الحالة:: معالج النوع:: صوت المنشيء:: مصعب بن صلاح المدة:: 02:04:43 المعرفة:: طلب العلم تاريخ اﻹكمال:: 2025-04-11 معالج:: 1 الرابط:: https://t.me/ibnsalah/8308

معهد_التأصيل_العلمي


ملاحظة: تفريغ آلي غير مراجع يدويًا.

مقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد. اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علمًا. لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم. ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين. حياكم الله أيها الأحبة في هذا اللقاء العاجل، البث المباشر في التعريف بمعهد التأصيل العلمي في دفعته التاسعة.

بعضهم يظن أن المعهد هذه أول انطلاقة له، لا، المعهد يعمل منذ عام ألفين وسبعة عشر ميلادي (ألف وأربع مئة وسبعة وثلاثين أو ثمانية وثلاثين هجريًا تقريبًا). لكن هذه النسخة بالذات، أو هذه الدفعة بالذات، هي الدفعة التي كانت سابقًا حضورية وكان فيه بث للدروس الحضورية، لكن الآن بسبب ما يحصل في بلادنا السودان - نسأل الله أن يرفع البلاء عن بلاد المسلمين - أصبحت الدراسة إلكترونية وعن بعد بالكامل.

ندخل مباشرة في هذا اللقاء المبارك. نلتقيكم كما عُنْوِن له: لقاء تعريفي، مجرد لقاء تعريفي لمن لم يسبق له الدراسة في هذا المعهد، لا سيما بنسخته الإلكترونية وهي الأولى. نذكر كلامنا ونرتبه، وفي نفس الوقت نرسله مرسلًا إرسالًا من القلب إلى القلب كما يقولون، أو كما يقول إخواننا المصريون: من القلب للقلب.

فكرة المعهد وأهدافه العامة

الفكرة العامة هي برنامج تعليمي ميسر ومكثف. ضع خطًا تحت هاتين الكلمتين: ميسر وفي نفس الوقت مكثف. يحتاج إلى جَلَد، ليس ميسرًا كما يفعله بعضهم فيُسَفِّه العلم الشرعي ويُجَرِّئ الناس على اقتحام المسائل التي هي أكبر منهم، لا، وإنما هو ميسر من حيث الطريقة، ثم هو مكثف ومركز إلى آخره.

يهدف أهدافًا كثيرة، منها أهداف عامة. الهدف العام عمومًا: تخريج طلاب علم متمكنين في مختلف العلوم في أقصر مدة ممكنة ابتداءً، حتى ينتقلوا بعد ذلك إلى مواصلة طلب العلم ويترقوا إلى المستويات المتقدمة. هذا هو الهدف العام.

الأهداف الخاصة للمعهد

نأتي للأهداف الخاصة. هناك أهداف خاصة من حيث هي غير متعلقة بعلم واحد، إنما هي أهداف على مدار هذا المعهد، من أول درس يحضره الطالب إلى أن يتخرج. عندنا عدة أهداف منها:

  1. تدريس المتون المعتمدة: في مختلف العلوم، المختصرات المعتمدة التي دارت عليها المشيخة، والتي تلقاها الخلف عن السلف. لن نحيد عنها قيد أنملة. لن نأتي ونقول: ورقة في كذا وكذا، مذكرة بالمسائل المهمة في كذا وكذا. مع احترامي لهذا، لكن هذه ليست طريقة تخريج العلماء عند السلف. هذا أول هدف.
  2. التأصيل العلمي: بمعنى أن يكون للطالب قاعدة أساسية في مختلف العلوم، يستطيع أن يُعبِّر عن هذا العلم وعما فيه وعن فائدته… إلخ.
  3. معالجة الأخطاء المنهجية في تلقي العلم: ولا أعني بالأخطاء المنهجية خطأً معينًا في علم معين أو في جانب العقيدة أو السلوك أو نحوه، لا، وإنما يعني أعم من ذلك: الأخطاء المنهجية في تلقي العلم وأخذه. وهذا سيتبين لك إن شاء الله بما سيأتي.
  4. ترقية الطالب: وهذا هدف مهم كان السلف يحرصون عليه، ولغفلتنا عنه في زماننا حدثت بعض الإشكالات، كان نتيجتها أو من بعض نتائجها المرة أن عزف الطلاب عن طلب العلم. لذلك تجد بعضنا اليوم يتساءل بينه وبين نفسه: هل أنا طالب علم؟ وبعضهم يأتي ويسأل شيخًا: يا شيخنا، هل أنا طالب علم؟ الجواب: لا. لن أكذب عليك. الله المستعان. قلنا ترقية الطالب من مرحلة الاستماع المجرد إلى مرحلة التدقيق والتحرير والنقد، بحيث إن الطالب إذا جلس في الدرس منذ البداية، نعم سيكون جديدًا مبتدئًا، سيتلقى المعلومات، ثم يترقى قليلاً فيستطيع أن يتفرس فيما سيقوله الشيخ في المسألة الفلانية. حينئذ إذا سأل، يكون سؤاله سؤالاً رائعًا، كما هي طريقة الأئمة في السابق. كان الطالب يجلس يتلقن ثم يترقى إلى التدقيق والتحرير والنقد، حتى إذا سأل سؤالاً ربما كان جواب السؤال كتابًا كبيرًا. فانظر إلى تلك الكتب التي هي جواب لسؤال، بدءًا من الواسطية، للحموية، للتدميرية، إلى غير ذلك.
  5. الاعتناء بتنمية الملكة العلمية: يعني باختصار أن الطالب يكون عنده نوع من الخبرة والفطنة والحنكة في التعامل مع العلم وما يتعلق بالعلم الشرعي. ليس فقط مجرد حافظ، لا أقول حافظ مش فاهم، لا، بل حافظ وفاهم لكنه لا يعرف كيف يتصرف في طريقه في العلم.
  6. تحويل الدرس العلمي إلى متعة: وهذا اليوم الناس فيه طرفان ووسط. منهم من خرج بالمتعة إلى الهزل والسفه وهذا مذموم، ومنهم من قصَّر عن المتعة وكشَّر عن أنيابه وصار الدرس العلمي أشبه بفيلم مرعب، وهذا أيضًا غلط. لكن الجمع بين الأمرين بالتوسط مطلوب. وقد نص على هذا الأئمة الذين ألفوا في كتب أدب الطلب، نصوا أن هذا من آداب الطلب يجب على طالب العلم أن يلتزم ويتأدب به. وارجع مثلاً إلى آخر ألفية العراقي، ذكر أنهم كانوا يستحبون أن يجعلوا في الدرس شيئًا من ذلك. وفي فتح المغيث للسخاوي في شرحها ذكر آثارًا كثيرة.

الأهداف المتعلقة بكل علم

نأتي للأهداف الجزئية أو الأهداف المتعلقة بكل علم على حدة. نجملها أيضًا في أربع:

  1. معرفة أصول العلم: مثلاً هذا العلم الذي تدرسه، مثلاً تدرس الآجرومية في علم النحو، ما هو هذا النحو؟ ما أصله؟ إلى آخره، من حيث مصادره، من حيث أئمته وأهله الذين يؤخذ عنهم، إلى آخره، من حيث كتبه المعتمدة، إلى آخره.
  2. إتقان المقدمات: يا أحبة، لا علم بدون مقدمات. احفظوا هذا: لا علم بدون مقدمات. إذا قفزت من المقدمات كما يحصل اليوم، تجد بعض الطلاب يفتح الكتاب ويرى مقدمة الكتاب، مقدمة الشارح، مقدمة المؤلف، فيتجاوزها مباشرة ويقول: تجاوز المقدمة وابدأ في الكتاب. لا يا أخي، تتجاوز المقدمة، اعلم أنك ستتجاوز العلم. وقد نص على هذا الأئمة الذين ألفوا في كتب آداب الطلب. نظم هذا بعضهم بقوله: “ولا ينال ذروة الغايات *** إلا عليمٌ بالمقدمات”.
  3. معرفة مظان المسائل: قال بعض العلماء: معرفة مظنة العلم نصف العلم. ما معنى مظنة العلم؟ يعني أين تبحث المسألة الفلانية المتعلقة به؟ مثلاً، هذه مسألة أنت تظن أنها في السيرة النبوية، طبيعي أنك ستتوجه مباشرة إلى أهم الكتب التي يظن أن المسألة مشروحة فيها. ستتوجه مباشرة منذ أن سمعت أو علمت أن هذه المسألة في السيرة النبوية أو لها علاقة بالسيرة النبوية، ستذهب إلى كتب السيرة النبوية. جيد، لكن أحيانًا لا تكون المسألة بمجرد كونها من العلم الفلاني بالضرورة أن تبحث في كتب ذلك العلم. ما أدراك أن هذه المسألة متعلقة بالسيرة النبوية لكن مظان البحث فيها في كتب الفقه؟ والعكس بالعكس. بل ربما تكون المسألة لها عدة أضلاع إن صح التعبير، فلها ذراع هنا وضلع هناك، فيجب على طالب العلم أن ينظر في جميعها. أعطيكم مثالاً دائماً أضربه لأحبتي: لو جاء أحدهم أراد أن يبحث حد عورة المرأة أمام الرجال الأجانب، ماذا سيذهب؟ مثلاً في كتب الحديث يذهب إلى كتاب اللباس، جيد. في كتب الفقه، أين سيذهب؟ ستجد أن هذه المسألة مبحوثة في عدة أبواب، كلها مظنة للمسألة وكلها تختلف عن السابقة. مثلاً، تجد في كتاب الطهارة كلامًا على عورة المرأة. نجد في كتاب الصلاة بشروط الصلاة كلامًا على عورة المرأة. تجد في كتاب الحظر والإباحة أو الأدب كلامًا على عورة المرأة. تجد في كتاب النكاح كلامًا على عورة المرأة. وهكذا. بل تجد حتى في أبواب البيوع والمعاملات كلامًا على عورة المرأة، ما الذي يجوز لها أن تبديه وما الذي يجوز له أن ينظر البائع إليها… إلخ. هذا مثال. وهناك مسائل ربما تكون مظنتها في غير ما يتبادر لك من أول وهلة. مثلاً، خصائص النبي صلى الله عليه وسلم، الأمور التي اختص بها النبي صلى الله عليه وسلم من دون الناس. لأول وهلة ستنظر في كتب السيرة، في كتب الخصائص، صح ولا لا؟ طيب، ربما تكون هذه المسألة مسألة فقهية. هل تعلم أن الفقهاء بحثوا هذه المسألة في كتاب النكاح؟ مثال ثانٍ: بر الوالدين. طبيعي أنك تذهب إلى كتب التزكية، كتب الآداب، كتاب البر والصلة من كتب الحديث، إلى آخره. لكن هل تدري أن الفقهاء بحثوا هذه المسألة في كتب الفقه وتوسعوا فيها؟ أين ذلك؟ في كتاب الجهاد. أها! وهذه مسائل بعض العلماء يسميها “خبايا الزوايا”، يعني مسألة تكون موجودة في غير الباب الذي تظنه فيها، أو موجود جزء منها وهكذا. واضح يا إخوة؟ فهذا هدف مهم. معرفة مظنة العلم نصف العلم. إذا علمت أين تبحث هذه المسألة، ستستطيع أن تحرر ما جاء فيها، سواء من أدلة، من خلاف، من اتفاق، من أقوال العلماء، إلى آخره.
  4. معرفة العلاقة بين العلوم: وهذا الهدف للأسف اليوم كثر، لا أقول الجهل به، بل كثر التخبط فيه والله المستعان. تجد بعضهم مثلاً هكذا - واسمحوا لي وأنا أحب أن أتكلم كما قلت لكم كلامًا يعني نحن إخوان كلنا إخوة - يقول: أنتم تدرسون السيرة النبوية وأنتم تدرسون فقه القلوب والناس غارقون في الشرك. نعم، نقول: نعم، نحن ندرس هذا وهذا، ما المشكلة؟ أولاً يا أخي، تأدب، فهذه كلها علوم شرعية أم لا؟ نعم. طيب لماذا تسيء هكذا إلى علم شرعي؟ كل العلوم الشرعية وجب عليك أن تعظمها شرعًا باتفاق العلماء، بدءًا من التأدب في الألفاظ والحركات، ثم التعامل معها، ثم ثم… إلى آخره. أول ما يجب عليك أن تتأدب به، وإلا فمثل هذا فقد أول أدب من آداب العلم وهو تعظيم العلم. قد أحسن شيخنا الشيخ صالح العصيمي بتأليف كتابه الذي في آداب الطلبة سماه “تعظيم العلم”. أيضًا بوب الدارمي في سننه - وكتابه يسمى المسند ويسمى الجامع ويسمى السنن ويسمى المسند الجامع - بابًا في كتاب العلم منه سماه “باب إعظام العلم”. أولاً، هذّب ألفاظك. ثانيًا، عليك أن تعلم ما العلاقة؟ ربما أنا أدرس النحو وأنا أحرر مسألة في العقيدة في التوحيد والشرك، وتحريرها يكون من النحو. فمثلاً باب الفاعل والفعل، أها، هذا فعل وهذا فاعل، ومتى يترتب وقوع الفعل على الفاعل؟ صح ولا لا؟ ومتى ينسب الفعل إلى الفاعل؟ ومتى يبرأ منه؟ هذه مباحث أصلها لغوية، إن لم تضبط أصلها لن تضبط فرعها. الأصل لغوي ثم فرعها شرعي. ما العلاقة بين علم السيرة النبوية أو التزكية والرقائق وعلم التفسير مثلاً؟ ولماذا تذكر بعض الفوائد في التفسير؟ تذكر في علم الآداب أو الرقائق والتزكية والعكس، وهكذا. معرفة العلاقة بين العلوم حتى يستطيع طالب العلم أن يكون متكاملاً.

الفئة المستهدفة

من المستهدف بهذا المعهد؟ من المخاطب بهذا المعهد؟ من الذي ينبغي أن يسجل ويستفيد من دروس هذا المعهد؟ الجواب: جميع من يريد أن يصبح طالب علم. أقول مرة أخرى: من يريد أن يصبح طالب علم. أما الذي يريد أن يستثمر وقته في طاعة الله، والتي تريد أن تقضي وقت فراغها حتى ينضج قدرها الذي على النار وفيه شيء من اللحم، فمثل هذا لن يستفيد. أو الذي يأتي ويقول: والله لدي أخي الصغير يعني فيه نوع من الطيش، خذوه معكم، سجلوه لعله يهتدي. لا، لن يهتدي. اخرج أنت وأخوك. لماذا؟ هذا المعهد معهد تخصصي، معهد لمن أراد أن يكون طالب علم بالمعنى الشرعي، بالمعنى الأول الذي كان عند السلف المتقدمين رحمهم الله.

أما إن أردت أن تكون مثقفًا، فهناك معاهد ومنصات جعلت للمثقفين. تريد أن تحسن صلاتك وعبادتك، هذا ليس لنا. اذهب إلى المراكز التي تعتني بهذا. نحن نريد أن نسلك كما سلك الأولون. واضح يا إخوة؟ فهذا هو المخاطب. بغض النظر عن عمرك، أو كنت ذكرًا أو أنثى - وهذا يسأل عنه الناس كثيرًا، هل يوجد نساء؟ نعم يوجد نساء، نعم يوجد نساء، يوجد نساء -. كان عمرك كبيرًا أو كنت صغيرًا، لا يهم. لا يهم. كنت مشغولاً أو كنت متفرغًا، كله لا يهم. يعني لا يشترط لهذا المعهد أن تكون متفرغًا، بل هذا المعهد يراعي المشغولين. هذا هو.

المدة الزمنية

قرأنا في الإعلان أن المدة الزمنية سنة واحدة فقط. سنة دراسية، يعني ممكن تكون تسعة أشهر، عشرة أشهر، أحد عشر شهرًا، اثني عشر شهرًا، لا تزيد. هنا يأتي بعضهم ويقول: كيف تريد أن تخرج علماء في سنة واحدة؟ هذا كذب على السلف. أقول: نعم، هو كذب على السلف وكذب على معهد التأصيل العلمي. من الذي قال لك - وأنا القائم على هذا المعهد - من الذي قال إننا نريد أن نخرج علماء في سنة؟ لا يخرج العالم لا في سنة ولا سنتين ولا ثلاثة ولا أربعة ولا خمسة ولا ستة. أقل ما يخرج به العالم كما قال بعض السلف سبع سنوات. لكن نحن قلنا: طلاب علم، ولم نقل: طلاب علم مجتهدين. قلنا: طلاب علم ليواصلوا ويصبحوا متقدمين. هذا هو. يعني نملكك المفاتيح التي تعينك على مواصلة طريق الاجتهاد، ثم لتصبح ابن تيمية زمانك، لا مشكلة عندنا.

ثانياً، أو الوجه الثاني في الجواب على هذا الإشكال الذي يروج: نحن قلنا سنة كاملة لن ندرس فيها كتب السنة العشر، وإنما قلنا ندرس فيها المختصرات في كل العلوم. والمختصرات على اسمها مختصر، ورقات ووريقات تقرأ في عدة مجالس وتنتهي. العام الكامل هنا مناسب جدًا جدًا جدًا. طيب، وسيأتي زيادة تفصيل.

منهج الدراسة وطريقة التدريس

كيف تكون الدراسة والتدريس في هذا المعهد؟ الذين درسوا معنا الدفعات السابقة التي كانت حضورية يعرفونها، لكن هنا النسخة الإلكترونية تختلف. طيب، أولاً، يكون المعهد عبارة عن مستويين أو ثلاثة. المستوى الأول فيه عدة متون، والمستوى الثاني، والمستوى الثالث. طيب، هذا الذي نبدأ به هو المستوى الأول.

المستوى الأول مقسم إلى مراحل. وقبل المستوى الأول هناك المستوى التمهيدي أو المرحلة التمهيدية، يدرس بها عدة متون سيأتي إن شاء الله ذكرها. وهناك بقية المراحل مقسمة تقريبًا إلى خمس أو ست مراحل، كل مرحلة فيها مجموعة من المتون، من باب تقسيم الطريق على المسافر. قالوا: المسافر إذا قُسِّم له الطريق أصابه النشاط لا الكسل، النشاط والهمة والتشوق وهكذا. واضح يا إخوان؟

ثانياً، قلنا تدريس المتون المعتمدة إلى آخره. وأيضًا هناك برامج مصاحبة، نحن سميناها مصاحبة، يعني ليست أساسية وإنما هي مصاحبة، تأتي وتغيب، تظهر وتغيب بحسب ما تيسر. عندنا برنامج “مجالس السماع والرواية”، نقرأ فيه الكتب المسندة سواء كانت في العقيدة، في التزكية، في الحديث، في التفسير، نراعي التنوع في ذلك. وعندنا برنامج مصاحب أيضًا هو برنامج “جرد الكتب”. والفرق بين الاثنين يسير: أن الأول كتب مسندة يعني مروية بإسناد تروى بإسنادها، والثاني كتب مجردة عن الإسناد. أيضًا نراعي فيه التنوع في العلوم. وغالبًا يكون هذا البرنامج تابعًا للمرحلة التي نحن فيها. فمثلاً لو كانت هذه المرحلة مثلاً فيها مجموعة من كتب العقيدة وفيها العقيدة الواسطية وفيها كتاب التوحيد، فغالبًا يكون برنامج السماع والرواية أو جرد الكتب نختار كتابًا أو كتابين يدعم ويكمل فهم وتأصيل تلك المعلومات التي أخذتها في ذلك المتن. وقلنا هذا البرنامج مصاحب، يعني قد يوجد وقد يختفي، أحيانًا يظهر وأحيانًا يختفي، هكذا حسب الوقت والجهد وما يفتح الله علينا وعليكم.

كيفية تدريس المتون: أولاً عندنا أيام الأسبوع ليست كلها، وإنما ستكون على طريقتين أو حالين. الحالة الأولى: المستوى التمهيدي أو المرحلة التمهيدية سيكون التدريس فيها يعني على ما يسر الله كل يوم ما عدا الجمعة. والدرس قد يصل إلى ساعة، يزيد قليلاً أو ينقص قليلاً. لماذا؟ سيأتي الجواب، لأن هذه المرحلة كذا كذا. أما المراحل الأخرى التي فيها المتون التي سردتها، فستكون الدراسة أربعة أيام في الأسبوع: السبت والأحد، ثم الاثنين لا يوجد درس، والثلاثاء والأربعاء. هذه أيام الدراسة: السبت والأحد والثلاثاء والأربعاء. الاثنين والخميس والجمعة أيام للمراجعة والاستدراك، من فاته الدرس يستمع، من لم يحضر يستمع، إلى آخره.

وبعد الانتهاء من كل متن، بعده مباشرة يكون هناك اختبار لذلك المتن. مثلاً، انتهينا من شرح نواقض الإسلام، سيكون يوم الخميس والجمعة اختبار لذلك المتن. والاختبارات كلها اختيارات متعددة من نماذج اختبارات إلكترونية (مثل نماذج جوجل). ثم نواصل المتن الذي يليه. انتهينا من الأصول الثلاثة، مجرد أن انتهينا، الخميس والجمعة مباشرة سيكون الاختبار. ثم نواصل. وهكذا.

إذا انتهينا من مرحلة ما، سنختبر مرة أخرى في جميع المتون التي فيها. مثلاً، في المرحلة الأولى هناك مثلاً متن القواعد الأربع ونواقض الإسلام والأصول الثلاثة وكشف الشبهات. بعد أن تنتهي من كل متن ستختبر فيه، وبعد أن تنتهي من هذه المرحلة ستختبر في متونها كلها، أيضًا في نفس الخميس والجمعة. ثم ننتقل للمرحلة الثانية، تنتهي من متن ثم تختبر فيه، والثاني والثالث، ثم يعاد لك اختبار أيضًا مرة أخرى لجميع متون تلك المرحلة مجتمعة، ثم وهكذا. لماذا؟ هذا من باب التعاون على البر والتقوى، لتعين نفسك وإخوانك على المواصلة والجد والاجتهاد والمحافظة على الإتقان والمراجعة. وثانياً، حتى لا تكون عبئًا على إخوانك وعلينا. ولن يتأهل إلى المرحلة التالية إلا من نجح في المرحلة السابقة بنسبة معينة. كل هذه التفاصيل ستتبين لكم عند القبول، من يسجل يقبل ثم ينقل إلى القناة الخاصة، إلى آخره. رابط التسجيل إن شاء الله ينزل بعد هذا اللقاء بمدة.

القائم على التدريس هو أخوكم في الله مصعب بن صلاح، غفر الله له. طريقة التدريس هي الطريقة المتبعة عند أئمتنا سابقًا، فيما يسمى بالمدارس السلفية في السابق، أشبه ما يسمى اليوم بأشبه شيء بهذه الدورات العلمية المكثفة. فيكون التدريس للمتن في أقصر مدة. وهذا يعني الناس اليوم فيه أيضًا طرفان ووسط. يأتي بعضهم ويقول: لا، قال الشافعي: “أخي لن تنال العلم إلا بستةٍ سأنبيك عن تفصيلها ببيانِ: ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبلغةٌ وصحبةُ أستاذٍ وطولُ زمانِ”. يأتي ويقول: أنتم تشرحون القواعد الأربع في مجلسين؟ نعم. لن تفلحوا. لماذا؟ لا بد من طول الزمان. طيب يا حبيبي، ما شاء الله، طول الزمان طيب، يعني كم مثلاً حتى نحقق طول الزمن الذي أراده الإمام الشافعي مثلاً؟ أو كما تقول أنت أراده السلف؟ يعني كم نعطي القواعد الأربع؟ خمسين ساعة مثلاً؟

طيب، ما رأيك أن الذي قال هذا الكلام، ويأتي أحدهم بقصة الإمام مالك أن جاءه بعض طلاب العلم وقالوا: قرأنا الموطأ وحفظناه في أربعين يومًا (أو أسبوعين أو نحو ذلك)، فغضب عليهم وقال: كتاب نؤلفه في سنوات تحفظونه في أيام؟ قلَّ أن تفلحوا. يا أخي، لا تستعجل. على فكرة، من المميزات - وسيأتي إن شاء الله ذكر بعض المميزات التي يتميز بها معهد التأصيل العلمي عن المعاهد المنتشرة، بل ليس المعاهد التي هي إلكترونية بل حتى المعاهد الحضورية، بل ولا أبالغ ولا أبالغ حتى الجامعات العريقة المشهورة على مستوى العالم - في معهد التأصيل العلمي ما ليس في غيره. وفي كلٍ خير، لكن من حقك أو من حقنا عليك أن تعرف ما الذي يتميز به هذا المعهد حتى لا تضيع وقتك، صح ولا لا يا إخوان؟ حتى لا تضيع وقتك ولا نضيعه لك.

نقول: طول الزمان هنا ليس المقصود به طول الزمان الحسي، تمطيط الساعات أو الليالي والأيام، لا. ولا العكس، ولا أراد بطول الزمان أن تقصر الساعات والليالي والأيام. كلاهما لا يراد. إنما هذا يرجع إلى استيعابك وطريقة شيخك والمقصود من الشرح، إلى آخره. فقد تشرح الأصول الثلاثة في أسبوعين يوميًا، خمسة عشر يومًا، وتشرح الأصول الثلاثة في ساعتين. وقد يكون الدرس أبو ساعتين أفضل من أبو أسبوعين، والعكس بالعكس، وهكذا. فليس طول الزمان يراد لذاته طولاً وقصراً بعدد الساعات والليالي والأيام، أبداً.

إذاً ما الذي يراد بطول الزمان؟ دعونا نرجع لهذه القصص. الذي قال هذه الأبيات هو الشافعي، هو نفسه الذي حفظ الموطأ في ثمانية أيام وقيل تسعة. والإمام مالك الذي غضب على أولئك الشباب الذين استعجلوا في حفظ الموطأ، هو نفسه فرح واستبشر خيرًا بحفظ الموطأ في ثمانية أيام لتلميذه الشافعي. فهذه التطبيقات العملية واضحة في أن ليس المقصود بطول الزمان تمطيط الساعات فقط بذاتها، لا. إنما طول الزمان هو الاستمرار في طلب العلم. هذا الذي تؤيده الآثار الأخرى، كما سئل أحمد بن حنبل فقيل له: إلى متى تطلب العلم؟ قال: مع المحبرة إلى المقبرة. وقيل لعبد الله بن المبارك: إلى متى تطلب العلم وأنت أمير المؤمنين في الحديث؟ قال: إلى الممات إن شاء الله. وسئل مرة أخرى فقال: لعل الكلمة التي تنفعني لم أكتبها إلى الآن. يا إخوان، هذا هو.

تفصيل منهجية تدريس المتون

  1. تدريس المتن الواحد في أقصر مدة: وهذا داخل في التيسير، والتيسير مقصد من مقاصد الشريعة، بل من خصائص أمة الإسلام أمة محمد صلى الله عليه وسلم: {وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}، {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ}. بل وقد أخرج أبو داود - وأنا أذكره بالمعنى - من حديث ابن عباس، وأيضًا البخاري في الأدب المفرد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال - انظر لهذا الحديث -: “علِّموا ويسِّروا ولا تُعسِّروا”. المشهور “يسِّروا ولا تُعسِّروا، بشِّروا ولا تُنفِّروا” ذاك في الصحيحين، هذا حديث آخر ويهمنا هذا اللفظ جدًا: “علِّموا ويسِّروا ولا تُعسِّروا”. فهذا من تيسير العلم. ثم هذا من هدي السلف رحمهم الله، هذه طريقتهم. ثم هي مختصرات، هي جعلت مختصرة لتشرح مختصرة حتى يتدرج بها الطالب. وإلا ما الفائدة أن تغوص إلى أعماق المختصرات؟ أولاً لن يواصل معك طالب العلم، بل سيترك العلم لأنك شوهت له صورة العلم. تأتي وتشرح له الآجرومية في ثلاثة أشهر وتحشر له فيها قطر الندى ومتممة الآجرومية وشذور الذهب وألفية ابن مالك! ما الفائدة إذًا من المختصرات؟ ما الفائدة إذًا من التدرج؟ أتظن أن ابن آجروم بليد في النحو مثلاً حتى تستدرك عليه بمتون أخرى؟ أم تظن أنه فارغ ليس عنده وقت؟ أم أم؟ هذه إساءة للعلم. والمشكلة أن الطالب المبتدئ لن يقول هذا لأنه لا يدري، مبتدئ. ماذا سيقول؟ سيقول: هذا هو العلم وإلا فلا. هذا هو العلم وإلا فلا. طيب وما النتيجة؟ لا أصلح للعلم أبدًا. العلم صعب يا أخا الأمجاد. لا يا أخا الأمجاد، تعال يا أخا الأولاد، العلم سهل لكن شيخك الذي صعَّبه. يا إخوان، طيب.
  2. عدم الانتقال لمتن جديد قبل إكمال السابق: لا ننتقل إلى المتن التالي ما لم نكمل المتن الأول. وهذه هي الطريقة الأشهر عند السلف، وإن كان هناك من يخلط بين المتون وكذا، هذه طريقة محترمة لكن هذا الذي عليه السواد الأعظم. وقد نظم في ذلك بعضهم أبيات جميلة قالوا: “وإن تُرِد تحصيل متنٍ تمِّمِهِ *** وعن سواه قبل الانتهاءِ مَهْ”. (مَهْ: يعني كُفَّ عنه). تريد أن تفهمه وتضبطه؟ أكمله كاملاً. وانتبه بشرط: لا تنتقل إلى سواه. مَهْ: كُفَّ عن الانتقال إلى سواه. فلن ندخل مثلاً في نواقض الإسلام ما لم ننتهِ من القواعد الأربعة، ولن ندخل في الأصول الثلاثة ما لم ننتهِ من نواقض الإسلام، ولن ندخل في كشف الشبهات ما لم ننتهِ من الأصول الثلاثة، وهكذا. وبعضهم يقول: “وفي تداخل العلوم المنعُ جَا” (يروى: العلوم، ويروى: الفنون، ويروى: المتن، كلها صحيح). أي المنع جاء عن السلف أن تدخل العلم بعد العصر تفسير، بعد المغرب حديث، بعد العشاء أصول فقه… وبعضهم هذا موجود وبعضهم يستطيعه لكن ليس هذا الذي عليه العمل. كن مع الجمهور تسلم، على الأقل في البداية على الأقل. “وفي تداخل العلوم المنعُ جَا *** إن توأمان استبقا لن يخرجا”. هذا تشبيه. إذا أراد التوأمان أن يخرجا في وقت واحد، لن يخرجا، صار ينطح رأس أحدهما الآخر ويشقان بطن أمهما ويموتان، ونعزي أمهما ونقول للوالد: أخلف الله عليك بخير، يلا اجتهد وحصل لنا توأمًا آخرين. صح ولا لا يا إخوان؟ هكذا هو العلم.
  3. التركيز على المقاصد والمعاني الإجمالية مع التفصيل عند الحاجة: بما أنها مختصرات، فلن نتوسع، فالتوسع ليس في المختصرات. سنركز على ماذا؟ نركز على الآتي:
    • مقاصد المتن الكلية ومعانيه الإجمالية.
    • لن نفصل إلا عند الحاجة، وهذه الحاجة في ثلاثة أحوال:
      • الأمور الغامضة التي تحتاج إلى توضيح، لابد أن نفصل.
      • الأمور المُشْكِلة، الأمور الغريبة، الأمور التي قد يعني لم أسمع بهذا، هذا كلام غريب، لابد أن تفصل.
      • الأمور التي نُقِلَت أو فُهِمَت غلطًا وتناقلها الناس على سبيل الغلط. قد يحصل هذا؟ نعم يحصل. وقد يفهم أحدهم، سواء كان عالمًا أو غيره، ينقل مسألة على وجه الغلط ويتناقلها الناس ثقةً في هذا الناقل، وليس طعنًا فيه وليس طعنًا في المسألة، لكن خلاص سلموا له الأمر وقلدوه وتناقلوها وانتشرت، فلابد أن تعاد إلى الصواب. وفي هذا أعطيكم شاهدين: الأول أثر لربما تحفظونه أكثركم أو كلكم، الذي أخرجه الدارمي وغيره عن ابن مسعود بألفاظ مختلفة، منها: “كيف بكم إذا لبستكم فتنة، يربو فيها الصغير ويهرم عليها الكبير، ويتخذها الناس سنة، فإذا غُيِّر منها شيء، قيل: غُيِّرت السنة؟“. والشاهد الثاني الإمام مسلم، تعرفون الإمام مسلم صاحب الصحيح، ألف كتابًا كاملاً سبب تأليفه والغرض من تأليفه هو هذه الإشكالية: أن الناس قد تناقلوا رواية أو حديثًا ما على وجه الغلط، والمخطئ هو الراوي الفلاني، وتناقلها الناس كابرًا عن كابر، فلابد من إعادتها إلى الصواب. وألف في ذلك كتابًا يسمى “كتاب التمييز”. هذا من أكثر أسبابه. واضح يا إخوان؟
  4. الحرص على الضوابط والقواعد والأصول والتقاسيم: في أثناء الشرح، نحرص على ذكر الضوابط والقواعد والأصول والتقاسيم والأنواع والتنبيهات. هذه هي طريقة الشرح المفيد. قد ذكر هذا شيخنا الشيخ صالح آل الشيخ، وأيضًا قبله ابن خلدون في المقدمة، وقبله أبو شامة في “المؤمل في رد الأمر الأول”، وقبلهم جميعًا ابن عبد البر في “الجامع”، والخطيب البغدادي في “الجامع”، وأشار إليه الشافعي في بعض كلامه في “الرسالة” وغيره. هكذا تشرح المتون. تستطيع أن تنظر وتتذوق هل أنت فهمت أم لا؟ اليوم يأتي الإشكال ويأتي السؤال دائمًا: يا شيخ، هل أنا فهمت المتن؟ هل أنا مؤهل لأن أدرس هذا الكتاب الفلاني الذي درسته؟ هل أنا مؤهل أن أكون طالب علم لأنني حضرت الدورة الفلانية وأخذت المركز الأول؟ نجد أن هناك نزاعًا نفسيًا في طالب العلم في داخله. لكن إذا سلكت طريقة الأئمة رحمهم الله سترى هذا. ومن هنا تستطيع أن تفهم كلام ابن تيمية رحمه الله، كلام مشهور دائمًا أقوله وأكرره، يقول: “والعالم يحس بأنه عالم كما أن الجائع يحس بالشبع”. هذا كلام عجيب جدًا. أنت إذا كنت جائعًا وأكلت، تشعر أنك ستشبع أو بدأت تشبع أو شبعت، صح ولا لا؟ يقول لك كذلك طالب العلم، يجب أن تشعر بعلمك يزداد كما تشعر بالشبع إذا أكلت أو شربت. هذا كلام عجيب وغريب، صح ولا لا؟ ليس غريبًا ولا عجيبًا، كما يقول إخواننا: ما غريب إلا الشيطان. نحن الغرباء ونحن العجيبون. يعني أنا لما تركنا سلوك طريق أهل العلم ظهرت لنا مثل هذه الإشكالات، كما ذكر هذا ابن رجب في “فضل علم السلف على علم الخلف”.
  5. عدم الاستطراد: عدم الاستطراد في ذكر المسائل قبل أوانها أو في غير فنها. بمعنى أن هذه المسألة مثلاً في النحو ستأتي في باب الأفعال، نشير: وتأتي معنا المسألة إن شاء الله في باب الأفعال. هذه المسألة في علم آخر مثلاً، نحن ندرس مثلاً الأصول الثلاثة، وجاءت مسألة في التفسير أو في أصول التفسير، فنقول: هذه المسألة سنفصلها إن شاء الله في متن أصول التفسير لابن تيمية. هكذا. لئلا يتشوش الطالب. وهنا انتبه من تلبيس إبليس، وإبليس هنا قد يكون شيطان الإنس ولا يلزم أن يكون شيطان الجن. قد يكون إبليس هنا أبو القعقاع الأثري أو أبو النرجس السلفي أو أبو الخثعم الخشلعي، أو حتى عند النساء أم القعقاع الأثرية وأم العجفاء الجوهرية وأم الخنساء، لا بأس، كلهم إخواننا وأخواتنا في الله. لكن انتبه، قد يكون الشيطان متلبسًا بلباسك. وأكثر، اعلم يا طالب العلم، أن أكبر فريسة وأعظم صيد ثمين للشيطان هو طالب العلم، خصوصًا المبتدئ. لذلك اليوم ربما يصيبك الأوجاع والصداع والنعاس فجأة. لماذا؟ لأنك ستسجل في البرنامج الفلاني الذي سيبدأ في الأيام القادمة. فجأة صرت لا تفهم شيئًا، فجأة صرت تفتح الكتاب وتنام. ما بالي؟ لا ليس فيك شيء. زِدْكَ الرقية؟ لا لا، لا تذهب إلى أي مكان. فقط أنت الآن أحاط بك شياطين الجن وربما بعض الإنس ليصدوك عن هذا السبيل. وهذا شاهده قول ابن عباس، مخرج عند اللالكائي وغيره بألفاظ كثيرة، منها أن ابن عباس يقول: “ليس أحد أحب إلى الشيطان موتًا مني”. يعني أكثر شخص يحب الشيطان أن يموت ويتمنى الشيطان أن يموت هو ابن عباس. قيل: لماذا؟ قال: “لأنه تحدث البدعة في مكان ما، فيتناقلها الناس حتى تصل إليَّ فأقطعها”، وفي لفظ: “فأقتلها بالعلم”. إذًا أنت لابد أن تكون أكبر أعداء إبليس، ولذلك إبليس لابد أن يحطمك ويقضي عليك قبل أن تصير طالب علم. لابد أن يثبطك، لابد أن يمنعك. وهكذا تأتيك أنواع الشواغل. فمثلاً أول ما يفتح رابط التسجيل، يُحَلِّي ويُلَذِّذ لك النوم، تشعر أنك لم تنم قبل سنتين. وتنظر إلى المرآة أو تنظر إلى المخدة وتنظر إلى الفراش، الله! كأنه الحور العين. أو يحبب لك الأكل، وتنظر إلى سندويتش الشاورما مثلاً، أو ربما يكون سندويتش الجبنة بالمربى، وترى أنه {لَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ}. وربما يحبب لك الشاي والقهوة، فتنظر إلى الشاي أحمر أو أخضر أو أصفر فتقول: يا الله! إيه الحلاوة دي! وربما يحبب إليك بعض العلوم، فتنظر إلى “درء تعارض العقل والنقل”، تشعر أنك لست ابن تيمية زمانك، لا بل ربما ابن عبد البر زمانك، فتنطلق وتقرأ وتأتيك طاقة عجيبة تكمل مئة صفحة دون أن تنعس أو دون أن تشعر بالتعب. هذا كله من عبث إبليس بك، يلعب بك كالكرة. وأنت ربما يأتيك إبليس من الإنس وهذا أخطر، صح ولا لا؟ تعلمون أن شيطان الإنس أخطر من شيطان الجن أو لا تعلمون؟ قالوا: لأن شيطان الجن لا تراه، وإن ذكرت الله خنس. أما شيطان الإنس يا حبيبي، فتراه ويراك وتستمتع بالجلوس معه ومعك، وربما إذا قرأت عليه البقرة لن يختفي، بل ربما يكون حافظًا للقرآن وربما يصحح تلاوتك. فماذا تفعل؟ تهرب منه أنت، تخنس منه أنت. صح ولا لا؟ الله المستعان. أليس كذلك يا أحبة؟ لذلك انتبهوا من تلبيساته.
  6. الحرص على ذكر الفوائد المنهجية المتعلقة بفقه الدعوة: لماذا؟ يا إخوة، لنكن صادقين مع بعضنا. أنت الآن شئت أم أبيت، سواء كنت ذكرًا أو أنثى، ستتصدر وتمثل السلفية وتمثل أهل السنة، بدءًا من بيتك أمام أمك وأبيك وزوجتك أو إخوانك، أو أمام الناس، شئت أم أبيت. أنت لا تمثل نفسك. يا أحبة، دائمًا ضعوا هذا: أنت لا تمثل نفسك، أنت تمثل بوابة لأهل السنة والجماعة. فاحذر أن يؤتى الإسلام (أو السلف) من قِبَلِك. هذا مصداق لقول أبي ذر وأبي الدرداء فيما رواه ابن وضاح في “البدع والنهي عنها” وغيره، قال - هذا خلاصة الأثر -: “كلٌ على ثغر، فاحذر أن يؤتى الإسلام من ثغرك”. احرس حدودك جيدًا، ولن تحرسها إلا إذا كنت طالب علم مؤصل. وإلا فاتركها، لست بأهل لها، اتركها حتى لا تحمل ذنبًا. الله المستعان.

المقررات الدراسية (المتون)

سنسرد المقررات سردًا ثم سنقسمها بناءً على المراحل:

في منهجية طلب العلم والأداب

  • كتاب المدخل إلى طلب العلم: هذا الكتاب هو لب المرحلة التمهيدية وعليه يقوم فهم الطالب للعلم كليًا أو في مجمله. وهو كتاب ملخص مجمع بطريقة تقريبية من كلام الأئمة فيما عُنْوِن له به “المدخل إلى طلب العلم”. يعني كيف تدخل في طلب العلم دخولاً صحيحًا. ستجد فيه ربما - أزعم - ما لا تجده في ما هو منشور من الكتب، أو على الأقل في مكان واحد أو في كتاب واحد. وفيه في نهايته ستجدون الكتب التي جمع منها هذا الكتاب.
  • كتاب تذكرة السامع والمتكلم في أدب العالم والمتعلم (لابن جماعة): كتاب مشهور ومعروف.

في العقيدة

  • مختصرات الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: القواعد الأربع، نواقض الإسلام، كشف الشبهات، الأصول الثلاثة، كتاب التوحيد.
  • العقيدة الواسطية (لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله).
  • كتاب القواعد والضوابط السلفية في أسماء وصفات رب البرية (للشيخ د. محمد الحمد): لولا أنه لا يوجد خير منه من حيث التأليف على طريقة المتون المعتمدة ودقته وجمعه وتفوقه على ما قبله من المعاصرين لما اخترناه، لكن حق علينا أن نختاره وندرسه. وهو قد فاق “القواعد المثلى” لابن عثيمين رحمه الله، وفاق “القواعد في الأسماء والصفات” للبريكان.

في الفقه وأصوله وقواعده ومقاصده (مع مراعاة المذاهب)

هذه مسألة سنقف معها بعد قليل. ندرس عدة علوم منها:

  • مقدمات منهجية في كيفية التفقه: هذه المسألة يا أحبة حصل فيها خلط وخبط في هذا الزمان بين أهل السنة، بين السلفيين. نحن لا نخاطب إلا أهل السنة. بعضهم يزعم أن طريقة التفقه بالمتون المذهبية بدعة، وبعضهم يقول هذه طريقة وقحة، وبعضهم يقول غلو وجفاء. ونحن لسنا أهل غلو ولا أهل جفاء، ونعوذ بالله من هذا وهذا، وإنما نسلك كما سلك السلف، وما قالوه قلناه وما فعلوه فعلناه وما تركوه تركناه، ويسعنا ما وسعهم. وكل هدفنا أن نسير خلفهم. لماذا؟ لأن الله ضمن لطريقهم النجاة. {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ…}. ندرس مجموعة كتب تعين على منهجية التفقه:
    • فتوى صغيرة للسفاريني الحنبلي بعنوان “الرد على من زعم أن متون الفقه محدثة”. فتوى جميلة رائعة.
    • رسالة ابن رجب الحنبلي “الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة”. وإياك أن تستعجل وتظن أن ابن رجب - المجتهد المحدث - يقول إن الحق محصور في المذاهب الأربعة. لم يقل هذا، بل هو رد على هذا في نفس الرسالة، أشار إلى هذا.
    • رسالة هي مجموعة من أقوال ابن تيمية رحمه الله في منهجية التفقه. حتى تنضبط عندك المسألة وتزنها بميزان السلف. تنظر ما هو الصواب وما هو الدخيل، ومواضع الغلو فتجتنبها، ومواضع الجفاء فتتجاوزها، ومواضع الصواب فتلتزم بها. وحتى نضع الطالب كما يقولون على البلاطة، نضعه في الأمر الواقع: هؤلاء هم السلف وهذه طريقتهم، فاختر لنفسك ما شئت. لسنا رقيبين على أحد.
  • علم القواعد الفقهية: المقرر عندنا منظومة القواعد الفقهية لابن سند الفيلكاوي المالكي. لماذا؟ المشهور عند كثير من السلفيين هي منظومة القواعد الفقهية للعلامة السعدي رحمه الله. نعم بلا شك، لكن هذه المنظومة هي أفضل من حيث المادة وأدق، ثم هي خالصة في علم القواعد الفقهية (السعدي رحمه الله أدخل فيها قواعد فقهية وقواعد أصولية)، ثم هي غير مرتبة وهذه مرتبة، ثم هي أصغر حجمًا، فهي ربما أربعين بيتًا تزيد قليلاً، فيها القواعد الخمس الكبرى والقواعد الأربعين الكلية.
  • علم مقاصد الشريعة: وفيها في المستوى الأول على الأقل ندرس منظومة شيخنا الشيخ صالح العصيمي “تبصرة القاصد في علم المقاصد”، تقريبًا عشرين أو ثلاثين بيتًا، فيها أساسيات علم المقاصد.
  • فروع الفقه (على المذهب المالكي): بما أننا مالكية، ندرس مختصرات المالكية. المقرر هو:
    • متن الأخضري المختصر في العبادات (للأخضري): وفيه الطهارة والصلاة.
    • متن العشماوية: نمر عليها مرور الكرام، سرداً، حتى ننظر ما الذي فيها.
    • نظم المرشد المعين على الضروري من علوم الدين (المشهور بمتن ابن عاشر): نقطع رأسه (المقدمة العقدية الأشعرية)، ونبدأ من حيث بدأ في المقدمة الأصولية ثم الطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج، ثم ختم بباب الآداب. هذا أيضاً سندرسه عرضاً ونقداً، ننظر ما فيه وننقده لأنه من المتون المنتشرة، وفيه بعض العبث (بعضهم يأتي ويقول لك: ابن عاشر قال كذا، من أنت حتى ترد على ابن عاشر؟ نقول: أنا درست ابن عاشر وأحفظه، وننظر).
  • أصول المذهب: ندرس نظم ابن أبي كف (ويقال: ابن أبي قُفّ، ابن أبي قُفَّة): تقريبًا في عشرين بيتًا أو أقل، في الأدلة التي يستدل بها الفقهاء في الفقه، وإن سماها في أصول مذهب مالك لكنها في أصول المذاهب كلها.

وقفة للأحبة من غير المالكية: الأحبة الذين معنا من شتى بقاع العالم، الذين هم ليسوا على مذهب مالك، بل ربما على مذهب الشافعي أو أحمد أو غيره، أو ربما ليسوا على مذهب، أو ربما ظاهرية (أستاذ الظاهرية، هل أنتم موجودون؟ حياكم الله). ماذا سيفعلون؟ هنا لكم خياران، وكلاهما حلو ليس فيهما مر:

  1. الخيار الأول: أن تتفضلوا معنا وتنظروا في هذا المذهب الرائع وماذا فيه وتدرسوا متونه. سلام عليكم.
  2. الخيار الثاني: أن تنظروا فيما يوازي هذه المختصرات في مذهبكم وتدرسونها عند من شرحها من المعتمدين. والوسائط ووسائل التواصل مليئة بالشروحات. فمثلاً عندكم المشجرات التي خرجت للمذهب الشافعي أو الحنبلي، المتون المختصرة المشروحة سواء في المذهب الحنبلي (كمعهد البهوتي أو غيره) أو الشافعي (كمعهد النووي للشافعية وغيرها)، تجدون هذا. فإما أن تتفضلوا معنا وتدرسوا، وإما أن تنسحبوا (من دراسة هذه المتون الفقهية المالكية فقط) وتدرسوا ما يوازيها عندكم من مذهبكم، تبحثون عنه إلى آخره، ثم تواصلوا معنا بقية المتون. سيتم إن شاء الله التفصيل في هذا لمن يدخل ويقبل وينضم إلى القناة الخاصة.

في الحديث وعلومه

  • علوم الحديث: اخترنا متن التذكرة في علوم الحديث لابن الملقن. لماذا؟ لأن التذكرة في علوم الحديث أولاً لابن الملقن، وهذه التذكرة (المتن الصغير) أفضل من البيقونية المشهورة. البيقونية فيها بعض الإشكالات، فيها إشكالات منهجية في المادة الحديثية نفسها وكذا، فهي خير منها. ثم البيقونية لا تغني من جوع، بل تصيب الطالب ربما ببعض التشويش. فهي خير منها. وأيضًا هو خير من نخبة الفكر لابن حجر (تلميذه)، لماذا؟ لأن نخبة الفكر جميلة لكن فيها نوع وعورة بالنسبة للطالب المبتدئ، وفيها تحريرات اجتهادية قد لا تناسب المبتدئ، ربما تصعب عليه العلم وتشوش عليه لأن فيها معلومات يخاطب بها المتقدم أو على الأقل المتوسط. والبيقونية عكسها. فاخترنا التذكرة، فهي خير من هذه من جهة وأسهل من هذه من جهة، وصاحبها محدث معروف.
  • فقه الحديث: كما هي طريقة الأئمة يبدأون بالأحاديث الجوامع، اخترنا الكتاب المشهور الأربعين في مباني الإسلام وقواعد الأحكام (المشهور بالأربعين النووية) مع زيادات ابن رجب (التي تكملها خمسين حديثًا تقريبًا). لكن لن نشرح الأربعين النووية بالطريقة التقليدية: الحديث الأول فوائده: الفائدة الأولى، الثانية، الثالثة، العاشرة، الخامسة. الحديث الثاني فوائده… لا لا لا. قلنا هذا معهد التأصيل العلمي. ستكون الطريقة: أولاً لن نشرح الأربعين النووية إلا بعد أن نشرح “التذكرة في علوم الحديث” ونشرح أيضًا متنًا في أصول الفقه. لماذا؟ حتى إذا جئنا إلى الأربعين النووية نُمَلِّك ونُهدي الطالب الآلة والأدوات التي يستنبط بها الفوائد من الحديث. وإلا ما الفائدة نأتي بشرح ابن عثيمين أو شرح الفوزان أو شرح فلان وفلان، وأسرد عليكم: الفائدة الأولى اكتب، الفائدة الثانية تلخصونها، ثم تختبرون فيها. ما هذا؟ ما الفائدة؟ أعطني المفاتيح التي يستنبط بها تلك الفوائد. فمثلاً، ما ندرسه في الأصول ندرس في الحديث، مثلاً يأتي ويقول حديث أم زرع كذا، “ازهد فيما عند الناس يحبك الله…” إلى آخره. قال: حديث حسن. نأتي ونقول: الحديث مثلاً أخرجه فلان وفيه فلان وكذا وكذا، تفهم الكلام لأنك درست متنًا في علوم الحديث. مثلاً في حديث “لا ضرر ولا ضرار”، نأتي ونقول مثلاً: ومن فوائد الحديث النهي عن الضرر. من أين؟ أنت درست في الآجرومية مثلاً في النحو أن “لا” تنفي الجنس، “لا ضرر”، هذا اسمها منصوب، يشمل كل أنواع الضرر. طيب، وأخذت في أصول الفقه أن النكرة في سياق النفي تفيد العموم. “ضرر” نكرة في سياق النفي “لا”، تفيد العموم. ما الفوائد هنا؟ يلا: فائدة أولى: النهي عن الضرر الحسي. فائدة ثانية: النهي عن الضرر المعنوي. فائدة ثالثة: النهي عن الضرر الآجل. فائدة رابعة: النهي عن الضرر العاجل. هذا كله داخل في العموم. طيب، ثم يقال لك: وفي الحديث الأمر بالنفع. من أين هذا؟ درست في قواعد الأمر والنهي أن النهي عن الشيء يستلزم الأمر بضده، فالنهي عن الضرر يستلزم الأمر بضده وهو النفع والإصلاح، إلى آخره. ثم أيضًا نعلمك كيف تربط الأحاديث بعضها ببعض وتشرح بعضها ببعض، كما قيل: الحديث يفسر الحديث. تأتي مثلاً إلى هذا الحديث تقول: ففيه معنى قوله صلى الله عليه وسلم: “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه”. هكذا تستطيع أن تحفظ الأربعين النووية وتستحضر الأحاديث. لذلك الأئمة رحمهم الله إذا تكلموا، ترى سبحان الله كأن أحدهم يعني كمبيوتر أو مكتبة شاملة، يفيض في الأحاديث على السليقة كأنها الفاتحة، يسرد عشرات مئات مئات مئات. هكذا كانوا. هذه هي طريقتهم. ثم بعد ذلك إذا قرأت في أي شرح من شروحات هذا الكتاب تستمتع، لأنك ستعلم أن الفائدة الفلانية استخرجها بناءً على القاعدة الأصولية الفلانية، القاعدة الفقهية الفلانية، وهكذا.

في أصول الفقه

  • ندرس متن الرسالة اللطيفة في أصول الفقه المهمة (للعلامة السعدي). هي اسمها رسالة لطيفة لكن لا تستهن بها، فيها ما ليس في غيرها. المشهور عندنا “الورقات”، لكن إن درست “الرسالة اللطيفة” تستطيع أن تنظر في “الورقات” ولو بدون شيخ. نعم، في “الرسالة اللطيفة” ما ليس في “الورقات” وزيادة. ثم الإشكالات التي عند القوم من الأشاعرة وغيرهم ليست مناسبة للطالب المبتدئ. بعدها يعرف ما لهم وما عليهم، فلينطلق وليقرأ ما شاء.

في النحو

  • ندرس متن النحو المشهور، وهو المقدمة المشهورة بـ مقدمة ابن آجروم (المشهورة بالآجُرُّومِيَّة). يقال: الآجَرُّومي، الآجُرُّومية، الجُرُّومية، الأجْوارامية… خلاص ما علينا، الإخوة البرابرة المغاربة يضبطونها لنا، يقال: آجَرُّوم. على كل حال، واضحة يا حلوة؟ ليه؟ لأن هذا هو المتن الذي دارت عليه المشيخة ودار عليه أغلب المجالس العلمية في كل مكان وزمان منذ تأليفها إلى اليوم، لتدريج طالب العلم في النحو.

في التفسير وأصوله

  • ندرس متنًا في أصول التفسير وهو مقدمة في أصول التفسير (لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى).

في فقه الدعوة والسياسة الشرعية والمناظرة والردود والحصانة الفكرية

وهذه الآن من المميزات التي لا توجد إلا في معهد التأصيل العلمي. أي والله. لا توجد على الأقل بصورة منهجية فيها متن يقرأ ويتدرج به إلى متن أكبر منه إلى آخره، لا توجد. لا توجد أبداً، ولا حتى في الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، لا توجد، إلا في معهد التأصيل العلمي. هذا فيما نعلم والله أعلم. والمعهد له منذ عام 2017 وإلى اليوم. ونسأل الله أن ينتشر هذا الكلام لنغيظ إخواننا؟ بالعكس، نحن نغبطهم ونفرح أن سددنا ثغرة لم يسدها أحد. ونسأل الله أن يوفقنا جميعًا أن نسد هذه الثغرات. صح يا أحبة؟ المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا، وشبك بين أصابعه. دائماً ضعوا في أذهانكم هذا، لا سيما ونحن نتكلم عن إخواننا من أهل السنة والجماعة.

  • منظومة السبل المرضية في السياسة الشرعية (للعلامة حافظ الحكمي): تقريبًا أربعين بيتًا، فيها أساسيات هذا العلم من الناحية السلفية. أما صناديق الاقتراع وماذا فعل ترامب وماذا فعل بايدن وماذا فعل فلان؟ هذا كله من المجريات كما قال ابن القيم، مما يضيع الوقت. وهذا سيأتيك سواء جاءك عن طريق جدك الذي يحب السياسة أو أبيك أو جدتك، أو جاءك وأنت راكب في المواصلات فسمعت الراديو، هذا سيأتيك. وهذا ليس من العلم الذي فيه ما ينفع، فضلاً عما يكون فيه ما يضر. والعلم الذي يضر فالجهل خير منه، كما قال ابن رجب في “فضل علم السلف”. لكن أصول هذا العلم الذي كان عليها السلف اليوم ضاعت. لذلك تجد الناس اليوم يبحثون في مسائل ولا يعلمون ولا يعرفون ربما من أين أصلوا هذه المسائل وأين هي مصادرها وأين هي مظنتها؟ أعطيكم مثالاً: مثلاً مسألة الخروج على الحاكم، اليوم صارت مسألة يعني مناكفات سياسية أكثر من كونها مسألة علمية عقدية أو فقهية. وبعضهم يتحذلق ويقول: هذه المسألة فقهية وليست عقدية. طيب والسلف الذين ذكروها في كتب العقيدة أخطأوا مثلاً؟ وصلنا مرحلة من يسمي نفسه سلفي ويقول: نعم أخطأوا. ما شاء الله! ما شاء الله، والأخ مين؟ الأخ مثلاً أبو بكر الصديق رضي الله عنه مثلاً؟ يعني ولا مين أنت؟ مين أنت؟ أنا أبو عبد الله… يا ابن الحلال اسكت يا شيخ! اسكت ما أجملك وأنت ساكت! على فكرة، السكوت سهل، ما عليك إلا أن تطبق شفتيك - سواء كانتا كبيرتين أو صغيرتين - وتبلع لسانك وتبتسم، وأنت تكسب بذلك أجرًا، فإن تبسمك في وجه أخيك وكل من حواليك صدقة. يا شيخ، أما تتكلم بهكذا بهذه التفاهات والترهات، فأنصحك بالتسجيل في معهد التأصيل العلمي، حياك الله. نسأل الله العلم النافع.
  • رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (لشيخ الإسلام ابن تيمية): وهذه رسالة على عظمها هي في الحقيقة فصل من كتاب “الاستقامة”. ولك أن تتخيل فصلًا من كتاب الاستقامة فيه فصل في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قرابة عشرين ورقة أو تزيد أو تقل (مجرد المتن بدون الحواشي). وفيها القواعد الأساسية في فقه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، التي إذا حررتها اتضح لك أن كثيرًا من الإشكالات الموجودة في الساحة - ساحة من؟ ساحة أهل السنة والجماعة للأسف الشديد - إشكالات مبنية على عدم التأصيل. ليست مسألة اتباع العلماء وليست مسألة الأكابر ومسألة من سبقك بهذا ومن الذي بدع هذا؟ لا أبداً، إنما هي فقط جهالات مبنية على ضعف التأصيل العلمي المتعلق ببعض الجوانب ومنها هذا الباب. وهذه المادة بهذه الصورة أيضًا لا أعلمها تدرس في معهد بصورة منهجية. هي موجودة: أصول الدعوة وكيف تحاور مشركًا وكيف تفحم مبتدعًا… موجودة، لكن بهذا المتن لا أعلمه معهدًا يلتزم بتدريسها.
  • آداب البحث والمناظرة (للعلامة طاشْكُبْري زاده الحنفي): المتن هو تقريبًا ورقتين أو ثلاث، فيه أساسيات هذا العلم. وهذا العلم يا إخوة علم سلفي أصيل، لكن دخله الدخيل وعبث به هذا الدخيل، وصار بعضهم يزعم أن هذا العلم هم الذين منُّوا على أهل السنة به، واشتهر به الأعاجم سواء من أهل خراسان أو بلاد ما وراء النهر أو بلاد فارس والروم… إلى آخره. لكن هذا العلم علم سلفي أصيل. ولا تجد كتابًا من كتب السلف المتقدمين في أصول الفقه وفي آداب الطلب إلا وعقدوا له فصلاً أو بابًا أو حتى نصيحة. نحن ندرس هذا الكتاب وندرس هذا العلم لنعرف أساسياته. واليوم الناس يريدون المناظرات ويعشقون المناظرات، لكن للأسف على طريقة قناة الجزيرة والخنزيرة، ليست على طريقة السلف. مناظرات يعني الله المستعان، كما يقول بعض الخليجيين: مثل وجهك. الله المستعان. لندرس هذا العلم يا أخي، لننظر هل هو علم أم لا؟ وبعضهم يقول: هذه المناظرات هي من الجدال المذموم عند السلف، ويأتي بآثار للسلف في ذم مناظرات أهل البدع وغيرهم. وبعضهم لا، يقول: لا، المناظرات من الدين، ويأتي بأقوال للسلف في الحث على… مش عارف، من لم يناظر أهل البدع ويقطع دابرهم كما هي مشهورة عن ابن تيمية، ومش عارف ابن عبد البر في الجامع: “واعلم أن المناظرة من الدين وقد ناظر إبراهيم عليه السلام النمرود وناظر كذا…“. يا أخي، لا تضرب كلام السلف بعضه ببعض. وهذه من مميزات معهد التأصيل العلمي التي أزعم أنها لا أقول لا توجد بل ربما محاربة أصلاً، وهي ماذا؟ هي التكامل في البناء العلمي لطالب العلم. لا نريد أن طالب علم ينحاز إلى قول للسلف ويذم ويرمي بالجزمة القول الآخر، أبداً. أو يزعم أن السلف عندهم جفاء والأعاجم غلو… وغيرها من الأقوال غير اللائقة التي نسمعها، أبداً. التكامل، لأن كلهم سلفنا. وإذا كانوا متعارضين متناقضين بهذا الشكل، فلا خير فينا ولا خير فيهم. وهذا يعود بلوازم خطيرة جداً، أن الله الذي أمرنا باتباعهم أمرنا بأمر لا ينضبط. هذا من الكفر بمكان كما قال ابن القيم، مشكلة كبيرة. واضح يا إخوان؟ لذلك الطالب عندنا مجرد أن يدرس ببداياته، يرى هذا التكامل قد ظهر في نفسه.
  • مقدمة في الرد على المخالف: هو متن في الرد على المخالف، فيه الخلاف وأنواعه وأسبابه وأنواع المخالفين وأحوالهم وضوابطه إلى آخره. لماذا؟ هذا أولاً علم أصيل يا أحبة. واليوم صار الناس فيه طرفان ووسط، بل ربما الوسط نفسه لا يوجد، الله المستعان. يقول أحدهما: الرد هذا كلام فاضي وهذه سوء أدب، وهذه… بعضهم عندهم ألقاب جميلة بلاستيكية وخشبية لا أريد أن أذكرها. وبعضهم يقول: لا، الرد على المخالف من أصول الدين، وهو لم يفهم حتى ما يحسن به عبادته وتوحيده. وكلاهما مخطئ. هذا علم. وبعضهم يقول: لا، الرد على المخالف هذا علم عظيم محصور على الأكابر. طيب مثلاً كم؟ يعني مثلاً عمرك كم؟ العمر كم يعني مثلاً؟ خمسين سنة ممكن يعني؟ طيب إذا بلغت خمسين سنة؟ لا، هذا للأكابر. طيب ستين سنة؟ لا، هذا للأكابر، والأكابر قد ماتوا. طيب أموت يعني أنا؟ أموت ثم أتعلم يعني ولا كيف؟ وبعضهم يقول: لا تجرؤوا الصغار على الكبار. طيب نحن نرى أن ردود الأئمة أكثرهم صغار يردون على كبار وعلى صغار. هذا التخبط يا أحبة ليست مشكلته فلان وفلان، بل مشكلته أنك تنظر في التأصيل العلمي بمجرد ردود الأفعال: ضربني فأضربه، شتمني فأشتمه. فقط، ولا تدري هل هذا علم أم لا؟ هل يخاطب به جميع الطلاب أم لا؟ يا أخي هو علم من جملة العلوم الشرعية، فيه ما للمبتدئين وفيه ما للمتوسطين وفيه ما للمتقدمين. فيه ضوابط وفيه محاذير، فيه أصيل وفيه دخيل. طيب ادرس حتى تتعلم. أيضًا هذا أزعم أنه لا يوجد في معهد من المعاهد ولا جامعة من الجامعات، إلا في معهد التأصيل العلمي، بهذه الصورة المنهجية، كمتن.
  • مقدمة أو متن فيما يسمى بالحصانة الفكرية: وهذا المتن مقسم إلى قسمين: القسم الأول في مقدمات فيما يتعلق بهذه المسألة التي صار فيها غلو وجفاء أيضاً. بعضهم يزعم أن العلم الشرعي كله وفقط الجانب الفكري، فقط. لا يا أخي، حتى لو كنت استغفر الله متصوفًا زنديقًا شيعيًا، لا بأس، المهم أن ترد على الإلحاد وأن تناقش منكري السنة والقرآنيين، رضي الله عنك! وبعضهم يزعم أن هذا تافه ولا علاقة له، وينزل عليه آثار السلف في تحريم علم الكلام. لا يا حبيبي، أنت غلطان والأول غلطان. فلذلك هذا القسم الأول من هذا العلم أو هذه المادة تدرس فيها هذه المسائل، ننظر. والقسم الثاني ندرس به ما يسمى بنظرية المعرفة، لأنها هي الأمر الذي أو الماكينة المحركة لهذه الأمور ولهذه الأفكار المنتشرة اليوم. إذا ضبط طالب العلم أصولها، انضبط له كل شيء. وسترى أن هذه المسألة ليست جديدة على السلف، وستستغرب أننا ننظر في نظرية المعرفة التي بعضهم يظن أنها علم يعني عمومًا بمجمله أجنبي محض وكفري محض، ترى أننا نستدل فيه بآثار السلف. وهذه أيضًا من المميزات التي أظن أنها لا أقول ليست موجودة لكنها قليلة جدًا جدًا في غيره من المعاهد، وهي أنك ترى آثار السلف من القرون الثلاثة حاضرة عندك في جميع المراحل، في جميع العلوم. بل وربما تستغرب، تسمع بعض الآثار تقول: سبحان الله! هل تكلم السلف عن هذه المسألة؟ نعم يا حبيبي، تكلموا عن كل شيء، فقط أنت الذي لم تسمع. يا أحبة، وهذا أصلاً هو الهدف الذي قلناه: أن نربط الطالب بهؤلاء الأئمة، لأن هذا هو الطريق الوحيد الموحد لكي تصبح طالب علم متكامل إلى آخره. وقد اعترف بهذا بعض المنتسبين للأشعرية. واضح يا أحبة؟ الشاطبي مثلاً قال: النظر في الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة يحتاج إلى أمور ومقدمات ومؤهلات، والنظر في كلام السلف المتقدمين قاضٍ - يعني معنى كلامه - يقضي على هذا المشوار الطويل. فتسلم من كل هذه الإشكالات. وقد نص على هذا ابن رجب رحمه الله قبله.

في الأداب والسلوك (كتاب الجامع)

  • ندرس أيضًا في الآداب كتاب الجامع. وهذا الكتاب هو في الحقيقة جزء من كتاب “القوانين الفقهية” للفقيه ابن جُزَيّ الغرناطي الكلبي المالكي. قسمه إلى كتب منها كتاب الجامع. وهذه الطريقة، تسمية “كتاب الجامع” في ختام كتب الفقه، يتفرد بها المالكية بدءًا من الموطأ وأنت ماشي. وهذه لطيفة يشكرهم عليها الأئمة جميعاً. ومرادهم أن يذكروا به المسائل التي لا توجد أو لا تنضبط تحت باب، التي سمعناها “خبايا الزوايا” وغيرها. وأيضًا يذكرون فيه المسائل المتعلقة بعلم الآداب. وهذا العلم أيضًا يا أحبة من العلوم المهجورة، لا أقول مفقود أو قليل أو كذا، بل هو من العلوم المهجورة والله المستعان. لذلك هو موجود: محاضرة في الآداب، وآداب طالب العلم، وآداب الطالب مع شيخه… وكل يغني على ليلاه كما في المثل، وكل يريد أن يحشر فيها ما شاء، وكل يريد أن يعصب على عينيك عصابة بهواه. فبعضهم يقول: ليس من آداب طالب العلم كذا وكذا. ثم يأتي بعضهم ويقول: من آداب طالب العلم كذا وكذا. وهذه الكذا والكذا هي نفسها التي كانت ليست من الآداب صارت من الآداب! وتخبط. يا أخي، هذا علم، لندرسه كما درسه السلف يا شيخ. وهذا الكتاب بالذات إنما اخترناه لأنه من أفضل الموجود، وهو الكتاب الأجمع والأسهل، ثم ترتيبه على طريقة المتون، قسمه إلى عشرين بابًا تقريبًا. فيه مسائل الآداب المهمة جدًا. وليس مختصًا بالمذهب المالكي حتى يعني إخواننا الشافعية والحنابلة وغيرهم لا يحزنوا، والظاهرية كذلك لا يحزنوا، وليس مختصًا بالمذهب. نعم هو جزء من كتاب مالكي لكنه ليس مختصًا بالمذهب. وأبشركم، الإخوة أتباع المذاهب الأخرى أبشركم: المالكية والشافعية والحنابلة يعني لا يختلفون عن بعضهم كثيرًا، مسائل الخلاف بينهم قليلة جدًا جدًا جدًا، لأن أصولهم واحدة إلى آخره. نعم قد يكون الخلاف مع الحنفية أكثر، لكن هؤلاء الثلاثة متقاربون.

تقسيم المراحل الدراسية للمستوى الأول

المستوى الأول كاملاً منقسم إلى مراحل:

  • المرحلة التمهيدية: وفيها كتابان:
    1. كتاب “المدخل إلى طلب العلم”.
    2. كتاب “تذكرة السامع والمتكلم”.
  • المرحلة الأولى: فيها أربعة متون (في العقيدة والتوحيد):
    1. القواعد الأربع.
    2. نواقض الإسلام.
    3. الأصول الثلاثة وأدلتها.
    4. كشف الشبهات.
  • المرحلة الثانية: فيها خمسة متون (في علوم الآلة والسنة):
    1. متن الآجرومية (في النحو).
    2. متن التذكرة في علوم الحديث (لابن الملقن).
    3. متن الأرجوزة الميئية في ذكر حال أشرف البرية (في السيرة النبوية). (فاتني ذكره سابقًا).
    4. متن الرسالة اللطيفة في أصول الفقه (للسعدي).
    5. الأربعون النووية مع زيادات ابن رجب (في فقه الحديث).
  • المرحلة الثالثة: فيها مجموعة متون (في الفقه المالكي وأصوله وقواعده):
    1. مقدمات التفقه (الرسائل المذكورة: رد السفاريني، رد ابن رجب، أقوال ابن تيمية).
    2. متن الأخضري (في العبادات).
    3. المرور على متن العشماوية (قراءة سريعة).
    4. نظم ابن أبي كف (في أدلة المذهب).
    5. نظم المرشد المعين لابن عاشر (دراسة نقدية).
    6. منظومة ابن سند في القواعد الفقهية.
  • المرحلة الرابعة: فيها أربعة متون (في أصول التفسير والعقيدة):
    1. مقدمة في أصول التفسير (لابن تيمية).
    2. كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد (للشيخ محمد بن عبد الوهاب).
    3. كتاب القواعد والضوابط السلفية في أسماء وصفات رب البرية.
    4. العقيدة الواسطية (لابن تيمية).
  • المرحلة الخامسة: فيها ثلاثة متون (في المقاصد والأداب والسياسة الشرعية):
    1. منظومة تبصرة القاصد في علم المقاصد (للشيخ العصيمي).
    2. كتاب الجامع من “القوانين الفقهية” (لابن جزي في الأداب).
    3. منظومة السبل المرضية في السياسة الشرعية (لحافظ الحكمي).
  • المرحلة السادسة: فيها أربعة متون (في فقه الدعوة والمناظرة والردود والحصانة):
    1. رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (لابن تيمية).
    2. متن آداب البحث والمناظرة (لطاشكبري زاده).
    3. متن الرد على المخالف.
    4. متن الحصانة الفكرية.

وبهذا ينتهي المستوى الأول. بين كل مرحلة ومرحلة قد نأخذ فاصلاً للراحة يكون فيه كتاب من كتب مجالس السماع والرواية أو كتب الجرد، مثل: “فضل علم السلف على علم الخلف” لابن رجب، “أخلاق العلماء” للآجري، مختصرات العقيدة للأئمة المتقدمين… وهكذا. هذا يعلن في حينه.

مميزات إضافية (الإجازات)

سؤال: هل هناك إجازات؟ جواب: نعم، هذا فاتني أن أذكره في المميزات. كل المتون التي ندرسها يُجاز فيها الطالب إجازة بروايتها بالإسناد المتصل، على سبيل التشبه بالسلف رحمهم الله. هكذا كانوا. والإجازات كما قال العلماء لا زال الأئمة يتطلبونها ويرونها من كمال الطالب، ومن تركها فهو الخائب… إلى آخر ما قيل. تجدون في القناة هنا هاشتاج سماع_ورواية وبعض الكلمات في فضلها ونحوها. هذه أيضًا من المميزات والحمد لله. جميع كتب المعهد نجيز بها رواية، إلا ما لم تكن لنا به إجازة أو نفس الكتاب ليست له رواية صحيحة (كالعشماوية مثلاً، الصحيح أنه ليس لها إسناد يصح إلى مؤلفها، ومؤلفها أيضًا مجهول). الأرجوزة الميئية وإن وجد لها إسناد لكن فيه نظر كبير.

آلية التسجيل والقبول

سؤال: كيف أعرف نفسي مقبولاً؟ جواب: انتظر نشر رابط التسجيل. سينشر الرابط الإلكتروني على قناة التيليجرام هنا، وأيضًا على صفحة المعهد في الفيسبوك. تابع القناة. بمجرد أن ينزل الرابط، ادخل على الرابط واملأ الاستبيان المعروف في جوجل، أكمل الإجراءات المعروفة. ثم إن قبلت أو لم تقبل، ستعرف ذلك بأن تجد نفسك داخلًا في قناة “التأصيل العلمي للمرحلة التمهيدية”. بمجرد أن وجدت نفسك في داخل القناة، فأنت مقبول. فقط انتظر حتى ترى نفسك. ومتى تريد أن تتأكد؟ إذا أُغلق باب التسجيل ولم ترَ نفسك داخل القناة، فاعلم أنك لم تقبل. وإلا ليس عندنا تمييز عنصري ولا تفرقة، مجرد أن سجلت وملأت بياناتك ملئًا صحيحًا، سيأتي معك الرابط أو سيكمل معك التسجيل مباشرة. إن لم يكتمل التسجيل، اعلم أن هناك غلطًا في بياناتك فراجعها.

أسئلة وأجوبة

سؤال: هل المعهد فيه نساء؟ جواب: نعم، نعم، مئة مرة، ألف مرة، مليون مرة. المعهد للرجال والنساء.

سؤال: أنا أدرس في معاهد أخرى، هل أتركها وآتي معكم؟ جواب: والله يا أخي، إذا أردت نصيحة أخوية، فأنا أقول لك: اترك كل ما في يديك وانسَ كل ما درست وهلمَّ إلى معهد التأصيل العلمي. وعلى الأقل اكتشف نفسك واختبر نفسك منذ المرحلة التمهيدية. إذا درست كتاب “المدخل إلى طلب العلم” ستقرر: إما أن تنسحب ونشكر لك حضورك، جزاك الله خيرًا، ولك أن تواصل وتكتشف أنك تحتاج هذا المعهد. أنا أقول هذا ليس تزكية لنفسي، وإنما أقول مما رأيت. أنا نفسي كنت مثلك بل لا زلت، لكن رأيت أن في هذا المعهد الأمور التي يحتاجها كل ضائع من طلاب العلم، الجواب على جميع الإشكالات التي تجدها في كل المعاهد الأخرى. ولا نريد أن نصرح باسم معهد من المعاهد، جزى الله خيرًا من أراد الخير وأصابه أو لم يصبه، وقدر الله من أراد شرًا أصابه أو لم يصبه. لكن هذا الذي أقوله لك. أما إن أردت أن تقول لي: يعني أنا أحب هذا وأكره هذا، أنت تتكلم بالعاطفة؟ أيوه يا حبيبي، إذا تكلمت بالعاطفة فانا أرسل لك إن شاء الله شوكولاتة جالكسي وبيبسي واستمتع بها، فأنت لست بطالب علم ولم تشم رائحة العلم. وطول ما أنت العاطفة تتحكم بك حتى في مثل هذه المضائق، فلا تصلح للعلم يا حبيبي. خليك مواطن صالح، صل صلاتك واعبد ربك حتى يأتيك اليقين.

سؤال: هل المقاعد محدودة؟ جواب: لا، ليست المقاعد محدودة، المقاعد مفتوحة. لكن هناك وقت للتسجيل سينتهي فيه. الرابط سيكون متاحًا لوقت معين لأيام معينة وهكذا. بمجرد أن يمحى الرابط، خلاص انتهى التسجيل. ننتظرك في دفعة جديدة.

سؤال: كيف أنسى دروس العصيمي يا شيخ؟ جواب: لا تنسَ دروس العصيمي، لكن تعال وسجل معنا في معهد التأصيل العلمي، ستعزز وتشد من أزر ما أدركته في فهمك لدروس شيخنا الشيخ العصيمي حفظه الله.

سؤال: متى يبدأ التسجيل؟ جواب: بمجرد أن ينتهي اللقاء إن شاء الله بساعات، ينشر الرابط بإذن الله عز وجل.

سؤال: هل هناك موقع للمعهد؟ جواب: لا ليس هناك موقع للمعهد. هناك فقط هذه القناة الشخصية في التيليجرام، وهناك صفحة في الفيسبوك. يمكنك متابعتها لمن أراد، أو تجد الرابط في قناة التيليجرام هنا.

سؤال: هل هناك متطلبات معينة للقبول؟ جواب: هناك أمران فقط، شرطان فقط: الأول أن تكون على مذهب أهل السنة والجماعة (هذا المعهد حكر للسلفيين، ليس لنا وقت لنصلح الخلل عند أهل البدع، نحن عندنا خلل في بيتنا لنصلح بيتنا ثم نصلح بيوت الآخرين). والشرط الثاني: الالتزام بالمداومة والجد والاجتهاد. ثم حياك الله.

سؤال: متى أوقات الدروس؟ هل في الليل؟ جواب: هذا يحدد إن شاء الله بعد أن يقبل الطالب ويدخل إلى القناة الخاصة، ينظر في الجدول والتفاصيل إلى آخره. وعمومًا، الدروس ستنشر وستكون متاحة على مدار اليوم. متى ما تيسر لك استماعها استمع. مثلاً يوم السبت والأحد والثلاثاء والأربعاء هذه أيام الدروس الخاصة بالمتون (بدون المستوى التمهيدي، المستوى التمهيدي ينزل يوميًا). مثلاً ينزل الدرس الأول يوم السبت، الدرس الثاني يوم الأحد، الدرس الثالث يوم الثلاثاء، الدرس الرابع يوم الأربعاء. الاثنين راحة، الخميس والجمعة راحة. إن استطعت أن تسمعه في نفس اليوم خير وبركة، لم تستطع عندك إلى يوم الجمعة. السبت الذي يليه يبتدأ المتن الآخر أو نواصل، إلى آخره وهكذا.

سؤال: هل الدروس تكون مباشرة أم مسجلة؟ جواب: الدروس بعضها مباشر وبعضها مسجل. دروس المتون غالبها مسجل، حتى نتخلص من إشكالات الشبكة والانقطاع والتيار وكذا. ولكن الاستفسارات والأسئلة ستكون مباشرة. هذا ذكرني الأخ جزاه الله خيرًا. بعضهم يسأل: إذا أردت أن أسأل في الدرس ماذا أفعل؟ ستنتظر، يرسل مثلاً رابط الدرس الساعة الفلانية، ويبقى مثلاً ساعة ساعتين، ثم تفتح فقرة الأسئلة مثل هنا، ويستقبل الأسئلة والاستفسارات في الدرس الماضي، ثم يغلق. غدًا يرسل الدرس الثاني، بعد ساعة أو ساعتين يفتح باب الأسئلة والاستفسارات في الدرس الثاني، يبقى ساعة ساعتين ثم يغلق، وهكذا.

سؤال: هل يشترط حفظ القرآن؟ جواب: لا، نحن لا نشترط شرطًا كهذا. إذا كنت حافظًا للقرآن لا شك تستفيد، لكن ليس هذا مقياسًا، ليس هذا شرطنا. إنما شرطنا قلناه.

سؤال: أنا من الجزائر ومرتبط بالجامعة، هل بإمكاني التوفيق؟ جواب: بإمكانك التوفيق بسهولة شديدة. وهذا المعهد أصلاً عُقد ومن شروط تأسيسه مراعاة المشغولين. ستجد وقتاً، ألا تجد نصف ساعة في اليوم؟ تجد، حتى لو تقسمها: خمس دقائق في الصباح، خمس دقائق في العصر، خمسة، خمسة، خمسة… ثلاثون دقيقة. الدروس الغالب لا تزيد على ثلاثين دقيقة في الغالب.

سؤال: مدة الدراسة؟ جواب: راجع المنشور أو استمع للتسجيل، مدة المستوى الأول سنة دراسية واحدة.

سؤال: أنا سوداني ولكني أتعلم الفقه الحنبلي، هل تنصحني أن أتركه وأتعلم المالكي معك؟ جواب: والله أنا أنصحك قبل أن أنصحك، أريدك أن تحدد لي مستواك في الفقه الحنبلي. فإن كنت قطعت شوطًا بمعنى انتهيت من مرحلة المبتدئين أو المتوسطة، فلا أنصحك، خلاص أنت دخلت وبقيت متوسطًا في الفقه الحنبلي، واصل. وكذلك أنصحك بالاستفادة من أساسيات المذهب المالكي. لكن إن كنت مبتدئًا، فأنصحك أن تتركه تمامًا وانتقل إلى المالكي. هذه طريقة الأئمة: الدراسة على مذهب البلد. حتى لا تشوش علينا، تيجي بعدين تقول لنا: شروط الصلاة وأركانها وواجباتها، ومن نواقض الوضوء أكل لحم الجزور (وهذا من مفردات الحنابلة)، وتعمل معنا إشكالات. احنا مالناش دعوة بقى.

سؤال: هل تنشر كتب المقررات للدراسة؟ جواب: نعم، هي منشورة أصلاً، هذه المتون منشورة أصلاً. نحن فقط نأتي بنسخة PDF وننشرها.

سؤال: كل المتون فيها اختبارات؟ هل الحنابلة والشافعية والحنفية والظاهرية يختبرون في الفقه المالكي؟ جواب: نعم، كل المتون فيها اختبارات. لكن الحنابلة والشافعية والحنفية والظاهرية اعتذرنا لهم وأعطيناكم خيارين: إما أن تدرسوا معنا (الفقه المالكي) وتختبروا معنا، وإما أن لا تدرسوا هذه المتون بالذات، وادرسوا ما يوازيها من مذهبكم، وفي هذه الحالة تعفون من الاختبار الخاص بها.

سؤال: مجالس السماع والجرد هل هي خاصة بطلاب المعهد أم ستبث في القناة العامة؟ جواب: على حسب، ينظر إن شاء الله في حسب بعض المراعاة لبعض الأمور. لكن في الغالب، السماع والرواية والجرد تكون عامة.

سؤال: إذا لم أقبل لا قدر الله، هل سأعلم السبب أو هناك فرص أخرى؟ جواب: والله ليس عندنا… من الآن احفظ: إذا لم تقبل، اعلم أن السبب واحد فقط، وهو ماذا؟ وهو أنك تأخرت في التسجيل. الرابط سينزل ويتاح لعدة أيام ثم يغلق. هذا هو السبب الوحيد، ليس عندنا سبب آخر. الآن احفظوها: لم تقبل، اعلم أن السبب أنه فاتك التسجيل. طيب، أنا سجلت ولم أقبل؟ اعلم أنك سجلت وكان في تسجيلك طريقة خاطئة، فراجعها. هذا هو السبب، لا شيء غيرهما.

سؤال: هل يوجد للمعهد موقع حقيقي (مجلس) أم هو أونلاين فقط؟ جواب: والله هذا كان لما كنا في السودان. إن شاء الله لو رجعنا السودان، إن شاء الله نرجع المعهد، أصلاً هو معهد حضوري أصلاً من 2017 كان حضوريًا.

سؤال: إذا انشغل الإنسان مثلاً بأرزاقه وفاتته دروس واختبارات، ما موقفه؟ جواب: هذه الأحوال الخاصة ينظر فيها، ولا يقاس عليها، هذه قضايا أعيان كما يقول الأصوليون. وينظر فيك وفي طريقة طلبك ونحوها وفي رزقك ونحو ذلك، ويقدر كل طالب بقدره إن شاء الله.

سؤال: من شيوخك؟ أين درست؟ ما تخصصك؟ جواب: يوجد في قناتي فقرة نشرها الإخوة في السيرة الذاتية، ربما تستفيد منها.

سؤال: ماذا عن حفظ المتون؟ جواب: هذا موجود. وحفظ المتون بعد أن يقبل الطلاب ويدخلوا للقناة الخاصة، سيشرح لهم الآلية. إن كان العدد كبيرًا - ما شاء الله اليوم الآن في البث فقط وصلنا ثلاثمئة، والمسجلون ربما يفوقون الآلاف - نقسم الناس إلى مجموعات، وكل مجموعة لها مشرف أو رئيس. يعني مثلاً الخمسة، الأربعة وخامسهم هو الرئيس، يسمع بعضهم لبعض، وهذا الرئيس أو العريف يرسل نتائجهم في بوت تليجرامي، ويكون عليها التقييم.

سؤال: نرجو ترشيح متون موازية للفقه الحنبلي في وقت الدراسة. جواب: والله أعتذر، لا أريد أن نتدخل في المذاهب الأخرى. نحن نتكلم فيما نعلم. الأمر واسع، لو سألت المختصين، والمتون موجودة ومشروحة، ما شاء الله وسائل التواصل مليئة.

سؤال: هل لحضور الاختبارات يجب حضور كل مجالس الدروس، خاصة لمن هو مشغول وقد لا يحضر بعض الدروس؟ جواب: هذا يرجع إليك. المهم أنك تختبر في المتن، ثم تختبر في اختبار المرحلة. ولابد أن تنجح بنسبة معينة حتى تتأهل إلى المرحلة التي تليها. سواء حضرت الدروس في وقتها أو تسجيلاتها كلها قبل الاختبار، بعده، قبله… المهم أن تختبر وتنجح بالنسبة المرادة. وما عدا هذا نتفهم. المهم أن تجتهد بحسب ما تيسر لك. المهم نراك في الاختبار وتختبر، ويكون من نتيجة الاختبار ملاحظة أنك قد فهمت المادة. حياك الله إلى المرحلة الأخرى وهكذا. ليس هناك محاسبة هل حضرت أم لا، لأن الدروس نفسها ليست مباشرة.

سؤال: كيف أراجع؟ كيف ألخص؟ كيف أكتب؟ أنا حفظي ضعيف، أنا لا أستطيع أن أقرأ، كيف أستطيع أن أقرأ الكتاب؟ كيف أفهم؟ جواب: هذه المسائل كلها تجدونها في شرح الكتاب الأول إن شاء الله: “المدخل إلى طلب العلم”.

سؤال: ماذا لو خفنا من الفتور يا شيخ؟ جواب: أيضًا تجدون الجواب عنه في الكتاب الأول “المدخل إلى طلب العلم”. الجواب على هذه الإشكالات، فيه مبحث في الإشكالات منها هذا: الفتور، والنسيان، وعدم التركيز، إلى آخره.

سؤال: هل سندرس كتبًا من كتب السلف؟ جواب: أكيد بلا شك. وهذا المعهد بالذات هذه من مميزاته أن فيه من دراسة كتب السلف ما قد ربما لا أقول لا يوجد لكن لا يتيسر لك أصلاً. يعني نحن درسنا من كتب السلف في الدفعات الماضية إلى اليوم ما يقارب المئة، أكثر من مئة كتاب. هذا فقط في مجالس السماع والرواية ومجالس الجرد. أما المتون فهي متون معروفة. نعم، ستجد من الكتب ما لا يدرس إلا هنا. أي نعم، أقول لك بكل صراحة، بل تجد من كتب السلف ما يمكن أن يذموك ويسبوك ويشتموك إذا جئت باسمه فقط، فضلاً عن أن تدرسه. الحمد لله سندرسها ونكررها.

سؤال: ماذا عن المستوى الثاني؟ كيف سيكون؟ جواب: إذا تخرجت من المستوى الأول بمراحله كلها، تتأهل إلى المستوى الثاني، وهو مستوى أعلى قليلاً، أشد وأصعب، ونفس الطريقة لكن بصورة أدق وأشد، ومتون أكبر، إلى آخره.

سؤال: هل يمكن سماع التسجيلات لصعوبة الحضور المباشر؟ جواب: أصلاً هي ليست مباشرة، هي تسجيلات تنزل. مثلاً يوم السبت نزل الدرس الأول، يبقى متاحًا إلى ما شاء الله، تستمع إليه متى تشاء.

سؤال: هل هناك تسجيل للحضور؟ جواب: ليس هناك تسجيل للحضور. فقط ينزل الدرس، استمع في أي وقت. ينزل الاختبار، اختبر. ثم تتأهل إلى الذي يليه، وهكذا.

سؤال: هل الإجازات معتمدة؟ جواب: ما أدري ماذا تقصد بـ “معتمدة”. هل تقصد معتمدة أنها مثلاً مختومة من جهة رسمية؟ الجواب: لا. مختومة من أخوكم في الله فقط. هي إجازة علمية لكن ليست دبلومًا ولا بكالوريوس ولا حتى موقعة من جهة رسمية. هي إجازات بالسند المتصل، وهذا كافٍ في باب الرواية العلمية.

سؤال: هل الفترة (السنة) تضم كم مستوى؟ جواب: ذكرنا هذا، هي للمستوى الأول بمراحله. ارجعوا إلى التسجيل لما ينزل إن شاء الله.

سؤال: هل هناك تكملة معك يا شيخ بعد الدورة؟ جواب: أنا أصلاً هذا شغلي. ننتهي من هذه الدفعة ندخل في الدفعة الأخرى، ننتهي من هذه ننتهي من المستوى الأول وندخل المستوى الثاني ثم نعيده، وهكذا.

سؤال: لماذا خصصت المذهب المالكي بدل الفقه المقارن وترجيح الأقوى دليلاً؟ جواب: هذا السؤال يحتاج إلى تأصيل حتى نجيبك عليه. فأنصحك بالدراسة معنا وتنظر في المتون التي هي مقدمات التفقه، ستجد الجواب مفصلاً. لأن الجواب نفسه مبني على مقدمة خاطئة، لابد أن تفكك وتصحح ثم تعرف الجواب.

سؤال: كيف يكون ضبط المتون؟ جواب: هذا أيضًا، كل هذه الأسئلة يا إخوة متعلقة بكيفية الطلب، كلها لها كتاب “المدخل إلى طلب العلم”، تجدون الجواب بتفصيل شافٍ وكافٍ.

سؤال: هل يمكن دراسة المذهب الحنبلي مع المذهب المالكي؟ جواب: لا يا أخي، أنا حتى المالكي ربما لا أقوى عليه. تريد أن تدرس معي الحنبلي؟ أنت ادرس وبعدين أنا أدرس عندك إن شاء الله نستفيد.

سؤال: هل تتمكن من تعليم متن لقريبنا بعد الدورة؟ جواب: ستتمكن إن شاء الله إذا انتهيت من تعليم المتن أن تعلمه لأقاربك وتخرج به طلاب علم إن شاء الله.

سؤال: هل يمكن الجمع بين العلم الشرعي والدنيوي (زي دراسة الطب)؟ جواب: أصلاً السؤال غلط. لا تعارض أصلاً بين هذا وهذا حتى نسأل: يمكن الجمع؟ وإنما حصل خلل عندنا وصلنا إلى هذا الغلط. هناك لقاء أو محاضرة ربما تفيدك بعنوان “طالب العلم والتوازن”، ومحاضرة ثانية بعنوان “طالب الطب والعلم الشرعي” (وهذه ليست خاصة بالطب لكن تصلح للطبيب والمهندس وغيرهم).

سؤال: كيف تكون الاختبارات عن بعد؟ جواب: ستكون قوائم اختيارات من نماذج جوجل الإلكترونية.

سؤال: هل يمكن التسجيل مرتين إذا أدخلت البيانات خطأ؟ جواب: ما هو أصلاً إذا سجلت خطأ لن يكمل معك التسجيل. لن يكمل إلا أن تسجل صحيحًا. إذا أعادك التسجيل، راجع بياناتك، تجد أن ما يوجد فيه خطأ تجد عليه علامة حمراء كما هي طريقة جوجل.

سؤال: أنا أدرس النحو الصغير ولا أريد التشتت عند دراسة الآجرومية، فهل يمكن تخطي هذا؟ جواب: النحو الصغير ما هو إلا إعادة إخراج للآجرومية مع بعض الزيادات والتهذيبات. ولكن انتبه، إن لم تدرس الآجرومية مطلقًا فلابد أن تدرسها، على الأقل أن تمر على المتون المعتمدة وتعرف طريقة الأئمة والعلماء، وستستفيد أكثر بإذن الله.

سؤال: كيف يتفوق طالب العلم؟ جواب: يتفوق طالب العلم بأن يعرف كيف يتفوق. تجده في “المدخل إلى طلب العلم”، الجواب لمثل هذه الأسئلة.

سؤال: أنا مذهبي حنبلي، كيف أدرس معك؟ جواب: لا تدرس معنا (الفقه المالكي). عندك خياران: إما أن تدرس معنا المذهب المالكي وحياك الله، ثم تواصل (هي مختصرات فقط)، أو أن تنسحب من هذه المتون المالكية وتقول: أنا حنبلي وسأدرس في المذهب الحنبلي… إلخ. ولا بأس. يعني فقط تنسحب من هذه المتون حتى لا تتشوش في مذهبكم. فلا بأس، وتواصل معنا بقية الدفعة، لا بأس.

سؤال: هل يشترط أن أكون درست متونًا علمية سابقة؟ جواب: لا يشترط. لو درست المتون كل العلوم الشرعية سابقًا لا يشترط، لو لم تدرس شيئًا لا يشترط، لو كنت أستاذًا دكتورًا لا يشترط، لو كنت غفيرًا لا يشترط. كل هذه لا ينظر إليها.

سؤال: كم الزمن المطلوب في اليوم من الساعات؟ جواب: هذا الزمن تحدده أنت. نحن سننزل الدروس لمدة أربعة أيام في الأسبوع، والدرس ربما لا يتجاوز نصف ساعة يزيد قليلاً أو ينقص قليلاً. ثم أنت وشأنك، تستمع إليها كلها في يوم واحد، تقسمها على مدار الأسبوع، تسمعها بنفس اليوم… هذا يرجع إليك أنت. والمعهد كما قلنا يراعي الانشغال حتى يتيسر للجميع طلب العلم.

سؤال: هل هناك فقه دليل؟ جواب: هذا أجبنا عنه سابقًا وقلنا إن هذا السؤال مبني على مقدمة خاطئة. سجل في المعهد وادرس وستعرف ما الإشكال في هذا السؤال، وما الصحيح، وما هو معنى فقه الدليل… إلى آخره.

سؤال: هل الإجازات تسمح بالتدريس في الحلقات؟ جواب: الإجازة العلمية بالسند هي شهادة لك بالأهلية في رواية هذا الكتاب وتلقيه، أما التدريس فيعتمد على مدى فهمك وتمكنك أنت، وعلى إذن الجهات المسؤولة في بلدك إن كان الأمر يتطلب إذناً.

سؤال: هل الكتب الموجودة في القناة هي المعتمدة حتى ننسخ منها نسخة ورقية؟ جواب: لا، لا أنصحك بأن تنسخوا نسخًا ورقية إلا بعد أن تنزل النسخة المعتمدة في القناة الخاصة بالدروس. يقال: هذه هي النسخة المعتمدة. فإن لم توجد في الأسواق فالنسخة الفلانية تقوم مقامها، وهكذا. لا تستعجلوا. هناك نسخ أيضًا معدة سابقًا في الدفعات السابقة التي كانت حضورية، كنا نطبع المتون بطريقة معينة بحيث أن الطالب يستفيد منها (قلة المال، يطبعها في مذكرة) وأيضًا يستفيد منها توفير الورق (يكتب على نفس المتن). من أراد أن يطبعها بهذه الطريقة، نرسل له هذه النسخة الخاصة. لكن من يتابع بالـ PDF ينتظر النسخة التي سنرسلها.

سؤال: هل يصلح التسجيل لمن سيبدأ في تعلم العلم الشرعي لأول مرة؟ جواب: أصلاً هذا المعهد لهذا. لمن بدأ ولمن لم يبدأ ولمن قطع في العلم شوطًا. هكذا هو. يصلح للمبتدئ من الصفر وتحت الصفر، ويصلح للمتقدم، ويصلح للمتوسط.

سؤال: ما نصيحتكم لنا يا شيخ؟ جواب: الآن نحن نحتاج نصيحة واحدة فقط: هي أن تلتحقوا بهذا المعهد. ثم نتناصح جميعًا بتقوى الله والعمل الصالح والصبر على البلاء… إلى آخر النصائح المشهورة عند السلف.

سؤال: إذا أنا درست المستوى الأول هل يمكن الإعادة؟ جواب: لك الإعادة. من درس المستوى الأول… هناك من الطلاب من تخرجوا معنا، هذه الدفعة هي الدفعة التاسعة. أنا أعرف بعض الطلاب والطالبات كرروا معنا جميع هذه الدفعات والآن ينتظرون هذه الدفعة ليكرروا. المكرر أحلى، والتكرار يعلم الشطار. لك أن تكرر كما شئت وكيف شئت.

سؤال: هل سنفهم اللهجة السودانية أم تحدثنا بالفصحى؟ جواب: لا لا، سأحدثكم بالفصحى. أحدثكم بالفصحى إلا إذا جاء وقت النكت والاستطراد والطرافة، ربما أتحدث مرة بالمصرية ومرة بالسورية ومرة بالسعودية ومرة بالسودانية. وأحياناً ربما بالإنجليزية وربما أحيانًا بلغات أخرى… كلام فارغ يعني. فلا تخشَ شيئًا، لا تخشَ من اللغة.

سؤال: الغرض من المعهد هو التخصص والتوسع في العلوم أم التأصيل والتأسيس فقط؟ جواب: كلاهما موجود. لكن بالنسبة للمستوى الأول، أكيد لن يكون هناك التخصص والتوسع بالمعنى المشهور (التعمق وقراءة أكثر من كتاب في مادة واحدة في مسألة واحدة). لكن سيكون هناك خطة منهجية مرسومة يستطيع الطالب أن يسير فيها بنفسه، وجد شيخًا أو لم يجد. وهذا أيضًا مما يميز هذا المعهد، وهذه الميزة قد لا توجد في غيره.

سؤال: شخص كان شيعيًا ثم تاب إلى الله حديثًا ولا يعرف شيئًا إلا أن أهل السنة والجماعة هم على حق، هل تنفع له الدورة؟ جواب: إن كان يريد أن يصير طالب علم، عنده هذه الرغبة حقيقية ملحة، سينفعه بلا شك. أما إذا أراد أن يتعرف على الإسلام ونسيه، فلن ينفعه، ربما يضره. فليذهب إلى المعاهد التي تعتني بمثل هذا النوع.

سؤال: هل هناك حفظ قرآن؟ جواب: لا، حفظ القرآن لا أحبذه في مثل هذه المعاهد (التأصيلية العامة). نعم هناك معاهد مختصة به، لهم آلية معينة ودراية وخبرة في كيفية المتابعة عن بعد ونحو ذلك، اذهب إليها. لكن هنا نحن لا نستطيع.

سؤال: هل هناك كتاب أدرسه قبل البداية في المعهد؟ جواب: والله لا أنصحك. إن كنت تريد أن تقرأ، فاقرأ في الكتب التي تتحدث عن فضل العلم عمومًا فقط.

سؤال: ما هو أفضل مذهب؟ جواب: هذا سؤال خاطئ. أفضل مذهب (للدراسة المنهجية) هو مذهب بلدك. إذا كنتم شافعية فالمذهب الشافعي، كنتم مالكية فالمذهب المالكي، وهكذا.

سؤال: هل ستكون الدراسة حضوري أم فقط عن بعد؟ جواب: حاليًا هي عن بعد فقط.

سؤال: هل المعهد مجاني؟ جواب: نعم، معهد التأصيل العلمي بجميع دفعاته، في أي مكان وزمان، الذي أقوم عليه أنا، مجاني تمامًا. فقط نستقبل التبرعات لمن أراد، لكن المعهد مجاني تمامًا مئة بالمئة. وأي واحد يقول كلام غير هذا فنحن بريئون منه الآن ويوم القيامة خصيمنا.

سؤال: هل المعهد مناسب لمن يريد تصحيح تعبده فقط؟ جواب: لا، غير مناسب. يخرج ويذهب إلى المعاهد التي تصحح تعبده والمعاهد الثقافية (مثل منصة زادي وغيرها).

سؤال: ما الفرق بين المذهب المالكي والحنبلي؟ أليس فقط في الفقه أم العقيدة فيها فهم سوى؟ جواب: هم في العقيدة سواء (أهل السنة). وفي الفقه، الخلاف في مسائل فرعية يسميها العلماء رؤوس المسائل الخلافية بين هذه المذاهب، وهي مسائل معدودة ليست بالكثيرة.

سؤال: ماذا يفعل من هرب من المذهب المالكي لئلا يرتبط بعلمائه الأشاعرة؟ جواب: ومن قال لك إن هذا يربطك بالعلماء الأشاعرة؟ اعلموا يا إخوة دائمًا أن باب الاستفادة أوسع من باب الاعتقاد. يستفاد من كل بر وفاجر، من مؤمن وكافر… هم بمثابة من يوصل الطلب (الدليفري). وصلوا لنا الطلب وذهبوا. لا علاقة له. فكونك تترك المذهب المالكي حتى تفر من علماء الأشاعرة، مبني على تصور خاطئ أصلاً للتمذهب وللهرب من البدع ونحو ذلك. لذلك سجل في المعهد تجد مثل هذه المسائل محررة مفصلة بمتونها والحمد لله.


(ملاحظة: تم الإجابة على الكثير من الأسئلة المتكررة في ثنايا الشرح أو في أسئلة سابقة، وتم حذف التكرار الزائد مع الإبقاء على أهم الاستفسارات)

جزاكم الله خيرًا وبارك الله فيكم. نكتفي بهذا. ونلتقي معكم إن شاء الله في لقاءات أخرى. أحبكم في الله جميعًا بدون استثناء. أحبكم الله الذي أحببتمونا فيه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.