِ

  19. حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ خَلَفِ بْنِ تَمِيمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ، قَالَ: كَانَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَدْهَمَ, رَحِمَهُ اللَّهُ، يُطِيلُ السُّكُوتَ، فَإِذَا تَكَلَّمَ رُبَّمَا انْبَسَطَ, قَالَ: فَأَطَالَ ذَاتَ يَوْمٍ السُّكُوتَ، فَقُلْتُ: لَوْ تَكَلَّمْتَ, فَقَالَ: الْكَلاَمُ عَلَى أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ: فَمِنَ الْكَلاَمِ كَلاَمٌ تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ, وَتَخْشَى عَاقِبَتَهُ، وَالْفَضْلُ فِي هَذَا السَّلاَمَةُ مِنْهُ، وَمِنَ الْكَلاَمِ كَلاَمٌ لاَ تَرْجُو مَنْفَعَتَهَ, وَلاَ تَخْشَى عَاقِبَتَهُ, فَأَقَلُّ مَا لَكَ فِي تَرْكِهِ خِفَّةُ الْمُؤْنَةِ عَلَى بَدَنِكَ وَلِسَانِكَ, وَمِنَ الْكَلاَمِ كَلاَمٌ لاَ تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ، وَلاَ تَأْمَنْ عَاقِبَتَهُ، فَهَذَا قَدْ كَفَى الْعَاقِلَ مُؤْنَتُهُ، وَمِنَ الْكَلاَمِ كَلاَمٌ تَرْجُو مَنْفَعَتَهُ وَتَأْمَنُ عَاقِبَتَهُ, فَهَذَا الَّذِي يَجِبُ عَلَيْكَ نَشْرُهُ. قَالَ خَلَفٌ: فَقُلْتُ لأبِي إِسْحَاقَ: أُرَاهُ قَدْ أَسْقَطَ ثَلاَثَةَ أَرْبَاعِ الْكَلاَمِ, قَالَ: نَعَمْ

  20. وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ النَّضْرِ الْحَارِثِيِّ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: كَثْرَةُ الْكَلاَمُ تَذْهَبُ بِالْوَقَارِ.

  21. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدٍ التَّيْمِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا دُرَيْدُ بْنُ مُجَاشِعٍ، عَنْ غَالِبٍ الْقَطَّانِ، عَنْ مَالِكِ بْنِ دِينَارٍ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ.

  22. حَدَّثَنِي دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ الْحَسَنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانُوا يَتَكَلَّمُونَ عِنْدَ مُعَاوِيَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, وَالأَحْنَفُ سَاكِتٌ, فَقَالُوا: مَا لَكَ لاَ تَكَلَّمُ يَا أَبَا بَحْرٍ؟ قَالَ: أَخْشَى اللَّهَ إِنْ كَذَبْتُ، وَأَخْشَاكُمْ إِنْ صَدَقْتُ.

  23. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي مُرَاوِحٍ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: كُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ؛ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ.

بَابُ النَّهْيِ عَنْ فُضُولِ الْكَلاَمِ، وَالْخَوْضِ فِي الْبَاطِلِ

  1. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ عَلْقَمَةَ بْنِ وَقَّاصٍ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ الْمُزَنِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، يَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَة. قَالَ: وَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ: كَمْ مِنْ كَلاَمٍ مَنَعَنِيهِ حَدِيثُ بِلاَلِ بْنِ الْحَارِثِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ

  2. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ يُضْحِكُ مِنْهَا جُلَسَاءَهُ, يَهْوِي بِهَا أَبْعَدَ مِنَ الثُّرَيَّا.

  3. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ.

  4. حَدَّثَنِي أَبِي، أَخْبَرَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ اللَّيْثِ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: أَنْذَرْتُكُمْ فُضُولَ الْكَلاَمِ، بِحَسْبِ أَحَدِكُمْ مَا بَلَّغَ حَاجَتَهُ.

  5. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، وَغَيْرُهُ، قَالُوا: أَخْبَرَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، قَالَ: دَخَلْنَا عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ، فَقَالَ: أُحَدِّثُكُمْ بِحَدِيثٍ لَعَلَّهُ يَنْفَعُكُمْ، فَإِنَّهُ قَدْ نَفَعَنِي، قَالَ لَنَا عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: يَا بَنِي أَخِي، إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَكْرَهُونَ فُضُولَ الْكَلاَمِ، وَكَانُوا يَعُدُّونَ فُضُولَ الْكَلاَمِ مَا عَدَا كِتَابَ اللهِ أَنْ تَقْرَأَهُ، أَوْ تَامُرُ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ تَنْهَى عَنْ مُنْكَرٍ، أَوْ تَنْطِقُ بِحَاجَتِكَ فِي مَعِيشَتِكَ الَّتِي لاَ بُدُّ لَكَ مِنْهَا، أَتُنْكِرُونَ {وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كَاتِبِينَ}، {عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ} , {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} , أَمَا يَسْتَحِي أَحَدُكُمْ أَنْ لَوْ نُشِرَتْ عَلَيْهِ صَحِيفَتُهُ الَّتِي أَمْلَى صَدْرَ نَهَارِهِ كَانَ أَكْثَرُ مَا فِيهَا لَيْسَ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَلاَ دُنْيَاهُ.

  6. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ مِنْدَلِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَلِيٍّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: إِذَا خَرَجَتِ الْكَلِمَةُ مِنْ فَمِ الإِنْسَانِ نَظَرَ الْمَلِكُ، فَإِذَا كَانَ أَرَادَ شَرًّا أَمْضَاهَا، وَإِنْ كَانَ لَمْ يُرِدْ شَرًّا وَإِنَّمَا كَانَتْ فَلْتَةً، قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: لاَ تَعْجَلْ لَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَغْفِرَ اللَّهَ مِنْهَا، فَإِنِ اسْتَغْفَرَ لَمْ تُكْتَبْ، وَكَتَبَ لَهُ حَسَنَاتِ الاِسْتِغْفَارِ.

  7. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ قَالَ: كَانَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ يَقُولُ: لاَ خَيْرَ فِي الْكَلاَمِ إِلاَّ فِي تِسْعٍ: تَهْلِيلٍ، وَتَكْبِيرٍ، وَتَسْبِيحٍ، وَتَحْمِيدٍ، وَسُؤَالِكَ عَنِ الْخَيْرِِ، وَتَعَوُّذِكَ مِنَ الشَّرِّ، وَأَمْرِكَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهْيِكَ عَنِ الْمُنْكَرِ، وَقِرَاءَتِكَ الْقُرْآنَ.

  8. وَحَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي عَقِيلُ بْنُ مُدْرِكٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ لأبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَوْصِنِي، قَالَ: عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلاَّ فِي حَقٍّ؛ فَإِنَّكَ بِهِ تَغْلِبُ الشَّيْطَانَ.

  9. حَدَّثَنِي حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ بْنُ عُثْمَانَ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ، - وَكَانَ أَحَدَ الْحُكَمَاءِ - يَقُولُ فِي بَعْضِ قَوْلِهِ: إِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسٍ فَأَعْجَبَهُ الْحَدِيثُ، فَلْيَسْكُتْ، وَإِنْ كَانَ سَاكِتًا فَأَعْجَبَهُ السُّكُوتُ فَلْيَتَحَدَّثْ

  10. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: يَهْلِكُ النَّاسُ فِي خَلَّتَيْنِ: فُضُولِ الْمَالِ، وَفُضُولِ الْكَلاَمِ.

بَابُ النَّهْيِ عَنِ الْكَلاَمِ فِيمَا لاَ يَعْنِيكَ

  1. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، وَخَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، وَخَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، قَالُوا: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ

  2. وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَوَّلَ مَنْ يَدْخُلُ هَذَا الْبَابَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَدَخَلَ عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ، فَقَامَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَخْبَرُوهُ بِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالُوا: فَأَخْبِرْنَا بِأَوْثَقِ عَمَلِكَ فِي نَفْسِكَ تَرْجُو بِهِ، قَالَ: إِنِّي لَضَعِيفٌ، وَإِنَّ أَوْثَقَ مَا أَرْجُو بِهِ لَسَلاَمَةُ الصَّدْرِ وَتَرْكُ مَا لاَ يَعْنِينِي.

  3. حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ خُنَيْسٍ، عَنْ وُهَيْبِ بْنِ الْوَرْدِ، رَحِمَهُ اللَّهُ بَلَغَهُ: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَلاَ أُعْلِمُكَ بِعَمَلٍ خَفِيفٍ عَلَى الْبَدَنِ، ثَقِيلٍ فِي الْمِيزَانِ؟, قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: هُوَ الصَّمْتُ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَتَرْكُ مَا لاَ يَعْنِيكَ

  4. حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ خَيْرَانَ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، عَنْ وَدِيعَةَ, يَعْنِي الأَنْصَارِيَّ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاَ تَعْرِضْ لِمَا لاَ يَعْنِيكَ، وَاعْتَزِلْ عَدُوَّكَ، وَاحْذَرْ صَدِيقَكَ مِنَ الْقَوْمِ إِلاَّ الأَمِينَ، وَلاَ أَمِينَ إِلاَّ مَنْ خَشِيَ اللَّهَ تَعَالَى، وَلاَ تَصْحَبِ الْفَاجِرَ لِتَعْلَمَ مِنْ فُجُورِهِ، وَلاَ تُطْلِعُهُ عَلَى سِرِّكَ، وَاسْتَشِرْ فِي أَمْرِكَ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ اللَّهَ.

بَابُ ذَمِّ الْمِرَاءِ

  1. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى, رَحِمَهُمَا اللَّهُ: لاَ أُمَارِي صَاحِبِي، فَإِمَّا أَنْ أُكْذِبَهُ، وَإِمَّا أَنْ أُغْضِبَهُ.

  2. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ، قَالَ: كَانَ مُسْلِمُ بْنُ يَسَارٍ يَقُولُ: إِيَّاكُمْ وَالْمِرَاءَ، فَإِنَّهَا سَاعَةُ جَهْلِ الْعَالِمِ، وَبِهَا يَبْتَغِي الشَّيْطَانُ زَلَّتَهُ قَالَ حَمَّادٌ: فَقَالَ لَنَا مُحَمَّدٌ: هَذَا الْجِدَالُ, هَذَا الْجِدَالُ.

  3. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَارَةَ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ الْمُلاَئِيُّ، عَنْ مُجَاهِدٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: كَانَ لِي صِدِّيقٌ مِنْ قُرَيْشٍ فَقُلْتُ لَهُ: تَعَالَ حَتَّى أُوَاضِعَكَ الرَّأيَ، فَأَنْظُرَ أَيْنَ تَقَعُ مِنْ رَأيِي، وَأَيْنَ أَقَعُ مِنْ رَأيِكَ؟ فَقَالَ: دَعِ الْوُدَّ كَمَا هُوَ قَالَ مُجَاهِدٌ: فَغَلَبَنِي الْقُرَشِيُّ.

  4. وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا ابْنُ فُضَيْلٍ، عَنْ حَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ الشَّاعِرِ، عَنْ أَبِي غَالِبٍ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلاَّ أُوتُوا الْجَدَلَ، ثُمَّ قَرَأَ: {مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}.

  5. حَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ الْفَضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: كُنَّا نُحَدِّثُ أَنَّ أَكْثَرَ، النَّاسِ خَطَايَا، أَفْرَغُهُمْ لِذِكْرِ خَطَايَا النَّاسِ.

  6. حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ يَسْتَكْمِلُ عَبْدٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ، حَتَّى يَدَعَ الْمِرَاءَ وَإِنْ كَانَ مُحِقًّا، وَيَدَعَ كَثِيرًا مِنَ الْحَدِيثِ مَخَافَةَ الْكَذِبِ.

  7. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي ابْنُ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ لِيُجَارِيَ بِهِ الْعُلَمَاءَ أَوْ يُمَارِيَ بِهِ السُّفَهَاءَ، أَوْ يَصْرِفَ بِهِ وُجُوهَ النَّاسِ إِلَيْهِ أَدْخَلَهُ اللَّهُ النَّارَ.

بَابُ ذَمِّ التَّقَعُّرِ فِي الْكَلاَمِ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَالْقَوَارِيرِيُّ، قَالاَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى الْقَطَّانُ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ عَتِيقٍ، عَنْ طَلْقِ بْنِ حَبِيبٍ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَلاَ هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.

  2. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْجُشَمِيُّ، حَدَّثَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ، عَنْ مَيْمُونٍ الْكُرْدِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: أَخْوَفُ مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي، كُلُّ مُنَافِقٍ عَلِيمِ اللِّسَانِ.

بَابُ ذَمِّ الْخُصُومَاتِ

  1. حَدَّثَنِي أَبِي، وَأَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ شُجَاعٍ، عَنْ عَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ أَبِي أُمَيَّةَ قَالَ: مَا خَاصَمَ وَرِعٌ قَطُّ, يَعْنِي فِي الدِّينِ.

  2. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَنْ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللهِ الأَلَدُّ الْخَصِمُ.

  3. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللَّهُ: مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ.

بَابُ الْغِيبَةِ وَذَمِّهَا

  1. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، حَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ، مَوْلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ كَرِيزٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ، دَمُهُ، وَمَالُهُ، وَعِرْضُهُ.

  2. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ حَمْزَةَ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا، وَلاَ يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا.

  3. حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ سَلاَمٍ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ حَبِيبٍ الزَّيَّاتِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنِ الْبَرَاءِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَسْمَعَ الْعَوَاتِقَ فِي بُيُوتِهَا فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِقَلْبِهِ، لاَ تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ، وَلاَ تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ، فَإِنَّهُ مَنْ يَتْبَعُ عَوْرَةَ أَخِيهِ يَتْبَعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ، وَمَنْ يَتْبَعُ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَهُوَ فِي جَوْفِ بَيْتِهِ.

  4. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي، حَدَّثَنَا أَبُو مُجَاهِدٍ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ, قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرَ الرِّبَا، وَعَظَّمَ شَأْنَهُ، فَقَالَ: إِنَّ الدِّرْهَمَ يُصِيبُهُ الرَّجُلُ مِنَ الرِّبَا، أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ فِي الْخَطِيئَةِ مِنْ سِتٍّ وَثَلاَثِينَ زِنْيَةً يَزْنِيهَا الرَّجُلُ، وَأَرْبَى الرِّبَا عِرْضُ الرَّجُلِ الْمُسْلِمِ

  5. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قَالَ: الْهُمَزَةُ: الطَّعَّانُ فِي النَّاسِ، وَاللُّمَزَةُ: الَّذِي يَأكُلُ لُحُومَ النَّاسِ.

  6. حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ الْعِجْلِيِّ، عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ الأَصْبَحِيِّ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الأَذَى، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، يَقُولُ بَعْضُ أَهْلِ النَّارِ لِبَعْضٍ: مَا بَالُ هَؤُلاَءِ قَدْ آذَوْنَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ قَالَ: فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتٌ مِنْ جَمْرٍ، وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ، وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا، وَرَجُلٌ يَأكُلُ لَحْمَهُ فَيُقَالَ لِلَّذِي يَأكُلُ لَحْمَهُ: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَأكُلُ لُحُومَ النَّاسِ بِالْغِيبَةِ وَيَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ.

  7. حَدَّثَنِي أَبُو حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ، أَخْبَرَنِي ابْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ قَوْذَرٍ، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: الْغِيبَةُ تُحْبِطُ الْعَمَلَ.

  8. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الْمُحَبَّرِ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ صَبِيحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: وَاللَّهِ لَلْغِيبَةُ أَسْرَعُ فِي دِينِ الْمُؤْمِنِ مِنَ الأَكَلَةِ فِي جَسَدِهِ

  9. حَدَّثَنِي عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّمِيمِيُّ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ عَتَّابِ بْنِ بَشِيرٍ، عَنْ خَصَافٍ، وَخُصَيْفٍ، وعَبْدِ الْكَرِيمِ بْنِ مَالِكٍ، قَالُوا: أَدْرَكْنَا السَّلَفَ وَهُمْ لاَ يَرَوْنَ الْعِبَادَةَ فِي الصَّوْمِ، وَلاَ فِي الصَّلاَةِ، وَلَكِنْ فِي الْكَفِّ عَنْ أَعْرَاضِ النَّاسِ.

  10. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَذْكُرَ عُيُوبَ صَاحِبِكَ، فَاذْكُرْ عُيُوبَكَ.

  11. حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الأَزْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ صَالِحٍ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: كَتَبَ سَلْمَانُ إِلَى أَبِي الدَّرْدَاءِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي أُوصِيكَ بِذِكْرِ اللهِ فَإِنَّهُ دَوَاءٌ، وَأَنْهَاكَ عَنْ ذِكْرِ النَّاسِ فَإِنَّهُ دَاءٌ.

  12. حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ طَرْخَانَ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ خَالِدٍ الْخُزَاعِيُّ قَالَ: كَانَ الْحَسَنُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ابْنَ آدَمَ، إِنَّكَ لَنْ تُصِيبَ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى لاَ تَعِيبَ النَّاسَ بِعَيْبٍ هُوَ فِيكَ، وَحَتَّى تَبْدَأَ بِصَلاَحِ ذَلِكَ الْعَيْبِ فَتُصْلِحَهُ مِنْ نَفْسِكَ، فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كَانَ شُغْلُكَ فِي خَاصَّةِ نَفْسِكَ، وَأَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللهِ مَنْ كَانَ هَكَذَا.

  13. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: مَا أَحْسِبُ أَحَدًا تَفَرَّغَ لِعُيُوبِ النَّاسِ، إِلاَّ مِنْ غَفْلَةٍ غَفَلَهَا عَنْ نَفْسِهِ.

بَابُ تَفْسِيرِ الْغِيبَةِ

  1. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ, قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ. قِيلَ: أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُهُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.

  2. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الأَقْمَرِ، عَنْ أَبِي حُذَيْفَةَ، عَنْ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّهَا ذَكَرَتِ امْرَأَةً فَقَالَتْ: إِنَّهَا قَصِيرَةٌ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اغْتَبْتِهَا.

  3. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِذَا قُلْتَ مَا فِي الرَّجُلِ وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّهُ يَكْرَهُ ذَلِكَ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِذَا قُلْتَ مَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ.

  4. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَيْفٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ: يَخْشَوْنَ أَنْ يَكُونَ قَوْلُنَا: حُمَيْدٌ الطَّوِيلُ غِيبَةً

  5. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُيَسَّرٍ أَبُو سَعْدٍ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ، قَالَ: ذَكَرَ ابْنُ سِيرِينَ رَجُلاً، فَقَالَ: ذَاكَ الرَّجُلُ الأَسْوَدُ، ثُمَّ قَالَ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، إِنِّي أُرَانِي قَدِ اغْتَبْتُهُ.

  6. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيُّ الإِسْلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: يَسْلَمُ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ

بَابُ الْغِيبَةِ الَّتِي يَحِلُّ لِصَاحِبِهَا الْكَلاَمُ بِهَا

  1. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، وَإِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، قَالاَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، سَمِعَ عُرْوَةَ قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتِ: اسْتَأذَنَ رَجُلٌ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: ائْذَنُوا لَهُ، فَبِئْسَ ابْنُ الْعَشِيرَةِ، أَوْ بِئْسَ رَجُلُ الْعَشِيرَةِ، فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ أَلاَنَ لَهُ الْقَوْلَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُلْنَا: قُلْتَ الَّذِي قُلْتَ، ثُمَّ أَلَنْتَ لَهُ الْقَوْلَ؟ قَالَ: أَيْ عَائِشَةُ، شَرُّ النَّاسِ مَنْزِلَةً عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ وَدَعَهُ, أَوْ تَرَكَهُ, النَّاسُ اتِّقَاءَ شَرِّهِ.

  2. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَحْيَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ, عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، قَالَ: إِنَّمَا الْغِيبَةُ لِمَنْ لَمْ يُعْلِنْ بِالْمَعَاصِي.

  3. حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَغْرَاءَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَلاَثٌ كَانُوا لاَ يُعِدُّونَهُنَّ مِنَ الْغِيبَةِ: الإِمَامُ الْجَائِرُ، وَالْمُبْتَدِعُ، وَالْفَاسِقُ الْمُجَاهِرُ بِفِسْقِهِ.

  4. حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ هِشَامٍ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنِ الْحَسَنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَيْسَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ الْفَاسِقِ حُرْمَةٌ.

  5. وَبَلَغَنِي عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ الأَخْنَسِيِّ، حَدَّثَنَا سُلَيْمانُ بْنُ حَيَّانَ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: ثَلاَثٌ لَيْسَ لَهُمْ غِيبَةٌ: الظَّالِمُ، وَالْفَاسِقُ، وَصَاحِبُ الْبِدْعَةِ.

  6. حَدَّثَنَا أَبِي، أَخْبَرَنَا هُشَيْمٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: كَانُوا لاَ يَرَوْنَهَا غِيبَةً مَا لَمْ يُسَمَّ صَاحِبُهَا.

  7. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِبَقَاءٍ، فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ.

بَابُ ذَبِّ الْمُسْلِمِ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو بِلاَلٍ الأَشْعَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُنْقِذِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَمَى عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ فِي الدُّنْيَا، بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِ مَلَكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِيهِ عَنِ النَّارِ.

  2. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْجَرَوِيُّ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْعَسْقَلاَنِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ لَيْثِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سُلَيْمِ بْنِ زَيْدٍ، مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ، سَمِعَ إِسْمَاعِيلَ بْنَ بَشِيرٍ مَوْلَى بَنِي مَغَالَةَ يَقُولُ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبَا طَلْحَةَ الأَنْصَارِيَّيْنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولاَنِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنِ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَءًا مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ، وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ، إِلاَّ خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ، وَمَا مِنَ امْرِئٍ يَنْصُرُ امْرَءًا مُسْلِمًا فِي مَوْطِنٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَتُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ، إِلاَّ نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ, قَالَ: وَحَدَّثَنِيهِ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ شَدَّادٍ.

249- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ هَاشِمِ بْنِ الْقَاسِمِ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ، عَنْ حَزْمٍ قَالَ: كَانَ مَيْمُونُ بْنُ سِيَاهٍ لاَ يَغْتَابُ، وَلاَ يَدَعُ أَحَدًا عِنْدَهُ يَغْتَابُ، يَنْهَاهُ، فَإِذَا انْتَهَى وَإِلاَ قَامَ

  1. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ النَّهْشَلِيُّ، عَنْ مَرْزُوقٍ أَبِي بَكْرٍ التَّيْمِيِّ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ رَدَّ عَنْ عِرْضِ أَخِيهِ، رَدَّ اللَّهُ عَنْ وَجْهِهِ النَّارَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

بَابُ ذَمِّ النَّمِيمَةِ

  1. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ وَاصِلٍ الأَحْدَبِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: بَلَغَ حُذَيْفَةَ، عَنْ رَجُلٍ، أَنَّهُ يَنُمُّ الْحَدِيثَ، فَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ

  2. حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ بَسَّامٍ، حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ أَحَبَّكُمْ إِلَى اللهِ أَحْسَنُكُمْ أَخْلاَقًا، الْمُوَطَّئُونَ أَكْنَافًا، الَّذِينَ يَألَفُونَ وَيُؤْلَفُونَ، وَإِنَّ أَبْغَضَكُمْ إِلَى اللهِ الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفَرِّقُونَ بَيْنَ الإِخْوَانِ، الْمُلْتَمِسُونَ لِلْبَرَاءِ الْعَثَرَاتِ.

  3. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زُرَيْرِ الْغَافِقِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْقَائِلُ الْكَلِمَةَ الزُّورَ وَالَّذِي يَمُدُّ بِحَبْلِهَا فِي الإِثْمِ سَوَاءٌ.

  4. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ شُبَيْلِ بْنِ عَوْفٍ رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ سَمِعَ بِفَاحِشَةٍ فَأَفْشَاهَا فَهُوَ كَالَّذِي أَبْدَاهَا.

  5. حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ فِي قَوْلِهِ: {فَخَانَتَاهُمَا} قَالَ: لَمْ يَكُنْ زِنًا، وَلَكِنَّ امْرَأَةَ نُوحٍ كَانَتْ تُخْبِرُ أَنَّهُ مَجْنُونٌ، وَامْرَأَةُ لُوطٍ تُخْبِرُ بِالضَّيْفِ إِذَا نَزَلَ. 270 - حَدَّثَنا فُضَيْلٌ، حَدَّثَنَا بَزِيغٌ، قَالَ: سَمِعْتُ الضَّحَّاكَ يَقُولُ: كَانَتْ خِيَانَتَهُمَا النَّمِيمَةُ

بَابُ ذَمِّ ذِي اللِّسَانَيْنِ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَجِدُونَ مِنْ شَرِّ عِبَادِ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ذَا الْوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِحَدِيثٍ هَؤُلاَءِ، وَهَؤُلاَءِ بِحَدِيثِ هَؤُلاَءِ.

  2. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، حَدَّثَنَا سَلاَمُ بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ غَرِيبٍ الْهَمْدَانِيِّ قَالَ: قُلْتُ لابْنِ عُمَرَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: إِنَّا إِذَا دَخَلْنَا عَلَى الأُمَرَاءِ زَكَّيْنَاهُمْ ِبِمَا لَيْسَ فِيهِمْ، فَإِذَا خَرَجْنَا دَعَوْنَا عَلَيْهِمْ، قَالَ: كُنَّا نَعُدُّ ذَلِكَ النِّفَاقَ

بَابُ مَا نُهِيَ عَنْهُ الْعِبَادُ أَنْ يَسْخَرَ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، قَالَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ: أَخْبَرَنِي, عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أُمِّ هَانِئٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَوْلِهِ: {وَتَاتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} قَالَ: كَانُوا يَحْذُفُونَ أَهْلَ الطَّرِيقِ وَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ، فَهُوَ الْمُنْكَرُ الَّذِي كَانُوا يَأْتُونَ.

  2. حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ الْجُنِيدِ (1)، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَمْعَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْطُبُ، فَوَعَظَهُمْ فِي ضَحِكِهِمْ مِنَ الضَّرْط، وَقَالَ: عَلاَمَ يَضْحَكُ أَحَدُكُمْ مِمَّا يَفْعَلُ؟.

  3. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ، عَنِ الْحَسَنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: الْبَلاَءُ مُوَكَّلٌ بِالْقَوْلِ

  4. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْهِ، قَالَ: إِنِّي لأَجِدُ نَفْسِي تُحَدِّثُنِي بِالشَّيْءِ، فَمَا يَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ إِلاَّ مَخَافَةَ أَنِ ابْتُلِيَ بِهِ.

  5. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنِي صَالِحٌ الْمُرِّيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ: كَانُوا يَقُولُونَ: مَنْ رَمَى أَخَاهُ بِذَنْبٍ، قَدْ تَابَ إِلَى اللهِ مِنْهُ، لَمْ يَمُتْ حَتَّى يَبْتَلِيَهِ اللَّهُ بِهِ

بَابُ كَفَّارَةِ الاغْتِيَابِ

  1. حَدَّثَنِي أَبُو عُبَيْدَةَ عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَنْبَسَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَشِيُّ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: كَفَّارَةُ مَنِ اغْتَبْتَ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُ.

  2. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ اللَّيْثِيُّ، عَنْ حُمَيْدٍ الأَعْرَجِ، عَنْ مُجَاهِدٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَفَّارَةُ أَكْلِكَ لَحْمَ أَخِيكَ أَنْ تُثْنِيَ عَلَيْهِ، وَتَدْعُوَ لَهُ بِخَيْرٍ.

  3. حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ بِشْرِ بْنِ السَّرِيِّ، قَالَ: قَالَ مَنْصُورُ بْنُ زَاذَانَ، رَحِمَهُ اللَّهُ: إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ إِخْوَانِي يَلْقَانِي فَأَفْرَحُ، إِنْ لَمْ يَسُؤْنِي فِي صَدِيقِي وَيُبَلِّغُنِي الْغِيبَةَ مِمَّنِ اغْتَابَنِي، وَإِنِّي لَفِي جَهْدٍ مِنْ جَلِيسِي حَتَّى يُفَارِقَنِي مَخَافَةَ أَنْ يَاثَمَ وَيُؤَثِّمَنِي.

بَابُ مَا أُمِرَ بِهِ النَّاسُ أَنْ يَسْتَعْمِلُوا فِيهِ أَنْفُسَهُمْ مِنَ الْقَوْلِ الْحَسَنِ لِلنَّاسِ أَجْمَعِينَ

  1. حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي الْمِقْدَامُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ هَانِئٍ أَبي شُرَيْحٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ يُوجِبُ الْجَنَّةَ, قَالَ: عَلَيْكَ بِحُسْنِ الْكَلاَمِ، وَبَذْلِ الطَّعَامِ

  2. حَدَّثَنَا شُجَاعُ بْنُ الأَشْرَسِ، حَدَّثَنَا لَيْثُ بْنُ سَعْدٍ، عَنْ خَالِدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي هِلاَلٍ، أَنَّهُ بَلَغَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْعَرِيِّ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ فِي الْجَنَّةِ غُرَفًا يَرَى مَنْ فِي بَاطِنِهَا مَنْ فِي ظَاهِرِهَا، وَمَنْ فِي ظَاهِرِهَا مَنْ فِي بَاطِنِهَا، هِيَ لِمَنْ أَطَابَ الْكَلاَمَ، وَأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَصَلَّى بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ

  3. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ ابْنِ عَائِشَةَ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: الْكَلاَمُ اللَّيِّنُ يَغْسِلُ الضَّغَائِنَ الْمُسْتَكِنَّةَ فِي الْجَوَانِحِ.

  4. وَحَدَّثَنِي عَلِيٌّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: كُلُّ كَلاَمٍ لاَ يُوتِغُ دِينَكَ، وَلاَ يُسْخِطُ رَبَّكَ إِلاَّ أَنَّكَ تُرْضِي بِهِ جَلِيسَكَ، فَلاَ تَكُنْ بِهِ عَلَيْهِ بَخِيلاً، فَلَعَلَّهُ يُعَوِّضُكَ مِنْهُ ثَوَابَ الْمُحْسِنِينَ.

  5. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ.

  6. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: الْبِرُّ شَيْءٌ هَيِّنٌ: وَجْهٌ طَلِيقٌ وَكَلاَمٌ لَيِّنٌ

بَابُ ذَمِّ الْفُحْشِ وَالْبَذَاءِ

  1. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي الْمَسْعُودِيُّ، وَقَيْسُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، أَوْ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِيَّاكُمْ وَالْفُحْشَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْفُحْشَ، وَلاَ التَّفَحُّشَ.

  2. حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي زَائِدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْجَدَلِيِّ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: كَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا، لَمْ يَكُنْ فَاحِشًا، وَلاَ مُتَفَحِّشًا، وَلاَ صَخَّابًا فِي الأَسْوَاقِ، وَلاَ يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا، وَلَكِنْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ

  3. حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُنْتَصِرًا مِنْ مُظْلِمَةٍ ظُلِمَهَا قَطُّ، مَا لَمْ يُنْتَهَكْ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ شَيْءٌ، فَإِذَا انْتُهِكَ مِنْ مَحَارِمِ اللهِ شَيْءٌ كَانَ أَشَدَّهُمْ فِي ذَلِكَ غَضَبًا, وَمَا خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلاَّ اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا.

  4. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يُوسُفَ الزَّمِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَمْرٍو، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ، وَلاَ اللِّعَانِ، وَلاَ الْفَاحِشِ الْبَذِيءِ.

  5. حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، حَدَّثَنِي ثَعْلَبَةُ بْنُ مُسْلِمٍ الْخَثْعَمِيُّ، عَنْ أَيُّوبَ بْنِ بَشِيرٍ الْعِجْلِيِّ، عَنْ شُفَيِّ بْنِ مَاتِعٍ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الأَذَى، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ، يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا فَيُقَالُ لَهُ: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بِنَا مِنَ الأَذَى؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ كَلِمَةٍ قَذِعَةٍ خَبِيثَةٍ فَيَسْتَلِذُّهَا، كَمَا يَسْتَلِذُّ الرَّفَثَ.

بَابُ مَا نُهِيَ أَنْ يُتَكَلَّمَ بِهِ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شِئْتَ.

  2. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الأَجْلَحِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ فِي بَعْضِ الأَمْرِ، فَقَالَ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ, فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَجَعَلْتَنِي لِلَّهِ عَدْلاً؟ قُلْ: مَا شَاءَ اللَّهُ وَحْدَهُ.

  3. حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، حَدَّثَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ قَالَ: أَدْرَكْتُ أَرْبَعَةً مِنْ أَفْضَلِ مَنْ أَدْرَكْتُ، فَكَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَقُولُوا: اللَّهُمَّ أَعْتِقْنَا مِنَ النَّارِ وَيَقُولُونَ: إِنَّمَا يُعْتَقُ مِنْهَا مَنْ دَخَلَهَا، وَكَانُوا يَقُولُونَ: نَسْتَجِيرُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ النَّارِ.

  4. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فضيل، عن الأَعْمَشُ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ, رَحِمَهُ اللهُ، قَالَ: إِذَا قَالَ الرَّجُلُ للرجل: يَا حمار ويا خِنْزِيرُ, قيل لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ: حمارًا رأيتني خَلَقْتُهُ, خِنْزِيرًا رأيتني خَلَقْتُهُ.

  5. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ كَعْبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّكُمْ تُشْرِكُونَ فِي قَوْلِ الرَّجُلِ: كَلاَ وَأَبِيكَ، كَلاَ وَالْكَعْبَةِ، كَلاَ وَحَيَاتِكَ، وَأَشْبَاهِ هَذَا، احْلِفْ بِاللَّهِ صَادِقًا أَوْ كَاذِبًا، وَلاَ تَحْلِفْ بِغَيْرِهِ.

  6. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ مَوْلًى لابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، أَحْسِبُ هَكَذَا قَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيُشْرِكُ حَتَّى يُشْرِكَ بِكَلْبِهِ، يَقُولُ: لَوْلاَهُ لَسُرِقْنَا اللَّيْلَةَ.

  7. حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ خِدَاشٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَخْبَرَنِي حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ: أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ بِاللاَتِ فَلْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ.

  8. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ يُحَدِّثُ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: خَبُثَتْ نَفْسِي، وَلَكِنْ لِيَقُلْ لَقِسَتْ.

  9. حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ الْوَلِيدِ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ عَوْفٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ: عَبْدِي، وَلاَ أَمَتِي، وَلْيَقُلْ: فَتَايَ وَفَتَاتِي، وَلاَ يَقُلِ الْمَمْلُوكُ: رَبِّي وَلاَ رَبَّتِي، وَلَكِنْ سَيِّدِي وَسَيِّدَتِي، كُلُّكُمْ عُبَيْدٌ وَالرَّبُّ اللَّهُ.

  10. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ قَالَ: إِنِّي بَرِيءٌ مِنَ الإِسْلاَمِ، فَإِنْ كَانَ كَاذِبًا فَهُوَ كَمَا قَالَ، وَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلَنْ يَرْجِعَ إِلَى الإِسْلاَمِ سَالِمًا.

  11. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي الْعَلاَءُ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا دَعَا أَحَدُكُمْ فَلاَ يَقُلِ: اللَّهُمَّ إِنْ شِئْتَ، وَلَكِنْ لِيَعْزِمْ وَلْيُعَظِّمِ الرَّغْبَةَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَتَعَاظَمُهُ شَيْءٌ أَعْطَاهُ.

بَابُ ذَمِّ اللَّعَّانَيْنِ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: بَيْنَمَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، وَامْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ عَلَى نَاقَةٍ، فَضَجِرَتْ فَلَعَنَتْهَا، فَسَمِعَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: خُذُوا مَا عَلَيْهَا وَدَعُوهَا فَإِنَّهَا مَلْعُونَةٌ قَالَ عِمْرَانُ: فَكَأَنِّي أَرَاهَا الآنَ تَمْشِي فِي النَّاسِ مَا يَعْرِضُ لَهَا أَحَدٌ.

  2. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ بَكْرِ بْنِ خُنَيْسٍ رَفَعَهُ، قَالَ: عَلاَمَةُ أَبْدَالِ أُمَّتِي أَنَّهُمْ لاَ يَلْعَنُونَ شَيْئًا أَبَدًا.

  3. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جَابِرٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مُضْطَجِعًا بَيْنَ أَصْحَابِهِ، وَقَدْ غَطَّى وَجْهَهُ، فَمَرَّ عَلَيْهِ قَسٌّ سَمِينٌ فَقَالُوا: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ مَا أَغْلَظَ رَقَبَتَهُ, فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ ذَا الَّذِي لَعَنْتُمْ آنِفًا، فَأَخْبَرُوهُ، فَقَالَ: لاَ تَلْعَنُوا أَحَدًا، فَإِنَّهُ مَا يَنْبَغِي لِلَّعَّانِ أَنْ يَكُونَ عِنْدَ اللهِ صِدِّيقًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.

  4. حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الْمُقْرِئُ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي كَثِيرٍ، حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّعَّانَيْنِ لاَ يَكُونُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُهَدَاءَ، وَلاَ شُفَعَاءَ.

  5. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَقِيقٍ، أَخْبَرَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، قَالَ: سَمِعْتُ فُضَيْلَ بْنَ عِيَاضٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: كَانَ يُقَالُ: مَا أَحَدٌ يَسُبُّ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا دَابَّةً وَلاَ غَيْرَهَا فَيَقُولُ: أَخْزَاكَ اللَّهُ، وَلَعَنَكَ اللَّهُ، إِلاَّ قَالَتْ: أَخْزَى اللَّهُ أَعْصَانَا لِلَّهِ, قَالَ فُضَيْلٌ: وَابْنُ آدَمَ أَعْصَى وَأَظْلَمُ.

بَابُ ذَمِّ الْمِزَاحِ

  1. حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَاقِدٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَقِيلٍ: أَنَّ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ كَانَ يَقُولُ: مَنْ كَثُرَ كَلاَمُهُ وَضَحِكُهُ وَمِزَاحُهُ قَلَّتْ: هَيْبَتُهُ، وَمَنْ أَكْثَرَ مِنْ شَيْءٍ عُرِفَ بِهِ.

  2. حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ يَزِيدَ، وَغَيْرُهُ قَالُوا: حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مِسْعَرَ بْنَ كِدَامٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ، يَقُولُ لاِبْنِهِ: إِنِّي نَحَلْتُكِ يَا كِدَامُ نَصِيحَتِي … فَاسْمَعْ لِقَوْلِ أَبٍ عَلَيْكَ شَفِيقِ أَمَّا الْمُزَاحَةُ وَالْمِرَاءُ فَدَعْهُمَا … خُلُقَانِ لاَ أَرْضَاهُمَا لِصَدِيقِ إِنِّي بَلَوْتُهُمَا فَلَمْ أَحْمَدْهُمَا … لِمُجَاوِرٍ جَارًا وَلاَ لِرَفِيقِ وَالْجَهْلُ يُزْرِي بِالْفَتَى فِي قَوْمِهِ … وَعُرُوقُهُ فِي النَّاسِ أَيُّ عُرُوقِ.

  3. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا شَبَابَةُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ, رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: قَالَ ابْنُ عُمَرَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: لاَ يَبْلُغُ رَجُلٌ حَقِيقَةَ الإِيمَانِ حَتَّى يَدَعَ الْمِرَاءَ، وَهُوَ مُحِقٌّ، وَالْكَذِبَ فِي الْمِزَاحِ.

  4. حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: الْمِزَاحُ مَسْلَبَةٌ لِلْبَهَاءِ مَقْطَعَةٌ لِلصَّدَاقَةِ.

بَابُ حِفْظِ السِّرِّ

  1. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَطَاءٍ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ الْحَدِيثَ ثُمَّ الْتَفَتَ فَهِيَ أَمَانَةٌ

  2. حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي بَدْرٍ، أَخْبَرَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ، عَنْ مُوسَى بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَضَعْتُ سِرِّي عِنْدَ أَحَدٍ أَفْشَاهُ عَلَيَّ فَلُمْتُهُ، أَنَا كُنْتُ أَضْيَقُ بِهِ حَيْثُ اسْتَوْدَعْتُهُ إِيَّاهُ

بَابُ قِلَّةِ الْكَلاَمِ وَالتَّحَفُّظِ فِي الْمَنْطِقِ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لاَ يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ صُمْتُ رَمَضَانَ كُلَّهُ وَقُمْتُهُ، قَالَ فَمَا أَدْرِي أَكَرِهَ التَّزْكِيَةَ أَمْ لاَ بُدَّ مِنْ غَفْلَةٍ أَوْ رَقْدَةٍ.

  2. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ نُسَيْرِ بْنِ ذُعْلُوقٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مَاعِزٍ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: يَا بَكْرُ بْنَ مَاعِزٍ، اخْزِنْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ، إِلاَّ مِمَّا لَكَ وَلاَ عَلَيْكَ.

  3. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ، حَدَّثَنَا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: مَا سَمِعْتُ الرَّبِيعَ بْنَ خُثَيْمٍ يَذْكُرُ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا قَطُّ.

  4. وَحَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ مُطَرِّفِ أَبِي مُصْعَبٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ الْمَاجِشُونُ، عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ رَجُلاً قَطُّ أَشَدَّ تَحَفُّظًا فِي مَنْطِقِهِ مِنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.

  5. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ بْنِ مُوسَى الْعُكْلِيُّ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ، عَنْ أُمَيَّةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ رَجُلٌ لِرَجُلٍ: تَحْتَ إِبْطِكَ, فَقَالَ عُمَرُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَمَا عَلَى أَحَدِكُمْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِأَجْمَلَ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ قَالُوا: وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: لَوْ قَالَ: تَحْتَ يَدِكَ كَانَ أَجْمَلَ.

  6. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كَانُوا يَقُولُونَ: لِسَانُ الْحَكِيمِ مِنْ وَرَاءِ قَلْبِهِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَقُولَ رَجَعَ إِلَى قَلْبِهِ، فَإِنْ كَانَ لَهُ قَالَ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْهِ أَمْسَكَ، وَإِنَّ الْجَاهِلَ قَلْبُهُ عَلَى طَرَفِ لِسَانِهِ لاَ يَرْجِعُ إِلَى قَلْبِهِ، مَا جَرَى عَلَى لِسَانِهِ تَكَلَّمَ بِهِ.

  7. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ الدِّمَشْقِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ الصَّنْعَانِيِّ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: قِلَّةُ الْمَنْطِقِ حُكْمٌ عَظِيمٌ فَعَلَيْكُمْ بِالصَّمْتِ فَإِنَّهُ رِعَةٌ حَسَنَةٌ، وَقِلَّةُ وِزْرٍ، وَخِفَّةٌ مِنَ الذُّنُوبِ.

  8. حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ زَاذَانَ الصَّيْدَلاَنِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ زِيَادًا النُّمَيْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لِرَجُلٍ، وَبَعْثِهِ فِي حَاجَةٍ: إِيَّاكَ وَكُلَّ أَمْرٍ تُرِيدُ أَنْ تَعْتَذِرَ مِنْهُ، وَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ فَانْظُرْ فِيهِ قَبْلَ أَنْ تَتَكَلَّمَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَكَ فَتَكَلَّمْ بِهِ، وَإِنْ كَانَ عَلَيْكَ فَالصَّمْتُ عَنْهُ خَيْرٌ

  9. حَدَّثَنَا الْمُثَنَّى بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْحَاقَ بْنَ سُوَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَلاَءَ بْنَ زِيَادٍ يُحَدِّثُ، أَنَّ عُمَرَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، كَانَ فِي مَسِيرٍ فَتَغَنَّى فَقَالَ: هَلاَ زَجَرْتُمُونِي إِذْ لَغَوْتُ.

  10. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ, يَعْنِي ابْنَ حَرْبٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لِلِسَانِهِ: وَيْحَكَ قُلْ خَيْرًا تَغْنَمْ، وَإِلاَ فَاعْلَمْ أَنَّكَ سَتَنْدَمُ، قَالَ: فَقِيلَ لَهُ: أَتَقُولُ هَذَا؟ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ الإِنْسَانَ لَيْسَ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَشَدَّ مِنْهُ عَلَى لِسَانِهِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ قَالَ خَيْرًا فَغَنِمَ أَوْ سَكَتَ فَسَلِمَ.

بَابُ الصِّدْقِ وَفَضْلِهِ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو خَيْثَمَةَ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةَ، وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا.

  2. حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي عَمْرُو، عَنِ الْمُطَّلِبِ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: اضْمَنُوا لِي سِتًّا مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَضْمَنُ لَكُمُ الْجَنَّةَ: اصْدُقُوا إِذَا حَدَّثْتُمْ، وَأَوْفُوا إِذَا وَعَدْتُمْ، وَأَدُّوا إِذَا ائْتُمِنْتُمْ، وَاحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وَغُضُّوا أَبْصَارَكُمْ، وَكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ.

  3. حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ، قَالَ: سَمِعْتُ إِسْمَاعِيلَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ الْمَخْزُومِيَّ، قَالَ: أَمَرَنِي عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مَرْوَانَ أَنَّ أُعَلِّمَ بَنِيهِ الصِّدْقَ كَمَا أُعَلِّمُهُمُ الْقُرْآنَ.

  4. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ عُلَيَّةَ، عَنْ اللَّيْثٍ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ: أَنَّ رَجُلاً أَتَى ابْنَ مَسْعُودٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: عَلِّمْني كَلِمَاتٍ نَوَافِعَ جَوَامِعَ. فَقَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتَزُولُ مَعَ الْقُرْآنِ أَيْنَ مَا زَالَ، وَمَنْ جَاءَكَ بِالصِّدْقِ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَإِنْ كَانَ بَعِيدًا بَغِيضًا فَاقْبَلْهُ مِنْهُ، وَمَنْ أَتَاكَ يَكْذِبُ مِنْ صَغِيرٍ أَوْ كَبِيرٍ، وَإِنْ كَانَ حَبِيبًا قَرِيبًا فَارْدُدْهُ عَلَيْه.

بَابُ الْوَفَاءِ بِالْوَعْدِ

  1. وَحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ، حَدَّثَنِي فُرَاتُ بْنُ سَلْمَانَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِذَا سُئِلَتْ فَلاَ تَعِدْ، وَقُلِ: اسْمَعْ مَا تَقُولُ، فَإِنْ يُقَدَّرْ شَيْءٌ يَكُنْ.

  2. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ عَبْدِ اللهِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُونَ: إِذَا وَعَدَ فَقَالَ: إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمْ يُخْلِفْ.

بَابُ ذَمِّ الْكَذِبِ

  1. حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: آيَةُ الْمُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ

  2. حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ، عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَإِنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا: إِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ.

  3. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ وَشُعْبَةَ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ سَعْدٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: كُلُّ الْخِلاَلِ يُطْبَعُ عَلَيْهَا الْمُؤْمِنُ إِلاَّ الْخِيَانَةَ وَالْكَذِبَ.

  4. حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ صَالِحٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ, قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاَ خَيْرَ فِيمَا دُونَ الصِّدْقِ مِنَ الْحَدِيثِ، مَنْ يَكْذِبْ يَفْجُرْ، وَمَنْ يَفْجُرْ يَهْلِكْ، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ حُفِظَ مِنْ ثَلاَثٍ: الطَّمَعُ، وَالْهَوَى، وَالْغَضَبُ.

  5. حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَمْرٍو الضَّبِّيُّ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ يَزِيدَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، مَا يَحْمِلُكُمْ أَنْ تَتَابَعُوا بِالْكَذِبِ كَمَا تَتَابَعُ الْفِرَاشُ فِي النَّارِ، كُلُّ الْكَذِبِ يُكْتَبُ عَلَى ابْنِ آدَمَ إِلاَّ ثَلاَثُ خِصَالٍ: رَجُلٌ كَذَبَ امْرَأَتَهُ لِيُرْضِيَهَا، وَرَجُلٌ كَذَبَ امْرَأَيْنِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمَا، وَرَجُلٌ كَذَبَ فِي خَدِيعَةِ الْحَرْبِ.

  6. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَمِيلٍ الْمَرْوَزِيُّ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، أَخْبَرَنَا سُفْيَانُ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ أَبِي الزِّنْبَاعِ، عَنْ أَبِي الدِّهْقَانِ قَالَ: صَحِبَ الأَحْنَفَ بْنَ قَيْسٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: أَلاَ تَمِيلُ فَنَحْمِلَكَ وَنَفْعَلَ؟ قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الْعَرَّاضِينَ؟ قَالَ: وَمَا الْعَرَّاضُونَ؟ قَالَ: الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا وَلاَ يَفْعَلُوا, قَالَ: يَا أَبَا بَحْرٍ، مَا عَرَّضْتُ عَلَيْكَ، حَتَّى قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي إِذَا عَرَضَ لَكَ الْحَقُّ فَاقْصُدْ لَهُ، وَالْه عَمَّا سِوَى ذَلِكَ.

  7. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ حَيَّانَ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ كَثِيرٍ الأَسَدِيُّ الرَّقِّيُّ قَالَ: مَشَيْتُ مَعَ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ حَتَّى أَتَى بَابَ دَارِهِ وَمَعَهُ ابْنُهُ عَمْرٌو، فَلَمَّا أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَرِفَ قَالَ لَهُ عَمْرٌو: يَا أَبَتِ أَلاَ تَعْرِضُ عَلَيْهِ الْعَشَاءَ؟ قَالَ: لَيْسَ ذَلِكَ مِنْ نِيَّتِي.

  8. حَدَّثَنَا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ قَالَ: اعْتَذَرَ رَجُلٌ عِنْدَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ: قَدْ عَذَرْنَاكَ غَيْرَ مُعْتَذِرٍ، إِنَّ الإعْتِذَارَ يُخَالِطُهُ الْكَذِبُ.

  9. حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، حَدَّثَنَا سَيَّارٌ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ، قَالَ: حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنِ الْحَسَنِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَا مِنْ عَبْدٍ يَخْطُبُ خُطْبَةً إِلاَّ اللَّهُ سَائِلُهُ عَنْهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ: مَا أَرَدْتَ بِهَا؟ قَالَ: فَكَانَ مَالِكٌ إِذَا حَدَّثَنِي بِهَذَا بَكَى، ثُمَّ يَقُولُ: أَتَحْسَبُونَ أَنَّ عَيْنِي تَقِرُّ بِكَلاَمِي عَلَيْكُمْ، وَأَنَا أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ سَائِلِي عَنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا أَرَدْتَ بِهِ؟ أَنْتَ الشَّهِيدُ عَلَى قَلْبِي، لَوْ أَعْلَمُ أَنَّهُ أَحَبُّ إِلَيْكَ لَمْ أَقْرَأ عَلَى اثْنَيْنِ أَبَدًا

  10. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عُلَيٍّ قَالَ: قَالَ يَزِيدُ بْنُ مَيْسَرَةَ: الْكَذِبُ يَسْقِي بَابَ كُلِّ شَرٍّ كَمَا يَسْقِي الْمَاءُ أُصُولَ الشَّجَرِ.

  11. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ يُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ يَقُولُ: كُلُّ خَلَّةٍ يُرْجَى تَرْكُهَا يَوْمًا مَا، إِلاَّ صَاحِبَ الْكَذِبِ

  12. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَسَدِيُّ، حَدَّثَنَا قَيْسُ بْنُ سُلَيْمٍ الْعَنْبَرِيُّ، عَنْ جَوَّابٍ التَّيْمِيِّ قَالَ: جَاءَتْ أُخْتُ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ عَائِدَةً إِلَى بُنَيٍّ لَهُ، فَانْكَبَّتْ عَلَيْهِ، فَقَالَتْ: كَيْفَ أَنْتَ يَا بُنَيَّ؟ فَجَلَسَ رَبِيعٌ، فَقَالَ: أَرْضَعْتِيهِ؟ قَالَتْ: لاَ, قَالَ: مَا عَلَيْكِ لَوْ قُلْتِ: يَا ابْنَ أَخِي، فَصَدَقْتِ.

  13. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، وَقَيْسٌ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي شَبِيبٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ حَدَّثَ بِحَدِيثٍ وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ، فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ.

  14. حَدَّثَنَا ابْنُ مَنِيعٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ أَبِي مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: لاَ يَصْلُحُ الْكَذِبُ فِي هَزْلٍ وَلاَ جَدٍّ، وَلاَ أَنْ يَعِدَ أَحَدُكُمْ صَبِيَّهُ شَيْئًا، ثُمَّ لاَ يُنْجِزَهُ لَهُ

  15. وَحَدَّثَنِي الْعَبَّاسُ، حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ حَسَنٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا بَكْرِ بْنَ عَيَّاشٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: إِذَا كَذَبَنِي الرَّجُلُ كَذْبَةً لَمْ أَقْبَلْ مِنْهُ بَعْدَهَا.

  16. حَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ الْمَرْوَزِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ أَشْرَسَ قَالَ: قُلْتُ لِخَالِدِ بْنِ صَبِيحٍ: أَرَأَيْتَ مَنْ يَكْذِبُ الْكَذْبَةَ هَلْ يُسَمَّى فَاسِقًا؟ قَالَ: نَعَم,

  17. وَحَدَّثَنِي أَبُو صَالِحٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَافِعَ بْنَ أَشْرَسَ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ مِنْ عُقُوبَةِ الْكَذَّابِ أَنْ لاَ يُقْبَلَ صِدْقُهُ, قَالَ: وَأَنَا أَقُولُ: وَمِنْ عُقُوبَةِ الْفَاسِقِ الْمُبْتَدِعِ أَنْ لاَ تُذْكَرَ مَحَاسِنُهُ.

  18. حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي حَمَلَةَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا الدِّمَشْقِيُّ: عَالَجْتُ الصَّمْتَ عَمَّا لاَ يَعْنِينِي عِشْرِينَ سَنَةً قَلَّ أَنْ أَقْدِرَ مِنْهُ عَلَى مَا أُرِيدُ, قَالَ: وَكَانَ لاَ يَدَعُ يَغْتَابُ فِي مَجْلِسِهِ أَحَدٌ، يَقُولُ: إِنْ ذَكَرْتُمُ اللَّهَ أَعَنَّاكُمْ، وَإِنْ ذَكَرْتُمُ النَّاسَ تَرَكْنَاكُمْ

  19. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، وَأَبُو بَكْرٍ، قَالاَ: حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ.

  20. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ: سَمِعْتُ وُهَيْبَ بْنَ الْوَرْدِ, رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: مَنْ عَدَّ كَلاَمَهُ مِنْ عَمَلِهِ قَلَّ كَلاَمُهُ

  21. حَدَّثَنِي سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ، عَنْ أَبِي الأَشْهَبِ، عَنِ الْحَسَنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَا عَقَلَ دِينَهُ مَنْ لَمْ يَحْفَظْ لِسَانَهُ.

  22. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا أَصْبَغُ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنِي سَحْبَلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَسْلَمِيُّ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَجْلاَنَ يَقُولُ: إِنَّمَا الْكَلاَمُ أَرْبَعَةٌ: أَنْ تَذْكُرَ اللَّهَ، وَأَنْ تَقْرَأَ الْقُرْآنَ، وَتَسْأَلَ عَنْ عِلْمٍ فَتُخْبِرَ بِهِ، أَوْ تَكَلَّمَ فِيمَا يَعْنِيكَ مِنْ أَمْرِ دُنْيَاكَ

  23. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ خَالِدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو خُلَيْدٍ عُتْبَةُ بْنُ حَمَّادٍ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: خَصْلَتَانِ إِذَا رَأَيْتَهُمَا فِي الرَّجُلِ، فَاعْلَمْ أَنَّ مَا وَرَاءَهُمَا خَيْرٌ مِنْهُمَا، إِذَا كَانَ حَابِسًا لِلِسَانِهِ، يُحَافِظُ عَلَى صَلاَتِهِ.

  24. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبِ بْنِ عَطِيَّةَ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ عِمْرَانَ الْعَنْسِيُّ: أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ: عَالَجْتُ السُّكُوتَ عِشْرِينَ سَنَةً، فَمَا بَلَغْتُ مِنْهُ مَا أَرَدْتُ

  25. وَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ الْوَلِيدِ (1) بْنِ أَبِي السَّائِبِ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا إِذَا كَانَ فِي مَجْلِسٍ فَخَاضَ جُلَسَاؤُهُ فِي غَيْرِ ذِكْرِ اللهِ فَكَأَنَّهُ سَاهٍ، وَإِذَا أَخَذُوا فِي ذِكْرِ اللهِ كَانَ أَشَدَّ الْقَوْمِ اسْتِمَاعًا إِلَيْهِ.

  26. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ بْنُ عَلْقَمَةَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَدْهَمَ، رَحِمَهُ اللَّهُ, وَنَفَعَنَا بِبَرَكَاتِهِ، قَالَ: إِذَا تَكَلَّمَ الْحَدَثُ عِنْدَنَا فِي الْحَلْقَةِ أَيِسْنَا مِنْ خَيْرِهِ.

  27. حَدَّثَنِي أَزْهَرُ بْنُ مَرْوَانَ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، حَدَّثَنَا الْمُعَلَّى، قَالَ: قَالَ مُوَرِّقٌ: أَمْرٌ أَنَا فِي طَلَبِهِ مُنْذُ كَذَا وَكَذَا سَنَةً لَمْ أَقْدِرْ عَلَيْهِ، وَلَسْتُ بِتَارِكٍ طَلَبَهُ أَبَدًا, قَالُوا: وَمَا هُوَ يَا أَبَا الْمُعْتَمِرِ؟ قَالَ: الْكَفُّ عَمَّا لاَ يَعْنِينِي.

  28. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بَحْيرٍ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ أَبِي حَيَّانَ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ, رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: مَا عَرَضْتُ قُولِي عَلَى عَمَلِي إِلاَّ خَشِيتُ أَنْ أَكُونَ مُكَذَّبًا.

  29. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا أَبِي، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: ابْنَ آدَمَ وُكِّلَ بِكَ مَلَكَانِ كَرِيمَانِ، رِيقُكَ مِدَادُهُمَا، وَلِسَانُكَ قَلَمُهُمَا.

  30. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا ضَمْرَةُ، عَنِ ابْنِ شَوْذَبٍ، قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَجَعَلَ يَشْكُو إِلَيْهِ رَجُلاً ظَلَمَهُ، وَيَقَعُ فِيهِ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّكَ إِنْ تَلْقَى اللَّهَ وَمَظْلَمَتُكَ كَمَا هِيَ خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ تَلْقَاهُ وَقَدِ انْتَقَصْتَهَا.

  31. حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ، حَدَّثَنَا بَعْضُ، أَصْحَابِنَا قَالَ: ذَكَرْتُ يَوْمًا عِنْدَ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ رَجُلاً بِشَيْءٍ فَقَالَ: مَهْ لاَ تَذْكُرِ الْعُلَمَاءَ بِشَيْءٍ فَيُمِيتُ اللَّهُ قَلْبَكَ.

  32. وَحَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَيُّوبَ، حَدَّثَنَا مَخْلَدٌ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى أَبَانَ بْنِ أَبِي عَيَّاشٍ فَقَالَ: إِنَّ فُلاَنًا يَقَعُ فِيكَ, قَالَ: أَقْرِئْهُ السَّلاَمَ، وَأَعْلِمْهُ أَنَّهُ قَدْ هَيَّجَنِي عَلَى الاِسْتِغْفَارِ

  33. حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرٌ، عَنْ أَبِيهِ، حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ

بَابُ ذَمِّ الْمَدَّاحِينَ

  1. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِيهِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلاً مَدَحَ رَجُلاً عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَيْحَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ ثُمَّ قَالَ: إِنْ كَانَ لاَ بُدَّ أَحَدُكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لاَ مَحَالَةَ فَلْيَقُلْ: أَحْسِبُ فُلاَنًا، وَلاَ أُزَكِّي عَلَى اللهِ أَحَدًا حَسِيبُهُ اللَّهُ، إِنْ كَانَ يَرَى أَنَّهُ كَذَلِكَ.

  2. حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ، حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ، عَنِ الأَعْمَشِ، وَمَنْصُورٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ قَالَ: قَالَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا رَأَيْنَا الْمَدَّاحِينَ أَنْ نَحْثُوَ فِي وُجُوهِهِمُ التُّرَابَ.

  3. حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ هَاشِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ صَالِحٍ الْوُحَاظِيُّ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَنْ مَدَحَ إِمَامًا أَوْ أَحَدًا بِمَا لَيْسَ فِيهِ عَلَى رُؤُوسِ الأَشْهَادِ بَعَثَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَتَعَثَّرُ بِلِسَانِهِ.

  4. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ يُونُسَ، عَنِ الْحَسَنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: مَنْ دَعَا لِظَالِمٍ بِالْبَقَاءِ فَقَدْ أَحَبَّ أَنْ يُعْصَى اللَّهُ.

  5. حَدَّثَنَا مَنْصُورُ بْنُ أَبِي مُزَاحِمٍ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: أَظُنُّهُ عَنْ أَسْلَمَ، مَوْلَى عُمَرَ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: الْمَدْحُ ذَبْحٌ.

  6. حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي غَنِيَّةَ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ: سَمِعَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ رَجُلاً يُثْنِي عَلَى رَجُلٍ، فَقَالَ: أَسَافَرْتَ مَعَهُ؟ قَالَ: لاَ, قَالَ: أَخَالَطْتَهُ؟ قَالَ: لاَ, قَالَ: وَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ غَيْرُهُ مَا تَعْرِفُهُ.

  7. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا حَبَّانُ بْنُ صَخْرِ بْنِ جُوَيْرِيَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ عُيَيْنَةَ, رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: لَيْسَ يَضُرُّ الْمَدْحُ مَنْ عَرَفَ نَفْسَهُ.

  8. حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ: إِذَا مَدَحَكَ الرَّجُلُ بِمَا لَيْسَ فِيكَ، فَلاَ تَأمَنْهُ أَنْ يَذُمَّكَ بِمَا لَيْسَ فِيكَ

  9. حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَارِجَةَ، حَدَّثَنَا سَهْلُ بْنُ هَاشِمٍ الْبَيْرُوتِيُّ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ قَالَ: قَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ: إِنْ كَانَ الْكَلاَمُ مِنْ فِضَّةٍ، فَالصَّمْتُ مِنْ ذَهَبٍ.

  10. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ، عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى سَلْمَانَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، أَوْصِنِي, قَالَ: لاَ تَكَلَّمْ، قَالَ: مَا يَسْتَطِيعُ مَنْ عَاشَ فِي النَّاسِ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمَ, قَالَ: فَإِنْ تَكَلَّمْتَ فَتَكَلَّمْ بِحَقٍّ أَوِ اسْكُتْ، قَالَ: زِدْنِي, قَالَ: لاَ تَغْضَبْ، قَالَ: أَمَرْتَنِي أَلاَ أَغْضَبَ، وَإِنَّهُ لَيَغْشَانِي مَا لاَ أَمْلِكُ, قَالَ: فَإِنْ غَضِبْتَ فَامْلُكْ لِسَانَكَ وَيَدَكَ، قَالَ: زِدْنِي, قَالَ: لاَ تُلاَبِسِ النَّاسَ، قَالَ: مَا يَسْتَطِيعُ مَنْ عَاشَ فِي النَّاسِ أَنْ لاَ يُلاَبِسَهُمْ, قَالَ: فَإِنْ لاَبَسْتَهُمْ فَاصْدُقِ الْحَدِيثَ وَأَدِّ الأَمَانَةَ.

  11. حَدَّثَنَا حَمْدُونُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَخِيهِ عِيسَى، عَنْ أَبِيهِ أَبِي لَيْلَى، رَحِمَهُمُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تَسُبُّوا اللَّيْلَ، وَلاَ النَّهَارَ، وَلاَ الشَّمْسَ، وَلاَ الْقَمَرَ، وَلاَ الرِّيَاحَ، فَإِنَّ اللَّهَ بَعَثَهُمْ رَحْمَةً عَلَى قَوْمٍ وَعَذَابًا عَلَى آخَرِينَ.

  12. حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ، يَذْكُرُ عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ: مَنْ يَصْحَبْ صَاحِبَ السُّوءِ لاَ يَسْلَمْ، وَمَنْ يَدْخُلْ فِي مَدَاخِلَ السُّوءِ يُتَّهَمْ، وَمَنْ لاَ يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ

  13. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ قُدَامَةَ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، عَنْ مِسْعَرٍ، عَنْ مُحَارِبٍ قَالَ: صَحِبْنَا الْقَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ فَغَلَبَنَا بِثَلاَثٍ: بِطُولِ الصَّمْتِ، وَسَخَاءِ النَّفْسِ، وَكَثْرَةِ الصَّلاَةِ.

  14. حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ الْجَعْدِ قَالَ: قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَحْسَنُوا الْقَوْلَ كُلَّهُمْ، فَمَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ فِعْلَهُ فَذَلِكَ الَّذِي أَصَابَ حَظَّهُ، وَمَنْ خَالَفَ قَوْلُهُ عَمَلَهُ فَإِنَّمَا يُوَبِّخُ نَفْسَهُ

  15. حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا رِشْدِينُ بْنُ سَعْدٍ، حَدَّثَنَا الْحَجَّاجُ بْنُ شَدَّادٍ، أَنَّهُ سَمِعَ عُبَيْدَ اللهِ بْنَ أَبِي جَعْفَرٍ وَكَانَ أَحَدَ الْحُكَمَاءِ، يَقُولُ: إِذَا كَانَ الْمَرْءُ يُحَدِّثُ فِي مَجْلِسٍ فَأَعْجَبَهُ الْحَدِيثُ فَلْيَسْكُتْ، فَإِنْ كَانَ سَاكِتًا فَأَعْجَبَهُ السُّكُوتُ فَلْيُحَدِّثْ.

  16. حَدَّثَنِي حَمْزَةُ، أَخْبَرَنَا عَبْدَانُ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ، أَخْبَرَنَا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ خُنَاسِ بْنِ سُحَيْمٍ قَالَ: أَقْبَلْتُ مَعَ زِيَادِ بْنِ حُدَيْرٍ مِنَ الْكُنَاسَةِ فَقُلْتُ فِي كَلاَمِي: لاَ وَالأَمَانَةِ, فَجَعَلَ زِيَادٌ يَبْكِي وَيَبْكِي، فَظَنَنْتُ أَنِّي أَتَيْتُ أَمْرًا عَظِيمًا، فَقُلْتُ لَهُ: أَكَانَ يَكْرَهُ مَا قُلْتَ؟ قَالَ: نَعَمْ، كَانَ عُمَرُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَنْهَانَا عَنِ الْحَلِفِ بِالأَمَانَةِ أَشَدَّ النَّهْيِ.

  17. حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سُفْيَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ، حَدَّثَنَا أَبُو قُدَامَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ دِينَارٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ يَقُولُ: لَوْ كُلِّفَ النَّاسُ الصُّحُفَ لأقَلُّوا مِنَ الْمَنْطِقِ.

  18. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَيْنِ، حَدَّثَنِي يُوسُفُ بْنُ الْحَكَمِ، أَخْبَرَنِي جَعْفَرُ بْنُ سِيدَانَ الأَزْدِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْخُرْشِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ مِمَّنْ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: الصَّامِتُ عَلَى عِلْمٍ كَالْمُتَكَلِّمِ عَلَى عِلْمٍ, فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لاَرْجُو أَنْ يَكُونَ الْمُتَكَلِّمُ عَلَى عِلْمٍ أَفْضَلَهُمَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَالاً، وَذَلِكَ أَنَّ مَنْفَعَتَهُ لِلنَّاسِ وَهَذَا صَمْتُهُ لِنَفْسِهِ قَالُوا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَكَيْفَ بِفِتْنَةِ الْمَنْطِقِ؟ قَالَ: فَبَكَى عُمَرُ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بُكَاءً شَدِيدًا.

  19. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْوَاسِطِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَخْبَرَنَا الْيَمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، حَدَّثَنِي ابْنُ جُودَانَ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَدَّثَهُ قَالَ: أَرَدْتُ وَجْهًا، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ جَالِسًا وَكُنْتُ قَائِمًا، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا تُوصِينِي بِهِ؟ فَرَفَعَ رَأسَهُ، فَقَالَ: أُوصِيكَ بِإِطْعَامِ الطَّعَامِ، وَبِإِفْشَاءِ السَّلاَمِ، وَبِلِينِ الْكَلاَمِ.

  20. حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي الْحَارِثِ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّيْمِيِّ، عَنْ جَلِيسٍ لَهُمْ، عَنِ الشَّعْبِيِّ, رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأبِي بَكْرٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَحْسَنِ الْعَمَلِ وَأَيْسَرِهِ عَلَى الْبَدَنِ؟ قَالَ: بَلَى بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي. قَالَ: حُسْنُ الْخُلُقِ، وَطُولُ الصَّمْتِ، عَلَيْكَ بِهِمَا فَإِنَّكَ لَنْ تَلْقَى اللَّهَ بِمِثْلِهِمَا.

  21. حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ لَيْثٍ، قَالَ: أَظُنُّهُ ذَكَرَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيُسْكِتُ صَبِيَّتَهُ فَيَقُولُ: اسْكُتِي حَتَّى أَشْتَرِيَ لَكِ كَذَا أَوْ كَذَا فَيُكْتَبُ كُذَيْبَةً.

  22. حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، عَنْ أَبِي يَزِيدَ الرَّقِّيِّ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ عِيَاضٍ, رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: مَا حَجٌّ, وَلاَ رِبَاطٌ, وَلاَ جِهَادٌ أَشَدَّ مِنْ حَبْسِ اللِّسَانِ، وَلَوْ أَصْبَحْتَ يُهِمُّكَ لِسَانُكَ أَصْبَحْتَ فِي غَمٍّ شَدِيد

  23. حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْعِجْلِيُّ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ ابْنِ الْمُبَارَكِ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ قَالَ: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا لِسَانُهُ مِنْهُ عَلَى بَالٍ إِلاَّ رَأَيْتُ ذَلِكَ صَلاَحًا فِي سَائِرِ عَمَلِهِ.

  24. وَحَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ الصَّبَّاحِ، أَنَّهُ حَدَّثَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُحَارِبِيِّ، عَنْ أَبِي رَجَاءٍ، عَنْ عُمَرَ، مَوْلَى غُفْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْمَرٍ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: عَلَيْكُمْ بِذِكْرِ اللهِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ، وَإِيَّاكُمْ وَذِكْرَ النَّاسِ فَإِنَّهُ دَاءٌ

  25. حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ يَقُولُ: اغْتَنِمْ رَكْعَتَيْنِ زُلْفَى إِلَى اللَّـ ـهِ … إِذَا كُنْتَ فَارِغًا مُسْتَرِيحَا وَإِذَا هَمَمْتَ بِالنُّطْقِ فِي الْبَاطِلِ … فَاجْعَلْ مَكَانَهُ تَسْبِيحَا فَاغْتِنَامُ السُّكُوتِ أَفْضَلُ مِنْ خَوْضٍ … وَإِنْ كُنْتَ بِالْحَدِيثِ فَصِيحَا.

  26. حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ سُكَيْنِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، أَنَّهُ كَانَ رِدْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشِيَّةَ عَرَفَةَ، وَكَانَ الْفَتَى يُلاَحِظُ النِّسَاءَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَصَرِهِ، فَصَرَفَهُ عَنْهُ، وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا ابْنَ أَخِي، إِنَّ هَذَا يَوْمٌ مَنْ مَلَكَ سَمْعَهُ إِلاَّ مِنْ حَقٍّ، وَبَصَرَهُ إِلاَّ مِنْ حَقٍّ، وَلِسَانَهُ إِلاَّ مِنْ حَقٍّ غُفِرَ لَهُ

  27. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُوَيْدٍ الْعَدَوِيُّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ, رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: مَنْ لَعَنَ مُؤْمِنًا فَهُوَ مِثْلُ أَنْ يَقْتُلَهُ.

  28. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَنْ جَعَلَ دِينَهُ غَرَضًا لِلْخُصُومَاتِ أَكْثَرَ التَّنَقُّلَ.

  29. حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ، شَيْخٌ لَهُ قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: إِنَّمَا يُخَاصِمُ الشَّاكُّ فِي دِينِهِ.

  30. حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْجَعْدِ، أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ، عَنْ قَتَادَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ خَطَايَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرَهُمْ خَوْضًا فِي الْبَاطِلِ.

  31. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ، عَنْ حَمَّادٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ, رَحِمَهُ اللَّهُ، قَالَ: هَلَكَ النَّاسُ فِي خَلَّتَيْنِ: فُضُولُ الْمَالِ، وَفُضُولُ الْكَلاَمِ.

  32. حَدَّثَنِي الْفَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَسْرُدُ الْحَدِيثَ سَرْدَكُمْ هَذَا، كَانَ إِذَا جَلَسَ مَجْلِسًا تَكَلَّمَ بِكَلاَمٍ فَصْلٍ يُبَيِّنُهُ، يَحْفَظُهُ مَنْ سَمِعَهُ.

  33. حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْمِصْرِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ عَنْ أَبِي يَحْيَى بْنِ سُلَيْمَانَ، عَنْ هِلاَلٍ, يَعْنِي ابْنَ عَلِيٍّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّابًا، وَلاَ فَحَّاشًا، وَلاَ لَعَّانًا, وَكَانَ يَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ الْمَعتَبَةِ: مَا لَهُ تَرِبَ جَبِينُهُ.

  34. حَدَّثَنَا بَشَّارُ بْنُ مُوسَى، أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ، عَنْ أَبِيهِ الْمِقْدَامِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ لَعَنَ بَعْضَ رَقِيقِهِ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، لَيْسَ الصِّدِّيقُونَ لَعَّانِينَ قَالَ: فَأَعْتَقَ أَبُو بَكْرٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ بَعْضَ رَقِيقِهِ وَجَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: وَاللَّهِ لاَ أَعُودُ.

  35. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، أَنَّهُ حَدَّثَ, عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَهْبٍ، عَنْ بَكْرِ بْنِ مُضَرَ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ شُرَيْحٍ قَالَ: لَوْ أَنَّ عَبْدًا اخْتَارَ لِنَفْسِهِ مَا اخْتَارَ أَفْضَلَ مِنَ الصَّمْتِ

  36. وَحَدَّثَنِي سَلَمَةُ، أَنَّهُ حَدَّثَ, عَنِ ابْنِ وَهْبٍ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: كَانَ يُقَالُ: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَطْغَى فِي كَلاَمِهِ كَمَا يَطْغَى فِي مَالِهِ.

  37. حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قِيلَ لِبَعْضِ الْعُلَمَاءِ: إِنَّكَ تُطِيلُ الصَّمْتَ؟ فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ لِسَانِيَ سَبْعًا عَقُورًا، أَخَافُ أَنْ أُخَلِّيَ عَنْهُ فَيَعْقِرُنِي

  38. حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي يَحْيَى، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَذْكُرَ عُيُوبَ صَاحِبِكَ فَاذْكُرْ عُيُوبَكَ

  39. حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا إِيَاسٌ الأَفْطَسُ، عَنْ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ، قَالَ: ذُكِرَ رَجُلٌ عِنْدَ عَائِشَةَ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَنَالَتْ مِنْهُ، فَقَالُوا: إِنَّهُ قَدْ مَاتَ, فَتَرَحَّمَتْ عَلَيْهِ، وَقَالَتْ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: لاَ تَذْكُرُوا مَوْتَاكُمْ إِلاَّ بِخَيْرٍ

  40. حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ جُنَيْدٍ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مَسْعَدَةَ، حَدَّثَنَا رِيَاحُ بْنُ عَبِيدَةَ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَذَكَرَ الْحَجَّاجَ فَشَتَمْتُهُ، وَوَقَعْتُ فِيهِ، قَالَ: فَنَهَانِي عُمَرُ وَقَالَ: مَهْلاً يَا رِيَاحُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ الرَّجُلَ يَظْلِمُ بِالْمَظْلَمَةِ فَلاَ يَزَالُ الْمَظْلُومُ يَشْتِمُ الظَّالِمَ، وَيَنْتَقِصُهُ حَتَّى يَسْتَوْفِيَ حَقَّهُ، وَيَكُونُ لِلظَّالِمِ الْفَضْلُ عَلَيْهِ

  41. حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْعَمِّيُّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيِّ، عَنْ شَيْخٍ مِنْ غَطَفَانَ قَالَ: تَذَاكَرُوا الصَّمْتَ وَالْمَنْطِقَ فَقَالَ قَوْمٌ: الصَّمْتُ أَفْضَلُ، فَقَالَ الأَحْنَفُ: الْمَنْطِقُ أَفْضَلُ؛ لأنَّ فَضْلَ الصَّمْتِ لاَ يَعْدُو صَاحِبَهُ، وَالْمَنْطِقُ الْحَسَنُ يَنْتَفِعُ بِهِ مَنْ سَمِعَهُ

  42. وَحَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ التَّمِيمِيُّ، عَنْ شَيْخٍ، مِنْ قُرَيْشٍ قَالَ: قِيلَ لإيَاسِ بْنِ مُعَاوِيَةَ: إِنَّكَ تُكْثِرُ الْكَلاَمَ, قَالَ: أَفَبِصَوَابٍ أَتَكَلَّمُ أَمْ بِخَطَأ؟ قَالُوا: بِصَوَابٍ, قَالَ: فَالإِكْثَارُ مِنَ الصَّوَابِ أَفْضَلُ.

  43. حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ حَاتِمٍ الْعَلاَفُ، حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ حَرْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو جَمِيعٍ، عَنِ الْحَسَنِ, رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: لاَ تَقُولُوا لِلْمُسْلِمِ لَئِيمٌ إِنَّمَا اللَّئِيمُ الْكَافِرُ.

  44. حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَزْدِيُّ، عَنْ خَاقَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ الْمُبَارَكِ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ لُقْمَانَ لابْنِهِ: إِنْ كَانَ الْكَلاَمُ مِنْ فِضَّةٍ، فَإِنَّ الصَّمْتَ مِنْ ذَهَبٍ, فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لَوْ كَانَ الْكَلاَمُ بِطَاعَةِ اللهِ مِنْ فِضَّةٍ، فَإِنَّ الصَّمْتَ عَنْ مَعْصِيَةِ اللهِ مِنْ ذَهَبٍ.

  45. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِشْكَابَ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا مُبَارَكُ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُوقَةَ قَالَ: قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ, عَلَيْهِ السَّلاَمُ: دَعِ النَّاسَ فَلْيَكُونُوا مِنْكَ فِي رَاحَةٍ، وَلْتَكُنْ نَفْسُكَ مِنْكَ فِي شُغْلٍ، دَعْهُمْ فَلاَ تَلْتَمِسْ مَحَارِمَهُمْ، وَلاَ تَلْتَمِسْ مَذَامَّهُمْ، وَعَلَيْكَ بِمَا وُكِّلْتَ بِهِ

  46. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَا كَانَ الْفُحْشُ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلاَّ شَانَهُ، وَلاَ كَانَ الْحَيَاءُ فِي شَيْءٍ إِلاَّ زَانَهُ

  47. حَدَّثَنِي سَلَمَةُ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمَدَنِيُّ، حَدَّثَنِي الْحُرُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَذَّاءُ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللهِ, صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مِنْ حُسْنِ إِسْلاَمِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لاَ يَعْنِيهِ.

  48. حَدَّثَنِي فَضْلُ بْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ، عَنِ الْمَسْعُودِيِّ، عَنْ عَوْنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: لاَ أَحْسِبُ الرَّجُلَ يَنْظُرُ فِي عُيُوبِ النَّاسِ إِلاَّ مِنْ غَفْلَةٍ قَدْ غَفَلَهَا عَنْ نَفْسِهِ

  49. حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُمَيْدٍ الْجُدِّيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الضَّرِيرُ حَفْصُ بْنُ عُمَرَ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ نُوحٍ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: مَنْ كَتَمَ سِرَّهُ كَانَتِ الْخِيَرَةُ فِي يَدَيْهِ، وَمَنْ عَرَّضَ نَفْسَهُ لِلتُّهْمَةِ، فَلاَ يَلُومَنَّ مَنْ أَسَاءَ بِهِ الظَّنَّ.

Generated at: 2025-02-07-20-29-53