الحالة:: معالج
النوع:: فيديو
اﻷولوية::
الغرض::
المنشيء:: عبد الله بن فهد الخليفي
المدة:: 00:27:55
الرابط:: https://www.youtube.com/watch?v=CoU3qHU2f7k
التدريب::
المؤثر::
تاريخ اﻹكمال:: 2025-04-09


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. يسأل سائل يقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا شيخ عفا الله عنك، أنت تدعو لتقديم حق الله على حق الناس. أقصد من المسلمين، ولكن السنة تبين أن الله يسامح بحقه ولكن لا يسامح في المظالم بين الناس، فما ردكم بارك الله فيكم؟

أين ورد في السنة الأمر بهذا اللفظ؟ هذا فهم مغلوط للمسألة. والله تعالى المستعان.

أولًا، لا يوجد حق للناس مجردًا عن حق الله. فأنت حين قلت الله لا يسامح، إذًا الله له مدخل، له حق. وقد ورد قول الله عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ}. ما دون ذلك، مطلقًا.

وورد أيضًا قول عبد الله بن شقيق: كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم لا يرون شيئًا تركه كفر إلا الصلاة. كانوا لا يرون شيئًا تركه كفر إلا الصلاة.

وأيضًا ورد أن أول ثلاثة تسعر بهم النار: رجل متصدق، ومجاهد، وعالم. فهؤلاء أدوا حقوق الناس كأكمل ما يكون، ولكنهم لما كانوا مرائين، أول من تسعر بهم النار هؤلاء.

وأيضًا ورد خبر أن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر. يؤيد الله به الدين، يعني يؤدي حق الخلق كأكمل ما يكون. ثم بعد ذلك يكون غير مخلص لله عز وجل، يكون منافقًا أو كافرًا، فإن هذا الإنسان فاجر، خيره فقط على الناس.

وأيضًا خبر أبي طالب أنه من أهل النار خالدًا فيها، مع أنه هو الذي حمى النبي صلى الله عليه وسلم. وأيضًا خبر عبد الله بن جدعان الذي كان يقرى الضيف ويفعل ويفعل ويفعل.

وأنت الآن لو أحسنت إلى الخلق وأنت ترائي، فإن عملك حابط. من سمع سمع الله به، ومن راءى راءى الله به. فلو أديت حق وضيّعت حق الخالق، قلبيًا فقط، فإن عملك حابط تمامًا.

ولكن الوارد في السنة أن العباد يترك.. يُجعل لهم حقهم، يسامحون أو لا يسامحون. هذا كل ما في الموضوع.

لكن يوجد حق للعبد مع حق الله، والله يسامح في حقه أو لا يسامح. ويوجد حق لله ولا مكان فيه للعبد.

ومما يدل على هذا التقديم الذي نتحدث عنه، أما الكلام على حقوق الناس فقط، تصور أن هناك حقوقًا للناس لا مدخل لله فيها، هذا باطل. وهذا من التأثر بالعلمانية وبالحركية.

ومما يدل على هذا المعنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم لما قال للمرأة: أرأيت لو كان على أمك دين، أكنت قاضية؟ قالت: نعم. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: فالله أحق أن تقضيه.

استدراكك لهذا علينا هو استدراك على رسول الله حقيقة. فتقول لا لا لا يا رسول الله، الله يسامح في حقه، ولا يسامح في حقوق العباد. أرأيت؟ هذا الاستدراك الذي تطرحونه هو استدراك على الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل واضح. رأيتم ما يصنع أنك تتأثر بفلسفة قادمة من الغرب أو من الشرق، ثم بعد ذلك تعسف عليها النصوص عسفًا؟ ما الذي سيحصل؟

ومما يدل على هذا المعنى بكل يسر، لو استحل إنسان صغيرة من الصغائر المجمع عليها، فإنه يكفر ويخرج من الملة، وإن لم يفعلها أو وإن فعلها، مثل النظرة المحرمة، فإنه يكفر بإجماع الناس. ولو ارتكب كبيرة من أكبر الكبائر فإنه يكون تحت المغفرة، تحت المشيئة.

وأيضًا أخبار السلف الواردة في أمر البدع، فقد روى ابن وضاح بسند جيد عن أبي بكر بن عياش، إمام القراءات شعبة، قال: كان عندنا فتى يقاتل ويشرب وذكر أشياء من الفسق، ثم إنه تقرأ، يعني تطوع، صار مطوع، فدخل في التشيع. فسمعت حبيب بن ثابت وهو يقول: لأنت يوم كنت تقاتل وتفعل كذا وكذا خير منك اليوم. حبيب بن أبي ثابت هذا فقيه أهل الكوفة في زمن التابعين.

قال ابن القيم في مدارج السالكين: وقال مالك بن مغول: الكبائر ذنوب أهل البدع، والسيئات ذنوب أهل السنة. قلت: يريد أن البدعة من أكبر الكبائر، وأنها أكبر من كبائر أهل السنة، مطلقًا. لماذا؟ مع أنها عبادة ما فيها أذية لأحد، لكن لماذا هي هكذا أشر وكذا؟ لأنها تشريع مع الله.

واسمع أثر الشافعي الثابت عنه، حين قال: لأن يلقى اللهَ العبدُ بكل ذنب خلا الشرك، خلا الشرك، خير له من أن يلقاه بشيء من الأهواء.

وأيضًا هذا الحديث الوارد: يا ابن آدم لو لقيتني بقراب الأرض خطايا، ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا، لأتيتك بقرابها مغفرة. فحقوق العباد حسنات تؤخذ منك، سيئات تطرح على سيئاتك، إلى آخره، ولكن في النهاية ما يخلد الإنسان بتضييع حق عباد، في الغالب يعني.

وأما تضييع حق الله عز وجل فهو أبعد، قد يدخل في المغفرة فالله أرحم وكذا، ولكنه العقوبة أعظم إن وقع، وكثير من البدع والأمور هي بريد للشرك. والكفر.

فالآن حين تقول أنا حقي أعظم من حق الله، هذا ايش؟ هذه كلمة عظيمة قد تحبط بها حسناتك ويحبط كل شيء. لا، لا يكون أعظم من حق الله. أنت حين تقول الله لا يسامح في حقوق الناس، لا، الله لا يسامح في حقه، في حقوقه هو، لأنه من يعصيه في الناس أيضًا ضيع حقه. فالله قد يغفر في حقه هو، والإنسان يبقى له حقه ويؤخذ.

وحتى هذا، حتى هذا رأى جماعة من أهل العلم أن هناك ذنوبًا الله عز وجل يعوض الإنسان عليها. يعني ما.. لحديث: إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به.

فخلاصة المسألة، أصلًا لا يوجد حق للناس ليس معه حق الله. ويوجد حق لله ليس معه حق للناس. هذه أول نقطة.

النقطة الثانية: حق الناس لو أديته وأنت مرائٍ مضيع لحق الله، فعملك حابط. فهذا يدل على عظيم حق الله. مهما فعلت، لو عدلت بين الناس، لو فعلت كل خيرات الدنيا وأنت لست مخلصًا، فإنك ستذهب إلى النار.

الأمر الثالث: حق الله رأسه توحيده الذي لو ضاع فإنه لا يغفر. فأنت انظر إلى الجلال وإلى الجمال، فالله عز وجل من صفات جماله أنه غفور رحيم، ومن صفات جلاله أنه لا يغفر أن يشرك به. وله حقوق، من أهمها حق التشريع. والذي ليس فقط أئمة الجور من يخالفون فيه، بل أهل البدع أيضًا.

والنبي صلى الله عليه وسلم لما تكلم عن من يذادون عن الحوض قال: إنك إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. الآية: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}. حتى الحديث الوارد في عذاب القبر، الخبر المقطوع على بعض التابعين: أنك صليت صلاة بغير طهور، ومررت على مظلوم فلم تنصره. حديث الذين يعذبان: وما يعذبان في كبير. قال أحدهما يمشي بالنميمة بين الناس، حقوق خلق. قال وأما أحدهما فكان لا يستنزه عن البول. لا يستنزه عن البول هذا ايش؟ هذا حق الله، لأنه معناته راح يصلي على غير طهارة، على غير طهارة صحيحة. وتقريبًا تقريبًا أهل العلم بينهم اتفاق أن ترك.. أن ترك الصلاة، سواء كفروا أو لم يكفروا، أن ترك الصلاة أشد من السرقة والزنا، وهذا نبه عليه شيخ الإسلام.

وهذا اللي تدل عليه السنن، يعني لو واحد قال لك لا أنا ما أرجح، بس مجرد خلافهم في أنه كفر أو ليس كفرًا، هذا يجعل رتبته أعلى. وهذا ايش؟ هذا حق الله.

بعض الناس يأتي ويستدل بالخبر الوارد أنه نقض الكعبة.. دم المرء المسلم أعظم منها. طيب الكافر أيجوز أن يقتل ظلمًا أم لا؟ يجوز. ولكن ما جعل دم الكافر المقتول ظلمًا أعظم من الكعبة. المسلم لأنه مسلم مصلٍ، فهذه عظمته، لأنه هو.. هو يصلي إلى الكعبة، فالكعبة إن وجدت لوحدها فإنه لا توجد صلاة، لا بد من مسلم يصلي. فإن لم توجد الكعبة، لو ذهبت الكعبة والمسلم موجود على الأرض، فإنه سيصلي. فمن هذا الوجه صار هو أعظم من الكعبة، وأعظم حرمة منها. فهذا لأنه هو الذي يؤدي حق الله، فمن هنا جاءت عظمته. مو عظمته على حق الله، لا لا، عظمته على الكعبة.

أو بعضهم يستدل بالحديث الوارد والمختلف في صحته: لأن أمشي في حاجة امرئ مسلم أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي شهرًا. الاعتكاف أصلًا ليس واجبًا. وأنت حين تمشي في حاجة مسلم، لو مشيت لكي تمدح، ما لك أجر. فروح اعتكف أحسن. لكنك لو مشيت احتسابًا وتريد الأمر لله ولا تبطل صدقاتك بالمن والأذى، فأنت أصلًا جاي تؤدي حق الله أصلًا. فأصلًا ما في حق للمخلوق ينفعك في الآخرة إلا ومعه حق الله. ما في نقاش.

فهذا اللي يقول لك حقوق الله مبنية على المسامحة وحقوق العباد مبنية على المشاححة. هذه عبارة ليست دقيقة. رسول الله يقول لك: فالله أحق أن تقضيه. فالله أحق أن تقضيه.

الزكاة فيها إحسان للمخلوقات، والصلاة ما فيها إحسان ظاهر، وإن كانت تنهى عن الفحشاء والمنكر وغير ذلك، لكن هي في أصلها ليس فيها إحسان ظاهر. بل هي حق لله عز وجل فقط مباشر. الصلاة باتفاق أهل الملة مقدمة على الزكاة. حتى الجماعة اللي مثلًا ما يكفروا تارك الصلاة، هم من باب أولى ما يكفروا لك لو ترتكب كل الذنوب اللي فيها مشاكل مع الخلق.

هي حقيقة هذه الأطروحات مبنية على ايش؟ مبنية على أطروحات فلسفة ابن سينا وجماعته، اللي كانوا يعتقدون أن الشرائع ما جاءت لتنمي حقًا لله عز وجل، وإنما جاءت لتحسن سياسة الناس. والأنبياء جاؤوا ليسوسوا الناس فقط، لا أن يعلموهم عن الله عز وجل، فالله عز وجل أصلًا هذا شبه العدم في فلسفة ابن سينا. هذه الفلسفة أحياها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني، وحاولوا يتمحكون لها بالمقاصد، وأثروا بالكثير من الحركات الإسلامية. فصار اليوم عندنا هذا التلاعب وهذا الحديث الغريب والغريب جدًا. حتى بعض الناس اللي في بلدان أنعم الله عز وجل عليها بدعوة التوحيد، انتكسوا انتكاسة مريعة وفظيعة، وصاروا يرددون كلامًا، بل هذا التفكير هو أس دخول الإلحاد على كثير من الشباب. لأنه صار يرى الدين متناقضًا، لأنه مثلًا يقول لك: أنتم كيف تجاهدون الكفار؟ كيف تسفكون دماءهم لأجل دينكم ولأجل عقيدتكم ولأجل أن يكونوا قريبين من التوحيد أو غير ذلك؟ لماذا تقيمون حد الردة؟ كيف يسفك دم إنسان لمجرد أنه كفر؟ ما الدين كله متمحور على الإنسان ومتمحور على حقوق الإنسان؟ فصارت هذه الفكرة.

فكيف يعني أنت تفعل هذا؟ فمن هنا بدأت تدخل عليهم البدع وتدخل عليهم الضلالات ثم يتطور الأمر إلى إنكار بعض الأمور، ثم يتطور الأمر إلى ايش؟ إلى الكفر بالدين من أساسه.

بل أصلًا رب العالمين اسمه غفور رحيم. هو غفور رحيم. غفور لأنه يغفر تبعًا لمغفرتك؟ أنت الآن تقول أنا لي حق، يوم القيامة.. الله عز.. تسأل أنت مسامح أم غير مسامح؟ أم الله عز وجل الذي يسامح في حقك ولا يسامح؟ أنت من ستسامح في حقك أو لا تسامح، صح ولا لا؟ طيب حقوق الله، إذا كان الله لا يغفر أو يسامح إلا تبعًا لمغفرتك، ما صار غفورًا ورحيمًا. بل هو يغفر ويسامح حتى بصورة غير تبعية لمغفرتك. لأن له حقوقًا محضة. وتواب وغفور و.. وإلى آخره.

الآن مثلًا إنكار معلوم من الدين بالاضطرار، هذا خروج من الملة، يخرج من ملة الإسلام. هذا الأمر فيه تعدي على حقوق الناس؟ لو عقيدة غيبية مثلًا، أنكرت أن فيه ملك اسمه إسرافيل مثلًا، أو أنكرت وجود الجن. هذا الآن صارت بحقوق الناس ولا بحق الله؟ وتخرج من الملة نهائيًا. لكنك لو سفكت دم ألف إنسان، مليون إنسان، انتهكت مليون عرض، ما تصير كافر خارج من الملة. نعم هذه معاصي عظيمة ستعذب عليها، لكن ما تصير كافر.

وهذا أصلًا من براهين أن هذا الدين من عند الله. وهذا من أقوى براهين النبوة. لأنه جعل حق الله فوق كل شيء، فهذا المعقول أن الله عز وجل يكون حقه فوق كل شيء. لكن حتى لاحظ صياغة السؤال مضطربة، يقول لك الله لا يسامح في حقوق الخلق. لا، هذا أوكله للخلق، قال لهم أنت تريد أن تسامح في حقك أو لا؟ وحثك، قال لك إن عفوت فأنا أعفو عنك. إن عفوت عن الناس أنا أعفو عنك. ما قيل لأبي بكر الصديق: ألا تحبون أن يغفر الله لكم؟

فالله عز وجل أوكل لنا هذا الأمر، المغفرة وكذا، حتى يغفر لنا في حقوقه المحضة وغير ذلك. فأوكل لنا، أنت تريد أن تقتص؟ لهذا الآن في القصاص. لهذا الآن في القصاص. في القصاص يجوز لي أن أقتص، أن أعاقب. هذا القصاص في الدنيا، في نفسه في الآخرة. يجوز لي، لكني إن عفوت أجري على الله.

فهذا جعله الله لنا لتكون لنا عبرة، أنه مثل ما نحن نعاقب، فنعرف أن الله عز وجل قد يعاقب في حقه، ولله المثل الأعلى. ونعفو طلبًا لعفوه، ونغفر طلبًا لمغفرته، ونرحم طلبًا لرحمته.

أما هذا التفكير الوسخ أن حقوقنا فوق حق الله عز وجل، فهذه أصلًا كلمة أنا ما أدري كيف يتكلم بها الإنسان، وما أدري كيف إنسان يستنكر أن يقال أن حق الله أعظم من حقه، هذا طاغوتية وهذا تفكير خبيث جدًا وهذا تفكير فيه من الخبث وفيه من الاستعلاء على رب العالمين الشيء العظيم يعني، شيطنة هذه. هذه يقولها واحد من عبدة الشيطان، يقولها واحد، ما يقولها إنسان مسلم موحد عادي، هي فعلا حق الله فوق حقنا. لأن أصلًا حقنا ما يوجد بشكل مستقل نهائيًا. يوجد بشكل مستقل في المنظومات العلمانية بس. لكن في المنظومات الدينية ما يوجد بشكل مستقل. لكن حق الله يوجد بشكل مستقل؟ يوجد بشكل مستقل.

طيب لو أديت حق الناس ولم أخلص في قلبي قلبي، لم أؤدي حق الله بقلبي، ما لك أجر ولا لك شيء. ما لك أي شيء. لكني لو نويت لمجرد نية أن أفعل حسنة، تخيل، أن أفعل حسنة ولم أفعلها، لي أجر. لأني تعبدت لله بهذه النية. يقول لك: من هم بحسنة ولم يعملها فله حسنة، كتبت له حسنة. لكن أنت لو جيت ورحت وتصدقت على ناس وأغنيت أسر فقيرة، أعطيتها ملايين، لكن من مال حرام ولو قبضت بالتراضي، الله ما يقبل. لو أغنيت ملايين ليقال عنك جواد، تكون أول من يسعر بهم النار، لأنك أخذت نعمة الله عز وجل وبنيت فيها نفسك أنت. أول من يسعر بهم النار، ثلاثة. عشان تقول لي السنة، السنة وين؟ الله المستعان.

إذا أحدثت في دين الله عز وجل وابتدعت، تحاسب على هذا وتذاد عن الحوض ولو لم تؤذي أحدًا. والله المستعان.

وهي منظومة متصلة بعضها البعض، هذا مع هذا مع هذا. لا شك أن الإنسان إذا عظم حق الله في نفسه فسيؤدي حقوق الخلق بشكل جيد لأنه يخاف الله. هذا لا شك فيه. لكن هو المقصود لو واحد ضيع هذا وواحد ضيع هذا، ايش يكون؟ وعند التزاحم؟ وعند القياس؟ وعند مسلمين متأثرين بالمنظومة العلمانية يقدسون حقوق البشر بشكل استقلالي؟ ما أنتم الآن يقولون دول متقدمة ودول مش عارف.. وتحترم الإنسان وتحترم الإنسان ومش عارف إيش؟ هي ما أدت حق الله، ما أدت الأمر الذي من أجله وجدت: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}. فهذا المفروض شيء أصلًا ما يأثر. عمومًا الله المستعان.

وأيضًا الوارد عن السلف أنهم كفروا من يقول بخلق القرآن، وكفروا من ينكر العلو. المسألة اللي مجموعة من الحيوانات مو راضين يتقبلونها. يعني هذه المسألة ما لها علاقة فيهم، ما لها علاقة لا بفروجهم ولا ببطونهم ولا.. ايش يعني؟ شنو الله فوق العرش وليس فوق العرش؟ هذه مسألة نظرية، نظل نتناقش فيها هكذا فقط. علمًا عند السلف كفر وإسلام، والخوارج ما كفروهم. اللي يستبيحون الدم الحرام ما كفروهم، في غالبهم، أو في خلاف، لكن الجهمية لهذا ابن تيمية يقول: تكلموا في تكفير الجهمية بأكثر من كلامهم في تكفير كل الفرق.

اللي أنكروا القدر، قالوا لا قدر والأمر أنف. قال ابن عمر: لو أنفق أحدهم مثل أحد ذهبًا ما قبل منهم. الحين مثل أحد ذهبًا هذا أدى حق الخلق وزيادة، صح ولا لا؟ ما قبل منه لأنه نفى عن الله صفة ثابتة له في النصوص، أنه يعلم بالامور قبل وقوعها. هم يقولون بعد وقوعها يعلم كل شيء، لكن قبلها لا. فابن عمر قال ما يقبل عملك حابط ولو تنفق مثل أحد ذهبًا. ما يقبل منك نهائيًا. تؤدي كل الفروض ما يقبل، حتى تثبت هذه الصفة لله عز وجل وهي صفة ثابتة بشكل قطعي. بل هي ثابتة بفطر بني آدم. طيب.. هذه يلا الحين وين حق المخلوق وين حق الخالق؟ هاه؟

سبحان الله، أنا أعلم أنه أصلًا من أكثر الأمور اللي تضايق الناس طرح هذا الكلام. اليوم الناس أكثر ما يبغضونه هذه المسألة، مسألة تقول حق الله فوق حق المخلوق، أسماء الله وصفاته أعظم من كثير، والله كثير منهم فيه نفاق باطن، كثير مو كلهم، كثير فيه نفاق باطن ويبغض هذا الكلام بغضًا شديدًا، كأنه بينه وبين الله خصومة. عنده غيرة هكذا، تقول له حق الله مقدم على حقك، تجده كأنه سببته، مع أنه تثبت أنت له حقًا أصلًا، وحقه تقول له هذا له قيمة وله كذا، لكنك كأنك تسبه. يعني لماذا يخطر على بالك أن تشكل على شيء كهذا؟ بينك وبين الله خصومة؟ بينك وبين الله إشكالية؟ هل لو أقول لك حق والدينك مقدمان على حقك؟ هل هذا أمر يؤذيك نفسيًا؟ هل هذا أمر يجعلك تفزع لأن تحاول أن تستدل استدلالات لولبية كي تدفع هذا الأمر؟ يعني ما الذي بينكم وبين الله؟ إذا واحد قال كلمة مثل هذه والله وجدت كثير من الحركيين يتكهرب جدًا لما يسمع هذا الكلام. ويتأذى جدًا ويحاول يستدل ويحاول يرد ويحاول ويحاول. يقول يقول حقوق الله مبنية على المسامحة، يطلقها، حتى فيما هو كفر وإسلام. مبنية على المسامحة حتى في الكفر والإسلام؟ حتى في حق التشريع؟ من قال كل شيء؟ قال إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء. ما قال سأغفر لكل الناس.

وحتى حقوق البشر تجي يوم القيامة في ناس تعفو عن حقها وفي ناس ما راح تعفو. ناس تعفو وناس ما راح تعفو، نفس القصة يعني. أنت يوم القيامة الناس يوم القيامة في ناس راح يجون عفوا عن حقوقهم رجاءً أن يعفو الله عنهم. صح؟ فهؤلاء الله يعفو عنهم، فحقوق الخلق فيها عفو أيضًا، وحق الله فيه عفو. لكن الله عز وجل إن أراد أن يعذب، يوقفه أحد؟ لا. لكن المخلوق إن أراد أن يتجاوز، الله يوقفه. حتى المشاححة والمسامحة وكذا. الله عز وجل يغفر ومغفرته أعظم. لكن مغفرته نبهت النصوص على أنها جزء منها مبني على عفو الخلق عن بعضهم البعض ومغفرة الخلق لبعضهم البعض.

وعشان نكملها مرة واحدة ونقفلها، كثير من الأمور أصلًا لا يدرى فيها الظالم من المظلوم. فكثير من المظلومين يصير يقتص يقتص يقتص ويتجاوز، حتى بعض السلف قالوا: من دعا على ظالم فأصابته الدعوة فقد اقتص، يجي يوم القيامة ما له شيء أصلًا. هو دعا وضربته، خلاص انتهى الموضوع. يقول فقد اقتص. الله المستعان.

نعم. وهذه تتمة على جواب حقوق الله عز وجل. فاتني استدلال نسيته، والآن استدركه. وهو في الأثر الذي هو مشهور في كتاب التوحيد للإمام المجدد رضوان الله عليه. وهو في مصنف ابن أبي شيبة من خبر وكيع عن مسعر عن وبرة قال: قال عبد الله، هو ابن مسعود: لأن أحلف بالله كاذبًا أحب إلي من أن أحلف بغيره وأنا صادق. وهذا الأثر في سنده انقطاع غير أن عامة أهل العلم تلقوه بالقبول، والآثار أمرها هين. وقد شرحه العلماء بقولهم أن الحلف بغير الله صادقًا شرك. والحلف بالله كاذبًا غموس وكبيرة، والشرك أكبر. مع أن الحلف بغير الله ليس شركًا أكبر في قول عامة أهل العلم، وإن كان المعلمي له رأي آخر في في كتابه العبادة. وهذا كلام كل المشايخ المعروفين اللي شرحوا كتاب التوحيد. طيب الحلف بغير الله صادقًا قد يأتي بحق. والحلف بالله كاذبًا قد يذهب حقًا. وهذا الأثر يبين بوضوح لك الفكرة، أن حق الله أعظم. وهذا الأثر لا يعلم له مخالفون في كلام السلف ولا منكر. وقد استدل به شيخ الإسلام ابن تيمية فيما أذكر. فسبحان الله. يعني حتى رشيد رضا في المنار جاء بهذا الأثر. سبحان الله. وهو أيضًا أظنه في مصنف عبد الرزاق. الحمد لله. وقال لا أدري هو ابن مسعود أو ابن عمر. فلا إله إلا الله.